سقوط نظام الأسد: بداية جديدة أم فوضى مرتقبة؟ - عاجل
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
بعد مضي أكثر من نصف قرن على حكم نظام الاسد، سقط الاخير خلال ساعات أمام تنظيمات مسلحة عدة تتقدمها هيئة تحرير الشام التي يقودها ابو محمد الجولاني المصنف على لائحة الارهاب الدولي ومنها الامريكي، في سيناريو اثار جدلا واسعا بسبب سرعة انهيار الجيش السوري رغم ما يملكه من قدرات كبيرة من الاسلحة والمعدات مع وجود حلفاء، أبرزهم روسيا.
لكن يبدو أن هيئة تحرير الشام باتت تمسك بقوة في زمام الامور في دمشق وهي من تقود سوريا الى المرحلة القادمة وسط حالة ترقب لكيفية ادارة شؤون البلاد ومنها تسهيل عودة ملايين النازحين من شتى بلدان العالم الى مناطقهم بعد فترة عصيبة مرت بها سوريا على مدار أكثر من 13 سنة من الاضطرابات والاشتباكات.
"بغداد اليوم" سعت الى لقاء بعض من النازحين السوريين ممن يعملون في مهن مختلفة في بعقوبة وباقي مدن ديالى من أجل الوقوف على طبيعة آرائهم حيال العودة الى ديارهم وإنهاء رحلة نزوح دامت سنوات.
محمد عبدة، خريج جامعي من ريف دمشق، قال في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "وصل إلى بغداد قبل ست سنوات وانتقل إلى محافظة ديالى حيث يعمل في شركة للتسويق الزراعي. محمد استقر في بعقوبة ويؤجل قرار عودته إلى بلاده بانتظار ما ستسفر عنه الأوضاع هناك. ويقول محمد: "لا يمكنني المقامرة بالعودة الآن، فقد نجحت في تكوين جزء من مستقبلي هنا وأعتني بأسرتي ولدي طفلان".
أما أحمد عمر، موظف من إدلب، تجاوز عمره 45 عامًا ويعمل في فرن كهربائي. وصل إلى العراق قبل نحو سبع سنوات وهو رب أسرة تتألف من سبعة أفراد. الحرب المأساوية في سوريا أفقدته شقيقه وأربعة من أبناء عمومته، إضافة إلى تدمير منزله. أحمد كان من المعارضين للنظام السابق لكنه لا يغامر بالعودة الآن بانتظار ما ستسفر عنه الأمور.
نبيل حمدي زعتر، ثلاثيني يعمل في مول تجاري، جاء إلى العراق قبل 10 سنوات تقريبًا وعمل في أربع محافظات عراقية. نبيل متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويؤكد أنه سيعود إلى بلده إذا ما فتحت الحدود وعادت الأوضاع إلى طبيعتها، لكنه يحتاج للانتظار بعض الوقت لإنهاء التزاماته.
عدنان التميمي المحلل السياسي العراقي فقد أشار في حديث لـ"بغداد اليوم"، الى أن "استقرار دمشق مهم للعراق لأسباب كثيرة"، لافتا الى أن "الاحداث لاتزال في البداية ولا يمكن التكهن بالقادم في ظل ملفات معقدة ستواجه حكام سوريا الجدد".
وأضاف أن "عودة عشرات الالاف من السوريين في العراق وباقي الدول مرهون بالمقام الاول بطبيعة الاوضاع الامنية والاقتصادية وماهي توجهات الادارات الجديدة"، مشيرا الى أن "اغلب النازحين بنوا حياتهم بشكل معين في البلدان التي نزحوا اليها والاغلب سيؤجل بطبيعة الحال قرار العودة بانتظار الفرصة المناسبة".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
بغداد تضع خارطة طريق جديدة للعلاقة مع دمشق بعد التصعيد الأخير - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الاثنين (13 كانون الثاني 2025)، أن دمشق تعهدت بمنع إصدار ما وصفه بـ"الفيديوهات السوداء" التي تستهدف العراق، في خطوة تهدف إلى تجنب أي توترات بين البلدين.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "السلطات في بغداد تعاملت بوضوح مع تطورات الأحداث في سوريا، خصوصاً بعد الثامن من كانون الأول الماضي، حيث أكدت ترك الخيار للشعب السوري لتحديد مصيره وشكل الحكم الذي يرتئيه بعد سقوط نظام الأسد".
وأضاف، أن "بغداد قدمت مجموعة من النقاط الرئيسية التي تمثل خارطة طريق لركائز العلاقة مع دمشق، من أبرزها الحفاظ على الاستقرار، عدم التدخل في شؤون الغير، وضمان عدم تشكيل أي تهديد أمني على العاصمتين".
وأشار إلى أن "دمشق التزمت بعدم السماح لأي جهة، بما في ذلك شخصيات أو جماعات ذات جنسية عراقية، بنشر مقاطع فيديو تهدد أو تثير التوترات داخل العراق، ضمن ما وصفه بمسعى الحد من الأنشطة العابرة للحدود التي قد تؤجج الأوضاع الداخلية".
وتابع أن "هناك مؤشرات واضحة على انحسار هذه الأنشطة تدريجياً، في ظل رغبة دمشق في تجنب تصعيد العلاقات مع بغداد. يُذكر أن بغداد كانت سباقة بإرسال وفد أمني رفيع إلى دمشق لوضع أطر جديدة للعلاقة الثنائية، تركز على عدم التدخل في خيارات الشعب السوري".
وأوضح المصدر أن "دمشق وجهت خلال الأسابيع الماضية ثلاث رسائل مباشرة وغير مباشرة للعراق، تضمنت التأكيد على أنها لن تكون مصدر تهديد للعراق أو حدوده، وستعمل على بناء علاقة وثيقة قائمة على التعاون الاقتصادي والتجاري، إضافة إلى تأمين الحدود خلال المرحلة المقبلة".