نجحت مساعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحلحلة قضية توقف معامل الكهرباء عن العمل، حيث قررت الشركة المشغلة العودة الى العمل مع تلقيها وعوداً من ميقاتي بسداد تدريجيّ لمستحقاتها.

وكتبت" النهار": انتقلت واجهة الحدث من ساحة النجمة الى الملعب المالي في ظل ما بدا بانه اقامة تحصينات للمرة الأولى بعد نهاية ولاية الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة تهدف الى ترجمة الالتزامات التي تعهدها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري بعدم المس بالاحتياط الالزامي ( وبالاصح ما تبقى منه) لدى المصرف أيا تكن تداعيات هذا القرار.

بالأمس كان يوما اختباريا بارزا لهذا الالتزام من خلال ازمة التعتيم وانقطاع الكهرباء من جهة والكشف الواضح عن السيولة الخارجية لدى المصرف المركزي من جهة أخرى.
اذ ان معاندة الحاكمية الجديدة بالامتناع عن تلبية مطالب مؤسسة كهرباء لبنان كما كانت تجري الأمور سابقا، أدت الى اضطرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى التعهد بدفع 7 ملايين دولار من حق السحب الخاص لشركة "برايم ساوث" مقابل تشغيل فوري لمعملي الزهراني ودير عمار، بعد رفض الحاكم بالإنابة وسيم منصوري الدفع من أموال الاحتياط. وبدأت شركة "برايم ساوث" اثر ذلك، إعادة تشغيل وحدات الإنتاج. وكان رئيس الحكومة رأس ظهرا اجتماعا ماليا لهذه الغاية شارك فيه وزير المال يوسف الخليل، ومنصوري، والمدير العام لوزارة المال جورج معراوي ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس.

واكد وزير الطاقة وليد فياض لـ"النهار" أن "لدى مؤسسة كهرباء لبنان فائضا من الاموال بالليرة" مستغربا في الوقت عينه "إخلال" مصرف لبنان بآلية لتحويل إيرادات المؤسسة من جباية فواتير الكهرباء بالليرة اللبنانية (Fresh LBP) إلى دولارات(Fresh Dollars)، وهي آلية موضوعة من "المركزي" ووفق قرار مجلس الوزراء رقم 15 تاريخ 26/5/2023. وقال "في حال لا يريد حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري تنفيذ هذه الآلية، فليرسل الى وزارة الطاقة كتابا في هذا الصدد بغية دفع ما هو متوجب للشركات بالليرة اللبنانية، أو فليعمد الى تزويدنا بالآلية المقترحة منه للسير بها".

تزامن ذلك مع اصدار منصوري بياناً أعلن فيه أن "مصرف لبنان لديه سيولة خارجية تعادل 8.573 ملايين دولار أميركي، يضاف إليها القيمة السوقية لمحفظة سندات اليوروبوندز البالغة 387 مليون دولار كما في 31 تموز 2023، وذلك لا يتضمّن قيمة الموجودات من الذهب"، وأعلن "التزام عدم جواز المَس بالاحتياط الإلزامي".

وكتبت" الاخبار": تؤكد مصادر وزارة الطاقة والمياه أن المشكلة أساسها «نقدي، إذ لا علاقة للوزارة بها»، لأن المؤسسة لديها «ملاءة مالية بالليرة اللبنانية»، وهي تجبي شهرياً ما يوازي 7 تريليونات ليرة على أساس السعر المتفق عليه مع المصرف، وهو: «منصة صيرفة + 20%»؛ أي ما يفوق سعر صرف الدولار في السوق الموازية بـ 14 ألف ليرة تقريباً. وبالتالي، تقول مصادر الوزارة إن المشكلة عند «المركزي»، الذي يرفض تنفيذ التزامه بتحويل الليرات إلى دولارات، و«لا يردّ على رسائل الوزارة التي طلبت فيها منه تنفيذ التزاماته». وفي حديث إلى «الأخبار»، يشدّد فياض على أن من واجب الإدارة الجديدة للمصرف طرح آليات بديلة، في حال بقيت مُصرّة على رفض تنفيذ الآلية التي التزم بتنفيذها سلامة. وهو يقترح الحلول الآتية:

 إصدار أوامر الدفع للمُشغّلين والمورّدين بالليرة، وفق سعر صرف يتمّ التوافق عليه بين الطرفين، أي تسديد المستحقات المترتبة على «مؤسسة كهرباء لبنان» بالليرة، وليس بالدولار وفق ما هو معمول به حالياً.

 

الطلب إلى مشغّلي خدمة التوزيع اللجوء إلى صرّافي الدرجة الأولى لتحويل الليرات المُجباة إلى دولارات. - إصدار الفاتورة بالدولار، لا بالليرة وفق المعمول به حالياً. وإعطاء الخيار للزبائن بتسديد فواتيرهم بالدولار، أو بالليرة على أساس سعر «منصة صيرفة + 20%»، أي وفق السعر الذي تتمّ الجباية على أساسه حالياً، ثم يقوم «مصرف لبنان» بتحويل الليرات إلى دولارات من خلال شرائها من السوق، من دون المساس بموجودات المصرف بالعملة الأجنبية.

 

ويردّ فياض على القول بأن «مصرف لبنان» يرفض شراء الدولارات من السوق، متذرّعاً بالحفاظ على الموجودات بالعملة الأجنبية لديه واستقرار سعر الصرف، بالإشارة إلى أن عدم تأمين الدولة للكهرباء يصبّ في مصلحة «مافيا المولدات»، بينما تأمين الدولارات «يُوفّر في ميزان المدفوعات نحو 2.5 مليار دولار سنوياً، هي الفرق بين كلفة الإنتاج في المعامل وكلفتها لدى المولدات». ويلفت إلى أنه «أساساً تمّ توفير 4 مليارات دولار سنوياً على المصرف، عبر زيادة التعرفة ورفع الدعم عن المحروقات. وهو ما أدى بالتالي إلى انخفاض في الاستهلاك بين 40% و50%». ويرى فياض أن الوزارة تسهم من خلال رفع التعرفة، في سحب الليرات من السوق، وهو ما يعزّز استقرار سعر الصرف. فـ«هي تجبي حالياً 7 تريليونات ليرة شهرياً، وهو رقم من الممكن رفعه إلى 21 تريليون ليرة شهرياً، في حال رفع عدد ساعات التغذية». لذا، يعتبر فياض أن مساهمة المصرف في تنفيذ «خطة الطوارئ الوطنية لقطاع الكهرباء» يجب أن تكون «أولوية لديه، لما يشكل من مصلحة مشتركة للطرفين». وإلّا فالمشكلة في حال عدم السير بالآلية المعمول بها حالياً، أو طرح بديل لها، تكون بالنسبة إلى فياض، «سياسية، وليست مالية ونقدية».

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى دولارات مصرف لبنان فی حال

إقرأ أيضاً:

فياض: ندفع باتجاه إنجاز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن

أمل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض أن "تفضي جلسة إنتخاب الرئيس المزمع عقدها في 9 كانون الثاني، إلى إنتخاب رئيس فعلاً، وإقفال هذا الملف الذي شغل اللبنانيين طويلاً، ولا شك أن هذا الإستحقاق يأخذ إهتماماً إستثنائياً يفوق أهميته الطبيعية والمعروفة، ربطاً بخصوصية المرحلة، ومرور لبنان بظروف إستثنائية تضعه على عتبة تحولات كبرى".
كلام فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" ل "الشهيد" محمد عيسى غيّاض في مجمع الإمام المجتبى، في السان تيريز، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وشدد على أن "ثمة توازنات داخلية دقيقة وثوابت لبنانية متعددة لا يمكن لأي كان تجاوزها، وهي ما يعبَّر عنه عادةً بالميثاقية ومقتضيات التعايش الوطني ومرتكزات إتفاق الطائف، فضلاً عن المصالح الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها حماية السيادة في وجه الممارسات الإسرائيلية".
وأضاف فياض إن "شخصية الرئيس مرتبطة على نحوٍ أساسٍ بإدارة هذه التوازنات والإنسجام معها، وهي تجد ترجمتها في هذه المرحلة في التصدي لمعالجة ملفات ثلاث كبرى، أولاً تبني القراءة اللبنانية لورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، في وجه محاولات فرض القراءة الإسرائيلية - الأميركية لهذه الورقة، وصولاً إلى الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضنا إنسحاباً كاملاً، وحماية القرار السيادي اللبناني من أية إنتهاكات أو إشتراطات".
وتابع: "أما الأمر الثاني فيكمن في متابعة ملف إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في أسرع وقت، وتأمين المساعدات الدولية اللازمة لإنجازه، وتحرير هذا الملف من أية التزامات سياسية تتناقض مع المصالح الوطنية أو تهدد الإستقرار الداخلي، وأما الأمر الثالث فيكمن في رعاية مسار إصلاح الدولة وتطبيق الطائف، والتعافي المالي والإقتصادي، وترميم علاقات لبنان العربية".
وختم فياض: "نحن في حزب الله نقارب المرحلة وفق هذه الرؤية، ونسعى لترجمة هذه الرؤية ما أمكن في خياراتنا الرئاسية، ولهذا نحن نقارب هذا الملف بوحدة الموقف بيننا وبين الأخوة مع حركة أمل، ويتولى الرئيس بري الجزء الأساس من إدارة الملف والإتصالات السياسية، وإن موقفنا المشترك هو الدفع باتجاه إنجاز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، وعدم الإستمرار بالمراوحة ورفض محاولات البعض ربط الملف بتطورات إقليمية ودولية مرتقبة".
(الوكالة الوطنية)

مقالات مشابهة

  • رويترز: الإمارات تبحث المشاركة في إدارة مؤقتة لقطاع غزة
  • مصرف ليبيا المركزي: 36 مليون دولار للأفراد و169 مليون دولار اعتمادات خلال يومين
  • مصرف أبو ظبي الإسلامي- مصر يتعاون مع «PayMint» لإطلاق أول بطاقاتها المدفوعة مقدمًا
  • لإطلاق أول بطاقاتها المدفوعة مقدمًا.. تعاون بين مصرف أبو ظبي الإسلامي وشركة «PayMint»
  • المركزي: منصة حجز العملة الأجنبية ومنظومة الاعتمادات تعمل بكفاءة تامة
  • رؤية الإنفاق تقيّد خفض ضريبة الدولار في ليبيا
  • فياض: ندفع باتجاه إنجاز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن
  • الأوعية الادخارية بالدولار.. عوائد مرتفعة وسط تقلبات الاقتصاد العالمي
  • المصرف الخارجي.. تسليم واستلام في إدارته، و”أرباح بـ 440 مليون دولار” في 2024
  • بشأن الدولار.. هذه آخر خطوات مصرف لبنان