جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@06:53:31 GMT

الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث

 

علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)

asa228222@gmail.com

تُعدُّ محافظة ظفار في سلطنة عُمان إحدى المناطق التي تزخر بثراء ثقافي وتاريخي فريد، يُجسّده الأدب الشعبي المتنوع والمتأصل في وجدان أهلها. يمزج هذا الأدب بين الشعر، والأغاني، والحكايات، والأمثال الشعبية، والأساطير، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان الظفاري وبيئته الطبيعية والاجتماعية.

الشعر الشعبي في ظفار

يُعدُّ الشعر من أبرز أشكال الأدب الشعبي في ظفار، ويتميز بعفويته وارتباطه بحياة الناس اليومية. تتنوع أغراض الشعر بين الغزل، والرثاء، والحماسة، إضافة إلى وصف الطبيعة، حيث تظهر الجبال والصحارى والسهول والبحر كعناصر متكررة في الأبيات الشعرية.

كما تمتاز الفنون الشعرية في ظفار، وخاصة تلك المرتبطة بالجبال والبادية، بأسلوب أدائي يُعرف بـ"الصورة الأدائية"، وهو نمط إنشادي يعتمد على الصوت البشري النقي، من خلال الإبداع الفطري. كان الإنسان يصنع ألحانه وموسيقاه من مفردات الطبيعة المحيطة به.

الأغاني الشعبية

تُشكِّل الأغاني الشعبية جزءًا أصيلًا من الأدب الظفاري، حيث تُؤدى في مناسبات متعددة، مثل الأعراس، والحصاد، وليالي السمر، وليالي خطال الإبل في أودية ظفار.

وتتميز الأغاني بطابعها الخاص الذي يعكس الهوية الثقافية والانتماء للبيئة. ومن أشهر أنواع الغناء في ظفار:

الهبوت: أداء جماعي يجمع بين الغناء والحركة، ويُعبر عن الفرح أو الاحتفال بالنصر.

البرعة: فن يُمارس بعد تحقيق الانتصارات.

النانا والدبرارت وإيلي مكبور والمشعير: وغيرها من الفنون الأصيلة التي تحمل في طياتها عمقًا ثقافيًا.

الحكايات والأساطير

تمثل الحكايات والأساطير الشعبية في ظفار إرثًا ثقافيًا غنيًا بالمعاني والقيم،و تُبرز الحكايات قيم البطولة، والكرم، والشجاعة، وتعد وسيلة لنقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى آخر. كما أنها تُظهر التداخل بين الواقع والخيال في المخيلة الظفارية.

ومن بين تلك الحكايات ما يُعرف بـ"إكيلث" أو حكايات الأطفال، التي كانت تُروى قبل النوم لتوسيع مدارك الأطفال، وتعزيز مخيلتهم عبر صور ذهنية ورسائل ثقافية عميقة.

الأمثال الشعبية

تعكس الأمثال الشعبية تجارب الناس ومواقفهم في الحياة، فهي قصيرة وبليغة، تُستخدم في الحديث اليومي لإيصال الحكمة والموعظة. تُعتبر الأمثال بمثابة مرآة ثقافة الشعوب، حيث تُقاس قوة الحضارات بثقافة أمثالها وحكمة أقوالها وشجاعة أفعالها.

دور الأدب الشعبي في حفظ الهوية

يُعدُّ الأدب الشعبي الرحم الذي يحفظ الهوية الثقافية والتراثية. فهو ليس مجرد كلمات تُروى أو تُغنّى، بل هو تعبير حيّ عن القيم والمعتقدات ومرآة للحياة الاجتماعية والتاريخية للمنطقة. إن توثيق هذا الأدب ودراسته أكاديميًا يُعد خطوة أساسية لضمان استمراره ونقله للأجيال القادمة.

ختامًا.. إنَّ الأدب الشعبي في ظفار يُمثل كنزًا ثقافيًا يُحافظ على الصلة بين الماضي والحاضر، ويبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الثقافي. إنه صوت الناس البسطاء الذي يعكس حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، ويُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية العُمانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هنو: وزارة الثقافة ستظل راعية لجميع مبادرات وأنشطة تعزيز الهوية الثقافية العربية

ضمن مشاركته ممثلًا لجمهورية مصر العربية، في الدورة 24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، والتي تقام فعالياتها بمدينة الرباط المغربية، خلال الفترة من 13-15 يناير 2025، التقى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، في لقاءٍ تناول مناقشة عدد من المحاور الاستراتيجية المتعلقة بتعزيز التعاون الثقافي بين وزارة الثقافة المصرية، والمنظمة، بما يخدم تحقيق الأهداف المشتركة في المجالات الثقافية.

تضمن اللقاء التشاور بشأن احتضان القاهرة للقمة النسائية العربية، ودراسة إتاحة العديد من المنح الدراسية في المجالات المتنوعة من خلال أكاديمية الفنون بالقاهرة، لمبعوثين من جزر القمر.

كما تضمن التشاور حول مقترح إقامة المعرض العربي للحرف التراثية،  برعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو". ليكون بمثابة منصة تجمع بين الممارسين، ورواد الأعمال، والمصممين من دولنا العربية، لتبادل الخبرات فيما بينهم، وفتح فرص واسعة لتسويق هذه المنتجات.


وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو: "نسعى لأن يكون الحرفيون المستفيدين الأوائل من هذا السوق الواعد، ونعمل جميعاً على تيسير سبل إقامة هذا المعرض بمشاركة جميع الدول العربية، وتذليل العقبات المحتملة من خلال النظم والأطر القانونية بالدول المشاركة".
 
وأعرب وزير الثقافة، عن تقديره الكبير للجهود الدؤوبة التي تبذلها "الألكسو" في دعم الثقافة العربية، وتعزيز الروابط الثقافية، واستثمارها في دعم أواصر العلاقات الشعبية والحكومية بين الدول العربية.

وأكد أن وزارة الثقافة ستظل راعية لجميع المبادرات والأنشطة الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية العربية، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من التحولات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، في المجالات الثقافية، بما يسهم في تطوير الصناعات الثقافية، وتعزيز التواصل الثقافي بين الدول العربية.
 
من جانبه، أكد الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام لـ"الألكسو"، أهمية التعاون المستمر بين المنظمة، ووزارات الثقافة في الدول العربية، مشيرًا إلى حرص المنظمة على فتح آفاق التعاون البناء مع وزارة الثقافة المصرية، في تفعيل أوجه الشراكة بين الجانبين فيما تضمنته أجندة الدورة 24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية، لاسيما الموضوعات المرتبطة بالصناعات الثقافية، وتحديات التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن هذه القضايا تمثل تحديات وفرصًا كبيرة لتطوير القطاع الثقافي العربي في ظل التطورات التكنولوجية الحالية.
 
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على استمرار التنسيق بين الجانبين، لضمان تنفيذ المشاريع الثقافية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجال الابتكار الثقافي والتحول الرقمي.

مقالات مشابهة

  • ثقافة الفيوم تناقش الحكايات الشعبية ودورها في تشكيل الوعي
  • زخم ثقافي فني بملتقى الشباب بالعريش وبئر العبد.. الأعلى للثقافة يكرم المبدعين
  • هنو: وزارة الثقافة ستظل راعية لجميع مبادرات وأنشطة تعزيز الهوية الثقافية العربية
  • هنو: وزارة الثقافة ستظل راعية لمبادرات وأنشطة تعزيز الهوية العربية
  • وزير الثقافة الأردني: مصر منارة وإشعاع ثقافي وحضاري للعالم وعلاقاتنا معها "تاريخية"
  • وزير الثقافة الأردني: مصر منارة وإشعاع ثقافي وحضاري للعالم وعلاقاتنا معها «تاريخية»
  • رئيس «العامة للكتاب»: معرض الكتاب تاريخ عريق لحدث ثقافي قومي
  • الهوية المصرية وثورة يناير ضمن نقاشات قصور الثقافة بأسوان
  • ذكرى ميلاد علَامة اللغة العربية وآدابها شوقي ضيف
  • فاكهة الأدب في المراسلات الشعرية