نشرت قناة "سي إن إن" عبر موقعها الإلكتروني، ومنصتي "يوتيوب" و"إكس" تقريرا مصورا بعنوان "مراسلة سي إن إن توثق لحظة صادمة للعثور على معتقل محتجز بسجن سري في سوريا يجهل خبر الإطاحة بالأسد".

ويَظهر في التقرير موفدة القناة ومراسلتها كلاريسا وارد، برفقة شخص يحمل السلاح، وهم يفتحون إحدى الزنازين في أحد سجون دمشق.



تقرير مفبرك لمراسلة شبكة @CNN كلاريسا وارد من داخل فرع المخابرات الجوية في دمشق
التقرير جاء بعد أربعة أيام من اقتحام الأهالي للسجون والأفرع الأمنية بحثا عن أبنائهم داخل معتقلات الأسد حيث تم تمشيطها بالكامل لكن المراسلة تظهر لاحقا وتدعي العثور على معتقل لم يخرج من هناك.

هذه ليست… pic.twitter.com/VcUnw6vWMF — murad abduljalil (@moradabd) December 12, 2024
التقرير يظهر رجلا يُدعى عادل غربال، من مدينة حمص، قال إنه اُعتقل من منزله قبل ثلاثة أشهر لتفتيش هاتفه، واقتادوه إلى دمشق بداية في سجن لم يسمِّه، قبل أن يتم نقله إلى الموقع الحالي، حيث تم العثور عليه بعد مرور ثلاث ليالٍ على سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.


وادّعى أحد المعتقلين، الذي ظل مختبئا تحت بطانيته رغم صوت إطلاق الرصاص الذي استخدمه مسلح لكسر قفل زنزانته، أنه لم يرَ الضوء منذ ثلاثة أشهر. ومع ذلك، لم تبدُ على عينيه أي ردّة فعل توحي بذلك عندما خرج إلى الحرية، حيث نظر إلى السماء مبتهجا بضوء النهار دون أن يرمش، وكأنّ الضوء لم يكن غريبًا عليه.

رغم ما يُعرف عن سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون في السجون السرية، ظهر السجين بحالة لا تتوافق مع تلك الظروف القاسية، حيث بدت ملابسه نظيفة، وشعره مرتب، وحالته الجسدية جيدة، دون أي علامات كدمات أو آثار تعذيب. وأثارت هذه الحالة التساؤلات، خاصة أنه زعم أنه كان محتجزًا في زنزانة انفرادية مظلمة لمدة 90 يومًا.

كلاريسا، التي جاءت إلى دمشق بحثا عن أي أثر للصحفي الأمريكي أوستن تايس، أثارت تساؤلات المشاهدين حول خلو السجن من المعتقلين، وتواجد شخص واحد فقط داخله يُدعى "عادل غربال".

وقد ظهر غربال في التقرير وهو يتصرف بتناقض؛ يرتجف خوفا في لحظة، ويهدأ بشكل طبيعي في لحظات أخرى، ما زاد من غموض المشهد وعدم اتساقه.


كشف هوية المعتقل "المدعي"
بحث فريق منصة "تأكد" في السجلات الرسمية عن اسم "عادل غربال" للتحقق من سبب ومدّة اعتقاله، دون العثور على نتائج.

أكدت المنصة أن الاسم الحقيقي للمعتقل، الذي أشار إلى أنه من مدينة حمص بلهجته، هو سلامة محمد سلامة. وأشارت إلى أنه صف ضابط برتبة مساعد أول في فرع المخابرات الجوية، المعروف بأنه أحد أسوأ الأفرع الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد المخلوع.

وفق أهالي حي البياضة في حمص، كان سلامة، المعروف أيضا باسم "أبو حمزة"، مسؤولًا عن عدّة حواجز أمنية وله تاريخ طويل في السرقة وفرض الإتاوات والتحكم في أرزاق الأهالي، بالإضافة إلى تجنيد المخبرين قسرًا لجمع المعلومات لصالحه.

تبيّن أن سلامة سُجن منذ فترة قليلة لا تتجاوز الشهر بسبب خلاف على نسبة توزيع الأرباح من الأموال التي يجمعها من المدنيين مع رجل آخر أعلى منه رتبة في الجيش، مما أدى إلى سجنه في إحدى الزنزانات في دمشق.


سجل حافل بالجرائم
على الرغم من ملامحه البريئة الهادئة، شارك سلامة في عمليات عسكرية على عدة جبهات في مدينة حمص عام 2014، حيث قتل العديد من المدنيين.

كما كان مسؤولا عن تعذيب واعتقال الكثير من شباب المدينة بدون تهم، أو بتهم باطلة في حال رفضوا دفع الأموال أو العمل لصالحه، أو لمجرد أنه لم يرتح لوجوه البعض، وفق شهادات أهالي الشهداء وناجين من المعتقل الذين تواصل معهم فريق "تأكد".

بعد سقوط النظام، عمل سلامة على استجداء عطف أهالي حمص وإقناعهم بأنه كان مجبرًا على كل ما قام به من قتل وترويع وبلطجة، وفق شهادات أهالي الحي.

من مظاهرات المجتمع المدني في سوريا

والكلام موجه لمراسلة CNN كلاريسا وارد Clarissa Ward التي قامت بتزييف قصة كاملة pic.twitter.com/z2EVLDfxdh — Homam Kadar هُمام كدر (@homamkadar1) December 15, 2024
وعلم فريق منصة "تأكد" أن سلامة، المعروف أيضا بـ"أبو حمزة"، عطّل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقام بتغيير رقم هاتفه المحمول في محاولة لإخفاء أي وثائق تدل على حمله السلاح والتورط بجرائم حرب.

هل وقعت CNN ضحية للتضليل أم تعمدت تضليل جمهورها؟ تحقيق منصة تأكد يكشف تفاصيل صادمة حول تقرير يدّعي إنقاذ معتقل سوري من سجن سري. اقرأ القصة الكاملةhttps://t.co/NNVMDxM1eQ pic.twitter.com/9l9YHEkcTs — تَـأكّـدْ (@VeSyria) December 15, 2024
ليست المرة الأولى لكلاريسا
واكتسبت كلاريسا وارد، مراسلة سي إن إن، كراهية كبيرة بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي تتلقى تعليمات من المخرج لتبدو خائفة وقلقة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكأن الفلسطينيين يهاجمونها خلال تغطيتها للأيام الأولى من طوفان الأقصى.

ولاقت "فبركات" مراسلة "سي إن إن" انتقادات واسعة٬ ويذكر أن الصحفية المصرية رحمة زين وبختها خلال حديثها عن الإعلام الغربي.

١٠ معلومات | من هي "رحمة زين" التي واجهت أمام معبر رفح "كلاريسا وارد" مراسلة CNN صاحبة واقعة الفبركة الشهيرة؟ ????????

⚪️ درست رحمة زين الدين في المدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة وتخرجت من الثانوية العامة عام ٢٠٠٧.
⚪️ تخرجت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام ٢٠١٠، ودرست فيها علوم… pic.twitter.com/GDB6qg7qkx — Mohamed Kamal (@m0kama1) October 20, 2023
وقالت زين: "أفهم أنك تمثلين حكومتك وسياساتك التي تدعي أنها تدعم حرية التعبير وحرية الرأي، لكنكم تفهمون معنى الديمقراطية وفقًا لما تريدون فقط، وتتعاملون مع المبادئ بما يتماشى مع مصالحكم فقط. الآن نحن نرى نتائج احتلالكم ونشاهد نتائج صهيونيتكم وسوء تعبيركم عن العرب."

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية سي إن إن سوريا سجون سوريا سجون سي إن إن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة pic twitter com سی إن إن

إقرأ أيضاً:

بعد فرار الطاغية ..سوريون يحتفلون بالفطر بعد إطاحة الأسد: "العيد عيدان"

دمشق - في باحة الجامع الأموي في دمشق، كما في ساحة نصب الجندي المجهول القريب من قصر الشعب في منطقة قاسيون، أدى آلاف السوريين الإثنين صلاة عيد الفطر، للمرّة الأولى منذ الإطاحة بحكم بشار الأسد.

وقال غسان يوسف المقيم في العاصمة لوكالة فرانس برس "عيدنا عيدان بعد التخلّص من الأسد".

منذ ساعات الصباح الباكر، توافدت الحشود من رجال ونساء وأطفال الى الجامع العريق الواقع في دمشق القديمة، بينهم فاطمة عثمان التي قالت بفرح "لأول مرة نشعر ببهجة العيد، بعد هذا النصر العظيم، وبعدما تخلصنا من حكم الأسد الطاغية".

إثر انتهاء الصلاة، تبادل المصلّون التهاني بالعيد الذي احتفلت سوريا بأول أيامه الإثنين وبمرور أربعة أشهر على الإطاحة بالأسد.

كان باعة متجولون يحملون البالونات الملونة والألعاب يتجولون بينهم، بحثا عن زبائن من الأطفال الذين ارتدوا ثيابا مزركشة والتقطوا الصور مع أفراد عائلاتهم.

على بعد كيلومترات عدة صعودا الى جبل قاسيون المشرف على دمشق، والذي كان محظورا على السوريين قبل الإطاحة بحكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، تقاطر بضعة آلاف الى ساحة نصب الجندي المجهول لأداء صلاة العيد في الهواء الطلق وبينهم عناصر أمن وجيش مع أسلحتهم وبزيهم العسكري.

واكتظ الطريق المؤدي الى الساحة بمئات السيارات والحافلات، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس.

وتبادل المصلّون التهاني، ووزّع بعضهم الحلوى، بينما كان العلم السوري الجديد ذو النجوم الثلاث مرفوعا في المكان.

وكان الدخول الى نصب الجندي المجهول خلال الحكم السابق يقتصر إجمالا على الأسد ومعاونيه، لوضع أكاليل زهور في مناسبات وطنية.

ويقع النصب التذكاري حيث وضعت شاشة عملاقة لنقل صلاة العيد، قرب قصر الشعب حيث أدّى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع صلاة العيد الى جانب مفتي سوريا أسامة الرفاعي وعدد من وزرائه الجدد، قبل أن يتلقّى التهاني ويلقي كلمة أكد فيها أن بلاده أمام "طريق طويل وشاق" للتعافي، لكنها تملك "كل المقومات التي تدفع الى نهضة هذا البلد".

- "نطير من الفرحة" -
من السويد التي هاجر إليها قبل أكثر من عقد من الزمن على وقع النزاع الدامي الذي اندلع قبل 14 عاما، عاد وائل حمامية الى دمشق، للاحتفال مع عائلته بعيد الفطر بعد غياب طويل.

وقال لفرانس برس بينما ارتسمت ملامح الفرح على وجهه "هذا أول عيد لي هنا بعد نحو 15 عاما. أشعر أنه عيد بكل ما للكلمة من معنى، لم ولن يمر مثل هذا اليوم علينا".

وأضاف بحماسة "كل من يصلّي وكل من جاء الى هنا، يشعر وكأنه يطير من الفرحة، إنه عيد الأعياد"، آملا في أن "تتحسّن الأمور في المرحلة المقبلة".

وطغت التجمعات في الأماكن المفتوحة على المشهد الاحتفالي في دمشق، بينما تمكّن سوريون لأول مرة منذ اندلاع النزاع من زيارة قبور أحبائهم في مناطق كان ممنوعا ارتيادها، إذ شكّلت لسنوات معاقل للفصائل المعارضة على غرار حي جوبر في واليرموك في العاصمة، والغوطة الشرقية، ضاحية دمشق.

ورغم تحذير واشنطن وباريس من تزايد مخاطر وقوع هجمات خلال العيد، لم تشهد دمشق أي اجراءات أمنية استثنائية، وفق مراسلي فرانس برس.

وجاء احتفال سوريا بعيد الفطر بعد يومين من إعلان تشكيلة حكومية ضمّت 23 وزيرا، تنتظرها تحديات كبيرة، بعدما أرخت سنوات الحرب بثقلها على الاقتصاد والبنى التحتية والوضع المعيشي في البلاد حيث يعيش غالبية السكان تحت خط الفقر.

في مقهى الروضة في دمشق، كان عامر حلاق (36 عاما) وأصدقاؤه يتبادلون الحديث بعد غياب حلاق عنهم منذ العام 2014، حين فرّ من الخدمة الإلزامية في رحلة قادته الى برلين.

وقال الرجل العامل في منظمة إنسانية "اعتقدت لسنوات طويلة أنني لن أرى أهلي مرة أخرى ولن أحتفل بالعيد معهم".

وأضاف "كانت الفرحة كبيرة بالتحرير والنصر، لكن الآن لدينا الكثير من العمل ولا زلنا في بداية الطريق".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • هيئة البث الإسرائيلية: نلاحظ اتجاها مثيرا للقلق يقوده الشرع
  • هيئة البث الإسرائيلية: الشرع يقود اتجاها مقلقا ضد أمن إسرائيل.. عدو متشدد
  • السوريون يحتفلون بعيد الفطر للمرة الأولى بعد سقوط نظام الأسد
  • الشرع وزوجته يستقبلان أطفالا فقدوا عائلاتهم على يد نظام الأسد
  • الشرع وزوجته يستقبلان أطفالا فقدوا عائلاتهم على يد نظام الأسد (شاهد)
  • صحفي يناشد إطلاق سراح شقيقه المختطف بسجون مليشيا الانتقالي بعدن
  • بعد فرار الطاغية ..سوريون يحتفلون بالفطر بعد إطاحة الأسد: "العيد عيدان"
  • أنس خطاب.. من ظل الاستخبارات إلى واجهة داخلية سوريا..
  • أنس خطاب.. من ظل الاستخبارات إلى واجهة داخلية سوريا (بروفايل)
  • الخوذة أنقذته من الموت.. صحفي يروي تفاصيل اختطافه على يد فلول الأسد