لجريدة عمان:
2025-04-07@19:27:46 GMT

مطرح عبر التاريخ وهجران ..

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

تقيم وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في المنتدى الأدبي الندوة العلمية «مطرح عبر التاريخ» خلال اليوم وغدًا الأربعاء.

بدأ المنتدى الأدبي سلسلة ندوات الولايات العُمانية عبر التاريخ منذ زمن ليس بالقصير، وأقيم عدد كبير من الندوات خلال السنوات الماضية لعدد من ولايات سلطنة عُمان، ويبدو أن ندوة مطرح عبر التاريخ قد تأخرت، لكن كما يقول المثل أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي.

ولاية مطرح إحدى الولايات العُمانية المهمة جدًا، فهي ولاية تجارية جمعت بين التجارة كعصب حياة لسكان مسقط وسلطنة عُمان ككل وبين السياحة، فلا تكاد تخلو كتب السياح عن ذكر مطرح كمدينة توأم لمدينة مسقط السياسية التاريخية، مدينة تسكن على ضفاف بحر عُمان كتوأمها مسقط، تجاورها وتتقاسم معها خبز الحياة اليومي، فالسياسة العُمانية كانت تصنع في مسقط، أما التجارة العُمانية فعلى الأغلب كانت تديرها مطرح بسوقها المنفتح على الداخل العُماني، ومينائها المنفتح على العالم الخارجي.

كانت الركبان من الداخل تأتي إلى سوق مطرح التاريخي حاملة البضاعة العمانية من تمور وبسور وغيره مما يراد تصديره، كما كانت السفن تأتي إلى ميناء مطرح حاملة الأرز والأقمشة والكماليات وكل ما يحتاجه العمانيون من بضاعة خارجية.

شهدت مطرح فصولًا تاريخيةً مهمةً جدًا، بدورها التجاري النشط، ولا تزال تحتفظ بألقها التجاري عبر سوقها ومحلاتها، ونشاطها التجاري، وتحتفظ بألقها السياحي بآثارها المتنوعة التي يسعى إليها السائح عندما ينزل في مينائها، ميناء السلطان قابوس.

يؤمل الكثير من ندوة مطرح عبر التاريخ، عبر أوراق العمل التي ستطرح، وعبر التوصيات، ويؤمل أن تكون الندوة محط انطلاقة جديدة للاهتمام بمطرح الولاية ومطرح المدينة التاريخية، وخاصة قد سبقت الندوة توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- عن إعادة إحياء مطرح.

فالخوف أن تتحول مطرح إلى ولاية غريبة عن نفسها وعن سمتها ولباسها العُماني المعتاد، بعد أن هجرها الكثير من سكانها العُمانيين بسبب توزيع أراضٍ لهم بعيدة عن ولايتهم الأم، فاضطروا للبناء بعيدًا ونقل أسرهم معهم هناك، مما اضطر الكثير من مؤسسات الدولة أن تهجر مطرح، واضطر عدد من المدارس أن تقفل أبوابها لتناقص عدد الطلبة في الولاية كل عام.

لا ندري لِمَ لا تزال وزارة الإسكان لا تفتح هذا الملف المهم جدًا، لتوزع الأراضي السكنية فوق مرتفعات مطرح المنبسطة لسكانها، على الأقل ليعود الجيل الجديد من أبناء مطرح إلى أعشاشه الأصلية، فمطرح لا تستحق الهجران وتركها للغربة والنسيان، بل تستحق إعادة الأحياء كما وجّه جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة

إقرأ أيضاً:

الآثار السُّودانيَّة.. إنهم يسرقون التاريخ!

قبل عشر سنوات من تاريخ نشر مقال الدُّكتور الدبلوماسي حمد عبد العزيز الكواري، رئيس مكتبة قطر الوطنية، بعنوان “السُّودان … جرح الحضارة النَّازف: تدمير المتحف القوميِّ السُّودانيِّ”، أعدَّ الصَّحفيَّان رجاء نمر وحسن أبو الرِّيش تحقيقًا صحفيًّا عن الآثار السُّودانيَّة بعنوان “الآثار السُّودانيَّة: إنَّهم يسرقون التَّاريخ”، نشرته صحيفة التَّيَّار في يوليو 2015. تناول الصَّحفيِّان المشار إليهما في ذلك التَّقرير موضوع سرقة الآثار السُّودانيَّة، وعرضا بشكل مفصَّل التَّهديدات الكبيرة الَّتي تواجه التُّراث الثَّقافيَّ والتَّاريخيَّ في السُّودان. وأبانا حجم الاعتداءات والسَّرقات، الَّتي تعرَّضت لها الآثار السُّودانيَّة من قِبَل عصابات النَّهب المحلِّيَّة والأجنبيَّة. وأشارا إلى الدَّور الَّذي تقوم به مافيا الآثار في المناطق الغنيَّة بالموارد الأثريَّة مثل مرويِّ البجراويَّة وجبل البركل.

والآن يشهد السُّودان أكبر عمليَّة نهب في تاريخه، بعد العمليَّة الَّتي قام بها الطَّبيب الإيطاليُّ جوزيبي فريليني (1797-1870)، الَّذي رافق حملة غزو محمد علي باشا للسُّودان عام 1820. وبعد انتهاء خدماته مع الجيش الغازي عام 1934، أخذ فريليني إذناً من خورشيد باشا، حكمدار عام السودان؛ للتنقيب في بعض المواقع الأثرية، ثم شدّ رحاله إلى مرويِّ البجراويَّة ومنطقة جبل البركل ونوري، وقام بتفجير العديد من الأهرامات بحثًا عن الذَّهب والمجوهرات الكوشيَّة. ويقال إنَّه قد سرق مقتنيات مقبرة الملكة أماني شكتو (Amanishakheto)، وبعد عودة إلى بلاده سارع بعرضها على المتاحف الأوروبِّيَّة في ميونخ وبرلين. وقد وثَّق لهذه العمليَّة الإجراميَّة بول ثيروكس Paul) Theroux)، الرِّوائيَّ الأمريكيَّ، الَّذي أكَّد أنَّ فريليني قد قام بنسف قمم الأهرامات بالدِّيناميت، فشوِّهها وأفقدها قيمتها الجماليَّة وطمس أسرارها، وسرق مكتنزاتها الثمينة. والعملية الثانية تحدث الآن أمام أعيننا، حيث نُهبت آثار ومقتنيات متحف السودان القومي وغيره من المتاحف الأخرى. لمزيد من التفصيل، ينظر:
(Yvonne Markowitz and Peter Lacovara, “The Ferlini Treasure in Archeological Perspective”, Journal of the American Research Center in Egypt, Vol. 33 (1996), pp. 1-9).
(2)

متحف السُّودان القوميِّ ونهب آثاره

يُعَدُّ متحف السُّودان القوميِّ في الخرطوم، أكبر المتاحف السُّودانيَّة على الإطلاق. بدأ العمل فيه في النِّصف الثَّاني من ستينيَّات القرن العشرين، واُفتتح عام 1971 في عهد حكومة مايو (1969-1985). ويحتلَّ المتحف موقعًا متميِّزًا في العاصمة الخرطوم، إذ يطلُّ على شارع النِّيل وجوار مبنى قاعة الصَّداقة، ويفتح مدخله الرَّئيس صوب النِّيل الأزرق، وقبل التقاء النِّيلين في منطقة المقرن. وقد صُمَّمت مباني المتحف بطريقة رائعة، إذ يوجد في فناء مدخله الرَّئيس متحف مفتوح، يحتوي على عدد من المعابد والمدافن والنَّصب التِّذكاريَّة والتَّماثيل، الَّتي تعكس طرفًا من الآثار النَّوبيَّة السُّودانيَّة الَّتي غمرتها مياه السَّدِّ العالي، وقد وضعت هذه القطع الآثاريَّة حول حوض مائيّ، تعطي الزَّائر انطباعًا بأنَّها في موضعها الأصليِّ. وكانت قاعات المتحف تحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان، يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشمل الآثار الحجرية، والجلدية، والبرونزية، والحديدية، والخشبية، الأدوات الفخارية، والمنحوتات، والصور الحائطية، فضلاً الآثار المسيحية والإسلامية، التي تشكل جزءًا من هوية السودان.

وعندما اقتحمت قوَّات الدَّعم السَّريع مباني متحف السودان القومي في بداية هذه الحرب اللَّعينة تطير العارفون بمقتنياته شرًّا، وبعد تحرير الخرطوم نقلت عدسات القنوات الفضائية أنَّ مقتنيات المتحف قد نهبت. ولذلك وصف الكواري ما حدث بأنَّه: “أمر محزن… أنَّ نرى التَّاريخ يباد تحت أقدام الطَّامعين، وأن يُسرق ما لا يعوِّض، ويُطمس ما لا يُقدَّر بثمن”. نعم، يمكن إعادة إعمار الأضرار المادِّيَّة التي لحقت بمباني المتحف، و”لكن كيف يُعاد ما سُرق؟ كيف تُبعث من جديد قطع أثريَّة عمرها آلاف السِّنين؟ كيف يُعوِّض شعب تُسلب ذاكرته وهو ينزف؟ إنَّ ما يحدث في السُّودان ليس مجرَّد حرب على السُّلطة، بل هو جريمة في حقِّ الحضارة، جريمة ترتكب أمام أعين العالم، الَّذي يراقب بصمت، بل ويُسهم البعض في إشعالها. وما يُؤلم أكثر، أن تُمحى آثار هذا البلد العظيم، بينما أهل السُّودان يُواجهون القتل والتَّشريد والجوع، ويُترك وطنهم فريسةً للصِّراعات وأطماع العابثين”.

(3)

أسئلة الكواري تحتاج إلى إجابات ممكنة؟
عليه يُرفع النداء إلى أبناء السُّودان الحادِّبين على الحفاظ على آثارهم التَّاريخيَّة أن يشرعوا في القيام بحملة لإعادة ما نُهب. فمقتنيات السُّودان الأثريَّة ليست لها علاقة بدولة “56” المزعومة، بل تشكِّل جزءًا من تاريخ البلاد وهويَّتها، والشعب الذي لا يحافظ على تاريخه، لا يستطيع أنَّ يبنّي مجدًا حاضرًا. فالإجابة عن أسئلة الكواري تحتاج إلى وعي بقيمة الآثار المنهوبة، وإلى عمل منظَّم يبدأ بالحفاظ على الموجود، والبحث عن المنهوب وسبل إرجاعه؛ وذلك عملًا بالمثل السُّوداني القائل: “الجفلن خلِّهنَّ أقرع الواقفات”. فنبدأ بالحفاظ على الموجود، ثمَّ نشرع في استرداد المنهوب. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

السوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البحرية السلطانية العُمانية تختتم فعاليات "التثقيف المروري"
  • مشاركة عُمانية في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما
  • جيهان مديح: قمة السيسي وماكرون والعاهل الأردني تأتي في توقيت بالغ الحساسية
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: زيارة ماكرون لمصر تأتي في توقيت شديد الحساسية
  • الآثار السُّودانيَّة.. إنهم يسرقون التاريخ!
  • تسريبات.. سلسلة Oppo Find X9 تأتي بكاميرا بدقة 200 ميجابكسل
  • برلماني: زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية
  • برقية غيرت التاريخ.. كيف كانت السبب في دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى؟
  • "إكسبو أوساكا".. القوى الناعمة العُمانية لمد الجسور الحضارية
  • باحث: زيارة ماكرون لمصر تأتي في لحظة محورية لمسار القضية الفلسطينية