نيويورك تايمز: أوروبا اعتادت على الوحشية ضد المهاجرين وتتواطأ مع منتهكي حقوقهم
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا للكاتبة سالي هايدن، مؤلفة كتاب "المرة الرابعة لي التي غرقنا فيها: البحث عن ملجأ في طريق الهجرة الأكثر دموية في العالم" حيث كتبت من مدينة صفاقس التونسية قالت فيه: "في المدينة الساحلية بصفاقس جلست هذا الشهر مع مجموعة من الرجال بمنتزه رملي تعصف به الرياح، ومع غروب الشمس وضع أحدهم غطاء قنينة على الأرض حيث صب منها جزءا من الماء الثمين لقطة ضالة تقدمت نحوه.
وتابعت: "هناك العشرات وربما المئات من السودانيين الذي يعيشون حاليا في المنتزه بصفاقس وآلاف آخرون يعيشون حول المدينة. وهم ينامون على الصناديق الكرتونية. ويفكرون بمصيرهم ويثرثرون بهدوء حول تجاربهم ويتساءلون عن كيفية الحصول عن الطعام. وفي الغالب، فهم ينتظرون المال من الأقارب أو الأصدقاء أو الحصول على عمل لكي يوفروا 647 دولارا لشراء مكان على قارب أو فرصة للهرب".
وأضافت: "كل واحد التقيته في صفاقس التي تبعد 80 ميلا عن الجزيرة الإيطالية لامبيدسا، يريد عبور البحر المتوسط إلى أوروربا. وكلهم يعرفون أنهم قد يموتون في المحاولة". ورغم كل هذا يغادر الناس كل يوم، بعضهم يرسل رسائل مفعمة بالحماس من إيطاليا وأخرون يقذفهم الماء أمواتا على الساحل "ففي نهاية الأسبوع حيث جلست في المنتزه غرقت ثلاث قوارب على الأقل، تاركة أكثر من 80 شخصا أمواتا، وعثر على 10 جثث ملقاه على الشواطئ القريبة . وفي الأسبوع الماضي أعلن عن وفاة 44 شخصا بعد تحطم سفينة قرب ساحل إيطاليا".
وعلقت الكاتبة أن الموت الجماعي أصبح أمرا عاديا على حدود أوروبا. ومات واختفى أكثر من 27.800 شخصا في البحر المتوسط منذ عام 2014، وهو رقم ليس حقيقيا. ويجه العام الحالي لكي يكون الأكثر دموية، حيث فقد أكثر من ألفي شخص حياتهم وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا، بمن فيهم 600 شخص ماتوا عندما غرقت سفينة قرب شاطئ اليونان في حزيران/يونيو، و"هذا هو ما يمكن مشاهدته عن حقوق الإنسان والاخلاق وفوق كل هذا عدم المساواة العالمية".
ومن تجمعوا في تونس التي تعتبر نقطة المغادرة الأولى على طريق الهجرة الرئيسي إلى أوروبا، جاءوا من اصول اجتماعية وجنسيات مختلفة، حيث قابلت الكاتبة مهاجرين من بوركينا فاسو وغامبيا ونيجيريا والصومال وإرتيريا وليبريا، والبعض مثل السودانيين الدارفوريين سيحصلون على الأرجح على وضعية اللاجئ ضمن الحماية الدولية، هذا لو تمكنوا من اللجوء إلى بلد آمن، أما البقية فلن يحصلوا، وهم هاربون من الفساد والفقر المستشري وأماكن تعتبر فيها مراكز العلاج الصحي نادرة ويموت فيها الأطفال بسبب أمراض يمكن منعها.
وهم يبحثون عن فرصة وأي حياة مستقرة. وجاءوا بشكل حصري من مستعمرات بريطانية وفرنسية سابقة. و"التقيت مع أشخاص يتطلعون للمغادرة وقد عاشوا في تونس عدة سنوات وخسروا وظائفهم وطردوا من بيوتهم بعد تعليقات من الرئيس التونسي، قيس سعيد. ففي شباط/فبراير، اقترح سعيد أن الأفارقة من دول الصحراء بأنهم جزء من مخطط إجرامي لتغيير التركيبة السكانية لتونس مما فتح الباب أمام الإضطهاد والإنتهاكات".
كل هذا لم يوقف الإتحاد الأوروبي البحث عن صفقة مع سعيد للحد من الهجرة، فمقابل "ترتيبات الحدود" سيقدم الإتحاد الأوروبي إلى تونس 118 مليون دولار والتزام بتقديم مساعدات إضافية. وبالنسبة للقادة الأوروبيين، فوحشية تونس في بداية حيث تم تجميع أكثر من 1.000 أفريقي بداية تموز/يوليو ورموا في الصحراء مع ليبيا بدون ماء أو طعام، لا تعني الكثير مقارنة مع استعدادها للتعاون.
وكانت عائشة بانغورا، 30 عاما من سيراليون تجلس على فرشة تحت شجرة زيتون، وحولها كانت ابنتها الصغيرة تلعب مع أطفال صغار في الرمل بعلب الطعام الفارغة.
وقالت إن زوجها مات في صحراء ليبيا والتي مشوا فيها لتسعة أيام متتالية. وفي سيراليون، البلد الذي لم يتجاوز فيه الناتج المحلي العام عن 461 في العام الماضي، وكانت بانغورا تبيع البرتقال لكن الموسم جف "لم أعمل لم يكن لدي مال أو عمل". وفي السنوات الماضية، ساء الوضع الإقتصادي في معظم أفريقيا، حيث فاقم وباء كورونا والحرب في أوكرانيا من الأوضاع.
وتقول الكاتبة إنها عاشت في شمال يوغندا مع الإغلاق الأول و"شاهدت كيف بدأ الناس يجوعون بسرعة حيث تبخر توفيرهم القليل. وفي العام الماضي، راقبت في سيراليون زيادة كلفة المعيشة وكيف قادت لاحتجاجات قاتلة، كما زادت التغيرات المناخية من سوء الأوضاع. وفي النيجر، فاقمت سوء التغذية وساهمت في الصومال بالمجاعة".
وأمام هذه المعاناة، يقوم العالم الثري بتقوية حدوده، ففي بريطانيا، مررت الحكومة قانونا تعسفيا لمنع المهاجرين من التقدم بحقهم الدولي في الحماية وتخطط بإسكان المهاجرين في سفينة عائمة.
وختمت "الهجرة ورد الفعل الغربي عليها هي واحدة من القصص التي تعلم عصرنا، وفي الوقت الحالي، فهي حكاية عن الكارثة والموت والوحشية والتواطؤ، وعلينا وبشكل عاجل البحث عن نهج أفضل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهجرة التونسية أوروبا اللجوء تونس أوروبا لجوء هجرة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من
إقرأ أيضاً:
تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة سرطان في محافظة إب بينها 800 هذا العام
كشفت إحصائية حديثة عن تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة إصابة بالسرطان في محافظة إب الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، وسط اليمن.
وقالت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بمحافظة إب، في نداء استغاثة، إن هناك أكثر من 7,095 حالة مصابة بالسرطان في مختلف مديريات المحافظة، غالبيتهم من الأسر الأشد فقراً، وهم "بحاجة إلى سرعة التدخل لإنقاذ حياتهم من الموت".
وأشار النداء إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع للمؤسسة يشهد إقبالًا كبيرًا وحالات متزايدة من مرضى السرطان، إلا أنه يعاني من نفاد الأدوية المساعدة وبعض أصناف الأدوية الكيماوية، بالإضافة إلى الاحتياج الضروري لتوفير موازنة الأشعة والكشافات والصبغات والموازنة التشغيلية، ما يجعله غير قادر على الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية لهؤلاء المرضى.
ووفق النداء، فإن عدد المرضى الجدد في مركز الأمل بالمحافظة يصل إلى 800 حالة خلال عام 2024، "وهذه الأعداد تضع المؤسسة أمام تبعات كبيرة وتحديات عديدة تتمثل في قلة الدعم وشحة الإيرادات، في الوقت الذي تفتقر فيه لمصادر الدعم الثابت، مما يجعلها في وضع حرج للغاية".
وناشدت إدارة المؤسسة السلطات المحلية وكافة التجار والمسؤولين ورجال الخير والجهات المانحة الإقليمية والمنظمات الدولية والإنسانية والإغاثية سرعة مد يد العون بما "يخفف من وطأة الكارثة المحدقة وينقذ أرواح آلاف المرضى، حتى لا يتمكن هذا الداء الخبيث من الفتك بأجسادهم الهزيلة والمنهكة ونساهم جميعًا في إنهاء هذه المعاناة التي قد تستمر عند بعض المرضى لعشرات السنين".