كاتب إسرائيلي: احتلال القنيطرة مسرحية لا تمحو فشل 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
تناول الكاتب والناقد التلفزيوني الإسرائيلي عيناف شيف تطورات الوضع العسكري بسوريا في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على منطقة القنيطرة بالجولان السوري المحتل، في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت.
ولفت شيف الانتباه إلى أن هذا "النجاح العسكري" في سوريا لن يستطيع محو الفشل المدوي الذي تعرض له الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرا إلى التفاوت الواضح بين ما وصفه "الانتصار الإعلامي" و"التحديات الميدانية الحقيقية".
وتحدث شيف عن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا والتي تمت بسرعة فائقة، مستغلا فرصة تاريخية للسيطرة على مناطق جديدة.
كما تطرق إلى فرحة المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، الذين استخدموا هذه الفرصة للتأكيد على "النجاحات" التي حققها الجيش، مع التركيز على تصريح بعض المسؤولين بأن الجيش وصل إلى حدود 30 كيلومترا من دمشق.
لكن شيف يرى أن هذه الإنجازات العسكرية هي مجرد "انتصارات شكلية" لا تعكس النجاح الكامل، موردا تصريحات أدلى بها رئيس الأركان الإسرائيلي أكد فيها أن تل أبيب ليست بصدد التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، ولا تنوي إدارة البلاد.
وتعد هذه التصريحات -بنظر الكاتب- متأخرة، وتأتي بعد فترة قصيرة من إعلان الجيش الإسرائيلي عن إحكام السيطرة على بعض المناطق في سوريا.
إعلانويرى أن هذا التناقض بين تصريحات القيادة العسكرية والواقع في الميدان يعكس فشل الجيش في التعامل مع الأرض بشكل فعّال.
ويؤكد أن "نجاحات الجيش الإسرائيلي الجوية في سوريا لا تكفي لتعويض الفشل الميداني الكبير الذي وقع في 7 أكتوبر".
ففي الوقت الذي ظهر فيه الجيش بشكل قوي على شاشات التلفاز من خلال الهجمات الجوية المثيرة للإعجاب، فإن السيطرة على الأرض كانت تفتقر إلى الإستراتيجية الواضحة.
ويشير في هذا السياق إلى أن "بعض الجنود الذين وصلوا إلى القنيطرة بدوا مشغولين بالتقاط صور لأنفسهم مع العلم الإسرائيلي، ما يعكس الأولوية التي أعطاها الجيش للإعلام والمظاهر على حساب الجدية العسكرية في الميدان".
محاولات تعويضكما يوضح الكاتب أن الأحداث في سوريا تأتي في سياق محاولات الجيش الإسرائيلي للتعويض عن الأضرار النفسية والسياسية التي تكبدها بعد الهجوم المباغت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي "شكّل ضربة قاسية للجيش الإسرائيلي، وكان بمثابة نقطة تحول في الحرب مع الفلسطينيين".
ويضيف "رغم النجاح الجزئي في سوريا، فإن ذلك لا يمكن أن يعيد بناء الثقة التي اهتزت بشكل كبير بعد الفشل الذي تعرض له الجيش في أكتوبر، "ولن ينجح في محو ذلك اليوم الأسود في تاريخ الجيش".
ويختم شيف مقاله بالإشارة إلى التفاوت بين المستويين السياسي والعسكري في التعامل مع الوضع السوري، حيث يسعى المسؤولون السياسيون لترويج صورة قوية للجيش من خلال التركيز على النجاحات الجزئية في سوريا، في حين لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إحكام السيطرة على الأرض، أو ضمان استقرار طويل الأمد في المناطق التي يتم احتلالها.
لذلك يرى شيف أن نجاحات الجيش في سوريا مجرد "مسرحية إعلامية" تهدف إلى تعويض الفشل الأعمق في 7 أكتوبر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي ينتقد نتنياهو بسبب تصريحاته بشأن السعودية.. سيكلفنا ثمنا باهظا
شدد الكاتب والمحلل الإسرائيلي إيهود يعاري، على أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية في السعودية أثارت غضبا واسعا في المملكة، وأضرت بجهود التقارب بين البلدين.
وقال يعاري، وهو معلق الشؤون العربية في قناة "12" الإسرائيلية، إنه "لحل مشكلة غزة في النهاية، يجب أن تكون السعودية جزءا من الحل. ما فعله رئيس الوزراء في مقابلته في واشنطن، عندما قال لمراسل: ‘دولة فلسطينية في السعودية’، سيكلفنا ثمنا باهظا".
وأشار إلى أن الصحافة السعودية ردت على تصريحات نتنياهو بحملة انتقادات شديدة، قائلا: "اليوم، من الصعب تصديق ما تقوله الصحافة السعودية. هناك شتائم موجهة إلى هذا رئيس الوزراء الذي يعد بإحضار السلام مع السعودية. لقد أهان السعوديين بطريقة غير مسبوقة وبغرور، ولم يعتذر".
وأضاف يعاري أن الإعلام السعودي لم يكتفِ بالانتقاد، بل وصف نتنياهو بعبارات قاسية، موضحا: "بعد أن تحدثت صحافة السعودية عنه كرجل فاسد ومجنون، يمكنه فقط التأمل في كرسيه بينما محمد بن سلمان يصافحه. هذا هو الثمن الذي ندفعه".
والأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "السعودية لديها مساحات شاسعة، وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها"، ما أثار سلسلة من الإدانات العربية.
جاء ذلك ردا على سؤال لمذيع القناة الـ"14" الإسرائيلية بشأن تمسك الرياض بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب، بعد أيام من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزم بلاده تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وردت السعودية في بيانين للخارجية رافضين التهجير، إذ يؤكد الأول أن "موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع، وهذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات" ، وأن "المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".
أما البيان الثاني، فقد رفض تصريحات نتنياهو، واعتبرها "متطرفة محتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين".