٢٦ سبتمبر نت:
2024-10-05@09:29:09 GMT

سلطنة عمان .. إنجاز الدبلوماسية المرنة

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

سلطنة عمان .. إنجاز الدبلوماسية المرنة

مسقط لم تتردد عن القيام بدورها ومسؤولياتها في التخفيف من الصدامات وتبريد سخونة المواجهات في المنطقة رغم ان العمانيين يعيشون قلقاً سياسياً واضحاً جراء التطورات الدرامية للحرب والصراع والمواجهات الدامية التي عصفت بالمنطقة بعد الحرب اليمنية السعودية الاماراتية التي اجتاحت المنطقة العربية من بوابة اليمن وفتحت الباب على مصراعيه امام تبعات ومشكلات لا حدود لها ولا يمكن السيطرة عليها.

.

ومرد هذا القلق ان الصراعات المسلحة وادارة المعارك قد وصلت إلى البوابة الغربية العمانية بالقرب من المهرة وحضرموت , مع ما يعني ذلك من فرض أوضاع هشة من استقرار مخاتل بإمكانه ان يتحول إلى فوضى واضطراب قد تتضرر منه سلطنة عمان ومحافظا تها المجاورة للمهرة ..

وغير مستبعد ان يصل اثرها السلبي الى كل منطقة في الخليج لا سيما وان هذه المنطقة تسمى برميل البارود الخامل رغم كل هذه التحديات والتهديدات لم تتردد مسقط عن القيام بدورها ومسؤولياتها في التخفيف من هذه الصدامات وتبريد سخونة المواجهات بعمل إنساني حكيم وبجهد دبلوماسي واضح هدفه تحدد في ايجاد مساحات واسعة ومناسبة لالتقاء الفرقاء والخصوم والأعداء .. فمثلاً تجد في مسقط تواجداً لقيادات من انصار الله وفي ذات الوقت تتواجد عناصر حكومة معين عبد الملك , ولا تمانع مسقط من تواجد عناصر الانتقالي وفي مسقط تلحظ الدور الأمريكي المساهم في الاشكالية اليمنية إلى جانب الدور البريطاني .. وفي مسقط لا يخفى الدور الاماراتي ولا الدور القطري ولا الدور السعودي..

وبحسب المشاهد والمعايش ووفق المعطيات الراهنة فان الجميع قد احتوتهم مسقط والجميع يسهم في صورة مكثفة لا يجاد حلول ومقاربات للمشكلة في اليمن والسعودية والامارات .. وهذه مقدرة عجيبة لا يقدر عليها إلا كفؤ وقيادة اختبرتها المراحل وشهدت لها بالكفاءة والمرونة والذكاء والمقدرة على تحويل المؤشرات إلى نجاحات ملموسة ..

الدور العماني اعتمد الصبر الاستراتيجي واستند إلى ثقله الدبلوماسي وصلاته الواسعة والعديدة مع النطاقات الإقليمية والدولية .. ومن الواضح ان الجميع يحرصون على أن يكون النجاح مواكباً للدور العماني ويحرصون كذلك ان يكون كل جهد يبذل معززاً للرؤية العمانية.. باعتبارها النموذج الذي يجب ان يحظى بالدعم وتشكل نقطة التقاء يعود اليها المتصارعون ومراكز النفوذ الدولي ..

على اعتبار ان دور واشنطن رغم اهميته إلا انه يفقد الحيادية وينظر إليه بعين الشك وذات النظرة ترى الدور البريطاني والدور الفرنسي ..

ولهذا فان الدور العماني ينبغي ان يحاط بعناية خاصة وبإسناد متعدد وهذا مطلب دولي واقليمي يضاف إلى ذلك ان العمانيين طوال تاريخهم امتازوا بالمرونة وبالحيادية الجادة وهي دبلوماسية مرنه وذكية سعت وتسعى دوماً الى الابتعاد عن اية خطوات مريبة أو تحيد عن المعلن والحقيقة التي تقوم عليها الدبلوماسية العمانية طوال العقود والسنوات الماضية وقد اكتسبت نجاحاً لافتاً وحظيت بتقدير واسع دولياً واقليميا ولم تترك ندوباً في علاقات دول المنطقة , بل اتبعت اسلوباً مرضياً للجميع

وللأمانة رأت صنعاء والى جانبها عواصم داعمة لها ان العمانيين لا تنقصهم الجدية ولا يعوزهم الوضوح وتمكنوا من ان يكونوا مخففي صدمات حالت دون انهيار كامل للهدن التي بدأت تؤسس لمرحلة استقرار وسلام يعود بالنفع على دول المنطقة كلها وليس اليمن وحدها.. وفي الإجمال تصاعدت الخطوات العمانية الرامية لا رساء السلام والاستقرار في هذه المنطقة التي اشتعل فيها الصراع واتسع فيها التدمير .. وهي للأمانة خطوات مدروسة حققت نجاحات عديدة , حتى عندما تتوقف تلك الجهود لا تذهب إلى أي انهيارات غير محسوبة ..

وهناك مؤشرات جلية بدأت تضع محددات لمفاوضات قادمة في هذا الملف اليمني , السعودي .. وعملية إزاحة العثرات متواصلة وهناك آمال عديدة ان ترى لقاءات قادمة بدعم ورعاية عمانية ربما تكون قادرة على إذابة الجمود والبرود الذي يبدو انه طغى خلال الفترة الماضية وهنا مكمن قوة مسقط التي لا تريد أن تؤمن بالفشل في عملها الدبلوماسي وانما تحرص على كثافة الجهد والعمل والنشاط والمحاولات المتعددة حتى تصل إلى تفاهمات بناءة ورؤى ومقاربات تصب لصالح المنطقة والسلام فيها.

المهم ان المفاوضات القادمة تكون حاضرة لإيجاد حلول وتبتعد عن المراوغات أو الذهاب إلى تفاصيل الشعب اليمني في غنى عنها .. وأول القضايا ايقاف العدوان ورفع الحصار وصرف المرتبات لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين وايجاد حلول ايجابية للملف الإنساني .. لان أي مراوحة في هذا المضمار لا يسهم في إيجاد حلول سلمية لهذا الملف المشتعل .. وهذا أمر مأمول من القيادة العمانية ومن الدبلوماسية المرنة والذكية .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تشارك في أعمال مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين في أذربيجان

شاركت سلطنة عمان ممثلة بالادعاء العام اليوم في أعمال المؤتمر التاسع والعشرين للرابطة الدولية للمدعين العامين في العاصمة الأذربيجانية - باكو.

ومثّل سعادة نصر بن خميس الصواعي المدعي العام سلطنة عمان في المؤتمر الذي ناقش في جلساته عددًا من الموضوعات المتعلقة بالنيابات العامة والادعاء العام منها بناء النيابات العامة والادعاء العام المرن، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمل النيابات العامة والادعاء العام، ومكافحة الجرائم السيبرانية، ودور عضو الادعاء العام في دعم سيادة القانون في العصر الرقمي، وأفضل الممارسات لمكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد. وتخلل المؤتمر لقاءات ثنائية مع النظراء الدوليين لتوطيد العلاقات وبناء جسور التواصل التي تخدم سبل التعاون المشتركة بما يخدم التحقيق الجزائي. كما يشمل برنامج الزيارة لقاء المدعي العام والوفد المشارك بالمدعيين العامين لجمهورية أذربيجان والجمهورية التركية لبحث سبل تعزيز التعاون القضائي الدولي في مجال العدالة الجزائية، وتبادل الخبرات، والاطلاع على تجارب الجهازين لتطوير الأداء وتعزيز القدرات إضافة إلى عقد لقاء تشاوري مع المدير التنفيذي للجمعية الدولية للمدعين العامين.

مقالات مشابهة

  • جاهزية أنشطة الأعمال في سلطنة عمان .. نحو نمو مستدام وتعزيز لدور القطاع الخاص
  • إلهام شاهين تستمع بجمال الطبيعة في سلطنة عُمان بهذه الإطلالة «صور»
  • الإمام الطيب يستقبل سفير سلطنة عمان بمشيخة الأزهر
  • بعد تكريمها في سلطنة عمان.. أول تعليق للفنانة إلهام شاهين «صورة»
  • احتفاء بالزراعة.. حلقة عمل يوم الزراعة العربي في الرستاق
  • بعد تكريمها بمهرجان «ظفار الدولي».. إلهام شاهين: شكرًا سلطنة عمان
  • "الغرفة" تستعرض الفرص الاستثمارية الواعدة مع وفد تجاري مغربي
  • جهود الصين في بناء الإنسان ونشر السلام
  • سلطنة عمان تشارك في أعمال مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين في أذربيجان
  • التقرير السنوي للتنافسيّة يستعرض خريطة المؤشرات الدولية