غارديان: خذل العالم سوريا والآن عليه ترك أمر مستقبلها لشعبها
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
قال الكاتب سيمون تيسدال بمقال نشرته صحيفة غارديان البريطانية إن تدخل إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا في سوريا، بجانب قوى أجنبية أخرى، يعرض نجاح الثورة السورية للخطر، وعليهم أن يدعوا سوريا وشأنها، وترك أمر مستقبل السوريين للسوريين.
وأشار الكاتب -وهو مختص بالشؤون الخارجية في صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية- إلى أن "سخرية الموقف الحالي تخطف الأنفاس،" وأن "الأصدقاء والجيران تكالبوا كالذئاب المفترسة على جثة نظام البعث المخلوع التي لا تزال تنتفض"، وإذا لم يتم "كبح جماحهم، فقد يمزقون سوريا مجددا.
وانتقد الكاتب القوى الخارجية على عدم تقبلها فكرة أن يرسم الشعب السوري مستقبله بنفسه، بعد نجاح ثورته بالرغم عنهم، ومن دون دعم خارجي كبير بل بجهوده.
وطبقا للمقال اتفقت روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي، متحدين في "ازدواجية مواقفهم،" على ضرورة احترام "سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها" والحفاظ عليها، بل إن إسرائيل، وهي تقصف سوريا "بتهور واستهتار" في أكبر عملية عسكرية للدولة اليهودية على الإطلاق، أنكرت أنها تتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وأكمل الكاتب أن هيئة تحرير الشام ليست خيارا مثاليا لقيادة البلاد، ولكن المجتمع الدولي ليس له الحق بإبداء رأيه بعد 13 عاما من الفشل في سوريا، خصوصا أن تدخلات "الغرب الجبانة" أججت الحرب، وأمام القيادة الحالية العديد من المصاعب من إعادة اللاجئين والتخلص من الألغام وإصلاح اقتصاد البلاد المتهالك والتعافي من السنوات السابقة.
إعلانوقالت مجموعة الأزمات الدولية في هذا الصدد، وفق المقال: "يجب على القوى الأجنبية التي كان لتدخلها الدور الأكبر في إطالة أمد الحرب السورية أن تتجنب تكرار الخطأ. قلة من الدول تتطلع بحماس إلى حكومة إسلامية في دمشق، ولكن حاليا، لا يوجد خيار سوى التعاون مع السلطات الجديدة".
وكم سيكون من المنعش أن يثق العالم ولو لمرة واحدة فقط، وفق تعبير تيسدال، بشعب تحرر للتو كي يرسم طريقه نحو العدالة والمصالحة وإعادة الإعمار، بعيدا عن التدخل الخارجي.
تدخلات خارجية ومصالح مستمرةولفت الكاتب إلى أن إسرائيل ظلت تضرب القوات الموالية لإيران خلال الحرب السورية من دون أن يزعجها الرئيس المخلوع بشار الأسد، والذي كان "عاجزا ضعيفا أمامها".
وأكمل الكاتب ساخرا أن الجيش الإسرائيلي اكتشف الآن فجأة تهديدا وجوديا يبرر استيلاءه غير القانوني على المزيد من الأراضي السورية، وسيؤدي هجوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الانتهازي" إلى تأجيج العداوة بينه وبين الحكومة الجديدة، وعداء طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا، وهو ما يريده "نتنياهو محب الحرب أصلا"، وفق المقال.
وأضاف تيسدال أن الحكومات الغربية مخطئة في الاعتقاد بأن روسيا وإيران أصبحتا مستبعدتين في سوريا، فرغم انشغال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحربه مع أوكرانيا، إلا أنه يتشبث بالقواعد الجوية والبحرية الإستراتيجية في البلاد، وقد يستغل رغبة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا لتعزيز نفوذه عبر تقديم الدعم والاعتراف الدولي للحكومة السورية القادمة.
أما إيران فمن المرجح أن تواصل عملياتها السرية في سوريا، بما في ذلك إعادة تسليح حزب الله اللبناني حتى لو أصبح إعلان نفوذها صعبا في المنطقة، حسب المقال.
واختتم الكاتب بالتأكيد على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا من دون قيود أو شروط، ومن شأن تخفيف العقوبات المفروضة أن يساعد في ذلك.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بعد سقوط الأسد.. قيمة الليرة السورية ترتفع مقابل الدولار
الاقتصاد نيوز - متابعة
ارتفعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار بنحو 20% على الأقل خلال اليومين الماضيين مع تدفق السوريين من لبنان والأردن وإنهاء ضوابط صارمة على تداول العملات الأجنبية بعد سقوط حكومة بشار الأسد.
وأشار عاملون بالصرافة في دمشق إلى أن أسعار الصرف تراوحت بين 10 آلاف و12500 ليرة مقابل الدولار اليوم السبت، وهو فارق كبير بين 20 و50 بالمئة مقارنة بالسعر السابق عند 15 ألف ليرة، وسط تقلبات عالية في السوق.
وعزا المتعاملون ذلك إلى عودة آلاف السوريين الذين نزحوا إلى الخارج خلال الحرب التي استمرت 13 عاماً في البلاد وحرية تداول الدولار والليرة التركية في الأسواق.
في السابق، كان استخدام العملات الأجنبية في المعاملات اليومية يمكن أن يزج بالسوريين في السجن، وكان كثيرون يخشون حتى نطق كلمة "دولار" في الأماكن العامة.
وفقاً لوكالات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.
وتدهورت قطاعات النفط والتصنيع والسياحة وغيرها من المجالات الرئيسية في البلاد بسبب القتال لسنوات، وتعمل شرائح كبيرة من السكان في القطاع العام المتهالك حيث يبلغ متوسط الأجور الشهرية حوالي 300 ألف ليرة سورية.
من جانبها، تقول الحكومة السورية الجديدة، التي شكلتها المعارضة بعد الإطاحة بحكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاما، إنها سترفع الأجور وتمنح الأولوية لتحسين الخدمات.