"ابتسم أيها الجنرال".. دراما جريئة تنبأت بسقوط الأسد
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
تصدرت مشاهد المسلسل السوري "ابتسم أيها الجنرال" ترند منصات التواصل عقب سقوط نظام الأسد قبل عدة أيام، واعتبر الكثيرون أن هذا العمل وثّق سردية الإبادة التي اقترفها النظام السوري السابق.
ويستعرض العمل الذي عرض في شهر رمضان 2023، قصة عائلة حاكمة في دولة عربية غير محددة، لكنَّ كثيراً من تفاصيله وهوية أبطاله المعروفين بمعارضتهم لنظام بشار الأسد، جعلت مشاهديه يؤكدون أنه يستعرض نظام الأسد.
ويحكي العمل تفاصيل حياة أسرة حاكمة متجبرة مستولية على مقاليد الحكم في البلد، وينشأ فيها صراع بين أخين اثنين، أحدهما ورث الرئاسة عن أبيه، ومحور الصراع يتمركز حول السلطة النفوذ في البلد.
مؤامرات واعتقالاتوسلط العمل المعارض للنظام سابقاً الضوء على مؤامرات داخل أروقة القصر، والتدخّل في سياسة بلد صغير مجاور، عدا عن اعتقال المعارضين.
ومع سقوط الحكم في الأيام الأخيرة، عاد الجمهور لتداول مشاهد العمل والتي أدى مكسيم خليل فيها دور البطولة، إذ جسد شخصية "فرات" وهو رئيس الدولة، متقمّصاً ملامح وإيماءات الرئيس بشار الأسد، وعلى غرار الأخير، يخلف فرات والده في الرئاسة رغم صغر سنّه.
وتدور المشاهد المتداولة دراسة للحالة المأساوية للشعب، بينما تعيش العائلة الحاكمة في رفاهية غير طبيعية، بجانب صراع أفرادها على السلطة والمال والمناصب في مؤامرات وصراعات داخلية.
ويضم المسلسل إلى جانب مكسيم خليل نخبة من النجوم منهم عبدالحكيم قطيفان، وريم علي، ومازن الناطور، وعزة البحرة، وسوسن أرشيد، وفرح بسيسو، ومرح جبر، ومن كتابة سامر رضوان.
وشهدت الدراما السورية في سنوات حكم بشار الأسد بعد وفاة والده حافظ، عام 1999، عدداً من المسلسلات التي تنتقد قضايا مثل الفساد والبطالة، لكن أياً منها لم يتطرق للخطوط الحمراء من دائرة الحكم.
لكن في العام 2006، قدمت الدراما السورية مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" لكاتبه الراحل فؤاد حميرة، والذي يعد الأجرأ في تلك الحقبة، ومن ثم مسلسل الولادة من الخاصرة عام 2011، لكاتبه سامر رضوان، وكلاهما تضمَّن نقداً لأجهزة الأمن السورية.
فيما يعد "ابتسم أيها الجنرال" الأكثر وضوحاً وصراحة في مهاجمته لعائلة الأسد وأجهزة الأمن التي تحميها، عبر إظهار تفاصيل حياة العائلة التي لا يعرف السوريون عنها شيئاً طوال سنوات حكمها منذ العام 1970 عندما تولى حافظ الأسد الحكم بانقلاب عسكري.
ولكن مع سقوط حكم الأسد يوم الأحد الماضي وفراره نحو روسيا دون تأمين مصير باقي أفراد العائلة الكبيرة، اكتسب مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" مصداقية أكثر عن كونه تنبأ بتفكك تلك الأسرة وانهيار حكمها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد سوريا سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
المنتجات الأجنبية تغزو الأسواق السورية
أغرقت البضائع المستوردة الأسواق السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد، وذلك بفضل زوال القيود المفروضة على الدولار، والرسوم الجمركية الباهظة المفروضة على البضائع، وهو ما أدى إلى حدوث طفرة في السلع التي اختفت من الأسواق السورية طوال فترة الحرب.
وذكرت محطة "تلفزيون سوريا"، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء ، أنه خلال الأسابيع التي تلت إسقاط الأسد، وصلت كميات كبيرة من البضائع الغربية وبضائع دول الجوار إلى الأسواق السورية، وأصبحت المحال التجارية بالعاصمة السورية دمشق ترص المياه التركية المعلبة، ومكعبات مرق الدجاج المصنوعة في السعودية، ومسحوق الحليب اللبناني، وعلامات تجارية أجنبية معروفة لأنواع من الشوكولا، وعلى رأسها تويكس وسنيكرز.
وفي أحد المتاجر الكبرى بوسط العاصمة، ثمة جدار كامل مخصص لمنتجات "برينغلز".
ونقل التلفزيون عن أحد العاملين في هذا المتجر قوله: "كما ترون، فإن كل شيء مستورد جديد"، مضيفاً أن "أكثر ما سر الناس هو عودة الجبنة المكعبات والمشروبات مثل بيبسي، وقال: "كان كل شيء نبيعه مصنع في سوريا".
فيديو يُظهر انتشار البضائع التركية بشكل كبير في المحال التجارية والشوارع السورية، وذلك عقب سقوط نظام الأسد المجرم الذي كان يفرض رقابة صارمة على بيعها في سوريا.#يني_شفق #سوريا pic.twitter.com/W8XrQGdxus
— يني شفق العربية (@YeniSafakArabic) December 30, 2024وأصدر الأسد في عام 2013، قراراً يقضي بتجريم التعامل بالعملات الأجنبية وذلك سعياً منه لدعم الليرة السورية خلال فترة الحرب الدموية التي امتدت 13 عاماً.
وفي الوقت نفسه، رفع النظام الرسوم الجمركية لرفد الإيرادات، إذ على سبيل المثال فرض على أجهزة الآيفون ضريبة تعادل 900 دولار تقريباً منذ العام المنصرم، وهذا ما أجبر السوريين على الاعتماد على المنتجات المصنعة محلياً، مع تفشي التهريب من لبنان لسلع لا يمكن تأمينها داخل سوريا، مثل صلصة الصويا، كما فاقمت العقوبات الدولية حالة العزلة المفروضة على سوريا، على الرغم من إعفاء الأغذية والأدوية من تلك العقوبات.
كان من عادة التجار والباعة إخفاء البضائع الأجنبية خلف طاولات البيع ليقوموا ببيعها سراً لمن يعرفونهم من الزبائن، كما زاد الخوف من المداهمات والاعتقال والابتزاز على يد عناصر الأمن، ولذلك صار السوريون يتجنبون ذكر كلمة "دولار" ويستخدمون محلها كلمة "البقدونس" للتعبير عنها.
ومنذ وصول الحكومة التي تترأسها "هيئة تحرير الشام" إلى الحكم، سمحت بالتعامل بالدولار، لكنها أعلنت يوم السبت الماضي حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الموحدة والتي تهدف إلى خفض الرسوم، على حد زعمها، بنسبة تتراوح بين 50 و60%
وأضافت أن خفض الرسوم على المواد الخام المستوردة سيسهم في حماية الجهات المصنعة المحلية.
"متل أيام الأعياد والوقفات"
كاميرا #تلفزيون_سوريا ترصد الازدحام في أسواق مدينة #حلب بعد انخفاض أسعار السلع#نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/CJ457siwTe
وعلق على ذلك وزير التجارة الداخلية ماهر خليل الحسن، في تصريح لوكالة سانا في وقت سابق هذا الشهر، قائلاً: "تتمثل مسؤوليتنا الأساسية خلال هذه المرحلة بضخ الدماء في عروق الاقتصاد والحفاظ على المؤسسات وخدمة المواطنين"، بحسب التقرير المترجم عن صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وبدأت البضاعة المستوردة التي بقيت طوال سنين تصل من تركيا إلى محافظة إدلب التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام، بلوغ بقية أنحاء سوريا، ناهيك عن البضائع الآتية من لبنان، بما أن معظم السيارات القادمة من هناك تعبر الحدود من دون أن يجري تفتيشها في الغالب الأعم.
وماتزال العلامات التجارية المحلية أرخص بكثير من الأجنبية، وذلك لأن قارورة الكاتشب السوري نوع "دوليز" مثلاً تباع بمبلغ 14 ألف ليرة سورية (ما يعادل دولاراً واحداً) في أحد المتاجر الكبرى، في حين تباع قارورة الكاتشب من نوع هاينز بمبلغ يعادل 78 ألف ليرة.
وصار بوسع الناس من جديد شراء سلع ومنتجات أخرى، فالموز القادم من لبنان، والذي تحول من منتج يستهلك بصورة يومية إلى رفاهية خلال الحرب السورية، يأتي بكثرة من الساحل السوري الخصيب، وهذا ما خفض سعر الكيلو الواحد بنسبة تعادل الثلث ، برأي الباعة.