يمانيون ـ بقلم ـ محمد يحيى فطيرة

على مدى 10 سنوات كاملة يشن التحالف الأمريكي السعوديّ الإماراتي حربًا ظالمة وحصارًا خانقًا على أبناء الشعب اليمني، ليس لسبب ما سوى أنهم تواقون للحرية والاستقلال والتحرّر من التبعية والوصاية السعوديّة الأمريكية، بعد أن ظل سفيرا الرياض وواشنطن على مدى أكثر من 3 عقود هم من يسيطرون على القرار اليمني، بينما وجود الرئيس والحكومة آنذاك كان شكليًّا فقط.

بعد 10 سنوات من زمن الحرب والحصار والظلم والشتات، عاش خلالها اليمانيون أسوأ المعاناة والحرمان، لا سِـيَّـما من فقدوا مصدر دخلهم ومرتباتهم من الموظفين؛ بسَببِ نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن، في مؤامرة اقتصادية على البلد هي الأقذر على الإطلاق لا زالت مُستمرّة حتى اليوم، إلا أن صمود وصبر الشعب اليمني ووقوفه صَفًّا واحدًا خلف قيادته الثورية المؤمنة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حال دون نجاح تلك المؤامرات والمخطّطات والأجندات الهادفة إلى تركيع اليمنيين.

العدوان الإجرامي على اليمن كانت تحرص السعوديّة أن تجعل في ظاهره الرحمة لليمنيين من خلال تسويقها بأن الحرب قامت؛ مِن أجلِ إعادة ما يسمى “الشرعية” لمن لا شرعية لهم، ولكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا؛ فالعدوان كان منذ البداية ظاهره العذاب وفي باطنه العذاب، فما نراه اليوم يكشف الحقيقَة الغائبة عن كثير من أبناء هذا البلد المخدوعين والمتوهمين، خُصُوصًا وأن أغلب القيادات العميلة والخائنة التابعة للشرعية تقف خلف قضبان السجون أَو رهن الاقامات الجبرية، وقد رأينا جميعًا الإهانة والإذلال التي تعرض لها الخائن عبدربه هادي عندما أجبرته الرياض على تقديم استقالته بالقوة قبل سنوات وإخفاءه لليوم لا يعلم أحد عنه شيئًا.

ما يدور اليوم في غالبية المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، يعكس حقيقة المشروع التدميري والتخريبي والعبثي الذي يقوده الاحتلال السعوديّ والإماراتي بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، فالعدوان على اليمن هو؛ مِن أجلِ تقسيم اليمن وتفتيت جغرافيتها؛ ما يسهل على دول العدوان الانقضاض عليها وافتراسها دون رحمة.

الحرب والحصار الظالم على اليمن جاء تحت شعارات وعناوين كثيرة ومختلفة، ولكن الحقيقة بأن هذه العدوان كان يحمل أطماعًا وأهدافًا خبيثة وهو ما نراه اليوم بأم اعيننا؛ فالرياض يسعى اليوم بكل ما أوتيت من قوة للسيطرة على المهرة وحضرموت وضمها للسعوديّة لما لتلك المحافظات من ثقل سياسي واقتصادي واستراتيجي كبير تعود بالفائدة على المملكة، بينما أبو ظبي هدفها السيطرة على عدن وشبوة وسقطرى ومعظم المحافظات الجنوبية، وهي في طريقها إلى إعلان جزيرة سقطرى إمارة تابعة لها، في انتهاك صارخ للسيادة اليمنية وتَحَدٍّ سافر للعالم.

ما تتعرض له اليمن من مؤامرات ومخطّطاته خطيرة تحتم على أبناء هذا البلد، الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الثورية والسياسية التي أنعم الله بها على اليمنيين، ممثلة بقائد الأُمَّــة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، بعد أن صارت هذه القيادة محط فخر واعتزاز العالم، جراء الموقف المشرف تجاه الشعبين الفلسطيني واللبناني ووقوفها بكل شجاعة وحزم لمساندة سكان غزة ومساندة حركات المقاومة الإسلامية البطلة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على الیمن

إقرأ أيضاً:

العدوان المنسق على اليمن.. كيف ارتد عكسياً على ثلاثي الشر

علي الدرواني

قالت “هيئة البث الإسرائيلية”، الجمعة، إنه للمرة الأولى يتم تنفيذ هجوم مشترك في اليمن بين الاحتلال “الإسرائيلي” و”التحالف الدولي الأمريكي البريطاني”، وهو ما يعني عُدوانًا ثلاثيًّا على اليمن لنُصرته غزة فلسطين، وفي تصريح تلا العدوان مباشرة قال وزير حرب العدو “يسرائيل كاتس” في بيان: “لقد سمع آلاف الحوثيين الذين شاركوا في مسيرة كراهية ضد “إسرائيل” قوة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي”. في إشارة واضحة إلى تعمد القصف بمحيط ساحة ميدان السبعين كرسالة تخويف.

القصف العدواني الثلاثي لم يقتصر على محيط السبعين، فقد استهدفت أكثر من عشرين طائرة بخمسين قنبلة كما نقل ذلك الإعلام العبري، توزعت على محطة كهرباء حزيز، وموانئ الحديدة ورأس عيسى ومحطة كهرباء الحديدة أيضًا، فيما تعرضت منطقة جربان وحرف سفيان لعدد من الغارات العدوانية.

مع انكشاف الأهداف التي ركز عليها العدوان “الإسرائيلي” يمكن الجزم بأن الكيان لم يحقق شيئاً في هذه العملية، وهذا ما أكده الإعلام العبري بعد عودة الطائرات الحربية الصهيونية من مهمتها على مسافة 2000 كم، ولخصت ذلك صحيفة “معاريف”، بالقول: “لا يوجد الكثير في الهجوم على اليمن، واستهداف نفس الأهداف السابقة، الهجوم أحدث ضجيجاً ودخاناً أسود، وعادت الطائرات إلى مواقعها”.

هذا الضجيج والدخان هما الهدف الرئيس من الهجمة العدوانية، لأن الحقيقة أنها ليست أهدافاً يمكن لها أن توقف الضربات اليمنية، ولا تعيقها، ولا تؤثر فيها، أولاً لأنها مجرد أعيان مدنية، وثانيًا لأنها كما قالت “معاريف”: “نفس الأهداف السابقة”، فمحطة حزيز قصفت من قبل مرتين، كذلك الحال بالنسبة لمحطة الحديدة وموانئها.

لكن كيف نقول إنها ارتدت عليهم؟ بالنظر إلى أنها كانت رسالة تخويف كما سماها كاتس، إلى الجماهير المحتشدة في السبعين، والذين يطلقون الكراهية ضد “إسرائيل”، فالنتيجة كانت عكسية، وما رأيناه من مشاهد ميدان السبعين رداً على العدوان، كان كفيلاً بأن يصفع نتنياهو ، فهتافات الجماهير الغفيرة “يا صهيوني نتحدّاك”. بهذه العبارات في أثناء الغارات الصهيونية المُعادية بالتزامن مع التوافد الجماهيري لمليونية “جهاد في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنُواجه كل الطواغيت”.كانت إعلانًا بفشل العدوان، وزادتها فشلاً عبارات، وهتافات الحشود المليونية: “ما نبالي ما نبالي ما نبالي.. واجعلوها حرب كبرى عالمية”.

هذا من جهة، لكن هناك زاوية أخرى يجب النظر إليها، وهي أن المظاهرات المليونية الداعمة لفلسطين في اليمن، تثير حالة من القلق والغيظ لدى قادة الكيان المجرم، لا سيما أنها تتزايد زخمًا، مع الاستمرار بشكل أسبوعي متكرر دون كلل ولا ملل، والعدو يعرف ويدرك أهمية الحضور الجماهيري في الساحات، والتكامل والتناغم بين الشعب وقيادته وقواته المسلحة، في صورة ليست موجودة في أي بلد آخر، لا سيما أن ذلك التكامل موجه إلى نحر العدو الصهيوني ومن خلفه واشنطن دون سواهما.

النقطة الثالثة، ولا تقل أهمية، هي إبراز تلك الحشود للعالم، في حين أن وسائل ووكالات الإعلام الدولية تكاد تتجاهل تلك المسيرات، إلا أن الغارات العدوانية في محيطها، تساهم من حيث لا يدرك العدو، في نشر وإبراز ذلك الحدث الأسبوعي المهم، لمن لا يصل إليهم ربما من أبناء هذا العالم، فبالتأكيد قد شاهد العالم تلك الحشود وهي تصرخ في وجه أمريكا وإسرائيل، وتساند غزة، ولم تهتز لهم شعرة في أثناء الغارات، وستثير تلك الصورة الكثير من التساؤلات لدى قطاعات واسعة في كل أنحاء العالم، عن اليمن وشعبها وعن سر هذا الإصرار، وستلفت العالم إلى تلك المظلومية في غزة. ولهذا نجزم أن العدوان الأخير المنسق بين ثلاثي الشر، أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، قد ارتد عليه عكسيًا.

* المادة الصحفية نقلت من موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • 80 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة للتعافي الشامل من أثار العدوان
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 15 يناير
  • مارسيليا وموناكو.. «كأس العذاب»!
  • اليمن.. عقد من الصمود في وجه العدوان وأطماع التحالف الإسرائيلي-الأمريكي
  • 14 يناير خلال 9 أعوام.. استشهاد وجرح 5 أطفال بغارات العدوان السعودي الأمريكي ومخلفاته العنقودية على اليمن
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالا من بايدن بشأن هدنة غزة: وقف الحرب ضرورة لإنهاء المعاناة
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 14 يناير
  • 13 يناير خلال 9 أعوام.. 52 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب ضد الإنسانية بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • العدوان المنسق على اليمن.. كيف ارتد عكسياً على ثلاثي الشر
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 13 يناير