جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-19@22:44:18 GMT

الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث

 

علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)

asa228222@gmail.com

تُعدُّ محافظة ظفار في سلطنة عُمان إحدى المناطق التي تزخر بثراء ثقافي وتاريخي فريد، يُجسّده الأدب الشعبي المتنوع والمتأصل في وجدان أهلها. يمزج هذا الأدب بين الشعر، والأغاني، والحكايات، والأمثال الشعبية، والأساطير، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان الظفاري وبيئته الطبيعية والاجتماعية.

الشعر الشعبي في ظفار

يُعدُّ الشعر من أبرز أشكال الأدب الشعبي في ظفار، ويتميز بعفويته وارتباطه بحياة الناس اليومية. تتنوع أغراض الشعر بين الغزل، والرثاء، والحماسة، إضافة إلى وصف الطبيعة، حيث تظهر الجبال والصحارى والسهول والبحر كعناصر متكررة في الأبيات الشعرية.

كما تمتاز الفنون الشعرية في ظفار، وخاصة تلك المرتبطة بالجبال والبادية، بأسلوب أدائي يُعرف بـ"الصورة الأدائية"، وهو نمط إنشادي يعتمد على الصوت البشري النقي، من خلال الإبداع الفطري. كان الإنسان يصنع ألحانه وموسيقاه من مفردات الطبيعة المحيطة به.

الأغاني الشعبية

تُشكِّل الأغاني الشعبية جزءًا أصيلًا من الأدب الظفاري، حيث تُؤدى في مناسبات متعددة، مثل الأعراس، والحصاد، وليالي السمر، وليالي خطال الإبل في أودية ظفار.

وتتميز الأغاني بطابعها الخاص الذي يعكس الهوية الثقافية والانتماء للبيئة. ومن أشهر أنواع الغناء في ظفار:

الهبوت: أداء جماعي يجمع بين الغناء والحركة، ويُعبر عن الفرح أو الاحتفال بالنصر.

البرعة: فن يُمارس بعد تحقيق الانتصارات.

النانا والدبرارت وإيلي مكبور والمشعير: وغيرها من الفنون الأصيلة التي تحمل في طياتها عمقًا ثقافيًا.

الحكايات والأساطير

تمثل الحكايات والأساطير الشعبية في ظفار إرثًا ثقافيًا غنيًا بالمعاني والقيم،و تُبرز الحكايات قيم البطولة، والكرم، والشجاعة، وتعد وسيلة لنقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى آخر. كما أنها تُظهر التداخل بين الواقع والخيال في المخيلة الظفارية.

ومن بين تلك الحكايات ما يُعرف بـ"إكيلث" أو حكايات الأطفال، التي كانت تُروى قبل النوم لتوسيع مدارك الأطفال، وتعزيز مخيلتهم عبر صور ذهنية ورسائل ثقافية عميقة.

الأمثال الشعبية

تعكس الأمثال الشعبية تجارب الناس ومواقفهم في الحياة، فهي قصيرة وبليغة، تُستخدم في الحديث اليومي لإيصال الحكمة والموعظة. تُعتبر الأمثال بمثابة مرآة ثقافة الشعوب، حيث تُقاس قوة الحضارات بثقافة أمثالها وحكمة أقوالها وشجاعة أفعالها.

دور الأدب الشعبي في حفظ الهوية

يُعدُّ الأدب الشعبي الرحم الذي يحفظ الهوية الثقافية والتراثية. فهو ليس مجرد كلمات تُروى أو تُغنّى، بل هو تعبير حيّ عن القيم والمعتقدات ومرآة للحياة الاجتماعية والتاريخية للمنطقة. إن توثيق هذا الأدب ودراسته أكاديميًا يُعد خطوة أساسية لضمان استمراره ونقله للأجيال القادمة.

ختامًا.. إنَّ الأدب الشعبي في ظفار يُمثل كنزًا ثقافيًا يُحافظ على الصلة بين الماضي والحاضر، ويبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الثقافي. إنه صوت الناس البسطاء الذي يعكس حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، ويُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية العُمانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لوفيغارو: ترامب مرآة تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجية

عقدت صحيفتان فرنسيتان مقارنة ضمنية بين أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشعبوي الفعال إلى حد ما في الحكم حسب تصويرها، وأسلوب الاتحاد الأوروبي الجاد ولكن الفاشل حتى في الاتفاق على فكرة الدفاع عن حدوده.

وانطلقت مجلة لوبوان من خطاب جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي في ميونخ المترع بالاستفزازات والعنف والابتذال، مقابل الرد الأوروبي الذي اكتفى بإظهار الازدراء، متسائلة كيف يمكن لدول كانت مفعمة بالشرف، وتشكلت عبر قرون من الفروسية، استخدمت فيها المبارزة والمصارعة وسيلة لحل خلافاتها، أن تتصرف الآن بمثل هذا الجبن!

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نايجل فاراج: على البريطانيين إنجاب مزيد من الأطفالlist 2 of 2هآرتس: إسرائيل دولة عنصرية تفقد مبررات وجودهاend of list

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم آرتور شفالييه- أن الروح الجادة والافتقار إلى النتائج سمة مشتركة للأنظمة التي فقدت قوتها، وضربت المثال بالبرلمان الأوروبي الذي لا يجسد السلطة، بل العمل، وكيف أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على الاتفاق حتى على فكرة الدفاع عن حدوده.

وفي المقابل، قدمت المجلة ترامب على أنه مهرج مريض، وأكدت أن السياسة لا يمكن أن تتحرر من التمثيل، ولكن "مجتمعاتنا لا تقدر أهمية القوة المغرية للنكات والوقاحة والخروج عن المألوف والاستفزاز، وهي أمور بإمكان المستبدين القيام بها، ولكنّ الديمقراطيين أيضا قادرون على ذلك، ولن يؤدي ذلك إلى التقليل من قيمة الليبرالية أو سيادة القانون أو الإنسانية، بل يجب على الديمقراطية أن تستعيد عفويتها"، حسب التقرير.

إعلان

مرآة عاكسة

أما صحيفة لوفيغارو فأكملت المقارنة من زاوية أخرى في مقال بقلم جيريمي غالون صوّر فيه ترامب على أنه المرآة التي تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجية، إذ إن جميع القرارات التي اتخذها منذ عودته إلى البيت الأبيض تفيد ذلك.

فعندما يعمل وزير ترامب للكفاءة الحكومية إيلون ماسك ورفاقه على تفكيك الدولة الأميركية تستطيع أوروبا انتقاد الطريقة وعواقبها الضارة، "لكن هذا يذكرنا بعجزنا عن إصلاح دولتنا، وخلق بيئة لا تكون فيها البيروقراطية لقمع المبادرة الخاصة، ولكن للسماح لها بنشر قوتها الكاملة"، وفقا للكاتب.

وعندما يقترح ترامب تحويل غزة إلى "ريفييرا"، وبإمكاننا أن نسخر من ذلك وأن نشعر بالغضب، ولكن ما البديل الذي يقترحه الأوروبيون؟ إنهم يدعون إلى "حل الدولتين" ولكنهم يعلمون أن الظروف غير مناسبة، ولأننا لم نعد قادرين على أن نكون حلفاء موثوقين لإسرائيل على الصعيد الأمني -كما يقول الكاتب- لم نعد قادرين على ضمان كرامة الشعب الفلسطيني وحمايته.

وعندما يوضح وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة لن تتمكن في نهاية المطاف من ضمان أمن القارة الأوروبية، "تظاهرنا بالدهشة رغم أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما أعلن عام 2012 عن التحول الأميركي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولكن ماذا فعلنا كل هذه الفترة للتحضير لأحد التحولات البنيوية القليلة في السياسة الخارجية الأميركية التي يتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون الآن؟"، يتساءل الكاتب.

"نحتاج قرارات صعبة"

ومن خلال مهاجمة المصالح الأوروبية وإذلال القارة، يسلط ترامب الضوء على إحدى نقاط ضعف الأوروبيين الكبرى، وهي عدم قدرتهم على اتخاذ القرار والتصرف، ومن ثم عندما يعدّ الرئيس الأميركي الاتحاد الأوروبي عدوا على المستوى التجاري يبدو الاتحاد عاجزا، كما يقول الكاتب.

إعلان

ويتساءل الكاتب أيضا: لماذا لا يتمتع الاتحاد الأوروبي بقدرة أفضل على الرد على هذه التهديدات والهجمات؟ ليوضح أن الاتحاد لديه الآن أداة قوية على الورق، وهي أداة مكافحة الإكراه، ولكن بالذي يستطيع فيه الرئيس الأميركي، بموجب مرسوم مهاجمة المصالح الأوروبية، يحتاج الاتحاد إلى 6 أشهر على الأقل وتصويتين بأغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء لتفعيل ذلك.

ومع أن الاتحاد الأوروبي يعدّ قوة عظمى عندما يتعلق الأمر بكتابة التقارير، فإنه يصبح قزما عندما يتعلق الأمر بتنفيذ توصياتها، ومن ثم "إذا أردنا أن نكون قادرين على الدفاع عن مواطنينا ضد التهديدات المتزايدة وإعادة كتابة التاريخ، فلا بد أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة، أولها الاستثمار في جهود الدفاع أكثر، مما يتطلب إصلاحا شاملا للدولة وإصلاحا عميقا لنموذجنا الاجتماعي، لأن هذا هو الشرط الأساسي لنا، كفرنسيين وأوروبيين، حتى نكون مرة أخرى سادة مصيرنا"، كما يقترح الكاتب.

مقالات مشابهة

  • تكريم فرق الفنون الشعبية الأجنبية والمصرية المشاركة بمهرجان أسوان الدولى الـ12 للثقافة والفنون
  • محافظ أسوان يكرم ممثلي وفود فرق الفنون الشعبية المشاركة في مهرجان أسوان الدولي
  • لوفيغارو: ترامب مرآة تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجية
  • 26 فرقة للفنون الشعبية تقدم عروضها بمسارح وبيوت الثقافة في أسوان
  • جراهام عبد القادر: ما تعرض له السودان من تدمير في قطاعات الثقافة والتراث بسبب المليشيا الإرهابية كان عملا ممنهجا
  • جمعية الأدب بتبوك تنظّم أمسية “حوار الأدب والتراث في يوم التأسيس”
  • "مؤتمر بحوث الطلبة" بجامعة صحار يسلط الضوء على قضايا الهوية والتراث في الأدب العماني المعاصر
  • ضمن فعاليات المهرجان الدولى الـ 12 للثقافة والفنون.. فرق الفنون الشعبية الدولية تجوب شوارع وأسواق أسوان
  • البيت الفني للفنون الشعبية يحتفي بأم كلثوم باستعراض «الحب كله»
  • باني: ليبيا أصبحت بلاداً جرداء بدون مركب ثقافي ولا مسارح