الليرة السورية تواصل الصعود وخبراء يركزون على ضرورة استقرار السعر
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
ينتشر الصرافون في شوارع دمشق بصورة علنية بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي كان يحظر التعامل بغير الليرة السورية إلّا عبر القنوات الرسمية في البنوك أو الصرافات، ووفقًا لسعر رسمي لا يعكس وضع الاقتصاد السوري، ألجأ السوريين للسوق الموازية أو السوق السوداء.
ويتراوح سعر صرف الدولار اليوم بما بين 8 و 9 آلاف ليرة وفق السعر الذي يتعامل به الصرافون الجوالة في الشوارع، كما وضعت بعض المحال التجارية إعلانات تُشهر استعدادهم لاستبدال العملة، وقد تفاوت السعر بين منطقة وأخرى من دون أن يتجاوز 10 آلاف ليرة للدولار.
ووجدت الجزيرة نت من خلال جولة في الشوارع الأيام الماضية أن شركات الصرافة لا تعمل لعدم وجود نشرة رسمية لكن اليوم أصدر المصرف المركزي نشرة بسعر الليرة أمام العملات العربية والأجنبية، فيما تعللت شركات صرافة بإجراء صيانة لتبرير الإغلاق، وانتظر كثير من المواطنين أمام إحدى شركات الصرافة التي تسلم الحوالات في شارع 29 أيّار، بانتظار توفّر السيولة، من دون توضيح السعر الذي سيتم التعامل به.
مؤشرات اقتصاديةوأكد مدير مديرية العمليات المصرفية في مصرف سوريا المركزي، الدكتور فؤاد علي لـ (الجزيرة نت) أن سعر الصرف مؤشر يتأثر بكامل المؤشرات الاقتصادية الأخرى، ويحدّد قوة الاقتصاد والصادرات، وقوة الإنتاج، ومدى الاعتماد على الصادرات.
إعلانوأضاف أنه قبل سقوط نظام بشار الأسد كانت الليرة مستقرة بين 15 و16 ألف للدولار الواحد، وعندما سيطر الثوار على حلب وكان ثمة خوف من الناس فارتفع سعر الصرف إلى 45 ألف ليرة للدولار.
وأشار إلى أنه مع سيطرة الثوار على بقية المدن السورية، وبدء المرحلة الجديدة ثمة تفاؤل برفع العتقوبات عن سوريا وزيادة المساعدات الدولية ما رفع قيمة الليرة.
وعبّر المسؤول بالمصرف المركزي عن أمله في أن يتحول العامل النفسي والتوقع إلى واقع مع رفع العقوبات، وعودة أموال السوريين المحتجزة في الخارج، وزيادة الإنتاج والتصدير، وإلغاء القيود على سعر الصرف المتمثل في منصة التمويل.
وأشار الدكتور فؤاد علي إلى أن ما يهم المؤسسة النقدية الرئيسية في سوريا هو استقرار الصرف أكثر من الانخفاض، فالاستقرار يشجّع بيئة العمل، والمنتجين والمصدرين، كما يشجع المواطنين على التداول والادخار بالليرة السورية.
فؤاد علي: استقرار الصرف يشجّع بيئة العمل، كما يشجع المواطنين على التداول والادخار بالليرة السوري (الجزيرة) حدثانويقول الباحث في الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية الدولية، محمد شعباني إن الليرة السورية تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين لحدثين مفاجئين أديا إلى تقلبات شديدة في سعر صرفها مقابل الدولار:
الأول كان إعلان دخول إدارة العمليات العسكرية إلى مدينة حلب في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، ما تسبب بحالة صدمة في الأسواق السورية مع مفاجأة الحدث، ومكانة مدينة حلب الاقتصادية والمخاوف من إبطال العمل بالليرة السورية أو/ واستبدالها بالليرة التركية على غرار ما حدث في مناطق شمال وشمال غرب سوريا التي يتقاسم السيطرة عليها الحكومة السورية المؤقتة، وحكومة الإنقاذ.
وأضاف الشعباني في تعليق لـ (الجزيرة نت) أن هذا دفع السوريين في حلب إلى استبدال مدخراتهم بالليرة السورية إلى الدولار أو الليرة التركية، مشيرا إلى أن المخاوف اتسعت مع تمدد سيطرة إدارة العمليات العسكرية في سوريا.
إعلانأما الحدث الثاني، فتمثل في الإعلان رسميا عن سقوط النظام وفرار رئيسه بشار الأسد في 8 من ديسمبر/ كانون الثاني وسبقه إعلان الإدارة الجديدة في حلب ومختلف المناطق التي سيطرت عليها بأن العملة السورية ستبقى صالحة للتداول، كما ترافق مع دخول آلاف المسلحين المنضمين إلى الفصائل غرفة العمليات، وعودة عشرات الآلاف من المُهجرين في الشمال السوري إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها واللذين بدؤا باستبدال الليرة التركية والدولار الأميركي الذي بحوزتهم بالليرة السورية لشراء حاجياتهم.
وأوضح أن هذا يضاف إلى تحرر القطاع المصرفي والنقدي في سوريا من القيود الشديدة التي كان يفرضها نظام الأسد لمنع التداول بالعملات الأجنبية ومنع استلام الحوالات المالية بغير الليرة السورية، فضلا عن حالة الارتياح مع نجاح إدارة العملية العسكرية في ضبط سلوك عناصرها وفي إدارة عملية دخولها إلى المناطق التي كان سكانها يتخوفون من انتهاكات بحقهم او عمليات انتقامية.
وأكد أن هذه الظروف أدت إلى تعويض الليرة السورية تقريبًا كل خسائرها في الأسبوعين الماضيين، مرجحا أن تحقق بعض المكاسب خلال الفترة المنظورة وسط دخول كميات كبيرة من النقد الأجنبي مع التدفق المستمر واليومي لآلاف المُهجّرين إلى بلدهم.
الإدارة النقدية
لكن الشعباني أشار إلى تحسن سعر صرف الليرة السورية، واستقراره على المدى المتوسط قبل الدخول في مرحلة إعادة الاعمار، مرهون بحسن الإدارة النقدية والمصرفية للحكومة السورية المؤقتة والحكومات التي ستليها.
وأشار إلى أن استمرار سياسة الأبواب المفتوحة مع تركيا من دون قيود جمركية، والتي جعلت البضائع التركية والمعاد تصديرها تتدفق إلى كامل الأسواق السورية تقريبا من شأنه أن يتسبب في تراجع الليرة السورية وعدم استقرارها، لا سيما وأن الصادرات السورية وحجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلد في أسوأ حالاتها منذ عقود، بالإضافة إل الأموال والأصول التي نهبها النظام المخلوع قبل فرار قيادته العليا من البلد والتي يبدو انه من الصعب تقدير حجمها في الوقت الحالي، وفق قوله.
وعلمت الجزيرة.نت من مصدرٍ خاص أن البنوك الخاصة اكتفت اليوم بعمليات الإيداع خلال ساعات العمل، بهدف تجميد حسابات مرتبطةٍ بالفساد، على رأسها الأمانة السورية للتنمية المرتبطة بأسماء الأسد زوجة الرئيس المخلوع
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اللیرة السوریة الجزیرة نت إلى أن
إقرأ أيضاً:
الليرة السورية ترتفع أمام الدولار بعد أسبوع من سقوط الأسد
تحسن سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار بعد أسبوع من الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وهروبه من سوريا، وفق ما أفاد صرافون وتجار وكالة فرانس برس، اليوم الإثنين، على وقع دخول العملة الأجنبية الى البلاد وبدء التعامل بها علانية في الأسواق.
ومع اقتراب الفصائل المعارضة من دمشق، عشية إسقاط الأسد، سجل سعر الصرف في السوق الموازية مستوى قياسيا بلغ ثلاثين ألف ليرة في مقابل الدولار، بعدما كان ثابتا لأشهر عند 15 ألف ليرة.
وتراوح سعر الصرف، الإثنين، في دمشق بين عشرة و12 الفا، وفق صراف وتاجر مجوهرات وموظف استقبال في فندق بارز. وقال سائق سيارة أجرة لبنانية لوكالة فرانس برس إنه باع الدولار بسعر تسعة آلاف ليرة سورية قبيل عبوره الحدود من لبنان الى سوريا.
وقال رغيد منصور (74 عاما)، وهو مالك متجر مجوهرات في سوق الحريقة في دمشق لوكالة فرانس برس "في كل بلدان العالم تنهار العملة حين يسقط النظام، لكن المشهد بدا مغايرا في سوريا".
وتابع "ما من سعر ثابت، لكن الليرة تتحسن تدريجا".
وأرجع الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق قصي ابراهيم تحسن الليرة إلى أسباب "سياسية واقتصادية في آن معا". وأوضح لوكالة فرانس برس "الأسباب الاقتصادية مرتبطة بدخول كميات كبيرة من الدولار من إدلب ومناطق المعارضة سابقا من ناحية، ومن فرق الاعلام والعاملين في المنظمات الأجنبية من ناحية أخرى"، بحسب ما نقلته فرانس برس.
على واجهة متجر بكداش، أحد أشهر محلات المثلجات العربية في دمشق، وُضعت ورقة بيضاء كتب عليها بخط اليد الأسعار بالعملات السورية والتركية والدولار، بينما كان العشرات يتوافدون للشراء.
وحتى الأمس القريب، كان القانون السوري يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات لمن يتعامل بالدولار أو العملات الأجنبية.
وطالت اعتقالات عشرات التجار ورجال الأعمال بحجة "التعامل بغير الليرة" وبينهم أسماء معروفة وتجار مخضرمون.
وكان السوريون يتحاشون لفظ كلمة الدولار في جلساتهم أو عبر الهواتف ويستخدمون كلمات أخرى خشية من توقيفهم.
قبل اندلاع النزاع عام 2011، كان الدولار يساوي نحو خمسين ليرة، قبل أن تتهاوى قيمة العملة المحلية بشكل تدريجي وتفقد أكثر من تسعين في المئة من قيمتها.
وعند بدء الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها على مناطق سيطرة النظام في شمال سوريا، سارع تجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى شراء الدولار والذهب، ما أدى لانخفاض سعر الليرة إلى مستويات قياسية.