في ظل تسارع الأحداث الإقليمية، تواصل مصر تأكيد مواقفها الثابتة في دعم سيادة الدول ووحدة أراضيها، وتجلى هذا الموقف بوضوح منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023، وما تبعه من تصاعد وتيرة الصراعات في المنطقة، حيث حافظت مصر على موقفها الراسخ الداعم لوحدة الدول وسيادتها.

تطورات الوضع في سوريا

وعلى مدار الأيام الماضية، أجرت مصر اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن تطورات الوضع في سوريا، وأكدت مراراً دعمها عملية سياسية شاملة بملكية وطنية سورية، تلبي طموحات الشعب السوري، وتحفظ استقرار سوريا وأمنها وسيادتها على كامل أراضيها.

من جانبه، أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر والأردن تتمتعان بعلاقات قوية ومتينة على المستويين السياسي والشعبي، تعززها شراكة استراتيجية وتنسيق مستمر بين قيادتي البلدين، مشيرا أن هذه العلاقات تنعكس في المواقف المشتركة تجاه القضايا الإقليمية، ومن أبرزها التعاون لدعم الاستقرار في سوريا.

وأضاف بدر الدين لـ صدى البلد، أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية حول سوريا، الذي عُقد في مدينة العقبة بالأردن، يُعد خطوة محورية في تعزيز التعاون العربي، مشدد الاجتماع على ضرورة وقف العمليات العسكرية في سوريا، ودعم الشعب السوري في تقرير مصيره، مع إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.

وأوضح أن التحديات الإقليمية الحالية، مثل تصاعد التوترات في غزة ولبنان، والأوضاع المعقدة في سوريا، تستدعي تنسيقًا أكبر بين مصر والأردن، هذا التعاون يهدف إلى مواجهة الأزمات المشتركة والحفاظ على استقرار المنطقة من خلال تعزيز الجهود الدبلوماسية والعمل العربي المشترك.

في هذا السياق، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، اعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

وأشار المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، حيث أكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الزعيمين أكدا في هذا الصدد الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني قد تناولا تطورات الوضع في سوريا، حيث شدّدا على أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفًا، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.

كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، حيث أكدا الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس اللأمن رقم ١٧٠١، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق، ورفضهما أي اعتداء عليه، وضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسئولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة، وتضمن اللقاء الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبية لطموحات الشعبين الشقيقين.

وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مصر اليوم، ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي في وقت حاسم يشهد فيه الشرق الأوسط تحديات كبيرة تتطلب تنسيقا بين البلدين في ظل الأزمات الإقليمية التي تمر بها المنطقة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن التوافق بين الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني حول القضية الفلسطينية يؤكد الدور القيادي لمصر والأردن في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني برفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين، مشيرا إلى أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح «فرحات»، أن المباحثات المصرية الأردنية حول الأوضاع في سوريا ولبنان جاءت في إطار تعزيز الأمن الإقليمي والحفاظ على وحدة الأراضي العربية وأن دعم مصر والأردن للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها يشكل جزءا من التزامهما بتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويعكس الموقف العربي الموحد في مواجهة التدخلات الخارجية، لافتا إلى أن تأكيد الرئيس السيسي والعاهل الأردني على ضرورة احترام سيادة لبنان وأمنه، ورفض أي اعتداءات عليه، يؤكد الحرص المشترك على استقرار لبنان.

وأضاف أن العلاقات المصرية الأردنية كانت ولا تزال نموذجا للتعاون المشترك بين الدول العربية، حيث يشترك البلدان في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يعكس عمق الروابط بين الشعبين المصري والأردني، وهذه الزيارة تسهم في تدعيم التنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأمن الإقليمي، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية، ومصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسعى بشكل مستمر لتعزيز الشراكة مع الأشقاء العرب من خلال عقد الاجتماعات الثنائية والقمم المشتركة، وهو ما يعكس السياسة الخارجية الحكيمة لمصر في حفظ الأمن القومي العربي، مشددا على أن الزيارة تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتؤكد على أن مصر والأردن هما ركيزتان أساسيتان في دعم الأمن القومي العربي، ويجب البناء على هذه العلاقات المتميزة لتحقيق المزيد من التعاون والتكامل العربي في المستقبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر سوريا الأردن دعم سوريا المزيد مصر والأردن فی المنطقة فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل ينحني السيسي لعاصفة التغيرات الإقليمية ويستجيب لمطالب المعارضة؟

في الوقت الذي ظهرت في جماعة ثورية تدعو للتغيير المسلح لنظام الحكم في مصر على الطريقة السورية، ظهرت دعوات مناهضة لتلك الفكرة مؤكدة أن مصر ليست سوريا، وداعية رأس النظام عبدالفتاح السيسي، للاستجابة لمطالب المعارضة، وتخفيف القبضة الأمنية، وفتح المجال العام، والإفراج عن المعتقلين، حتى لا تصل القاهرة إلى السيناريو السوري.

وأعلن المعارض المصري المقيم في سوريا، صاحب هاشتاغ "جاك الدور يا ديكتاتور"، أحمد حماد المنصور، السبت، تشكيل "حركة ثوار 25 يناير"، بهدف إسقاط السيسي وهو ما أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومتحفظ ومتخوف ومعارض لهذا التوجه.

وأعلن الناشط أحمد دومة، رفضه هذا التوجه، قائلا: "معركة 25 يناير أصلا هي التخلص من حكم المسدس، لا تغيير هوية حامله".


وفي السياق، أكد الناشط شادي الغزالي حرب، على ضرورة التغيير السلمي، قائلا: "ثورة يناير وميدان التحرير هيفضلوا في ذاكرة العالم كله رمز للتغيير السلمي، ماحدش هيقدر يغير الحقيقة دي، سواء أعداءها أو المتمسحين بيها".



وكتب الصحفي سليم عزوز، قائلا: "الذي يدعو لثورة مسلحة في مصر لا يعرف مصر"،  مضيفا: عبر "فيسبوك": "والذي يعتقد أنه يمكن استنساخ نموذج حميدتي في مصر لا يعرف مصر"، مؤكدا أن "الذي يتصور أنه ساعة الجد سيجد اتحاد القبائل وذراعه السياسي (الحزب الجديد) يقوم بأدوار الشرطة أو الجيش في الشارع، لا يعرف مصر".

وتابع: "لست قلقا من العرجاني، (رئيس اتحاد قبائل سيناء) أو من مليشيات البلطجية، فأكثر ما يقلق على مصر، هو حكم من ضلع أعوج... ".



"نداء صباحي وأمنية ساويرس"
وطالب السياسي المصري حمدين صباحي، السيسي، بالإفراج عن كل سجناء الرأي، محذرا إياه مما يجري في "عالمنا العربي تحولات عميقة وخطيرة"، مؤكدا أن "مواجهة الأخطار القائمة في الإقليم والمنطقة يأتي من اللحمة الوطنية عبر سيادة الدستور والقانون، وفتح المجال العام عبر الآليات الديمقراطية الدستورية، وبالحرص الواعي من الشعب والدولة على الوحدة الوطنية التي تحصن مصر وتصون أمنها واستقرارها".



وعبر صفحته بموقع "إكس"، أثار الملياردير نجيب ساويرس الجدل بتعليق على تصريح لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حول الملف السوري بالاجتماع الوزاري العربي في الرياض.

عبد العاطي قال: "يجب إعلاء المصلحة الوطنية"، وأكد أن "مصر تدعو لعملية سياسية شاملة في سوريا دون إقصاء لأي طرف، وإفساح المجال للقوى السياسية الوطنية أن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية".

وهو ما علق عليه ساويرس بالقول: "وفي مصر كمان نرجو ذلك".

و في مصر كمان نرجو ذلك ...https://t.co/atlBbCHpcW — Naguib Sawiris (@naguibsawiris) January 12, 2025

"المؤامرة والأحمق"
وتحت عنوان:"المؤامرة"، أشار رئيس تحرير صحيفة الأهرام الأسبق، عبدالعظيم حماد، إلى وجود منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تحذر من المؤامرة المستمرة لتركيع مصر، وبعضهم  يحذر من التقسيم"، مؤكدا أن الخطر ليس خارجيا بل بسبب الخطايا والجرائم الداخلية.

وتساءل: "إذا كنتم تقصدون إسرائيل؟، فقد وصفت مبارك بأنه كنز استراتيجي لها وكانت بعد ذلك أفضل محامي للنظام الحالي؟، وإذا كنتم تقصدون الولايات المتحدة؟، فما الخطر الذي تمثله مصر على مصالحها منذ تفاهمات السادات كيسينجر؟".


وتابع تساؤلاته: "وإذا كنتم تتحسسون رؤوسكم بسبب رأس الذئب السوري الطائر؟، فليست المؤامرة الخارجية هي التي أسقطت تلك الرأس، بل العكس فقد كان ذلك النظام يعيش فقط بفضل الحماية الخارجية".

وخلص للقول: "ولكن السبب هو الخطايا والجرائم الداخلية التي جعلت الشعب عدوا لحكامه والحكام أعداء لشعبهم"، خاتما بالحكمة القائلة: "لا يبلغ العدو من أحمق ما يبلغه الأحمق من نفسه".



وفي مقابل تلك الدعوات، يواصل النظام قراراته المثيرة للجدل والخانقة للمجال العام، مع استمرار حبس المعارضين والتضييق على المعتقلين والتعامل الأمني الغليظ مع كل صاحب رأي.

وفي سياق التضييق، وافق مجلس النواب المصري الاثنين، على منح النيابة العامة سلطة إصدار أوامر بضبط أو مراقبة أو الاطلاع على وسائل الاتصال ومنها الحسابات على السوشيال ميديا أو الإيميلات أو الهواتف المحمولة.

ذلك الجدل يأتي في الوقت الذي يتوجس فيه السيسي، وأجهزته الأمنية من نتائج الغضب الشعبي المتفاقم مع اقتصاد البلاد المتردي، ومعاناة أكثر من 107 ملايين مصري في الداخل من الفقر والتضخم مع أزمات دين خارجي يفوق 155 مليار دولار، وتراجع دراماتيكي لقيمة العملة المحلية، بجانب حملات القمع الأمني، واستمرار اعتقال أكثر من 60 ألف معارض.

والسؤال: "هل ينحني السيسي لعاصفة التغيرات الإقليمية وخاصة الحادثة في سوريا منذ فرار بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي وتولى رئيس هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الإدارة الجديدة، ويحقق السيسي بعض مطالب المعارضة المصرية؟".

"ليست انحناء بل مسؤولية"
وفي رؤيته، قال السياسي المصري والبرلماني السابق المحامي عاطف عواد، إن "الاستجابة لمطالب الجماهير، وتخفيف القبضة الأمنية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وفتح المجال السياسي، وكذلك التعاطي مع التحديات الإقليمية؛ ليست انحناءا بل هي مسؤولية سياسية لأي حاكم  يريد استقرار الدولة".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "تلك مطالب مشروعة للمؤيد والمعارض للحفاظ على تماسك الدولة".

وعن التجربة السورية، فيرى عواد، أنه "من المبكر الحكم عليها"، مشيرا إلى أن "الثورات لا تُستنسخ؛ ولكن على مصر أن تقوم بالدور المنوط بها في التحول السياسي الذي يحدث في سوريا بحجم وقدر مصر بالمنطقة وعدم ترك الساحة لتركيا لتكون اللاعب الرئيسي بسوريا".

وأضاف: "أيا ما كان شكل الحكم هناك فالسياسة تحتم علينا ألا نترك دول الجوار يعاد رسم خريطتها السياسية في غيبة مصر، وإذا كانت الوحدة مع سوريا بالسابق قرارا سياسيا وتنسيق حكومات، فبعد استضافة السوريين في مصر استضافة الأخوة وليست إستضافة اللاجئين بات مطلبا شعبيا للسوريين التقارب مع مصر".

وشدد على ضرورة أن "يستثمر الساسة في مصر هذا الزخم لتكون الأيادي المصرية فاعلة في إعادة الإعمار، وأيضا في بناء المؤسسات ومدهم بالخبرات المصرية بكل مجال".

وختم مؤكدا على أن "لمصر خصوصيتها؛ والإصلاح السياسي الحقيقي في تصوري أفضل من التغيرات الدراماتيكية".

"لن ينحني السيسي للعاصفة".
كانت تلك إجابة السياسي والحقوقي المصري الدكتور أشرف عبدالغفار، على سؤال "عربي21"، وأضاف: "بل كما يرى الجميع فهو يزيد من قبضته الأمنية وكأنه يسعى لتفجير الموقف دون أن يدري".

وأكد أنه "لكي نفهم نفسية السيسي، وأمثاله، لابد أن نعود لما فكر فيه فرعون حينما قال: (أنا ربكم الأعلى)، فهي هنا حتى ولو لم تقال باللسان فهي بالأفعال، مثل: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، والإحساس بالعظمة في: (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)، فقد كتبت على جدران قصر لو أنفقت الأموال التي ضاعت فيه ما ضاعت مصر ولا ضاع شعبها في جوع وفقر ومرض وعوز".

وقال: "من هنا نفهم أن هؤلاء الحكام إذا وصل بهم الأمر لهذه المرحلة لن يقتنعوا أبدا أنهم قد يموتون مثلا أو يُخلعون من مناصبهم، بل يظن أن كل شئ سينتهي لصالحه، ولا يمكن لكائن من كان أن ينزع منه سلطانه، ولا ننسى يوم أن قال مبارك: (خليهم يتسلوا)".

ويعتقد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أن "التغيير لن يأتي بطلب من الشعب أو المعارضة الوهمية للسيسي"، مؤكدا أنها "معارضة لا قيمة لها، فكلهم يقومون بدور الديكور المسموح به من السيسي نفسه".

ويرى أن "التغيير يأتي بتهديد يفزع السيسي، ويضطره للخروج من المشهد، أما بضغط خارجي ممن أتوا به أن دورك قد انتهى، ولا مكان لك بعد الآن؛ وأظن أن هذا سبب انزعاجه الشديد مما يحدث في سوريا".

وتابع: "أو أن ينقلب عليه الجيش لأسباب؛ إما بتوجيه من الخارج أو خوفا من فقدان كل شئ، فيتم التضحية به بدلا من التضحية بمكانة الجيش نفسه".

وواصل: "أو عبر حراك شعبي قوي يجبر الجميع على التنازل عما وصلوا إليه من مناصب وما ارتكبوا من جرائم فساد وتدمير للوطن".

ويرى أن "دعوة الشعب للخروج على السيسي، هي الأفضل والأصدق والأكثر فائدة لمصر"، مؤكدا أننا "لا نحتاج حاكما يأتي به الغرب لمصلحته ومصلحة إسرائيل، وكفى ما نحن فيه ورؤيتنا لغزه وهي تذبح ولا نستطيع فعل شئ لأهلنا".


وأضاف: "وكذلك الغرب بعدما توحش أصبح حينما يبحث عن مصلحته لا يراعي  حتي ولو هامشا يفيد أصحاب البلد"، مبينا أنه "لا نريد أيضا، الجيش لنكرر ما حدث لمصر منذ 1952 وما تلاها حتى الآن، لا نريد للجيش سوى القيام بواجبه وزيادة قدراته العسكرية والتفرغ تماما لمواجهة أعداء الوطن والأمة".

وخلص في قراءته للقول: "نريد ثورة شعبية تأتي برجل مصري من أبناء مصر المدنيين المحبين لبلدهم، وعليه من الرقابة ما لا يسمح بتكرار مأسي هذا الوطن الكريم، والذي يكاد أن يضيع بسبب السيسي والعسكر والسيطرة الخارجية".

"في غنى عن هذا"
وأعرب الكاتب محمد عبدالشكور، عن أسفه، قائلا: "للأسف لابد أن نعرف أن النظام لن يتغير بسهولة"، مضيفا في حديثه لـ"عربي21": "وأنا ضد أي ثورة مسلحة أو استخدام العنف"، مؤكدا أن "مصر ليست سوريا، والجيش المصري ليس الجيش السوري، فمصر جيشها من كل أطياف الشعب لا علاقة له بتيار أو حزب أو قبيلة".

وأعرب عن أمنيته بأن "يفتح النظام باب الحريات الاجتماعية والسياسية حيث يستطيع الشعب التعبير عن نفسه واختيار حاكمه دون تعرض الوطن لأي مشكلات نحن في غنى عنها".

"ظهور أفاد النظام"
من جانبه، قال الكاتب الصحفي سيد أمين، لـ"عربي21": "دعنا أولا نقدر تأثيرات ظهور أحمد المنصور، والفيديو الأخير الذي بثه، ويحمل إيحاءات بنقل المعارضة السلمية إلى معارضة مسلحة".

وأضاف: "في اعتقادي أن هذا الفيديو أفاد النظام في مصر بشكل كبير جدا لدرجة أنني أعتقدت أن المنصور هو أحد رجاله، وذلك لأن النظام كان يسعى منذ 2013 إلى البرهنة على أن معارضته هي معارضة مسلحة، وسط نفي متكرر منها".

وبين أن "فيديو المنصور، جاء ليحيي هذا الإدعاء، ويضمن الدعم الداخلي الذي عادة ما يرفض فكرة الاقتتال وينحاز للسلطة حتى لو كانت سلطة احتلال، وأيضا الدعم الغربي القوي لكونه يسعى للحيلولة دون تكرار المشهد السوري في مصر".

ويعتقد أنه "إذا كان الأمر كله مصطنعا فلا حاجة للنظام للرضوخ للمطالب الغربية أو الداخلية؛ خاصة وأنه يعلم أن الغرب يتحدث بلسان مغاير تماما لما يفعله، حيث الانتقاد علنا والدعم المالي والسياسي والعسكري سرا".

ويرى أمين، أنه "إذا ما كان الأمر غير مصطنعا؛ والغرب يعلم ذلك، فالغرب هنا سيكون أشد تمسكا بنظامه ككل مهما كانت الكلفة، لكنه قد يسعى لتغيير الأشخاص".

وخلص للقول: "وسط ذلك كله فالأمر ملتبس؛ والنظام لا يعير بالا بالضغط الداخلي، لأنه يعرف حدوده ووسائله، فقط يهمنا فهم موقف الغرب منه".

"برفضه السلمي يغذي المسلح"
ويرى رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام الإعلامي المصري قطب العربي، أن "النظام المصري يسير حتى الآن عكس اتجاه رياح التغيير في المنطقة، ففي الوقت الذي توقع فيه الكثيرون خلال الشهور الماضية سواء قبل انتصار الثورة السورية وبالأخص بعدها أن يقدم النظام على إجراءات إصلاح وانفتاح سياسي".

العربي، أوضح لـ"عربي21"، أن "تلك الإجراءات مثل الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين خاصة النساء وكبار السن والمرضى، ومثل فتح المجال الإعلامي والسماح بتعدد الآراء، والسماح بحرية التعبير، إلا أنه ذهب في الاتجاه المعاكس بفرض تشريعات جديدة تتضمن المزيد من القيود على الحريات مثل قانون الاجراءات الجنائية وقانون المسئولية الطبية".


وأشار إلى تناقض النظام المصري بقوله: "لقد وجه وزير خارجية السيسي النظام السوري الجديد إلى عملية سياسية شاملة لا تُقصى أحدا من مكونات المجتمع السوري، في الوقت الذي لا يزال النظام المصري نفسه يمارس الإقصاء والتهميش لقوى سياسية عديدة، وحين يدعو لحوار فإنه يقصره على جزء من فريق (30 يونيو)، وليس كل المنتمين لها، ناهيك عن رافضي 30 يونيو وما أنتجته من انقلاب عسكري".

ومضى يؤكد أن "النظام المصري يخالف السنن الكونية في ضرورة التغيير، والشعب المصري وقواه السياسية تريده تغييرا سياسيا سلميا، لكن النظام يرفض هذا التغيير السلمي، وهو بذلك يغذي لدى البعض فكرة التغيير المسلح، لأنه يدرك أنها طريقة مرفوضة من الشعب المصري، وبالتالي فهو يغري بها البعض حتى يقعوا في الفخ، ويصبحوا في مواجهة مع الشعب، وساعتها يجد النظام فرصته لتجديد سنوات حكمه".

وخلص للقول: "إذا كان هناك من لا يزال يؤمن بحق الشعب في العيش والحرية والعدالة والكرامة، ومن لا يزال يؤمن بضرورة تجنيب الوطن فوضى لا يعرف أحد مداها فعليه أن يتحرك لتحقيق مطالب الشعب بشكل آمن".

مقالات مشابهة

  • أحزاب: مصر دورها مشرف في دعم القضية الفلسطينية وحل الأزمة بغزة
  • كاتب صحفي: اتصال بايدن بالرئيس السيسي يحمل الكثير من المعاني
  • هل ينحني السيسي لعاصفة التغيرات الإقليمية ويستجيب لمطالب المعارضة؟
  • رئيس تشاد يؤكد السيسي حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر
  • الرئيس السيسي يؤكد لـ«ديبي» دعم مصر لأمن واستقرار تشاد
  • السيسي يؤكد دعم مصر لأمن واستقرار تشاد
  • الأردن: الفرصة مواتية للحفاظ على وحدة واستقرار سوريا
  • أيمن محسب: الجهود المصرية لإنهاء الحرب على غزة تعكس دورها المركزي في القضايا الإقليمية
  • برلماني: جهود مصر لإنهاء الحرب على غزة تعكس دورها في القضايا الإقليمية
  • الاتحاد الأوروبي يحدد شروط رفع العقوبات عن سوريا والأردن يصدر قرارات جديدة للعائدين