اكتشاف كائن مفترس بقدرات فريدة على عمق 8 كيلومترات بالمحيط الهادي
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
أعلن فريق بحثي دولي عن اكتشاف أول نوع من القشريات المفترسة الكبيرة نسبيا التي رصدت في خندق أتاكاما، الذي يعد واحدا من أعمق مناطق المحيط الهادي على الإطلاق.
ويمتد خندق أتكاما على طول الساحل الغربي لأميركا الجنوبية، تحديدا من جنوب بيرو إلى شمال تشيلي، وقد يكون هذا الخندق نتيجة حركات الصفائح التكتونية، ولذلك فإن المنطقة المحيطة بالخندق تُعد من أكثر المناطق عرضة للزلازل والبراكين في العالم.
أما البيئة داخله فتعد شديدة القسوة، نظرا إلى العمق الهائل والضغط العالي والظلام الحالك. ومع ذلك، تم اكتشاف كائنات بحرية مميزة ومتكيفة مع الظروف القاسية.
دولسيبيلا كامانشاكاوبحسب الدراسة التي نُشرت في دورية "سيستماتيكس آند بيودايفرستي" فقد أطلق الباحثون على هذا الكائن الجديد اسم "دولسيبيلا كامانشاكا" وهي لفظة تعني "الظلام الحالك" في لغات الشعوب من منطقة الأنديز، للإشارة إلى المحيط العميق المظلم الذي تعيش فيه.
وقد جاء هذا الاكتشاف كجزء من بعثة نظام المراقبة المحيطية العميقة المتكاملة لعام 2023 على متن سفينة الأبحاث أبات مولينا، بقيادة علماء من المنظمة البحرية الدولية.
وقد قام العلماء بالحصول على 4 من كائن دولسيبيلا كامانشاكا على عمق حوالي 8 كيلومترات باستخدام مركبة هبوط، وهي منصة تستخدم لحمل المعدات العلمية، بما في ذلك الفخاخ المطعَّمة، من قاع المحيط وإليه.
إعلانوبمجرد العودة بأمان إلى سطح السفينة، تم تجميد هذه الكائنات المستردة ثم خضعت لتحليل تشريحي وجيني مفصل في جامعة كونسيبسيون في دولة تشيلي.
على هذا العمق، يكون الضغط قويا لدرجة أنه قد يسحق جسم الإنسان على الفور إذا وجد هناك من دون حماية، ولغرض التشبيه، فإن هذا العمق يساوي أن يحمل الإنسان على صدره ما وزنه ناطحة سحاب.
تشريح بديعيبلغ طول هذا الكائن حوالي 4 سنتيمترات، ويستخدم زوائد حادة قوية متخصصة لالتقاط وافتراس أنواع أصغر من البرمائيات في منطقة خندق أتاكاما.
وقد أظهرت التحليلات الأولية أن دولسيبيلا كامانشاكا يمتلك سطحا أملس بالكامل، مما يساعده على الحركة بسهولة في الماء، كما أنه يفتقد إلى العيون الصبغية، مما يشير إلى تكيفه مع البيئات المظلمة أو العميقة، مع فك سفلي ينتهي بأسنان قوية، ومزود بصف من الشعيرات التي تساعد في طحن الطعام، وفكوك أخرى تحتوي على شعيرات وأشواك صغيرة تساعد في القبض على الطعام ومعالجته، مع تصميم معقد يتيح أداء وظيفيا عاليا.
وكما يبدو من تشريح الكائن، فإن الأرجل الأمامية مصممة بطريقة تمكنها من القبض على الأشياء مثل الكماشة، أما الأرجل الوسطى والخلفية فتساعد الكائن على السباحة، مع الزوائد الخلفية والذيل الذي يستخدمه الكائن كدفة توجيه.
هذا التصميم المعقد يعد مثالا على كيفية تكيف الكائنات البحرية مع بيئاتها الفريدة، التي تعد شحيحة جدا بالغذاء وبالتالي كان من الضروري أن تطور هذه الكائنات قدرات فريدة على الافتراس. ومن خلال تغييرات بسيطة في شكل الأطراف والزوائد، يمكن لهذه الكائنات أن تعيش في ظروف قد تبدو قاسية بالنسبة لنا، مثل الأعماق المظلمة للمحيطات أو البيئات ذات التدفق المائي السريع.
ومع تقدم تكنولوجيا الاستكشاف، يتوقع العلماء اكتشاف المزيد من الأنواع، كل منها يقدم رؤى مهمة حول التكيفات الفريدة للمحيط العميق.
إعلانويوضح الباحثون في الدراسة أن أعماق المحيطات مستودع ضخم للتنوع البيولوجي الذي يؤوي أنواعا ومجتمعات ونظما بيئية فريدة، ورغم التوسع الكبير في أخذ العينات البيولوجية من أعماق المحيطات على مدى العقود الأربعة الماضية، فإن الفجوة المعرفية لا تزال كبيرة جدا بين ما اكتشفناه وما يقع في الظلام الشديد في أعماق المحيطات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تعرف على الإعجاز العلمي في سورة «النمل» والإبداع في خلق الكائنات
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد عقب صلاة المغرب اللقاء الرابع من ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالظلة العثمانية تحت عنوان: «أمةالنمل في القرآن الكريم»، وذلك بمشاركة فضيلة الدكتور إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الشيخ على حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.
تناول الدكتور إبراهيم الهدهد خلال كلمته تفسير بعض الآيات الواردة في سورة النمل، مسلطًا الضوء على اختيار اسم السورة وما يتضمنه من دلالات إعجازية. وأوضح أن الآيتين اللتين ورد فيهما ذكر النملة تمثلان محور السورة، حيث قال: «إن تسمية السورة بـ«النمل» توقيف من الله عز وجل، وتؤكد أهمية الدروس والمعاني المستفادة من قصة النملة التي وردت في قوله تعالى: «حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوْا۟ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا۟ مَسَـٰكِنَكُمْ».
وأضاف أن القرآن أطلق على مساكن النمل اسم «مساكن» وليس «بيوتًا»، مبينًا الفرق بين الكلمتين. فالمساكن تشير إلى مكان يتحقق فيه السكن والراحة، وهو ما يظهر في مساكن النمل التي تتسم بدقة التصميم، حيث تضمن حسن التهوية، الحماية من المياه الجوفية، والأمان من الأضرار الخارجية. كما أوضح أن حرف الجر «على» في قوله: «أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ» يشير إلى أن مساكن النمل تقع تحت الأرض، ما يعكس إعجاز القرآن في وصفه لهذه التفاصيل الدقيقة.
ومن جانبه، قدم الدكتور مصطفى إبراهيم تحليلًا علميًا لكيفية سماع النملة وتواصلها، مؤكدًا أن العلماء اكتشفوا هذه الحقائق حديثًا باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني. وأوضح أن النملة تسمع عن طريق أجهزة استشعار دقيقة موجودة في أرجلها، وليس في رأسها كما هو الحال عند الإنسان. وقال: «عندما يتحرك جيش عظيم مثل جيش سيدنا سليمان عليه السلام بخطوات منتظمة وأدوات ثقيلة، فإنه يحدث اهتزازات أرضية تلتقطها النملة عبر هذه المستشعرات الدقيقة في أرجلها، التي تعمل كآذان ترسل هذه الذبذبات إلى دماغها لتفسيرها».
وفي حديثه عن مصدر كلام النملة، أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفحص الدقيق لجسم النملة كشف أن منطقة البطن، وتحديدًا بين العقلة الثالثة والرابعة، تحتوي على شعيرات دقيقة وهياكل خاصة تمكن النملة من إصدار الأصوات. وبيّن أن هذا الاكتشاف يعكس الإبداع الإلهي في خلق الكائنات الدقيقة، كما يؤكد دقة النصوص القرآنية التي أشارت إلى هذا الإعجاز منذ قرون.
واختُتم الملتقى بتأكيد العلماء على أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يمثل دعوة للتأمل والتفكر في خلق الله عز وجل، وأهمية هذه اللقاءات العلمية والعمل على استثمار ها في تعميق الفهم وتبصير المجتمع بعظمة القرآن الكريم.