هكذا حول ماهر الأسد مصنعاً للشيبس إلى مصنع للمخدرات
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
كان الجميع في دوما، إحدى ضواحي دمشق، يعرفون مصنع "كابتن كورن كريبس" الذي يملكه محمد التوت، لكن في إحدى الليالي، دخل الجنود السوريون وأعلنوا أنها منطقة عسكرية مغلقة.
تقرير في صحيفة "تايمز" البريطانية يروي كيف كان نظام بشار الأسد يتاجر بالمخدرات ويكسب منها نحو 5 مليارات دولار سنورياً."روائح غريبة"
ومنذ تلك الليلة، بدأت شاحنات تحمل لوحات أرقام لبنانية في جلب معدات ثقيلة، بينما تقوم شاحنات أخرى لا تحمل أي علامات بحمل ونقل المنتج الجديد من المصنع، وهو أمر ظل لغزاً حير الجيران وسكان المنطقة.
لكن في الليل كانت تنبثق "روائح غريبة" من المصنع، كما قال أحمد، الذي كان يدير متجراً للفلافل في الطريق.
وأضاف للصحيفة "خرجت للحصول على بعض الماء من البئر فضربني الجنود".
كان الجنود ينتمون إلى الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة الجنرال ماهر الأسد، شقيق الرئيس الأسد. وبعد مرور سنوات عديدة، اكتشف سكان دوما هذا الأسبوع أن جنود النخبة كانوا يحرسون أحد أكبر مصانع المخدرات في البلاد.
"الكبتاغون"، كما هو معروف على نطاق واسع بالفينيثيلين المنشط من نوع الأمفيتامين، كان يتم إنتاجه وتعبئته على نطاق واسع وبشكل دوري حتى اليوم الذي أطيح خلاله الأسد قبل أسبوع.
الحبوب التي كانت تُصنع كانت تُهرب إلى دول مجاورة مثل الأردن والسعودية، مما كان يدر لنظام الأسد ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار سنوياً من عائداتها.
I visited a massive Syrian captagon production & export facility.
It’s a short drive from Damascus, the seat of power of the Assad family which long denied any links to the billion-dollar narcotics trade.
Inside: a periodic table of chemicals and thousands of pills concealed in… pic.twitter.com/VdYChwzv3Q
ومع تأثير العقوبات الغربية على حكومة الأسد، أصبح إنتاج الكبتاغون أحد مصادر الإيرادات الرئيسية لنظامه. وبينما ملأت خزائنه، أدت إلى انتشار وباء الإدمان على المخدرات في الدول المجاوزة التي وجدت نفسها عاجزة عن وقف التهريب على الرغم من ضبط كميات هائلة على مر السنين.
كان محمد التوت، الذي جاء لاستعادة مصنعه بعد فرار قوات النظام، أول من اكتشف ما أصبح عليه هذا المكان. فقد قام شخص ما في المصنع بإضرام النار في المخدرات قبل فراره، واشتعلت النيران في أجزاء من المصنع. ودعا التوت رجال الإطفاء، وبدورهم دعوا أعضاء هيئة تحرير الشام الذين يسيطرون الآن على العاصمة.
وقال التوت: "وجدنا 60 طناً من المخدرات". فقد احتوى المصنع على سلسلة إنتاج الكبتاغون بأكملها، من خلط المواد الكيميائية إلى صب الحبوب والتعبئة في الفواكه الاصطناعية والأجهزة الكهربائية.
كان هناك الآلاف من الحبوب ملقاة حولها، وبعضها لا يزال داخل البطيخ البلاستيكي والبرتقال والرمان بجوار علب الفاكهة وكانت على استعداد لتهريبها عبر الحدود إلى الأردن، بينما أضرمت النار في غرفة مليئة بالحشيش.
وفي الطابق الرئيسي، كانت أكياس المواد الكيميائية المستوردة تنتظر خلطها بالحمض لإنتاج الحبوب الرمادية الصغيرة.
Sixty tonnes of pills were found ready to be smuggled abroad in fake fruit at a plant fiercely guarded by soldiers working for Assad’s brotherhttps://t.co/xf9AMSIYxa
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) December 15, 2024 أكبر مصانع الكبتاغونتقول كارولين روز، التي تقود الأبحاث حول هذه التجارة لمعهد نيو لاينز ومقره الولايات المتحدة: "ربما كان هذا أحد أكبر مصانع الكبتاغون.. كانت لدينا تقارير تفيد بأن ماهر كان يسيطر على مختبرين كبيرين، أحدهما في اللاذقية والآخر في دوما. لدي شعور بأن هذا هو الذي تلقينا معلومات عنه، قبل ثلاث سنوات".
وقال التوت إنه تم الاستيلاء على المصنع في عام 2017 أثناء وجوده في مصر. وكان الرجل الذي أشرف على الاستيلاء عليه رجل أعمال وسياسي محلي، ويدعى عامر خيطي، وهو من نقل سند الملكية إلى اسمه.
Levant24 Gains exclusive access to a Captagon factory that belonged to the Assad regime and Hezbollah in Douma, Damascus. pic.twitter.com/OCFOlHWp6b
— Levant24 (@Levant_24_) December 11, 2024يتذكر التوت: "اتصل بي عامر وقال إنه لا يمكنك العودة.. إنها شركتي الآن".
كان خيطي أحد شركاء ماهر الأسد المعروفين وأحد رجال النظام المحليين الأقوياء. وأشار أحد السكان إلى أنه بعد الانتخابات الأخيرة في عام 2021، عندما فاز بشار الأسد بفترة ولاية أخرى بعد تصويت مزور، أقام خيطي حزباً في البلدة الفقيرة.
يتذكر محمد، وهو جامع خردة شاب كان يتحدى الجيش والشرطة في المنطقة لجمع قصاصات من المعدن: "لقد أحضر مطربين مقابل 700 مليون ليرة [36000 دولار] للثناء على الأسد.. أما نحن.. فليس لدينا طعام أو ماء في منازلنا".
وقالت روز إن خيطي، وهو عضو سابق في البرلمان، تم اعتباره لاعباً رئيسياً في تجارة الكبتاغون. وأوضحت: "لطالما كان خيطي صديقاً لعائلة الأسد ورجل أعمال بارز متأصل في نظام الأسد، وربما جلب الفطنة التجارية إلى هذا المصنع".
Thousands of pages of evidence reveal in detail the barbarity of the deposed dictator’s regime. The hunt for the perpetrators has begun https://t.co/3HnEJq6Q5k
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) December 15, 2024ورداً على سؤال للتعليق، وافق خيطي في البداية على إجراء مقابلة مع صحيفة "تايمز" في مكالمة فيديو، لكنه ألغى الموعد فجأة. وقال محام يعمل لدى رجل الأعمال إن موكله نفى جميع المزاعم ولم يكن متورطاً في تجارة المخدرات. وقال المحامي "ننكر ذلك"، مضيفاً أن شعب ماهر الأسد استولى على المصنع من خيطي.
وتقول الصحيفة إن مكان وجود خيطي، جنباً إلى جنب مع ماهر، هو الآن لغز غير معروف. ويشاع أن حلفائه الروس نقلوا جواً إلى ليبيا، حيث تحتفظ موسكو بقواعد لها هناك. ومن غير المرجح أن يظهر خيطي وجهه حول بلدته القديمة في أي وقت قريب، ويقول التوت، الذي يزور الآن مصنعه القديم كل يوم، إنه يستعد لصنع رقائق ذرة "الكابتن" مرة أخرى.
وقال: "سنعيد بنائه.. سنعيد بناء كل سوريا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد الأسد الأسد سوريا سقوط الأسد الحرب في سوريا ماهر الأسد
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يتفقد مصنع تدوير المخلفات بقرية إسكندرية التحرير
تفقد اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، مصنع تدوير المخلفات التابع للمحافظة بقرية إسكندرية التحرير، التابعة لمركز أسيوط، للاطمئنان على سير العمل والوقوف على أعمال تطوير المصنع وتدعيمه وزيادة إنتاجه ورفع كفاءته وعمل الصيانة اللازمة للمعدات والماكينات، وذلك تنفيذاً لخطة المحافظة للنهوض بمنظومة النظافة وتدوير المخلفات وتنمية الموارد الذاتية.
جاء ذلك بحضور المهندس رجب محمود مدير إدارة المخلفات الصلبة بالمحافظة، وحسام عبد الوهاب مدير مصنعي السماد العضوي بأسيوط والقوصية والمهندس محمود مبروك استشاري منظومة المخلفات الصلبة، ومحمد النمر مدير عام التعليم الفني، ومجدي ميلاد مدير عام إدارة التفتيش والمتابعة بالمحافظة، ويسري كامل مدير المتابعة الميدانية بالمحافظة.
وتابع المحافظ العمل في المصنع وتفقد المعدات والسيارات الحديثة وذلك لتحسين منظومة النظافة بالمحافظة، وأعمال تدوير المخلفات وتصنيع السماد العضوي والوقود العضوي الذي يستخدم كوقود في مصنع أسمنت أسيوط "سيمكس" كما تفقد ماكينات لفرم المخلفات الزراعية الرطبة وماكينات لبلورة البلاستيك وماكينات لتكسير البلاستيك وماكينات لفرم الأخشاب الزراعية الصلبة فضلاً عن تفقده لمكابس للورق والبلاستيك والصاج موجهاً بإعادة صيانة ورفع كفاءة الماكينات الموجودة بالمصنع.
واستمع المحافظ، لشرح مفصل من مدير المصنع عن خطوات العمل بمصنع السماد العضوي ومكوناته، والدور الذي يقوم به وتدوير المخلفات والقمامة إلى سماد عضوي مشدداً على ضرورة تعظيم الإستفادة من الإمكانيات والمعدات المتاحة بالمصنع مشيداً بالمجهودات المبذولة من العاملين بالمصنع بالنهوض بمستوى التشغيل وتحقيق الإستفادة القصوى من عمليات الإنتاج بما وصل اليه المصنع من تحقيق إنتاجية وصلت الى 220% من إنتاج الوقود البديل والسماد العضوي كما حقق المصنع زيادة في قيمة الإيرادات المحققة من نواتج اعمال التدوير وصلت إلى ٥٠٠٪ من قيمة الإيرادات المحققة في شهر يوليو الماضي.
واستكمل المحافظ جولته بتفقد مزرعة المصنع والتي تقدر بنحو 13 فدان أرض صالحة للزراعة موجهاً بإيجاد مصدر للمياه لري الأرض على أن يتم إنشاء شبكة ري للمساحة الأرض تمهيداً لزراعتها والإستفادة منها ضمن الجهود المبذولة لزراعة الأراضي غير المستغلة وتعظيم الموارد والإمكانات المتاحة بالمحافظة.
وأكد أبو النصر على أهمية تكثيف الجهود لرفع كفاءة وتطوير منظومة النظافة بكافة مراكز وقرى المحافظة والإستفادة من مصانع تدوير القمامة والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة وتحويلها إلى سماد عضوي ووقود بديل لافتاً إلى إهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بهذا القطاع الهام مما يساهم في تحقيق التكامل والاستدامة وتحقيق نقله حضارية كبيرة يكون لها مردود بيئي وإيجابي تنفيذاً لخطط التنمية المستدامة وتحقيقاً لرؤية مصر 2030، مشيراً إلى إستمرار جولاته الميدانية لتفقد سير العمل بالقطاعات المختلفة وعقد لقاءات واجتماعات دورية مع مسئولي القطاعات والتي من بينها قطاع النظافة والبيئة والمخلفات الصلبة وذلك لتذليل كافة العقبات أمام تطوير الأداء وتعظيم الموارد نظراً لأهمية المشروعات الحيوية في خدمة.