جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@11:29:16 GMT

أريدُ حلًا

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

أريدُ حلًا

 

جابر حسين العماني **

jaber.alomani14@gmail.com

كتبت إحدى المتزوجات شاكية من زوجها أنَّه لا يُحبها ولا يُقدرها ولا يُعيرها أي اهتمام، وتشك دائمًا أن زوجها يُفكِّر بالزواج من أخرى، وهي لا تُريد له ذلك، وتريد حلًا مناسبًا، حتى تستطيع الحفاظ على حياتها الزوجية من الضياع والانهيار، وتكرر قائلةً: كيف أكسب قلب زوجي؟ وماذا أفعل حتى لا يذهب إلى غيري؟

هي مشكلة قد تعاني منها الكثير من النساء المتزوجات خصوصًا المُقصِّرات في حق أزواجهن، وهنا من الواجب على من تعاني من هذه المشكلة أن تسأل نفسها بشكل مستمر: ما هو السبب الذي يجعل الزوج ينفر من زوجته الأولى ويفكر في زوجة ثانية؟

المرأة العاقلة هي تلك التي تسعى دائماً لحل مشاكلها الزوجية، بهدف حفظ زوجها وبيتها وأسرتها.

وأرغب هنا في عرض بعض من تلك الحلول النافعة والمفيدة والمجدية، والتي تحتاج إليها المرأة المتزوجة للحفاظ على علاقتها الزوجية من الانهيار، وجعلها حياة مليئة بالمحبة والمودة والانسجام الزوجي بين الشريكين. فإذا نظرنا إلى الحلول فإننا نجدها كثيرة ولكننا سنذكر أهمها على نحو الاختصار:

الحل الأول: الأناقة؛ وهي مطلوبة بين الأزواج، فهناك زوجات يفضلن ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة وذلك لتسهيل حركتهن وهن في بيوتهن، وهذا حق لهن، ولكن ينبغي على الزوجة العاقلة والواعية والذكية، الالتفات أيضاً إلى عناصر الجذب والتي منها الملابس الأنيقة والملونة والمغرية والفاتنة والمزركشة والساحرة والمعطرة والمبخرة، التي من شأنها أن تشد نظر الزوج وتجعله يشعر بأن شريكتَه تسعى دائمًا لإرضائه وسعادته بإطلالاتها الرائعة والمتنوعة عليه، والأناقة في حد ذاتها تُمَكّن المرأة من ملء عين زوجها، فتُكفيه عن النظر إلى الأخريات من النساء. الحل الثاني: العناية الفائقة بالنظافة الجسدية، فلا يصح للمرأة أن تقابل شريك حياتها وهي بروائح كريهة كرائحة العرق والبصل والثوم، أو لقائه بشعر كثيف غير مرتب خصوصا في أوقات العلاقة الحميمية، فينبغي لها أن تكثر من الاستحمام اليومي ووضع الروائح الطيبة، وتسريح الشعر وترتيبه وتجميله والظهور أمامه بهيئة الملاك، فتلك خطوات ذكية ينبغي للزوجة العاقلة استغلالها الاستغلال الأفضل وتسخيرها في خدمة زوجها بهدف إقناعه بأنها غير مقصرة في حق من حقوقه، وأنها تبذل ما تستطيع فعله في سبيل اقناعه ورضاه، فذلك أمر مع مرور الوقت يجعل الزوج لا يُفكر إلّا بزوجته، فيبادلها نفس الشعور ويسعى لإرضائها كما أرضته واقنعته. الحل الثالث: شاركيه أوقات الفراغ في داخل المنزل وخارجه، اقترحي عليه اللعب معه أو قومي بفعل شيء هو يحبه ثم اطلبي منه أن يشاركك فيه، فالزوجة الذكية هي من تستطيع إخراج زوجها من دائرة الملل والكلل والفراغ بحيث يستطيع مَلء فراغه وهو في داخل بيته، بدلًا من البحث عن أشياء مماثلة يحبها خارج المنزل. والزوجة العاقلة اللبيبة هي من تعي جيدًا كيف تكون لزوجها وشريك حياتها كالأخ والصديق والشريك والسند والظهر، وذلك من خلال مشاركته اهتماماته وأوقات فراغه بلطف بما يعزز العلاقة الزوجية بينهما في السراء والضراء. الحل الرابع: يتمثل في تقديم خدمة متفانية للزوج، كخدمة البيت والأولاد وهي تُعدّ أمرًا مُقدّسًا حثّ عليه الإسلام، وتُعتبر المرأة التي تتفانى في خدمة زوجها قدوةً حسنةً لغيرها، وهو ما يُوافق الشرع والعرف لما ينتج عنه من رضا الزوج وتقوية العلاقة الزوجية، ويساهم في كسب ودّ الزوج واستمرار الحياة الزوجية بِهِدوءٍ وسكينة وسعادة، مما يُعزز البركة في الحياة الزوجية. وقد ورد في الحديث الشريف أنه سألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل النساء في خدمة أزواجهن؟ فقال: (أَيُّمَا اِمْرَأَةٍ رَفَعَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا شَيْئًا مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ تُرِيدُ بِهِ صَلاَحًا إِلاَّ نَظَرَ اَللَّهُ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ اَللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ)، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يوصي ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء قائلًا: (يَا فَاطِمَةُ؛ مَا مِنْ امْرَأَةٍ غَسَلَتْ قَدْرَهَا، إِلَّا غَسَلَهَا اللَّهُ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا)، ونقل عن الإمام جعفر الصادق حفيد الرسالة قوله: (مَا مِنِ اِمْرَأَةٍ تَسْقِي زَوْجَهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلاَّ كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَقِيَامٍ لَيْلُهَا). الحل الخامس: تجنبي النوم وأنتِ على خلاف مع زوجكِ حتى وإن كان ذلك الخلاف بسيطاً بينكما، فذلك أمر غير مطلوب، والحكمة تقتضي أن تنامي وأنتِ في محل رضاه، لذا حاولي أن تقترحي عليه قضاء بعض الوقت معًا قبل النوم، فذلك سلوك مثالي، نتيجته تؤدي إلى علاقة زوجية مرضية بين الطرفين.

ختامًا.. ينبغي على المرأة المتزوجة إدراك أن سندها في الحياة، بعد الله تعالى، هو زوجها، ومهما بلغت ووفرت من إمكانيات مادية أو معنوية، فلن تجد أفضل من زوجها الصالح الذي يمثل لها المأوى والسند والدعم المستمر، والذي يحفظها من طوارق الليل والنهار.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فعالية ثقافية في ذمار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

الثورة نت/ رشاد الجمالي

نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة في محافظة ذمار اليوم الفعالية الثقافية  لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام 1446هـ  تحت شعار فزت ورب الكعبة.
وفي الفعالية الذي حضرها مدراء المكاتب التنفيذية والخدمية والعلماء والخطباءوائمة المساجد  اعتبر مدير عام مكتب الهيئة العامة للاوقاف بالمحافظة فيصل أحمد الهطفي الإمام علي مدرسة ومنهج حياة للامة الإسلامية في إيمانه وعلمه وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله.
وأشار إلى حاجة الأمة اليوم لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي لتنير الدروب في مواجهة اليهود الذين يتربصون بالمسلمين ويستهدفونهم في عقيدتهم ومقدساتهم .
وتطرق إلى فضائل الإمام علي عليه السلام ومناقبه وإحسانه للفقراء والمستضعفين . مؤكداً أهمية اغتنام أيام وليالي الشهر الكريم في العبادة والطاعة والإحسان وتعزيز التكافل الاجتماعي والتمسك بالقرآن الكريم والهوية الإيمانية.
منوها أن هذه الذكرى تتزامن مع استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ما يستدعي تعزيز الوعي في القضية الفلسطينية في وجدان الأمة .
مبينا بعظمة الموقف اليمني المشرف في نصرة غزة .
واشار الى أن الإمام علي عليه السلام قدم للأمة نموذجا خالدا في العدل والحكمة والجهاد .
وتطرق إلى التحديات التي تواجه الأمة اليوم ما يستدعي التمسك بنهجه والاستفادة من سيرته في مواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف مقدساتها وهويتها.
وأستعرض مدير عام مكتب الهيئة العامة للاوقاف بالمحافظة  مناقب الإمام علي عليه السلام وشجاعته والمكانة التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام والعلاقة التي تربط أهل اليمن به منذ دخولهم الإسلام على يديه.
وتطرق إلى دور الإمام علي في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم ومواقفه في مواجهة طغاة الكفر وفدائيته للنبي عليه الصلاة والسلام ليلة الهجرة وحكمته وحلمه وزهده وورعه وتقواه والخسارة التي مُنيت بها الأمة الإسلامية باستشهاده.
مبينا أهمية استلهام القيم والمبادئ التي رسخها الإمام علي عليه السلام في نصرة المستضعفين ومواجهة الطغيان.
وأكد  أهمية إحياء الذكرى لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي عليه السلام والاقتداء به وتجديد الولاء له وتجسيد مواقفه وصفاته في الواقع العملي .
داعيا إلى تحرك عملي وجاد لدعم الشعب الفلسطيني في معركته العادلة ضد الاحتلال الصهيوني .
وشدد على تعزيز الوعي المجتمعي بمكانة الإمام علي عليه السلام وما يمثله من رمزية في مواجهة الظلم.
وأكد  أن ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام تحتم على الجميع استلهام القيم التي حملها في نصرة المظلومين ومقاومة الطغاة .
بدوره اشار عضو رابطة علماء اليمن بالمحافظة العلامة اسماعيل الوشلي
إلى جوانب من حياة الإمام علي عليه السلام  وسيرته العطرة وبطولاته ومناقبه الجهادية حتى استشهاده
منوها  أن الإمام علي عليه السلام كان نموذجا للعدل والحكمة والشجاعة في مواجهة الطغيان.
وأكد أن الأمة اليوم بحاجة للعودة إلى نهج الإمام علي في تحمل المسؤولية تجاه قضاياها الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتعرض لمؤامرة كبيرة تهدف إلى تصفية وجودها وهويتها.
مضيفا أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي لما لها من دلالات في استلهام الدروس والعبر من سيرته النيرة علماً وإيماناً وتضحية وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله.
مبينا  أن ما يتحقق اليوم من انتصارات لأبناء الشعب اليمني وقيادته الحكيمة بتوفيق من الله ثمرة التمسك بالمنهج الإيماني
من جانبه اشار مدير المدرسة الشمسية احمد الحمزي الى بطولات ومواقف الإمام علي عليه السلام الإيمانية والدروس الجهادية وبأسه وشجاعته في الانتصار لدين الله والوقوف في وجه الباطل ونصرة المستضعفين .
مبينا إلى حاجة الأمة للاقتداء بأخلاق وشجاعة الإمام علي والاطلاع على سيرته العطرة .
وتطرق الى فضائل ومواقف الإمام علي عليه السلام ومآثره الخالدة بداية من مولده داخل الكعبة وحياته مع الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وآله وسلم وجهاده وشجاعته وتضحيته واستشهاده في سبيل الله.
وأكد أهمية استلهام الدروس والعبر من حياة الإمام علي الجهادية ومكانته الإيمانية وارتباطه بالرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم والسير على نهجه وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.
فيما أكد مستشار رئيس الحامعة حسن الموشكي
أن استشهاد الإمام علي عليه السلام مثل محطة مهمة لاستلهام دروس التضحية والفداء مشيرًا إلى أن مواقفه وعدله يجب أن تكون منهاجًا للحكام والمسؤولين في تحقيق العدل ونصرة المظلومين.
وشدد على أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب شرعي وإنساني لا يقبل المساومة أو التخاذل .
وأشار على ضرورة مواصلة التحرك العملي لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز الوعي بالقيم والمبادئ التي رسخها الإمام علي عليه السلام .

مقالات مشابهة

  • مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • خلى بالك.. حالات يقضى فيها بنشوز الزوجة وحقوق تسقط عنها
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المرأة لا تجبر على تجهيز نفسها.. حيثيات إلزام زوج بتسليم قائمة المنقولات
  • من يحكم قضايا قائمة المنقولات الزوجية وتبديدها رغم عدم وجود نص بالقانون؟ الأسرة تجيب
  • تارا عماد: سامحت والدي لكن لا أريد التعامل معه
  • أمسية رمضانية في إب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية في ذمار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • خلي بالك.. خطوات التمكين من مسكن الزوجية المملوك لأهل الزوج
  • فعالية ثقافية في ذمار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام