نظم المعهد القومي للاتصالات، بالتعاون مع مبادرة مهندسون من أجل مصر المستدامة، احتفالية تخرج الدفعة الأولى من برنامج "سفراء الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي" بمقر المعهد في العاصمة الإدارية الجديدة.

وشهد الحفل تخرج 470 متدربًا يمثلون مختلف الفئات العمرية من الشباب والباحثين والجهات الحكومية والأكاديمية بمختلف التخصصات.



ونُظِم البرنامج في إطار بروتوكول التعاون بين المعهد والمؤسسة، واستهدف تعزيز الوعي ونشر المعرفة بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. كما ركز البرنامج على تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم في أحدث مجالات التكنولوجيا تنفيذًا لرؤية "مصر الرقمية".

وامتد البرنامج التدريبي لمدة أسبوعين، وتضمن سلسلة من المحاضرات حول عدة موضوعات تكنولوجية محورية، من أبرزها الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة، وتحليل البيانات والتعلم الآلي، والتحول الرقمي والابتكار، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز. وحاضر فيه نخبة من الخبراء والمتخصصين من أساتذة المعهد القومي للاتصالات، ولجنة التحول الرقمي والأمن السيبراني بالمؤسسة.

وحظي البرنامج بإقبال كبير، إذ تقدم للمشاركة فيه أكثر من 1500 متدرب من مختلف محافظات الجمهورية. ويُعَد تخرج هذه الدفعة خطوة مهمة نحو تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، ونواة لبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، ونشر الوعي من خلال تنفيذ الفعاليات والأنشطة داخل مختلف المحافظات عن طريق خريجي البرنامج.

وفي ختام الحفل، تم الإعلان عن إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج والتي ستشهد تعمقًا في مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة، وتوسعًا في عدد التخصصات المطلوبة بسوق العمل، مع التركيز على تنفيذ المرحلة الجديدة في جميع فروع المعهد على مستوى الجمهورية، بما يعزز من انتشار المبادرة على نطاق أوسع.

وجدير بالذكر أن المعهد القومي للاتصالات تأسس في عام 1983، وهو أحد الأذرع التدريبية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ويعمل المعهد وفق استراتيجية الوزارة لتأهيل الكوادر البشرية، مما يعزز رؤيتها لبناء مصر الرقمية. كما يلتزم المعهد أيضًا بالتميز والابتكار لسد الفجوة التكنولوجية وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.

 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

اللغة في عالم الذكاء الاصطناعي

منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بانضمام اللغة العربية إلى اللغات الرسمية لليونسكو، وذلك في الثامن عشر من ديسمبر من عام 1973م، والعالم يحتفل في هذا اليوم من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، إيمانا بأهمية هذه اللغة في التواصل الحضاري بين الأمم، والدور الذي تقوم به في نشر الحضارة الإنسانية والثقافة العربية والإسلامية وحفظها؛ ذلك لأن اللغة ليست وسيلة وحسب، بل هي حاملة لثقافة المجتمعات وقادرة على الإسهام الفاعل في بناء مجالات المعرفة والفكر ونقلها إلى العالم.

ولقد أعلنت اليونسكو أن احتفالية عام 2024 باليوم العالمي للغة العربية ستكون تحت شعار (العربية والذكاء الاصطناعي.. تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي)، بهدف استكشاف سُبل سد الفجوة الرقمية التي تواجه اللغة العربية في شبكة الإنترنت والمتمثِّلة في ضعف المحتوى الرقمي الذي لا يتجاوز (3%)- حسب تقرير اليونسكو-، الأمر الذي جعل تمثيلها الرقمي لا يعكس قوتها الثقافية والحضارية، وإمكاناتها في تحقيق التواصل الثقافي بين الشعوب، فلغة يتحدثها ما يزيد عن (450) مليون شخص، يجب أن يكون لها في الواقع الإلكتروني حضور أكثر اتساعا وتأثيرا.

إن توفُّر المحتوى الرقمي المكتوب باللغة العربية، سيقدِّم فرصا لدعم الابتكار ويسهم في حفظ التراث الثقافي، عن طريق ما يسمى بالحفظ الرقمي، والصون الرقمي وغير ذلك من الوسائل التقنية المتوفرِّة التي يمكن أن تساعد في صون التراث الثقافي ونشره من ناحية، وتمكين حماية الثقافة بل واللغة نفسها من ناحية أخرى، وتفتح المجالات والإمكانات للإبداع والابتكار في كافة المجالات؛ فالمحتوى الرقمي له أثر في دعم التوجُّه نحو استثماره في المجالات التقنية الابتكارية، التي تُعزِّز دور المبدعين خاصة الشباب لبذل الجهود في الاستثمار اللغوي والثقافي، وهذا ما دفع اليونسكو إلى دعوة الأعضاء والمشاركين في احتفالية عام 2024 بـ (شجعوا الابتكار وحافظوا على الثقافة وارسموا ملامح العصر الرقمي).

ولعل إيجاد منصات إلكترونية تسهم في تعزيز المحتوى الرقمي للغة العربية، يقدِّم المزيد من التوسُّع في مجالات الحوار والتفاهم، والتبادل الثقافي، ويُسهم في تعزيز روابط الاحترام والسلام المتبادل، فاللغة قوة ناعمة قادرة على الولوج إلى تطلعات المجتمعات، وتنِّظم قدرتها على التعاون المشترك في كافة المجالات، بل وتعظِّم إمكانات المبدعين والمبتكرين وتقدم لهم فرصا استثمارية، تُسهم في تحقيق العديد من الأهداف الإبداعية والثقافية، وتدفعهم إلى الولوج إلى واقع مجتمعهم الحضاري.

ولهذا فإن الربط بين اللغة العربية والذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى تعزيز الدور المعرفي والفكري والحضاري لهذه اللغة وحسب، بل إنه أيضا يفتح أمام متحدثيها إمكانات هائلة سواء على مستوى نشر تعليمها، أو مساهمة تطبيقاته في صون التراث الثقافي العربي والإسلامي، وحماية أصوله المعرفية، وتقديمه إلى العالم بأفضل الوسائل، أو توفيره باعتباره معزِّزا ومحفِّزا للابتكار؛ ذلك لأن البرامج التعليمية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لمتعلمي اللغة خاصة من فئة الناطقين بغيرها، كثيرة ومتعددة ومُيسَّرة، تمكِّن المستفيدين من تعلُّم اللغة والولوج إلى الثقافة العربية بعوالمها المتعددة من خلال تلك الأصول والمصادر المعرفية.

فالثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي وإمكاناته المختلفة، دفعت العالم إلى الاستفادة منه في نواحي تعلُّم اللغات، خاصة تلك اللغات ذات الهياكل النحوية والصرفية الواسعة كما هو الحال في اللغة العربية، إضافة إلى السياقات الثقافية العميقة التي تشملها والأنواع الأدبية والتاريخية التي تتضمنها، لذا فقد استفادت اللغة العربية من الذكاء الاصطناعي خاصة في مجالات التعليم، والترجمة؛ فالذكاء الاصطناعي قوة تحويلية مهمة في مجالات تعلُّم اللغات من خلال تلك الأدوات التي يوفِّرها، والتي تساعد في بناء المفردات وممارسة القواعد وتحسِّن من أنماط التحدُّث.

لقد أسهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تجويد تقنيات الترجمة والتعريب، لما تتميَّز به اللغة العربية من خصوصية في بنية الجملة وتعبيراتها الاصطلاحية المرتبطة بالمرجعيات الثقافية، إضافة إلى ما تشكِّله لهجاتها المتعددة من تحديات في ترجمتها إلى لغات أخرى أو تعريبها، فعلى الرغم من أن تلك التطبيقات ما زالت تتطلَّب رقابة بشرية ومراجعة وتدقيق، إلاَّ أنها وفَّرت أساسا يمكن الانطلاق منه، يُسهم في تيسير مهام المترجمين، بحيث يمكنهم بعده القيام بمهام التحقُّق من الترجمات ومراجعة ملاءمتها للمرجعيات الثقافية خاصة في الترجمات الأدبية.

إن العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تمكَّنت من تحقيق التحليل الصوتي للغة العربية البشرية وتفسيرها وتوليدها، بما يفتح المجالات لتحليل المشاعر والحالات النفسية للمتحدث، إضافة إلى ما توفره من تلخيص النصوص وتقديم خدمات المستفيدين الآلية، وخوارزميات التحليل اللغوي، (موفولوجيا الصوتيات، وقطبية الجمل والفقرات، وتقطيع الكلام وتسويته وتصنيف أقسامه، والتحليل الصرفي، والتحليل النحوي...)، وكذلك تحليل الآراء والمشاعر، وغير ذلك من البرامج التقنية، فهذه التطبيقات اليوم بتطورها المتسارع لم تعد مجرد أدوات للتواصل بقدر محاولتها سد الفجوات اللغوية والثقافية بين لغات العالم، الأمر الذي يُسهم في تطوير التواصل الحضاري بين الشعوب، وبالتالي التعاون الدولي.

إضافة إلى ذلك فإن هناك العديد من التطبيقات ذات البُعد الثقافي التي تستخدم (التعلُّم العميق) المعتمد على برامج معالجة اللغات الطبيعية (NLP) في المحاكاة، حيث تمت الاستفادة منها في معالجة اللغات الطبيعية في مثل (التصنيف والتقطيع والإعراب والفهم وتوليد النصوص) – بحسب دراسة مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية –؛ وقد تم استخدام الشبكات العصبية المتكررة، لتوليد نصوص عربية آليا، الأمر الذي فتح الباب للكثير من المعالجات المستحدثة لتحليل اللغة العربية، وطرائق جمعها وتمثيلها، وتحليلها، بغرض أتمتة علوم اللغة العربية، بما يعزِّز دورها الفاعل في التواصل؛ بحيث يصبح الحاسوب قادرا على أداء تلك المهام باستخدام اللغة العربية الصحيحة.

لقد أسهم التطوُّر الهائل في برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في ابتكار العديد من المهام لتقنيات معالجة اللغة الطبيعية وإمكانات التفاعل بين الآلة والمستخدمين، مثل (محركات البحث والترجمة الآلية، والتلخيص الآلي، وأنظمة الإعلانات الذكية، وتصنيف الموضوعات، وتنقية البريد الإلكتروني من الرسائل الضارة، وتحليل المشاعر وقياس الرأي العام، وتوليد النصوص ذات المعنى المترابط والمفهوم)، حسب الدراسة نفسها.

ومنذ انتعاش البرامج التقنية وخاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والعالم العربي يشهد اهتماما متزايدا باللغة العربية ومحاولة دعم المحتوى الرقمي المتوفِّر في شبكات الإنترنت رغم ضعفه، ولعل الأهمية اليوم تزداد ونحن نشهد التطوُّر الكبير والمتزايد لانتشار تلك التطبيقات وتسارع تطوُّرها، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة الاستفادة منها في حفظ التراث الثقافي وخاصة التراث اللغوي، بما يُسهم في تطوير أدوات تحليله وتفكيكه ومراجعته، إضافة إلى أهمية تطوير أنظمة التعريب وبرامجه، والترجمة من العربية إلى لغات أخرى، ومتابعة تطوير تلك الأنظمة وتجويدها، بما يُحقِّق الدور الفاعل للغة في نقل الثقافة العربية ونشرها.

إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية فرصة لتدارس قضايا لغتنا الأم، وإمكانات تطوير أنظمتها التقنية، والقدرة على الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما يعزِّز دورها في حفظ التراث الثقافي وحمايته من ناحية، وفتح فرص جديدة للإبداع والابتكار، ودعم توفُّر المحتوى الرقمي العربي في شبكة الإنترنت، فاللغة قوة وسلطة لا يُستهان بها من الناحية الثقافية الحضارية والسياسية. إنها قوة الشعوب ومركز ثقافتهم وامتدادهم الحضاري.

مقالات مشابهة

  • اختتام برنامج “الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية”
  • تايوان تتسلم الدفعة الأولى من دبابات أبرامز الأمريكية
  • برنامج تدريبي لمستشاري هيئة قضايا الدولة بعنوان الوعي الرقمي
  • ماذا يحصل لنا بسبب قلة النوم؟.. الذكاء الاصطناعي يجيب
  • هي تستطيع: تخرج الدفعة الأولى من برنامج تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام
  • إيهاب الزلاقي: الذكاء الاصطناعي بات جزءًا لا يتجزأ من منظومة الإعلام الحديثة
  • تخريج الدفعة الأولى من طلاب جامعة بني سويف بمبادرة رواد مصر الرقمية
  • المملكة الأولى بالعالم بنيلها أكبر عدد من ميداليات مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب من بين 129 دولة
  • اللغة في عالم الذكاء الاصطناعي