الخليج الجديد:
2024-11-07@18:54:14 GMT

صراع في أفريقيا على خلفية حرب أوكرانيا

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

صراع في أفريقيا على خلفية حرب أوكرانيا

صراع في أفريقيا على خلفية حرب أوكرانيا

إذا نُظر إلى أزمة النيجر من زاوية الصراع الروسي الغربي، فإن حرب أوكرانيا تكتسب درجةً في «العالمية» من خلال أفريقيا.

أحدث العداء الذي ظهر بحدّة عند عسكر الانقلاب وفئات من الشعب صدمة للغرب وفرنسا خاصة وقد رفع المتظاهرين شعاراتٍ مؤيدةً لروسيا.

الرعاية الفرنسية المتواصلة، والمتعاونة بشكل وثيق مع العسكريين، كانت تعطي انطباعاً بأن لا بديل عنها، لكن يتبيّن الآن أن نجاحَها لم يستند إلى أسس صلبة.

لازمت التحديات النيجر منذ زمن الاستعمار الفرنسي ثم استقلالها ولم تحقق 5 انقلابات عسكرية استقرارا سياسيا واقتصاديا فكان لا بدّ دائماً من عودة الحكم المدني.

هل النيجر جاهزة لدخول مجازفة معقدة؟ وهل لدى العسكر بدائل عن مساعدات الغرب؟ وهل استعدّوا مسبقاً لإدارة البلاد وتداعيات الانخراط في استقطاب دولي آخر؟

يعزى ارتباك الغرب إزاء انقلاب العسكر بالنيجر لوجود قواعد عسكرية كبيرة له إذ شكّلت النيجر مركز قيادة الحرب على الإرهاب في الساحل بعد خروجها من مالي.

* * *

لم يتوقّع أحد أن تصبح النيجر محوراً لأزمة دولية إقليمية تتسم بخطورة استثنائية، بسبب انقلاب الحرس الرئاسي ثم الجيش على حكم الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم.

وكانت البلاد قد مرّت بفترة استقرار سياسي خلال حكم سلفه محمد إيسوفو المنتخب أيضاً والذي بقي في السلطة طيلة ولايتين متتاليتين، وسط تصاعد عمليات المجموعات الإرهابية والتدهور المزمن للأوضاع الاقتصادية وتفاقم ظواهر الفقر.

هذه التحديات لازمت النيجر منذ وجودها تحت الاستعمار الفرنسي، ثم استقلالها عام 1960 وما بعده، ولم تفلح خمسة انقلابات عسكرية سابقة في توطيد استقرار سياسي أو اقتصادي، فكان لا بدّ دائماً من العودة إلى الحكم المدني.

كما أن الرعاية الفرنسية المتواصلة، والمتعاونة بشكل وثيق مع العسكريين، كانت تعطي انطباعاً بأن لا بديل عنها، لكن يتبيّن الآن أن نجاحَها لم يستند إلى أسس صلبة.

الارتباك الغربي الذي تسبب به انقلاب العسكريين النيجريين يُعزى أولاً إلى وجود قواعد عسكرية كبيرة للفرنسيين والأميركيين والأوروبيين من دول مختلفة، إذ شكّلت النيجر مركزاً لقيادة الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي بعد خروجها القسري من مالي المجاورة.

أما الصدمة الأخرى فكانت في العداء الذي ظهر بحدّة عند عسكريي الانقلاب، وكذلك عند فئات من الشعب، للغرب عموماً ولفرنسا خصوصاً، وقد تمثّل في رفع المتظاهرين شعاراتٍ مؤيدةً لروسيا.

وهكذا، فبين عشية وضحاها راح المراقبون يتوقّعون خروجَ النيجر من المعسكر الغربي الذي كان بازوم يعتبر أبرز حلفائه، إذ يكفي الآن أن يطلب عسكر النيجر مغادرةَ القوات الأجنبية على غرار ما حصل سابقاً في مالي وبوركينا فاسو.

وقد تولّدت لديهم دوافع جديدة بعدما تناغمت المواقف الدولية مع الموقف المتشدّد لدول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (ايكواس) سواء بالعقوبات التي فرضتها على النيجر أو باستعدادها للتدخّل عسكرياً لتثبيت الديمقراطية وإعادة الرئيس المخلوع إلى منصبه.

لكن هل النيجر جاهزة لدخول مجازفة معقدة كالتي تتراءى حالياً؟ وهل لدى العسكريين بدائل تمكِّنهم من الاستغناء عن المساعدات الغربية؟ وهل أستعدّوا مسبقاً لإدارة البلاد وتداعيات الانخراط في استقطاب دولي آخر؟ هناك احتمالان:

- الأول، أنهم غير جاهزين، ولذا أصرّت الولايات المتحدة على «الحل الديبلوماسي» وحافظت على هامش مناورة بالتحاور مع العسكر، لكنها التزمت موقف دول «ايكواس»، على أن يُصار إلى تلبية مطالب الانقلابيين بعد استعادة الرئيس بازوم سلطَته. لكن هذا الخيار لا يبدو قابلاً للتطبيق.

- الثاني ربما ينطوي على «خيار روسي» لم ينضج بعد، لكنه أثار اهتمامَ العسكريين الذين يراقبون تجاربَ زملائهم في دول مجاورة .

وينبغي التذكير، من جهة، بأن عدداً كبيراً من البلدان الأفريقية كان على علاقة مع روسيا منذ الحقبة السوفياتية وتلقّى منها دعماً في الكفاح ضد الاستعمار الغربي، وهي علاقة استمرّت في مجال التسلّح وطُوّرت إلى أن أصبحت مع «فاغنر» ذات فاعلية بارزة.

ومن جهة أخرى تنبغي الإشارة إلى أن دول الغرب حافظت على حضور قوي داخل «الدولة العميقة» في مستعمراتها السابقة، غير أن اهتمامها بجوانب التنمية والتطوير ظلّ أقلّ من تركيزها على استغلال الثروات الاستراتيجية (اليورانيوم في النيجر).

وإذا نُظر إلى أزمة النيجر من زاوية الصراع الروسي الغربي، فإن حرب أوكرانيا تكتسب درجةً في «العالمية» من خلال أفريقيا.

*عبدالوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أفريقيا فرنسا النيجر إيكواس انقلاب أزمة دولية حرب أوكرانيا الحرب على الإرهاب قواعد عسكرية الدولة العميقة حرب أوکرانیا النیجر من

إقرأ أيضاً:

عربي21 تنشر أسماء 17 معتقلا في سجون الأردن على خلفية عملية البحر الميت

تستمر الجهات الأمنية الأردنية في اعتقال ٢١ شخصا من معارف وأصدقاء منفذي عملية البحر الميت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عامر قوّاس وحسام أبو غزالة والتي أسفرت عن جرح جنديين إسرائيليين وفقاً لجيش الاحتلال.

وحصلت عربي21 من مصادر خاصة على قائمة بأسماء المعتقلين والذين جرى اعتقالهم في الفترة بين  ٢٣ و ٣٠ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وهم :

١- أحمد بكر
٢- زكريا عبد العزيز يحيى
٣- حسن علي يحيى
٤- مجد السباح
٥- صهيب أبو محيسن
٦- محمد الطويل
٧- عبد الله باسل
٨- أحمد أبو جلود
٩- بهاء تسلق
١٠- عيسى التميمي
١١- سميح العرايشي
١٢- عبد الرحمن أبو شرخ
١٣- أمجد عجاوي
١٤- محمد النجار
١٥- عبد الكريم غانم
١٦- علاء التميمي
١٧- أيمن العجاوي

بالإضافة إلى ثلاثة من زملاء العمل للشهيدين وأخير من مدينة الزرقاء.


ومن المعتقلين 8 أشخاص من أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي بينهم سميح العرايشي المرشح الأسبق عن الحزب ومرافق أمينه العام المهندس وائل السقا.

ووفقاً لمصادر فإن المعتقلين الـ21 محتجزون في دائرة المخابرات العامة حيث يمنعوا من الالتقاء بمحامي لحضور التحقيق.

وفي حديثه لـ"عربي21" قال محامي المعتقلين ونائب رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي عبد القادر الخطيب بأنه لم يسمح حتى الآن بزيارة أي من المعتقلين، معتبراً أن ذلك مخالف للقانون حيث أن لكل معتقل أو موقوف الحق بتوكيل محام وحضور التحقيق.

وأضاف الخطيب بأنه لم توجه لأي من المعتقلين لائحة اتهام رغم اعتقال بعضهم لأكثر من أسبوعين حيث أن الحد الأقصى قانونياً للتوقيف في دائرة المخابرات هو أسبوع ثم توجه لهم لائحة اتهام أو يُفرج عنه، وهو ما لم يحصل خلافاً للقانون.

وأشار الخطيب إلى تعرض مركبة أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس وائل السقا للتفتيش واعتقال مرافقه سميح العرايشي ومصادرة العديد من الوثائق، واصفاً ذلك بالانتهاك الصارخ لقانون الأحزاب، مشيراً إلى عزمهم رفع قضية جزائية على الأجهزة الأمنية.


وعن طريقة الاعتقال قال الخطيب بأنها كانت تعسفيّة وكأنها في شوارع حرب عصابات، حيث حصلت مداهمات أمنية وإغلاق على سيارات كانوا يستقلونها خلال الذهاب لأعمالهم بالإضافة لتفتيش بيوتهم ومصادرة الهواتف والأجهزة الإلكترونية المحمولة حتى لزوجاتهم.

وطالب الخطيب بالإفراج الفوري عن المعتقلين مؤكداً بأن هذا الاعتقال وبهذه الطريقة غير مبرر، حيث يمكن الاستدعاء عبر الهاتف ولن يستنكف أحد عن الحضور في أي وقت، فنحن لا نتحدث عن مجرمين وليس لدى الشبان أي تهم ؛ مفسراً ذلك بـ"سيطرة العقلية الأمنية العرفية" وفقاً لقوله.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج
  • وزير الخارجية يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج.. شاهد
  • أصداء فوز ترامب على العسكريين الأوكرانيين على الجبهة
  • المنتخب السوداني يفقد «3» من لاعبيه المؤثرين في مباراته المقبلة أمام النيجر
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • عربي21 تنشر أسماء 17 معتقلا في الأردن على خلفية عملية البحر الميت
  • عربي21 تنشر أسماء 17 معتقلا في سجون الأردن على خلفية عملية البحر الميت
  • منتخب السودان يعسكر بالمغرب استعداداً لمواجهة النيجر في أمم إفريقيا
  • العمل البيئي وحفل توزيع جوائر.. على جدول أعمال الأمير البريطاني وليام.. الذي يزور جنوب أفريقيا
  • أهرامات الجيزة خلفية خلابة لتركيب فني معاصر جديد