تعمل روسيا على تعزيز قواعدها العسكرية في ليبيا بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وهروب الأخير إلى موسكو عقب دخول فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، حسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي تلغراف".

ووفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21"، فإن بيانات الرحلات الجوية تظهر أن ما لا يقل عن ثلاث طائرات شحن عسكرية روسية طارت من بيلاروسيا إلى ليبيا منذ الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وهو اليوم الذي أطاح فيه المقاتلون السوريون بنظام الأسد الذي دعمته روسيا في السابق.

 

وهبطت أحدث رحلة في بنغازي بليبيا في وقت مبكر من صباح يوم السبت، وفقا لبيانات من "فلايت رادار24" وهو موقع لتتبع الرحلات الجوية وهي في مسارها الحقيقي. ويعتقد الخبراء أن روسيا تنقل المواد الدفاعية المخزنة في بيلاروسيا، أقرب حليف لها، إلى ليبيا، حيث تزيد بسرعة من وجودها العسكري ردا على استيلاء المقاتلين المعارضين لنظام الأسد على دمشق. 


ونقلت الصحيفة عن جليل حرشاوي، المختص في شمال أفريقيا وزميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره لندن، قوله "يبدو أن التحديات في سوريا تدفع روسيا إلى تكثيف وجودها في شرق ليبيا، حتى لو لم يكن ذلك جزءا من خطتها الأصلية قبل أسابيع فقط".

وأضاف أن موسكو تشعر على الأرجح بالقلق من أن تواجدها المتزايد في ليبيا أصبح "أكثر عرضة للخطر، مما يستدعي  لاتخاذ خطوة منطقية وهي إرسال المزيد من التعزيزات لحماية وجودك الحديث والمتنامي" في ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قامت في عام 2014 بتحديث مدارج للطائرات وبنت مرافق جديدة في قواعدها الجوية الليبية، ما سمح لها باستعراض قوتها على طول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. وتعتبر ليبيا أيضا نقطة انطلاق مهمة لجهود الكرملين لتوسيع تأثيره في أفريقيا. 

وكانت ليبيا، وهي الدولة التي مزقتها الحرب، الدولة الوحيدة في أفريقيا والتي احتفظ فيها الجيش الروسي بوجود عسكري بحيث يتمكن من أن يرسل تعزيزات مباشرة وبدون حاجة للتوقف والتزود بالوقود. وقد ساعدها هذا إلى جانب وجودها العسكري في كل من ميناء طرطوس واللاذقية على استعراض مزيد من القوة بالمنطقة، إلا أن سقوط حليفها الأسد أثار شكوكا حول مستقبلها في سوريا التي أعلنت المعارضة المسلحة عن تشكيل حكومة فيها.  

وعانت سوريا من سنوات القصف الروسي الوحشي ضد مناطق المعارضة، حيث حاولت موسكو دعم بقاء الأسد وحكومته. وبدأت موسكو بنقل معداتها العسكرية والمسؤولين وأفرادها من سوريا، في حين يسعى كبار المسؤولين إلى التوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة من شأنه أن يسمح لها بالاحتفاظ بقواعدها في البلاد، وفقا للتقرير.

واعترفت موسكو يوم الأحد بأنها "سحبت" بعض موظفيها الدبلوماسيين من سوريا على متن رحلة خاصة من قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية. وقال مسؤول أمني سوري إن طائرة شحن عسكرية غادرت قاعدة حميميم في اليوم السابق باتجاه ليبيا.


وبحسب الصحيفة، فإنه من المتوقع مغادرة المزيد من الطائرات في الأيام المقبلة. وظهرت صور للقوات الروسية وهي تحزم نظام صواريخ الدفاع الجوي إس-400 في اللاذقية، وشوهدت شاحنات مدرعة تصطف في الشوارع السورية استعدادا لإخلاء المواقع.

وعلق حرشاوي قائلا: "حتى لو أبقت روسيا على قواعدها الأساسية في سوريا - منشأتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية بالقرب من اللاذقية، فمن الواضح أن الأحداث الأخيرة هناك لم تكن لصالح موسكو". 

وأضاف أن "الاضطرابات تجعل سوريا بيئة أكثر عدائية بالنسبة للجيش الروسي، ولو من الناحية اللوجستية فقط، مما يجعله غير قادر على البقاء هناك بنفس مستوى الراحة والأمان كما كان من قبل". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا ليبيا سوريا ليبيا سوريا روسيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية

روسيا.. قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن روسيا تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية وزادت من استبدال الواردات وإنتاجها الخاص.

ووفق لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، قال ميشوستين خلال اجتماع مع دوائر الأعمال الروسية والفيتنامية:"إن روسيا تتعرض لضغوط عقوبات متزايدة، ومع ذلك، تمكنا من التكيف مع هذه الظروف، ويتطور الإنتاج المحلي واستبدال الواردات في مختلف الفروع".
وأضاف رئيس وزراء روسيا:"أن صناعتنا حققت نتائج جيدة، فبعد 11 شهراً من العام الماضي، تجاوز نموها 4%، مع 8% في قطاع المعالجة".
وأكد ميشوستين أن روسيا ستواصل القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق الاستقرار في ديناميكية الاقتصاد واستعادة النشاط الاستثماري.

رؤساء الناتو يناقشون المساعدات المقدمة لأوكرانيا وخطط التحالف

وعلى صعيد آخر من المقرر أن يعقد رؤساء أركان دفاع حلف شمال الأطلسي من 27 دولة و20 دولة شريكة اجتماعا مقررا لمدة يومين في بروكسل اليوم وغدا (15 و16 يناير)، لمناقشة الوضع في أوكرانيا والمهام الجارية للحلف وخططه لمواجهة روسيا فضلا عن مراجعة الوضع في الجنوب العالمي، بحسب ما ذكرته الخدمة الصحفية لحلف شمال الأطلسي.
وسيرأس الاجتماع روب باور، رئيس اللجنة العسكرية، بدعم من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، وكريستوفر كافولي، القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا (SACEUR)، وبيير فاندييه، القائد الأعلى لقوات التحالف للتحول (SACT).
وبحسب الخدمة الصحفية، فإن كافولي سيطلع خلال الجلسة الأولى، رؤساء أركان الدفاع على استعداد حلف شمال الأطلسي لردع والدفاع عن المنطقة الأوروبية الأطلسية وحماية مليار نسمة من سكان المنطقة. 

كما سيجري الأمين العام للحلف مناقشات أوسع نطاقا حول المهام الجارية للحلف، والدعم المقدم لأوكرانيا، بما في ذلك برنامج المساعدة الأمنية والتدريب لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا (NSATU)، الذي بدأ في تحمل مسؤوليات دعم أوكرانيا".. بحسب تاس.
وسيتضمن الاجتماع أيضًا، جلسات موضوعية حول الجنوب العالمي ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع إحاطات حول الوضع الأمني الاستراتيجي في كلتا المنطقتين، والتحديات الإقليمية وتأثيراتها على الأمن العالمي.
وسيناقش المشاركون أيضًا التعاون العسكري والتوحيد القياسي والتشغيل البيني، وستُعقد جميع الاجتماعات خلف أبواب مغلقة.

مقالات مشابهة

  • نوفا: روسيا تتوسع في ليبيا
  • الكرملين: بوتين يجتمع برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى غدا في موسكو
  • الكريملين: بوتين يجتمع برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى غدا في موسكو
  • رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية
  • بعد سقوط الأسد..لافروف: لن نغادر الشرق الأوسط
  • لـ أفريقيا نصيب الأسد.. نمو ملحوظ في أسواق السفر الجوي العالمية
  • محفظة ليبيا أفريقيا تُجري زيارة ميدانية لاستثماراتها في موزمبيق
  • يديعوت: حراك في دول جوار سوريا بشأن ترسيم الحدود بعد سقوط الأسد
  • رحيل روسيا عن سوريا.. مطلب شعبي ملح يصعب تحقيقه
  • إدارة الهجرة في سوريا تعلن استئناف إصدار جوازات السفر بعد سقوط النظام