كيف مات هتلر؟.. لوفيغارو: تحقيق مضاد مثير من قبل طبيب شرعي
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
موت المستشار الألماني أدولف هتلر من أشهر حالات الوفاة في التاريخ، ولكنه من أكثرها غموضا، وقد راجت كثير من الأقاويل والمزاعم حول ظروفه، إذ نفى الاتحاد السوفياتي السابق طويلا العثور على جثة هتلر تحت أنقاض برلين، ثم ادعى وجودها دون تقديم دليل قوي، وأخفى تشريح الرفات الذي يفترض أنه يعود إلى الديكتاتور النازي والمقربين منه.
بهذه المقدمة بدأت صحيفة لوفيغارو مقالا -بقلم سولين روا- تروي فيه المراجعة المثيرة التي قام بها الطبيب إريك لورييه، رئيس الوحدة الطبية القضائية في مستشفى فالنسيان، الذي فحص عمليات التشريح التي أجريت عام 1945 على الجثث المزعوم أنها تعود للمستشار الألماني أدولف هتلر وإيفا براون وعائلة غوبلز، واكتشف الكثير من التناقضات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صنداي تايمز تكشف معلومات مثيرة عن أقارب الأسد وثرواتهمlist 2 of 2غارديان: العالم خذل سوريا وعليه أن يترك أمر مستقبلها لشعبهاend of listوفي تحقيقه المضاد، ومراجعته بعناية للعناصر كشف عنها مؤخرا، أظهر إريك لورييه، مدى الأكاذيب والأخطاء وأسرار الدولة والمنافسات، وخلص إلى أن التلاعب العسكري والدعائي والسياسي منذ البداية أدى إلى عرقلة الحقيقة بشأن وفاة "الفوهرر" ومن كانوا معه.
المنزل الذي ولد فيه القائد النازي أدولف هتلر في براوناو بالنمسا (رويترز) سباق نحو الجثةفبمجرد سقوط برلين في مايو/أيار 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، شرع الحلفاء في رحلة محمومة من أجل الحصول على جثة هتلر، وقد استخرج الجيش الأحمر، عند وصوله إلى المخبأ الذي دفن فيه زعيم ألمانيا النازية قبل عدة أشهر، 13 جثة من المخبأ وحديقة المستشارية، وقامت أجهزة مكافحة التجسس السوفياتية بتشريح تلك الجثث التي ينسبونها إلى هتلر ورفيقته إيفا براون ووزير الدعاية جوزيف غوبلز وزوجته وأطفالهما الستة، ورئيس الأركان العامة للجيش البري هانز كريبس، وكلبين واحد منهما بلوندي، المفضل لدى الدكتاتور.
غير أن التقارير التي كتبها أطباء الطب الشرعي بالجيش الأحمر عام 1945 ظلت من أسرار الدولة حتى كشف عنها مؤرخ روسي عام 1968، مع العديد من الاستجوابات التي أجرتها المخابرات الأميركية والسوفياتية.
ولأكثر من 30 عاما، بقي الدكتور إريك لورييه مهتما بجثة هتلر، وأجرى "دراسة نقدية تتعلق بتقرير تشريح الجثة التي يُفترض أنها لأدولف هتلر"، نشرت عام 1993، وحققت نجاحا طفيفا، ولكن معرض "احتضار الرايخ الثالث" في موسكو عام 2000، إضافة إلى قراءته لعمل قام به صحفيان عام 2018، جعلا الطبيب يرغب في الغوص من جديد في التحقيق.
إعلان شظايا الفك والجمجمةلم يبق من القائد النازي الذي طلب حرق رفاته مباشرة بعد انتحاره -كما يقول التقرير- سوى شظايا الفك المأخوذة أثناء تشريح الجثة عام 1945، وقطعة من الجمجمة عثر عليها بعد عام في حديقة المستشارية النازية، وهي محفوظة تحت حراسة شديدة من قبل السلطات الروسية التي تؤكد أنها أصلية، وقد أحرقت المخابرات السوفياتية بقية الرفات عام 1970 حتى لا تترك فرصة لمن يشعرون بالحنين إلى الرايخ.
أما بالنسبة لدراسة الجثث الباقية، فيتساءل الدكتور لورييه "هل هي تحقيق طبي حقيقي قانوني أم وهمي ملوث بالدعاية السوفياتية؟"، وقد أعاد قراءة تقرير تشريح الجثث الذي أجراه الجيش الأحمر بين 7 و9 مايو/أيار 1945، على الجثث الـ13، نقطة تلو الأخرى، بنفس الدقة التي يتمتع بها الطبيب الشرعي، وأكد الدكتور أن التحليل الدقيق يسمح بالتشكيك في "موضوعية النتائج الطبية والقانونية".
وعندما نبدأ بالقصة المذهلة لاكتشاف الجثث، نجد أن جثة أخرى تم تقديمها لأول مرة على أنها جثة أدولف هتلر عرضت داخل القبو، ولكن المحققين الروس رفضوها بكل بساطة لأن صاحبها كان يرتدي جوربا مرتقا، وهي تفاصيل تعتبر غير لائقة بزعيم الرايخ الثالث، يوضح مقال لوفيغارو.
سم السيانيدأما بالنسبة لتقارير التشريح نفسها، فهناك شيء واحد مؤكد بالنسبة لإيريك لورييه، وهو أن مؤلفيها اضطروا إلى "الرضوخ للمطالب السياسية"، ولذلك خلصت التقارير إلى أن أسباب وفيات هذه الشخصيات كلها كانت "التسمم بالسيانيد"، وإذا كانت التحليلات توصلت إلى العثور على السيانيد في الجثث المرقمة من 1 إلى 11، فإن الجثتين الأخيرتين وهما اللتان يفترض أنهما خاصتان بأدولف هتلر وإيفا براون لم ينفذ التحليل عليهما.
ونبه الطبيب إلى أنه تقرر عندما جمع العديد من الشهادات من قبل كل من الروس والأميركيين أن هتلر أطلق النار على رأسه، وكذلك جوزيف وماغدا غوبلز، وتم تجاهل المسدسات التي عثر عليها بجوار جثتيهما، ولم يتم فتح الجمجمة للبحث عن آثار الرصاص.
إعلانأما الجنرال كريبس فقد تم تقديم تقرير إلى زعيم الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين على أنه انتحر بسلاح ناري، وهو ما يتجاهله تقرير تشريح الجثة. التفسير بحسب إيريك لورييه هو "رغبة شديدة في تأكيد الموت بالسيانيد، الذي كان يعتبر على الجانب السوفياتي موتا شائنا لا يلجأ إليه إلا الجبناء".
وبالمثل، فإن تشريح جثة إيفا براون يشير إلى "وجود شظايا معدن في بطنها ونزيف حاد وجرح خطير في الصدر ناجم عن قذيفة روسية على ما يبدو"، وهو "السبب المباشر للوفاة" -حسب إيريك لورييه- لكن الكشف عنه كان سيظهر رفيقة هتلر على أنها "مقاتلة"، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للسلطات السوفياتية.
قطعة من فك بشري يقول الخبراء إنها تعود لأدولف هتلر وهي موجودة في موسكو (رويترز) جسر الفك العُلويأما بالنسبة لتحديد هوية أدولف هتلر رسميا، فلا يزال الغموض قائما، إذ لم يتم تصوير الجسم -كما يتعجب إريك لورييه- ولا تصويره بالأشعة السينية، مع أن صورة للرأس بالأشعة، كإجراء شائع خلال التحقيق الطبي القانوني، كان من الممكن أن تتيح مقارنة بالأوصاف الدقيقة لأسنانه كما جاءت في صورة الأشعة السينية التي التقطت خلال حياته من قبل طبيب أسنانه، وقد وجدت في وقت لاحق.
ومع أنه لا أحد يشك في مقتل هتلر ورفيقته أثناء الاستيلاء على برلين، فإنه من المشروع التساؤل هل الجثث التي تم تشريحها تعود لهما -كما يقول الطبيب- وهل ما حمل في الصندوق إلى غرفة التشريح يوم 8 مايو/أيار 1945 " كان بقايا كاملة تقريبا أم لا؟
ويبدي الطبيب اهتماما خاصا بجسر الفك العلوي لأن الوصف الذي قدمه علماء الطب الشرعي الروس لا يتطابق تماما مع ما قدمه طبيب أسنان هتلر ومساعده، متسائلا هل قامت السلطات السوفياتية بتزوير تقرير تشريح الجثة؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات تشریح الجثة تقریر تشریح أدولف هتلر من قبل
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مقبرة جماعية في ريف دمشق تضم آلاف الجثث (شاهد)
تداول ناشطون فيديو يظهر اكتشاف مقبرة جماعية ضخمة، تضم نحو 150 حفرة عميقة، بداخلها آلاف الجثث لمعتقلين سابقين في سجون النظام السوري.
المقبرة الضخمة التي اكتشفت في منطقة الحسينية بريف دمشق، والتي تقع خلف "قصر المؤتمرات"، تضم بحسب تقديرات غير رسمية، نحو 75 ألف جثمان لمعتقلين أو أشخاص قتلتهم قوات النظام في الفترة بين 2012-2016.
والتقى إعلاميون حضروا إلى المنطقة، مع رجال من البلدة، قالوا إنهم كانوا شهود عيان على إحضار قوات النظام في تلك الفترة، شاحنات ضخمة (برادات) وبداخلها مئات الجثامين، قبل أن تقوم بإلقائهم في الحفر التي يمتد عمق الواحدة منها نحو 20 مترا.
كما تداول ناشطون فيديو من حي التضامن الذي شهد مجزرة بشعة نفذها الضابط في قوات النظام "أمجد يوسف" قبل سنوات، يظهر عظاما بشرية متروكة في مكانها دون دفن.
وفٌجعت آلاف الأسر السورية بعدم العثور على أبنائها لا أحياء ولا أموات في سجون نظام بشار الأسد المحررة، لا سيما صيدنايا.
وبات في حكم المؤكد بحسب منظمات حقوقية، أن جميع المعتقلين الذين لم يظهروا حتى الآن، تم قتلهم من قبل النظام المخلوع، ودفنهم في مقابر جماعية.
مقطع في غاية الأهمية:
ماذا يوجد هنا؟
150 مقبرة جماعية تحوي نحو 75 ألف جثمان معتقل موجودة في منطقة واحدة، هي منطقة الحسينية بريف دمشق خلف قصر المؤتمرات، كل حفرة بعمق 20 متر، يتم دفن جثامين المعتقلين على دفعات فوق بعضهم، يتم دفن أول حمولة تصل بالبرادات ويردم فوقه التراب، ثم تصل… pic.twitter.com/WyCCFoRIUE
عظام وبقايا جثث في محيط حي التضامن
المقابر الجماعية في كل مكان pic.twitter.com/EHZqebQWcT
توصيات في التغطية الإعلامية للمقابر الجماعية، يساهم الحفاظ على المقابر الجماعية والرفات في إعطاء الإجابات لذوي المفقودين حول مصير أحبائهم بالإضافة إلى محاسبة الجناة ومنع تكرار هذه الجرائم.#الخوذ_البيضاء #سوريا #سوريا_الآن pic.twitter.com/KNoqXbuW8d
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 14, 2024