موقع النيلين:
2025-05-03@03:17:23 GMT

لـواء ركن (م) د. يونس محمود محمد:جيش بحري

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

ما فعله الجيش السوداني ومن معه في ركب الجهاد غير مسبوق في المدى المنظور لتوايخ الصراعات في أقاليم الدول التي ابتليت بالتمردات المسلحة، التي إستعانت بكل ذي رغبة في التدخل من أجل تحقيق غايته، بالسيطرة على الموارد، أو إستحواذ أرض، أو تصفية حسابات، أو الحكم بواسطة وكلاء عنه من أبناء الوطن العملاء، أو غيرها من الأسباب الظاهرة والمستترة، الأمر الذي وفّر لتمرد المجرم حميدتي موارد أكبر مما يتخيلها متخصص في الإمداد والتشوين من دهاقنة المهنة والإحتراف، فمجموع ما دمّره الجيش السوداني من مخازن الجنجويد من الأسلحة والذخائر والمؤن، وما وضع عليه أيديه، فضلاً عن تقدير ما إستخدمه الجنجويد من أطنان الذخائر بأنواعها، والصواريخ، والمتفجرات، والمسيرات، والمركبات، والوقود، وقطع الغيار، وشبكات الإتصالات، وأجهزة الرصد والتنصت والتشويش الحديثة، والألبسة وواقيات الرصاص، والأغذية المخصصة لظروف العمليات، لهي كلفة عالية القيمة، لا يقدر عليها إلا الأحلاف العسكرية، والميزانيات متعددة الأرقام، وأرتال نقليات من الطائرات والسفن والمدولبات ( *المركبات* ) العابرة للدول والأقاليم، وفق تنسيق أمني وسياسي وإستخباري بالتأكيد مع هذه الدول، إضافةً لما تم نهبه وتوظيفه في المجهود الحربي للجنجويد، مما تم نهبه من بلايين من البنوك، من العملات المحلية، والصعبة، والمدخرات، وجملة ما سُرق من بيوت المواطنين، من سيارات وأموال وأمتعة وأثاث، وسيارات متنوعة، لو أن كل ذلك المال والسلاح والجهد، صُبّ في إتجاه واحد هو هزيمة الجيش، وإسقاط الحكومة، وإستلام الدولة، لكان كافياً أن يحقق الهدف وبسهولة ويسر، ليس فقط السودان الذي كان يعاني فقدان المناعة الوطنية أيام سيادة أزلام ( *قحط* ) الذين أساؤوا لكل قيمة بقيت في الإنسانية، الحق ، والعدل والمسؤولية، والعقلانية والحكمة والرجولة، فهم مفلسون تماماً، لا خلاق لهم من كل ذلك.


قلنا ما توفر لتمرد الجنجويد كان كافياً أن يبدل الأحوال في كل دولة على مستوى القارة الافريقية والإقليم العربي وربما زيادة في تصنيفات أعلى من حيث القدرات العسكرية، هذه حقائق وليست مجاز يعرفها العسكريون في تقدير الموقف في فقرة ( *تعادل القوى* ) ولذلك تجد العذر لمن إتخذ القرار بالهجوم على الجيش السوداني، وتوقّع النصر عليه في غضون أربع ساعات.
غير أن الفئة التي كانت حاضرة من الجيش في ذلك اليوم، إستنهضت كل تاريخ الفروسية، ونادت كل بطولات الرجال عبر المدى الممتد من تاريخنا الإنساني، وإفتدت بجسارة أمانة الشعب وعهد الله وقسم الولاء، بأن ننتصر أو نموت. وقد كانوا ابراراً حقيقة، حتى إلتحق بهم إخوتهم الذين كانوا خارج الخدمة، خاضوا جسور النيران حتى بلّغوا لوحداتهم وإنضموا لمعركة الكرامة، منذ أبريل العام الماضي وإلى يومنا هذا، هم في حالة إشتباك مستمر، ودفاع مستميت، وهجوم جرئ جسور.
بالعودة إلى عنوان المقال ( *جيش بحري* ) هذا سِفر خاص لوحده، وإمتياز بصمود أسطوري، ومقدرة متناهية للقيادة وأثرها في الجنود، ولحُسن تدبير وتوظيف الموارد على قلتها لإرهاق وإستنزاف العدو، صاحب خطوط الإمداد المفتوحة، بينما بحري محاصرة من قبلها الأربع، والعدو يجتهد بتكرار موجات الهجوم بلا ملل ولا شفقة على نفسه، حتى ينال من بحري شلية واحدة يبرد بها غيظه، فلم يفلح وبقيت الإشارة إشارة للعلو والكبرياء، وحاول سلاح الأسلحة، ومعسكر حطاب، والكدرو، فلم ينل إلا الموت الزؤآم، والهزيمة، وبحمد الله تبدّلت الأحوال وانقلبت الموازين حيث طاشت صحاف الجنجويد الملاقيط، وإقتحمت عليهم قوات جيش بحري أوكارهم، ودكّت حصونهم، ومسحت إرتكازاتهم في السامراب، ودردوق، ونبتة، والصافية، وشمبات، والعزبة ( *هذه البؤرة* ) وكافوري بمربعاتها كلها، وشارع الهوا، حيث تطهّرت كلها من رجس الجنجويد الذين تنازلوا عن طوحهم، وتخلّوا عن أهدافهم، وتركوا أمانيهم بالإستيطان في ( *العمارات الفخمة والمنازل الجميلة* ) ووراثة ( *الفيلول والكيزان* ) كما فعل الدجال المدعو ( *عيسى سليمان* ).
وهربوا إلى شرق النيل ولا حين مهرب، فالطوفان قادم عليهم ومن كل مكان، حيث أُحكم الحصار تماماً، وأنقطع وتين الدعم والإمداد والفزع، وما بقى غير السحق لمن بقى منهم، وحتى الذين خلعوا الزي العسكري، وتزيوا بغيره، ولم تنج عباءات النساء من أن يختفي داخلها جبن الجنجويد ( *الأنوثة المؤودة* ) كما فسرها أحد المختصين،
فمن يرى أسود بحري هذه الأيام يمتلئ عزاً وفخراً بجيشه ورجاله ومجاهديه، ومن يسمع ويرى نيران الإشتباك يعلم أنها بشارت النصر، وخواتيم المعركة التي إنجلت عن نصر مستحق للجيش بعد فضل الله تعالى، ووقفة الشعب السوداني ومؤازرته ( *عدا القحاطة* ) الذين خرجت هذه الأحداث من تحت أرديتهم، وهذه الجرائم بتدبيرهم، فلهم حساب مع الشعب السوداني، قبل حسابهم مع رب العزة،
تحيات الفخر والإعزاز، والتقدير والإمتنان، لجيش بحري الذي ( *فش الغبينة في الجنجويد* )
ولجيش السودان عامة وسائر معيته من الأمن والشرطة والمستنفرين وكتائب البراء وكل داعمٍ وداعٍ للجيش.
*ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله* .

لـواء ركن (م) د. يونس محمود محمد:

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

التفاصيل الكاملة.. الإمارات تحبط محاولة تهريب 5 ملايين قطعة ذخيرة إلى الجيش السوداني

متابعات: «الخليج»

نجحت أجهزة الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة في إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، إذ جرى ضبط المتهمين، أثناء معاينة كمية من الذخائر داخل طائرة خاصة، كانت تحمل نحو 5 ملايين قطعة ذخيرة في أحد مطارات الدولة، بالإضافة إلى ضبط جزء من متحصلات الصفقة المالية بحوزة اثنين من المتهمين داخل غرفهم الخاصة بأحد الفنادق.

وقال النائب العام د. حمد سيف الشامسي، إن أجهزة الأمن في الدولة تمكنت من إحباط محاولة تمرير كمية من العتاد العسكري إلى القوات المسلحة السودانية، بعد القبض على أعضاء خلية متورطة في عمليات الوساطة والسمسرة والاتجار غير المشروع في العتاد العسكري، دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة.

توقيت الضبط وموقع الطائرة الخاصة المحمّلة بالذخائر

- جرى ضبط المتهمين، أثناء معاينة كمية من الذخائر داخل طائرة خاصة.

- الطائرة كانت تحمل نحو 5 ملايين قطعة ذخيرة عيار (62×54.7)، من نوع جيرانوف من العتاد العسكري، في أحد مطارات الدولة

- ضبط جزء من متحصلات الصفقة المالية بحوزة اثنين من المتهمين داخل غرفهم الخاصة بأحد الفنادق.

من هم المتورطون في الصفقة؟

كشفت التحقيقات تورط أعضاء الخلية مع قيادات الجيش السوداني، إذ تضم المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني صلاح قوش وضابطاً سابقاً بالجهاز، ومستشار وزير المالية السابق، وسياسياً مقرباً إلى عبدالفتاح البرهان وياسر العطا، وعدداً من رجال الأعمال السودانيين.

أعضاء الخلية

خلصت التحقيقات إلى أن تلك الصفقات تمت بناءً على طلب من لجنة التسليح بالقوات المسلحة السودانية برئاسة عبدالفتاح البرهان، ونائبه ياسر العطا وبعلمها وموافقتها، وبتكليف مباشر لأعضاء الخلية بالتوسط وإتمام الصفقات، بواسطة أحمد ربيع أحمد السيد، السياسي المقرب من القائد العام للجيش السوداني ونائبه ياسر العطا المسؤول عن إصدار الموافقات وشهادات المستخدم النهائي.

وأكدت التحقيقات ضلوع المتهم صلاح قوش، في إدارة عمليات الاتجار بالعتاد العسكري غير المشروع داخل الدولة، بالتعاون مع باقي أعضاء الخلية، حيث تحصلوا على 2.6 مليون دولار كفارق سعر (هامش ربح) عن القيمة الحقيقية للصفقتين، جرى اقتسامها بينهم وبين عدد من معاونيهم.

وتم ضبط حصة المتهم صلاح قوش، من هامش الربح مع المتهم خالد يوسف مختار يوسف، الضابط السابق بجهاز المخابرات السودانية ومدير مكتب صلاح قوش سابقاً.

نوع الأسلحة والذخائر وقيمتها

كشفت التحقيقات أن المتورطين أتموا صفقة عتاد عسكري شملت أسلحة من نوع (كلاشينكوف)، وذخائر، ومدافع رشاشة، وقنابل، بقيمة تجاوزت ملايين الدولارات، تم تمريرها من الجيش السوداني إلى الشركة المستوردة داخل الدولة، باستخدام طريقة (الحوالة دار) من خلال شركة مملوكة لأحد أعضاء الخلية الهاربين، يعمل لصالح القوات المسلحة السودانية، بالتنسيق مع العقيد عثمان الزبير مسؤول العمليات المالية بالقوات المسلحة السودانية، بعد اصطناع عقود وفواتير تجارية مزورة تثبت -على خلاف الحقيقة - أن الأموال مقابل صفقة استيراد سكر.

طائرة خاصة

كما أوضحت التحقيقات أن الشحنة التي تم ضبطها في العملية الأخيرة في أحد مطارات الدولة على متن طائرة خاصة كانت قادمة من دولة أجنبية هبطت للتزود بالوقود، وأعلنت رسمياً أنها تحمل شحنة أدوات طبية، قبل أن يتم ضبط العتاد العسكري تحت إشراف النيابة العامة، وبناءً على أذون قضائية صادرة من النائب العام بالضبط والتفتيش.

الأدلة المضبوطة: مستندات، تسجيلات، مراسلات، عقود

تم ضبط صور العقود الخاصة بالصفقتين، ومستندات الشحن المزورة، والتسجيلات والمراسلات المتبادلة بين أعضاء الخلية.

وكشفت التحقيقات عن وجود عدد من الشركات المملوكة لرجل أعمال سوداني الأصل أوكراني الجنسية، من بينها شركة تعمل داخل الدولة، شاركت في توفير احتياجات الجيش السوداني من أسلحة وذخائر وقنابل وطائرات بدون طيار، بالتعاون مع أعضاء الخلية والمسؤول المالي بالقوات المسلحة السودانية، وهي مدرجة ضمن قوائم العقوبات الأمريكية.

جرائم جنائية

أكدت التحقيقات الجارية ارتباط مصالح المجموعة المتورطة وما يحققونه من أرباح مالية كبيرة باستمرار حالة الاقتتال الداخلي في السودان.

وأكد النائب العام أن هذه الواقعة تشكل إخلالاً جسيماً بأمن الدولة، بجعل أراضيها مسرحاً لأنشطة اتجار غير مشروع في العتاد العسكري الموجّه إلى دولة تعاني اقتتالاً داخلياً، فضلاً عما تنطوي عليه من ارتكاب لجرائم جنائية معاقب عليها قانوناً.

واختتم النائب العام تصريحه بالإشارة إلى أن النيابة العامة تواصل استكمال إجراءات التحقيق مع المتهمين تمهيداً لإحالتهم إلى محاكمة عاجلة، وستعلن النتائج النهائية فور انتهاء التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • رسالة من الإمارات إلى مجلس الأمن بشأن “تحريض الجيش السوداني
  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • اغتيال مراسل إذاعي في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
  • السوداني والمشهداني يؤكدان على تحقيق تطلعات أحزاب العملية السياسية
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • السيادة السوداني يكلف السفير دفع الله الحاج علي بتسيير مهام رئيس الوزراء
  • التفاصيل الكاملة.. الإمارات تحبط محاولة تهريب 5 ملايين قطعة ذخيرة إلى الجيش السوداني
  • الإمارات تحبط تمرير 5 مليون قطعة ذخيرة إلى الجيش السوداني
  • الإمارات: أحبطنا محاولة تمرير أسلحة الى الجيش السوداني
  • الإمارات تكشف تفاصيل محاولة تسليح الجيش السوداني