نشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الإثنين 16 ديسمبر 2024، تقريرا حول الأحداث في سوريا، مشيرة إلى أنه مع انتهاء الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا، لا يزال الخطر يحيط بالأقلية الكردية في سوريا.

قالت الصحيفة، بالرغم من دورهم المحوري في مساعدة الولايات المتحدة في محاربة داعش الإرهابي، يواجه الأكراد الآن تهديدًا متصاعدًا من تركيا، التي لطالما اعتبرتهم أعداءً.

وأضافت نيويورك تايمز، خلال السنوات الماضية، اعتمدت القوات الأمريكية بشكل كبير على القوات الكردية بقيادة “قوات سوريا الديمقراطية” (SDF) لتحرير مدن سيطر عليها المتطرفون واحتجاز نحو 9000 مقاتل من تنظيم الدولة. إلا أن تركيا، التي تشترك في حدود طويلة مع سوريا، ترى في تلك القوات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) الذي يحارب الدولة التركية منذ عقود.

تركيا تعزز نفوذها وتضع الأكراد في موقف هش

بعد سقوط نظام بشار الأسد واستيلاء الجماعات المسلحة، مثل «هيئة تحرير الشام»، على السلطة، أصبحت تركيا تتمتع بنفوذ واسع في تشكيل مستقبل سوريا، ويرى المحللون أن هذا النفوذ يهدد بتقويض سيطرة الأكراد على شمال شرق سوريا.

قال وايل الزيات، الخبير السوري والدبلوماسي الأمريكي السابق: سيكون لتركيا اليد العليا فيما يحدث في سوريا في المستقبل القريب، وانه بالتزامن مع سيطرة «هيئة تحرير الشام» وحلفائها، شن المتمردون المدعومون من تركيا هجمات على «قسد»، بدعم من الضربات الجوية والمدفعية التركية.

من جانبه أوضح الجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات SDF، أنه اضطر لتحويل المقاتلين الذين كانوا يحرسون سجون عناصر داعش للتصدي لهذه الهجمات، ما أضعف جهودهم في مكافحة الإرهاب.

مستقبل الأكراد مرهون بالدعم الأمريكي

تسعى الإدارة الأمريكية، برئاسة جو بايدن، للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا والأكراد قبل مغادرتها البيت الأبيض، وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: ضمان القضاء على داعش لا يزال أولوية ملحة، والقوات الكردية تلعب دورًا حاسمًا في هذه المهمة.

رغم ذلك، كان التحدي الدبلوماسي واضحًا، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي أكد أن أي امتداد لحزب العمال الكردستاني في سوريا لا يمكن اعتباره شريكًا شرعيًا.

في الأسبوع الماضي، توسطت القوات الأمريكية في اتفاق وقف إطلاق نار بين ما يسمى بـ «قوات سوريا الديمقراطية» و«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا في مدينة منبج، والتي كانت ساحة صراع متكرر، لكن الأكراد يخشون أن يكون انسحابهم من منبج مجرد بداية لخسائر أخرى.

وقال نيكولاس هيراس، المحلل في معهد “نيو لاينز”: “قد تكون هذه المناوشات تمهيدًا لهجوم محتمل على مدينة كوباني، التي تحمل رمزية عميقة للأكراد.”

كوباني.. بؤرة صراع جديدة

«كوباني» الواقعة على الحدود التركية، تعتبر رمزًا لصمود الأكراد بعد استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015. الآن، يتأهب الأكراد لاحتمال هجوم تركي وشيك على المدينة، مع نزوح الآلاف من سكانها وسط هدنة هشة.

قالت سينام شيركاني محمد، رئيسة الجناح السياسي لقوات SDF في واشنطن: “تركيا تستغل الأزمة السورية لزعزعة الاستقرار والاستيلاء على أراضينا، بحجة محاربة الإرهاب، لكننا لسنا إرهابيين، نحن حلفاء ديمقراطيون للولايات المتحدة.”

الدور الأمريكي في الموازنة بين الأطراف

يقول جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا، إن أي هجوم تركي على كوباني سيشكل انتهاكًا لاتفاق 2019 الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

من جهته حذر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من أن هجومًا تركيًا على الأكراد سيؤدي إلى “إطلاق سراح عناصر داعش”، مضيفًا أنه مستعد لدفع عقوبات اقتصادية ضد تركيا إذا حدث ذلك.

في الوقت الذي تتشابك فيه المصالح السياسية والعسكرية، يبقى مصير الأكراد معلقًا، يعتمد على الدعم الأمريكي واستراتيجية تركيا في التعامل مع الوضع المتغير في سوريا.

اقرأ أيضاًاردوغان: ارتفاع ضحايا زلزال تركيا إلى أكثر من 19 ألف قتيل

الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اردوغان الولايات المتحدة تحرير الشام تركيا قسد كوباني ليندسي غراهام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الأمن السوري يعتقل عميدًا مقربًا من ماهر الأسد

دمشق

ألقت إدارة الأمن العام في محافظة دير الزور السورية القبض على العميد السابق عبد الكريم أحمد الحمادة، المقرب من ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الحمادة كان يشغل منصب مدير إدارة ملف التسوية مع النظام السابق، بالإضافة إلى كونه مستشارًا ومسؤولًا عن التنسيق بين ضباط النظام السابق وقيادات الحرس الثوري الإيراني.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر 2024، افتتحت إدارة العمليات العسكرية السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام السابق لتسليم أسلحتهم، إلا أن رفض بعضهم أدى إلى مواجهات في عدد المحافظات.

وفي يناير الماضي، تم تعيين أحمد الشرع رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية، مع اتخاذ قرارات شملت حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية، وحل مجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.

إقرأ أيضًا

القبض على أحد أبرز قادة لواء القدس السورية لتهريبه الكبتاغون

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: لو كانت لدى هيغسيث ذرة شرف لاستقال من منصبه
  • للمرة الأولى منذ سقوط النظام .. القوات الروسية تنتشر خارج قاعدة حميميم
  • نيويورك تايمز: واشنطن تلغي مكافآت مقابل معلومات عن 3 من قادة طالبان
  • إسرائيل: لا نريد مواجهة تركيا في سوريا أو بأي مكان
  • إسرائيل: لا نريد مواجهة تركيا في سوريا أو بأي مكان آخر
  • الأمن السوري يطلق حملة أمنية واسعة ضد فلول النظام في جنوب إدلب
  • غبية ومحتالة.. ترامب يهاجم مراسلة نيويورك تايمز لهذا السبب
  • والا عن مصدر أمني: الخشية تتزايد من مواجهة مباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا
  • الأمن السوري يعتقل عميدًا مقربًا من ماهر الأسد
  • نيويورك تايمز: محاولات باكستان دمج أخطر مكان في العالم تبوء بالفشل