بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ الطيران سقوط عندما يكون الطيران هروبًا من المسؤولية وهروبًا من الحقيقة ومن الحساب وقت الحساب. الطيران سقوط عندما يتوج بالكذب والسرقة والقتل.
هرب كثير من القتلة والسفاحين واللصوص من ذوي الياقات البيضاء ربما أكثر من هروب المجرمين العاديين الذين قد يحارون في العثور على مكان للهروب، وربما عاد بعضهم إلى الشرطة فسلم نفسه واعترف على نفسه ليدفع ثمن ما اقترفه من الذنب الصغير أو العظيم.
فما هم بمستضعفين من يأنسون الى المال الوفير والمعيشة الهنية مقابل أن يغضوا الطرف عما يجرى أمامهم من الجرائم والخبائث، وإنما هم أناس عرفوا الحق واختاروا نصرة أولياءهم فوق كل شيء. المستضعفون أبرياء وملامحهم وظروفهم عنوان واضح على البراءة. والشركاء واضحو المعالم والسلوك، وهم لا يستحون أيضا أحيانا، بحيث لا يحتاج المرء إلى بذل جهد للتعرف عليهم وتميزهم. فلم يكد يمضي على هروب بشار الأسد بضع ساعات حتى خرج علينا من يهجمون على قنوات اليوتيوب من الصحفيين ليدافعوا عن الرجل الذي دمر بلده هو وأسرته وتركها فقيرة نهيبة خربة وهرب على متن طائرة لينجو بنفسه وبأهله والأموال شعبه الى بلد أجنبي طالبا اللجوء السياسي.
ولم يستح المدافعون من القول بأن “الرجل لم يسقط وإنما قالوا أنه طار عزيزًا كريمًا” كما يطير الحمام واليمام آمنًا مطمئنًّا خالي البال. لم يستحوا من الدفاع عن رجل قتل شعبه بالسلاح الكيماوي هو وأبوه وإخوته واستباح البلاد وتاريخها وشعبها وجرده من الكثير وهو يشاهد الصراعات تمزق البلاد وتهلك خيرها كل يوم، ثم فر هاربًا تعيسًا خائفًا ليحتمي بظل رجل آخر في بلد آخر تحت مسمى اللجوء السياسي. لم يستحوا من الدفاع عن رجل ربما قتل مئات الآلاف من أبناء شعبه ولم يخجل من طلب اللجوء السياسي في بلد آخر خوفًا على حياته من شرور أبناء شعبه. لم يستحوا من الدفاع عن رجل يفضل الحياة غريبًا في بلد غريب بوجه غادره الحياء والاحساس والانسانية منذ عشرات السنين على مواجهة الحساب في وطنه وعلى مواجهة شعبه الذي سقاه وأطعمه وأغرقه في النعيم هو وأسرته داخل وخارج البلاد منذ عشرات السنين وربما لعشرات السنين القادمة بما حازوا ويحوزون من أموال طائلة. طار الرجل المجرم في حق شعبه تاركا شعبه يحرق قبر أبيه وببول عليه أمام الكاميرات -من فرط غضبه ومعاناته، ومن فرط ذهوله وسعادته بالخلاص من الأسرة الطاغية- فأي طيران هذا الذى يتحدثون عنه وأية رجولة هذه؟؟ ان الطيران علو وارتفاع، ولكن هذا الهروب هو السقوط والاضمحلال في عيون كل الشرفاء في بلد الرجل الهارب من العدالة وفى عيون الشرفاء حول العالم .
Tags: الهروبالياقات البيضاءالمصدر: جريدة زمان التركية
إقرأ أيضاً:
أسماء الأسد تثير بلبلة .. وسر في حرف D كشف الغموض
سرايا - بعد اللغط الذي أثاره تعليق على منصة إكس نسب إلى زوجة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أسماء الأخرس، تبين أن الحساب مزور.
فقد انتشرت أمس تغريدة مزعومة لأسماء، أشارت فيها إلى أنها "قررت بعد فترة من الصمت، الانطلاق من جديد".
كما شددت على أن "سوريا، بكل جمالها وتاريخها العريق، تظل في قلبنا"، متمنية للشعب السوري الأمان والازدهار، وأن تعود الأيام السعيدة لتملأ كل زاوية في البلاد.
حساب لحافظ الأسد
فيما أطل حساب آخر على تليغرام باسم نجلها حافظ الأسد، ليؤكد أن الحساب المذكور تابع لوالدته، ما زاد من التخبط.
إلا أن الرجوع إلى الحساب الموثق لحافظ على تليغرام، https://t.me/HafezBAlAssad لم يظهر أي تعليق حول هذا الموضوع، بل تبين أن آخر منشور له كان في 13 فبراير، بعد يوم واحد من نشر فيديو له متجولاً في أحد شوارع العاصمة الروسية موسكو.
كما تبين أن الحساب الذي أكد صحة حساب أسماء، مجرد حساب مزور ولا يعود إلى نجلها، إذ فيه حرف دال زائد، وهو https://t.me/HafezBAlAssadd
وكان نجل الرئيس السوري السابق نشر الأسبوع الماضي بياناً مطولاً على حسابه في إكس، شرح فيه الظروف التي أحاطت بعائلته خلال الساعات الأخيرة من سقوط النظام السابق، نافياً فرار والده من دمشق، إلا أن الحساب سرعان ما علق.
ليطل ثانية عبر تليغرام بفيديو من موسكو، شارحا فيه حذف حسابه على منصة التغريد الشهيرة
يذكر أنه في الثامن من ديسمبر الماضي وبعد تقدم مفاجئ لفصائل المعارضة أسقط الأسد وفر من اللاذقية إلى موسكو، التي منحته حق اللجوء الإنساني، وفق ما أعلن الكرملين لاحقا.
ولم يظهر الرئيس السوري السابق منذ ذلك الحين علناً، فيما أشارت معلومات روسية إلى أنه يعيش مع عائلته في أحد الأحياء الفاخرة في موسكو.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1888
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-02-2025 06:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...