لا عاد تسأل انسَ أمره .. قصة فلسطيني اختفى أخوه بسجون الأسد
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
سرايا - "على هذه القائمة القادمة من سجن صيدنايا (المسلخ البشري) اسم أخي أيهم هيثم حميدة المفقود منذ عام 2013.. وحتى اللحظة لم نستطع الوصول إلى أي معلومة عنه.. الرجاء ممن يعرف أحد المعتقلين الواردة أسماؤهم في هذه القائمة التي أفرج عنها، سواء قبل سقوط النظام أو بعده، أن يتواصل معي عبر صفحتي أو على الرقم المرفق علّنا نصل إلى أي معلومة".
"انس أمر ابنك"
فابن فلسطين الجريحة أكد أن اسم أخيه المفقود منذ أكثر من عقد، ورد على قائمة من كان متواجداً في سجن صيدنايا الأكثر سوءاً في البلاد، موضحاً أن إسقاط النظام فتح باب أمل للعائلة لكنه أغلق بعد مرور أسبوع دون أي خبر.
وروى واصل الشقيق المكلوم ، أن أيهم خرج في يوم ربيعي عام 2013 من منطقة ضاحية صيدنايا باتجاه جرمانا، ولم يعد إلى منزله منذ ذاك اليوم.
وبينما سألت العائلة عنه ولم تترك بابا إلا طرقته، وصل الأب إلى رئيس فرع الدوريات الذي قال له بالحرف الواحد: "لا عاد تسأل عليه.. انس أمره"، معلقا: "وكأنه سهل على الإنسان ينسى ابنه".
كما أضاف واصل أنه بعد مرور عام، ذكر لهم أحد المسؤولين أن الشاب موجود في سجن صيدنايا، وحينما طالبت العائلة بتأكيد لم يصلوا لنتيجة.
وتابع أن العائلة تواصلت مع مقرب من حزب الله في سوريا لكن دون جدوى، لافتاً إلى أن عروضا مالية كثيرة قدمت للعائلة من أجل خبر عن ابنها بيد أن المبالغ لم تكن متوفرة.
صيدنايا ليس الوحيد.. منشق عن نظام الأسد يتحدث عن سجون عديدة في سوريا لم تعرف من قبل
إلى أن مرت سنوات دون جدوى، مشيرا إلى أن ضباطا من النظام طالبوا بأموال لمنحهم علامة تدل على وجوده.
طلب روسي
ولفت واصل إلى أن الفارق في القضية كان حينما طالب الروس النظام بتنظيم السجلات المدنية، فأصبحت الدولة توفّي الأموات حتى بالسجون، ما دفع العائلة إلى إصدار إخراجات قيد عائلية (وثيقة رسمية تبرز عدد أفراد العائلة) بين الحين والآخر، لمعرفة أي معلومة عن مصير الأخ المفقود، ففي حال وفاته سيلغى قيده من الوثيقة.
كما أكد أن التحدّي الأكبر كان بين أفراد العائلة الواحدة التي دأبت على الحديث عن فقيدهم حتى لا تذهب ذكراه.
وشدد على أنه حمل المسؤولية الأكبر مع شقيقاته الصغيرات بسبب وفاة والدتهم، إذ حاول مراراً الحديث عن الأخ المفقود ونهفاته واستحضار وجوده بينهم.
مجزرة التضامن
أما الوجع الأكبر فكان عام 2021 حينما خرجت للعلن تفاصيل مجرزة التضامن التي انتشر فيديو لها يقوم فيه ضابط بالجيش بإعدام معتقلين ورميهم بحفرة.
وقال واصل إن توقيت المجزرة متزامن مع اختفاء الشقيق. وأكد أنه حاول جاهداً البحث بين الفيديوهات عن أي أثر لكنه لم يجد.
كذلك أوضح أن هذه لم تكن المرات الأولى التي يبحث فيها عنه، فبعد تسريب صور "قيصر" حاول جاهداً دون أي أمل.
ولفت إلى أنه بعد إسقاط النظام لا تزال المساعي مستمرة، إذ يبحث بين المعتقلين المحررين، وبين الجثث، وحتى بين من فقدوا ذاكرتهم.
إلى أن ختم بأن قلبه مفطور لما يرى من مآس، إذ يربطها مع احتمال أن يكون شقيقه عاش نفسها.
مأساة لا توصف
يشار إلى أن "الخوذ البيضاء" كانت أكدت بعد 3 أيام من عملها في صيدنايا، انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل هذا السجن الشهير، من دون العثور على أي عنابر سرية لم تفتح بعد.
كما شددت على أنها بحثت في جميع أقسام ومرافق السجن وفي أقبيته وفي باحاته وخارج أبنيته، دون اكتشاف أي أقبية سرية، كما أشيع سابقا بين الأهالي.
جاء ذلك على الرغم من أن العديد من المساجين تحدثوا عن وجود أقسام سرية مخفية تحت الأرض ومحكمة الإغلاق، في ما يعرف بسجون الموت أو السجون الحمراء.
إذ يقسم سجن صيدنايا الذي يوصف بالمسلخ البشري إلى قسمين، السجن الأبيض الذي يضم عنابر لمعتقلين عاديين، والسجن الأحمر أو سجن الموت الذي يضم 18 عنبراً لمعتقلين ومخفيين محكومين بالإعدام، وإن لم تصدر أحكام قضائية بحقهم.
يذكر أنه منذ سقوط رئيس النظام السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الحالي، ودخول الفصائل المسلحة إلى العاصمة دمشق، فتحت عشرات السجون في كافة المحافظات من أجل إطلاق المساجين الذين قضى بعضهم سنوات عدة، من دون حصول أهاليهم على أي معلومات عنهم.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1243
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 16-12-2024 06:38 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: سجن صیدنایا فی سوریا الذی ی
إقرأ أيضاً:
منظمة: أنصار الأسد مازالوا يحتجزون أوستن تايس في سوريا
قال رئيس منظمة أمريكية تركز على إطلاق سراح الرهائن، أمس الإثنين، إنه يعتقد أن الصحافي الأمريكي أوستن تايس لا يزال محتجزاً في سوريا، من قبل أشخاص موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال نزار زكا خلال وجوده في دمشق، إنه "يعتقد أن تايس يحتجزه عدد قليل جداً من الأشخاص، في منزل آمن من أجل إجراء تبادل أو عقد صفقة".
منظمة أمريكية: الصحافي أوستن تايس لا يزال "على قيد الحياة" - موقع 24قالت منظمة "هوستيدج إيد وورلدوايد" الأمريكية غير الحكومية، اليوم الثلاثاء، إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012، ما زال على قيد الحياة، لكنها لم تكشف أي معلومات ملموسة حول مكان تواجده.يشار إلى أن زكا رجل أعمال لبناني، احتجزته إيران لـ4 سنوات حتى عام 2019 بتهمة التجسس، وحصل لاحقاً على الجنسية الأمريكية. وهو رئيس منظمة دعم الرهائن حول العالم. وسافر إلى سوريا عدة مرات بعد الإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في محاولة لتعقب أثر تايس، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، وصحافي مستقل اختطف في عام 2012، أثناء تغطيته للانتفاضة ضد بشار الأسد في دمشق.
وقال زكا إن "التحقيقات التي أجرتها المنظمة، خلصت إلى أن تايس لا يزال في سوريا، وإن الكثير من التقدم قد تحقق في سبيل العثور عليه خلال الأسابيع الماضية". لكنه أضاف أن الإدارة السورية الجديدة، بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام، لم تقدم الكثير من المساعدة.
وتابع قائلاً "كنا نأمل أن تساعدنا هيئة تحرير الشام بشكل أكبر، ولكن للأسف لم تساعدنا لأن لديها مخاوفها الخاصة". وأوضح زكا أنه ليس لديه معلومات دقيقة عن مكان وجود تايس، لكنه يعتقد أن صفقة، ربما تنطوي على ضغوط من روسيا حليفة الأسد، قد تؤدي إلى إطلاق سراح الصحافي الأمريكي.
Head of hostage NGO believes US journalist Tice still in Syria https://t.co/3LCzcn30Yg
— The Straits Times (@straits_times) January 13, 2025واعتقل تايس عند نقطة تفتيش في داريا بالقرب من دمشق في أغسطس (آب) 2012. وكانت رويترز أول من أفاد بأن تايس تمكن من التسلل خارج زنزانته في عام 2013، وشوهد وهو يتنقل بين المنازل في شوارع حي المزة الراقي في دمشق.
وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، إنه قُبض عليه مرة أخرى بعد هروبه بفترة وجيزة، على الأرجح على يد قوات كانت ترفع تقاريرها مباشرة للأسد. وعبرت ديبرا والدة تايس عن أملها في أن تؤدي التغيرات في سوريا إلى تحرير ابنها.