تشكل الصالونات الثقافية حضورًا ثقافيًا وأدبيًا بالإضافة إلى ما تقدمه مؤسسات الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالثقافة والفنون والأدب، ويسعى كل صالون ثقافي إلى تحقيق طموحاته التي تنعكس على الوعي المجتمعي ونشر الثقافة في الوطن العزيز، إلا أن هذه الصالونات لا تخلو بالتأكيد من وجود بعض التحديات التي تصاحب هذه الطموحات.

وللصالونات الثقافية دور مهم في تعزيز الثقافة والحوار الفكري، حيث تجمع بين الأدباء والمفكرين والمثقفين لمناقشة قضايا متنوعة تشمل الأدب والثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع، وتسهم الصالونات الثقافية في نشر الوعي الثقافي، وتعزيز الحوار بين مختلف أبناء المجتمع، كما أنها توفر منصة لتبادل الأفكار والنقد البناء مما يساعد على تطوير الفكر والإبداع والارتقاء بثقافة المجتمع.

حول هذا الموضوع التقت "عمان" مريم بنت خميس الشحية رئيسة الصالون الثقافي بمحافظة مسندم وكان معها الحوار التالي:

فكرة التأسيس

عن بداية فكرة تأسيس الصالون الثقافي، أوضحت مريم الشحية: "الفكرة موجودة منذ فترة طويلة، ولكن كانت بشكل مختلف، حيث إنني منذ سنين وأنا أفكر في تأسيس فريق يهتم بالشأن الثقافي والفني والاجتماعي على حدٍّ سواء فكنتُ بين الفينة والأخرى أفكر وأناقش الأفكار التي تخطر لي مع بعض الشخصيات المهتمة بهذا الجانب، وذات يوم خطرت لي فكرة تأسيس جمعية تُعنى بالمرأة والطفل، ولكن تأسيس الجمعية سيأخذ وقتًا طويلًا وتصاريح كثيرة وربما لن أحصل عليها أيضاً، ثم رجعت بالزمن إلى الوراء وفكرت مليًا بفكرة الصالون الثقافي، حيث إنّ التفكير بتأسيس الصالون كان يشغلني سابقًا حينما كنتُ أقرأ عن "صالون مي زيادة" وكنت أقرأ كثيرًا عن صالون "فاطمة العلياني" في سلطنة عمان فعزمت على أن أتقدم بطلب التصريح لدى الجهة المختصة إلى أن حصلت على التصريح، ولا أخفيكم مدى السعادة التي شعرت بها حينما تلقيت الاتصال من مدير الدائرة المختصة يبشرني فيها بقبول طلبي في تأسيس الصالون الثقافي".

التحديات

وحول التحديات والصعوبات التي واجهت رئيسة الصالون عند تأسيسه أجابت: "في الحقيقة لم تكن هناك صعوبات تُذكَر بل هي كانت مجرد إجراءات قانونية وهذا ما أسعدني كثيرًا، ولكن لا بد من التحديات التي نسعى للتغلب عليها، ومن أبرزها عزوف المجتمع المحلي عن حضور مثل هذه الجلسات الحوارية الثقافية والأدبية والاجتماعية كذلك".

المبادرات

وحول مبادرات صالون مسندم الثقافي تقول رئيسة صالون مسندم مريم الشحية: إن مبادرة صالون مسندم الثقافي عبارة عن تجمع ثقافي واجتماعي من كتاب وأدباء وذوي الاختصاص من أجل مناقشة أمور المجتمع بنوع معين من الرقي الفكري ليكون منبرًا فكريًا تعليميًا لاكتشاف وصقل المواهب وتبادل الفكر والخبرات للفائدة وإثراء المجتمع، فالصالونات الثقافية لها دور كبير في نشر الفكر التنويري، وتعدُّ مصدر إشعاع فكري وثقافي وأدبي من أجل إبداء الرأي والنقد بالطريقة البناءة.

وقالت: "نحن في صالون مسندم الثقافي نحاول قدر الإمكان أن نسهم بكل ما نستطيع لرفع درجة الوعي لدى المجتمع في جميع نواحي الحياة".

أهداف الصالون

وعن أهداف الصالون قالت: "منذ تأسيس الصالون ونحن نحاول ألا نحيد عن أهدافنا التي رسمناها لنا وأهمها تهيئة فرص التلاقي بين أهل الفكر وكذلك اكتشاف وإبراز المواهب العمانية بشكل عام وبمحافظة مسندم بشكل خاص وكلي يقين بأن سلطنة عمان مليئة بالمواهب الفذة والعقول النيّرة، وهي بحاجة إلى من يدعمها، وأيضًا من ضمن أهداف الصالون طرح الموضوعات الاجتماعية والتحديات التي تواجهها وإيجاد طرق لحلها وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة".

إبراز المواهب

وحول ما إذا تم تحقيق الأهداف التي رسمت للصالون الأدبي تقول مريم الشحية رئيسة صالون مسندم: "كما أسلفت من ضمن أهدافنا إبراز المواهب العمانية بمحافظة مسندم فكنا دائمًا ما نبحث عن المواهب سواء عن طريق البحث أو بالصدفة ومن المواقف الجميلة التي واجهتها هي لقائي صدفة بالشاعر إبراهيم الشحي، حيث إنني دائمًا ما أصفه بالشاعر المشهور المغمور نعم، فهو مشهور بين عائلته وعدد قليل من أصدقائه ومن يعرفونه، ومغمور على نطاق واسع، وكنت قد التقيته صدفة في حفل تكريم المعلمين بعد أن أرسلوا لي دعوة للحضور، وكان من حسن حظي أن التقيت بهذه الموهبة فتبادلت معه الحديث حول موهبته ومدى استعداده لمشاركة أشعاره، والحمد لله بعد فترة ليست بقصيرة شاركنا بقصيدة جميلة جدًا عن فلسطين، وتم التصوير وتصميم المقطع من قبل الصالون ونشرناها على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالصالون، وكذلك قمنا بتخصيص صفحات خاصة للكتاب الصغار والمبتدئين لتنمية مواهبهم في الكتابة وحاليًا نقوم بالعمل على تخصيص صفحات خاصة أيضًا للمواهب الصوتية كالإلقاء والخطابة على منصة التواصل الاجتماعي الخاص بالصالون الثقافي".

فعاليات متنوعة

وحول خطة الصالون وبرامجه تقول مريم الشحية: "هنالك العديد من الفعاليات التي أُدرجت ضمن الخطة السنوية لهذا العام وهي متعددة، وتشمل العديد من الجوانب الفنية والأدبية والاجتماعية فمن الناحية الاجتماعية يعتزم الصالون إقامة جلسات حوارية تعنى بالأسرة والطفل، ونحاول قدر المستطاع أن ننشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة عن الزواج بمراحله منذ بداية فترة اختيار الزوج أو الزوجة إلى فترة الخطوبة والزواج وانتهاءً بوجود الأطفال بالإضافة إلى جلسة بعنوان (كتاب من مسندم) وفعالية بعنوان (الفن حياة) و (الضوء الصائب بخصب) من خلال استضافة إحدى الشخصيات، بالإضافة إلى إبراز المواهب الفنية المتنوعة من أبناء محافظة مسندم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى توعية الفرد بمفاهيم الإدارة وتطوير العمل".

وحول تقديم الصالون الثقافي بالمحافظة لورشة عمل حول فن الاعلام والذي لا يعد من اختصاصات الصالونات الثقافية تقول مريم الشحية: "نعم في الحقيقة ليس من برامج الصالونات فالصالونات لا تقدم ورش ولكننا عزمنا على تقديم الورش لما لها من أهمية لدى المجتمع والمتلقي... فدائمًا ما يرغب المتلقي بالحصول على المعلومات العملية أكثر من النظرية وبعض أنواع الجلسات لا يمكن أن تقدم كجلسة بل كورشة وقد اخترنا ورشة فن الإعلام لما للإعلام من أهمية كبيرة في العصر الحالي فأنا لا أعتبر الإعلام السلطة الرابعة بل السلطة الأولى في كل شيء، وحاولنا قدر المستطاع أن نقدم كل ما هو مهم ومفيد للمشارك وستتبعها ورش مكملة لها خلال قادم الأيام".

وخلاصة القول إن تأسيس صالون مسندم الثقافي جاء من خلال تجربة شخصية عاشتها مريم الشحية، وبعد مرور عام على نشأة الصالون لاحظت القبول الواسع الذي حظي به من قبل مثقفي محافظة مسندم، وتزايد أعداد الراغبين في الاشتراك إضافة إلى اهتمام الإعلام العماني بتغطية البرامج الثقافية للصالونات الثقافية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصالون الثقافی بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

التعريف بأسس تدريس اللغة الصينية في المدارس العمانية

نفذت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتطوير العلوم الإنسانية برنامجا تعريفيا شاملا حول تدريس مادة اللغة الصينية في المدارس العمانية المخصصة لطلبة الصف الحادي عشر والذي من المقرر تطبيقه في العام الدراسي المقبل ضمن جهود الوزارة لتعزيز التنوع اللغوي في المناهج الدراسية، حيث تم اختيار مدرسة حي التراث للتعليم الأساسي ومدرسة الشعثاء بنت جابر للتعليم الأساسي بولاية نزوى كنموذج لتطبيق هذا البرنامج الذي يعزز من قدرات الطلبة وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة.

وقد شهد اللقاء مشاركة فعالة من عدد من المعلمين وأخصائي التوجيه المهني وطلبة المدارس، حيث أعرب سالم بن محمد الخروصي مدير دائرة مناهج العلوم الإنسانية عن أهمية تدريس اللغات الأجنبية في المدارس الحكومية بسلطنة عمان وأكد أن تدريس اللغات الأجنبية يأتي ضمن إطار تطوير الخطة الدراسية المعتمدة بما يتماشى مع احتياجات المرحلة المستقبلية من المؤهلات العلمية والمهنية والتقنية ويعزز من استراتيجيات رؤية عمان 2040 لتطوير التعليم والمخرجات التعليمية.

وأضاف الخروصي: إن تدريس اللغة الصينية سيمكن الطلبة من فهم ثقافة الطرف الآخر بصورة أوضح في وقت مبكر مما يعزز من مفهوم التقارب الثقافي والحضاري بين الشعوب ويعكس أهمية التواصل والتعاون بين سلطنة عمان والدول الناطقة بهذه اللغة كما أشار إلى أن تدريس أي مادة جديدة يخضع لعملية تجريبية كما هو الحال مع اللغتين الفرنسية والألمانية حيث سيتم تجربة اللغة الصينية كمادة اختيارية في عدد محدود من المدارس الحكومية مع ضرورة متابعة هذه التجربة وتقييمها لاتخاذ القرار النهائي بناءً على نتائج القياس والتقييم وتضمن اللقاء عرضا مرئيا بعنوان تدريس اللغة الصينية نافذة للمستقبل في مدارس سلطنة عمان حيث أُتيحت الفرصة للطلبة والمعلمين لطرح النقاشات والاستفسارات حول تطبيق هذه التجربة التعليمية الجديدة مما يجعلهم جزءاً فعالاً في عملية التطوير التعليمي.

مقالات مشابهة

  • التعريف بأسس تدريس اللغة الصينية في المدارس العمانية
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • التحولات والصراعات الثقافية
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: نسعى لتعزيز التكامل بين التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع
  • الشؤون الإسلامية تصدر توجيهات جديدة لتهيئة المساجد خلال شهر رمضان
  • الألوسي الذي أحب العمانيين والعمارة العمانية
  • الحلاق لـ سانا: ندعو أهلنا الكرام ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في هذه الحملة المباركة التي تسعى لتوفير بيئة نظيفة لاستقبال المصلين في هذا الشهر الفضيل
  • مسلسلات رمضان 2025.. تفاضيل شخصية مريم الخشت في«الشرنقة»
  • وظائف شاغره بالشركة السعودية لتهيئة وصيانة
  • «معلومات الوزراء» يستعرض أبرز نتائج استطلاعات مراكز الفكر والاستطلاعات العالمية