الغارديان: عشر سنوات على مذبحة رابعة ولم يحاسب أحد
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن بعد عشر سنوات على مذبحة رابعة التي نفذتها قوات الجيش المصري بأمر من عبدالفتاح السيسي، بحق أنصار الرئيس المدني الأول لمصر، محمد مرسي، لم يحاسب أحد.
وتابعت في افتتاحيتها، الخميس، بأن السيسي أثبت أنه متوحش أكثر من سلفه محمد حسني مبارك، وأن مذبحة رابعة كانت بداية عهد جديد من القمع.
وأكد أن نظام السيسي يربض على صدور المصريين، ويكتم المواقع الإخبارية، ويهاجم المجتمع المدني.
وتاليا المقال كاملا:
في مثل هذا الأسبوع قبل عشر سنين، وبعد وقت قصير من استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري، أمر الجنرال عبد الفتاح السيسي الشرطة والجيش بقمع المتظاهرين السلميين في أغلبهم في وسط القاهرة. على الأقل 817 شخصاً قتلوا في مذبحة رابعة، ولربما تجاوز عددهم الألف. لم يكن ذلك فقط نهاية الأمل لدى أنصار حكومة الإخوان المسلمين المطاح بها، والتي كانت في نظر آخرين ملتزمة بمبدأ القيادة المدنية على الرغم من الاتهامات بالسلطوية المتنامية للرئيس محمد مرسي، الذي أطاح به الجنرال السيسي. لم يكن ذلك فقط ضربة أخرى للتفاؤل والنشوة النابعين من الربيع العربي، والذي ما لبث أن أصيب في مقتل. كان ذلك أيضاً بداية عهد جديد من القمع، أثبت خلاله الجنرال السيسي أنه أقل رحمة من سلفه حسني مبارك. لقد كانت مذبحة رابعة نموذجاً لهذا الطغيان.
تزداد أهمية تذكر الضحايا الذين قضوا نحبهم عندما لا تلوح في الأفق إمكانية محاسبة المسؤولين عن المجزرة. ومع أن منظمة هيومان رايتس ووتش تعتقد بأن عمليات القتل الوحشية يحتمل أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، إلا أن عضواً واحداً من قوات الأمن لم يجلب إلى المحاكمة عليها.
خلال العقد المنصرم، زج بعشرات الآلاف من النشطاء السياسيين في السجون، وارتفعت بشكل حاد أعداد الذين نفذت فيهم أحكام الإعدام. كما قتل العشرات من "الإرهابيين" المزعومين فيما تصفه السلطات تبادل لإطلاق النار، ولكن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تعتقد بأن ذلك لا يعدو كونه إعدامات خارج نطاق القانون، ناهيك عن تفشي التعذيب. ويذكر أن السيد مرسي، الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، لفظ أنفاسه داخل المحكمة بعد سنين قضاها وهو يعاني من الإهمال الطبي داخل محبسه.
نحن أمام أسوأ أزمة حقوق إنسان في تاريخ مصر الحديث – وإن كانت كلمة أزمة لا تكفي لوصف جسامة الوضع، لأنها توحي بحال مؤقت بينما يربض على صدر مصر اليوم نظام قمعي حصين. لقد كتم الجنرال السيسي المنصات الإخبارية المستقلة، وهاجم المجتمع المدني.
تفضل بخوض الانتخابات في عام 2018 تواضعاً، ولكنه عمل كل ما في وسعه لقطع الطريق على كل من لديه قيد أنملة من المصداقية من الراغبين في الترشح، وحال بينهم وبين دخول حلبة المنافسة. على المرء أن يتوقع المزيد من نفس السلوك في عام 2024، ومن ذلك أنه يعرض للمناقشة الحاجة إلى أفكار جديدة – ولكن شريطة أن تحظى بمباركة نفس القيادة القديمة.
روج لنفسه في الداخل والخارج باعتباره سداً منيعاً في وجه التطرف الإسلامي، وباعتباره الجالب للأمن والازدهار. إلا أن السلطات لم تدخر وسعاً في تحويل المدارس إلى قواعد عسكرية بينما تمضي قدماً في تكثيف الهجوم على المتشددين في شمال سيناء، وفي هذه الأثناء تزداد الأوضاع الاقتصادية دماراً. لقد ضمن الرئيس لنفسه السلطة من خلال التوسيع الضخم للاقتصاد العسكري، مما فرض على كثير من رجال الأعمال في القطاع الخاص الخروج من السوق. وفي نفس الوقت تراه يثري أزلامه وشلله. لقد هدر عشرات المليارات من الدولارات على العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، وراكم مستويات مرتفعة من الديون. بالطبع لعبت الجائحة وبشكل خاص الغزو الروسي لأوكرانيا دورهما في مفاقمة الأوضاع. ولكن حتى حين وقع هذان الحدثان كان ما يقرب من 60 بالمائة من المصريين يعيشون في 2019 قريباً من خط الفقر أو دونه. وليس بوسع الجنرال السيسي حتى إبقاء الأنوار مشتعلة.
مساندوه في الخليج، الذين صبوا عشرات المليارات من الدولارات من أجل ضمان الاستقرار لحكمه، غدوا الآن يطالبون بأن يقدم لهم شيئاً في المقابل. أما زعماء أوروبا فلازالوا مذعنين وتسعى بريطانيا بالذات نحو تعزيز العلاقات التجارية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. ولذلك تبدو مترددة بشكل مذهل ومخجل في إثارة قضية الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح بشكل جاد. ومازال علاء عبد الفتاح ينتظر أن تتواصل معه القنصلية البريطانية. في مؤتمر المناخ كوب 27 الذي عقد في القاهرة العام الماضي، حصل ريشي سوناك على فرصة لالتقاط الصور التذكارية، بينما كان الناشط السياسي يوشك أن يلفظ أنفاسه بسبب الإضراب عن الطعام. ينبغي على رئيس الوزراء الآن أن يصدح بالحق. بعد عشر سنين على مذبحة رابعة، لا يوجد من الأسباب ما يكفي لتقبل سجل الجنرال السيسي الصادم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المصري السيسي محمد مرسي مصر السيسي الاخوان المسلمين محمد مرسي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مذبحة رابعة
إقرأ أيضاً:
ترامب يقيل الجنرال تشارلز براون من منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه أقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز سي كيو براون، قائلا "أود أن أشكر براون على خدمته لبلدنا لأكثر من 40 عامًا، بما في ذلك كرئيس لهيئة الأركان المشتركة الحالية".
وجاء ذلك في منشور عبر منصة ترامب "تروث سوشيال"، وجاء فيه "إنه رجل نبيل وقائد بارز، وأتمنى له ولأسرته مستقبلًا عظيمًا".
وأضاف "اليوم، يشرفني أن أعلن أنني أرشح الفريق أول دان "رازين" كين من القوات الجوية ليكون رئيس هيئة الأركان المشتركة القادم".. الجنرال كين طيار ماهر وخبير في الأمن القومي ورجل أعمال ناجح ومقاتل يتمتع بخبرة كبيرة بين الوكالات والعمليات الخاصة".
وأوضح "خلال ولايتي الأولى، لعب رازين دورًا فعالاً في الإبادة الكاملة لخلافة داعش"، مكررًا الثناء على الجنرال ذي الثلاث نجوم الذي عينه منذ ولايته الأولى.
وذكر "لقد تم ذلك في وقت قياسي، مسألة أسابيع.. العديد من "عباقرة" الجيش المزعومين قالوا حينها إن هزيمة داعش ستستغرق سنوات، من ناحية أخرى، قال الجنرال كين إنه يمكن القيام بذلك بسرعة، وقد أوفى بوعده".
وقال ترامب: "على الرغم من تأهيله العالي واحترامه للعمل في هيئة الأركان المشتركة خلال الإدارة السابقة، فقد تم تجاوز الجنرال كين في الترقية من قبل جو بايدن النعسان، ولكن ليس بعد الآن! إلى جانب وزير الدفاع بيت هيجسيث، سيعمل الجنرال كين وجيشنا على استعادة السلام من خلال القوة، ووضع أمريكا أولاً، وإعادة بناء جيشنا".
وكشف أيضًا إنه وجه وزير الدفع الجديد بيت هيجسيث، "لطلب ترشيحات لخمسة مناصب رفيعة المستوى إضافية، والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا".
بصفته رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة، عمل براون كمستشار عسكري رئيسي للرئيس، تولى هذا المنصب لمدة أربع سنوات في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتم ترشيح براون ليكون أول رئيس أركان أسود للقوات الجوية من قبل الرئيس دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى، في أوائل عام 2020.
ومع ذلك، فقد تلقى انتقادات من هيجسيث في الفترة التي سبقت تأكيده كوزير للدفاع، وكذلك من ترامب بعد فوزه في انتخابات عام 2024.
ويتمتع ترامب كرئيس بسلطة إقالة الجنرالات وكبار الضباط من مناصبهم وإعادة تعيينهم بعد ذلك، ولكن إذا أجبروا على ترك دور ما، فقد لا يجد الضباط وظيفة أخرى متاحة لهم.
زتأتي إقالة براون بعد أن ورد في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه والأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة العمليات البحرية، كانا على قائمة متداولة عبر مكاتب الحزب الجمهوري في الكونجرس لكبار مسؤولي البنتاغون المقرر إقالتهم من مناصبهم.