على أرض القاهرة .. مصر والأردن يجمعان الصف العربي لدعم سوريا واستقرار المنطقة
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
في ظل تسارع الأحداث الإقليمية، تواصل مصر تأكيد مواقفها الثابتة في دعم سيادة الدول ووحدة أراضيها، وتجلى هذا الموقف بوضوح منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023، وما تبعه من تصاعد وتيرة الصراعات في المنطقة، حيث حافظت مصر على موقفها الراسخ الداعم لوحدة الدول وسيادتها.
وعلى مدار الأيام الماضية، أجرت مصر اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن تطورات الوضع في سوريا، وأكدت مراراً دعمها عملية سياسية شاملة بملكية وطنية سورية، تلبي طموحات الشعب السوري، وتحفظ استقرار سوريا وأمنها وسيادتها على كامل أراضيها.
من جانبه، أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر والأردن تتمتعان بعلاقات قوية ومتينة على المستويين السياسي والشعبي، تعززها شراكة استراتيجية وتنسيق مستمر بين قيادتي البلدين، مشيرا أن هذه العلاقات تنعكس في المواقف المشتركة تجاه القضايا الإقليمية، ومن أبرزها التعاون لدعم الاستقرار في سوريا.
وأضاف بدر الدين لـ صدى البلد، أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية حول سوريا، الذي عُقد في مدينة العقبة بالأردن، يُعد خطوة محورية في تعزيز التعاون العربي، مشدد الاجتماع على ضرورة وقف العمليات العسكرية في سوريا، ودعم الشعب السوري في تقرير مصيره، مع إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.
وأوضح أن التحديات الإقليمية الحالية، مثل تصاعد التوترات في غزة ولبنان، والأوضاع المعقدة في سوريا، تستدعي تنسيقًا أكبر بين مصر والأردن، هذا التعاون يهدف إلى مواجهة الأزمات المشتركة والحفاظ على استقرار المنطقة من خلال تعزيز الجهود الدبلوماسية والعمل العربي المشترك.
في هذا السياق، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، اعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وأشار المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، حيث أكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.
وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الزعيمين أكدا في هذا الصدد الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني قد تناولا تطورات الوضع في سوريا، حيث شدّدا على أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفًا، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.
كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، حيث أكدا الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس اللأمن رقم ١٧٠١، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق، ورفضهما أي اعتداء عليه، وضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسئولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة، وتضمن اللقاء الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبية لطموحات الشعبين الشقيقين.
وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مصر اليوم، ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي في وقت حاسم يشهد فيه الشرق الأوسط تحديات كبيرة تتطلب تنسيقا بين البلدين في ظل الأزمات الإقليمية التي تمر بها المنطقة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن التوافق بين الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني حول القضية الفلسطينية يؤكد الدور القيادي لمصر والأردن في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني برفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين، مشيرا إلى أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح «فرحات»، أن المباحثات المصرية الأردنية حول الأوضاع في سوريا ولبنان جاءت في إطار تعزيز الأمن الإقليمي والحفاظ على وحدة الأراضي العربية وأن دعم مصر والأردن للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها يشكل جزءا من التزامهما بتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويعكس الموقف العربي الموحد في مواجهة التدخلات الخارجية، لافتا إلى أن تأكيد الرئيس السيسي والعاهل الأردني على ضرورة احترام سيادة لبنان وأمنه، ورفض أي اعتداءات عليه، يؤكد الحرص المشترك على استقرار لبنان.
وأضاف أن العلاقات المصرية الأردنية كانت ولا تزال نموذجا للتعاون المشترك بين الدول العربية، حيث يشترك البلدان في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يعكس عمق الروابط بين الشعبين المصري والأردني، وهذه الزيارة تسهم في تدعيم التنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأمن الإقليمي، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية، ومصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسعى بشكل مستمر لتعزيز الشراكة مع الأشقاء العرب من خلال عقد الاجتماعات الثنائية والقمم المشتركة، وهو ما يعكس السياسة الخارجية الحكيمة لمصر في حفظ الأمن القومي العربي، مشددا على أن الزيارة تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتؤكد على أن مصر والأردن هما ركيزتان أساسيتان في دعم الأمن القومي العربي، ويجب البناء على هذه العلاقات المتميزة لتحقيق المزيد من التعاون والتكامل العربي في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر سوريا الأردن دعم سوريا المزيد مصر والأردن فی المنطقة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
النائب حازم الجندي: الموقف المصري سيظل منبراً للحشد العربي لدعم القضية الفلسطينية واستعادة حقوقه المشروعة
قال المهندس حازم الجندي، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن تواصل مصر، بقيادتها الحكيمة بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بذلت جهودها المكثفة لإنجاح المساعي الرامية إلى تثبيت الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإتمام عملية تبادل الأسرى، في إطار دورها المحوري كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.
وأكد الجندي، في بيان له، أنه منذ اندلاع الأزمة تحركت القاهرة بفاعلية عبر قنواتها الدبلوماسية، معتمدة على خبرتها العميقة في إدارة الملفات المعقدة، وساعية إلى تحقيق توازن دقيق بين ضرورات التهدئة ومتطلبات الحل العادل.
ولفت أن الدولة المصرية أكدت في كل مراحل التفاوض، التزامها بالعمل على تجنيب المدنيين ويلات النزاع، وإيجاد أرضية مشتركة تتيح الوصول إلى تسوية تضمن حقوق جميع الأطراف، في إطار احترام القوانين والمواثيق الدولية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن لمصر دور أساسي في الترتيبات المتعلقة بتبادل الأسرى، حيث حرصت على الدفع قدمًا نحو تنفيذ هذه العملية بشكل منظم وعادل، بما يضمن الإفراج عن المحتجزين وفقًا لاتفاقيات متوازنة تلبّي التطلعات الإنسانية والسياسية، مشيراً إلى أنه لم يكن التحرك المصري مجرد استجابة لحالة آنية، بل جاء في سياق نهج ثابت يعكس التزام الدولة بالعمل الدؤوب لتخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز فرص الاستقرار، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو مصالح آنية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن موقف الدولة المصرية من قضية التهجير القسري للفلسطينيين، يؤكد مجددا ثبات موقفها التي ظلت متمسكة برفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى فرض أمر واقع جديد يتعارض مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية، مشيراً إلى أن منذ اللحظة الأولى، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح عن موقف الدولة المصرية الرافض تمامًا لأي مخططات ترمي إلى تهجير السكان من أراضيهم، مؤكدًا أن مصر لن تكون طرفًا في أي ترتيبات من شأنها المساس بالحقوق الثابتة للشعوب.