لـواء ركن (م) د. يونس محمود محمد:جيش بحري
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
ما فعله الجيش السوداني ومن معه في ركب الجهاد غير مسبوق في المدى المنظور لتوايخ الصراعات في أقاليم الدول التي ابتليت بالتمردات المسلحة، التي إستعانت بكل ذي رغبة في التدخل من أجل تحقيق غايته، بالسيطرة على الموارد، أو إستحواذ أرض، أو تصفية حسابات، أو الحكم بواسطة وكلاء عنه من أبناء الوطن العملاء، أو غيرها من الأسباب الظاهرة والمستترة، الأمر الذي وفّر لتمرد المجرم حميدتي موارد أكبر مما يتخيلها متخصص في الإمداد والتشوين من دهاقنة المهنة والإحتراف، فمجموع ما دمّره الجيش السوداني من مخازن الجنجويد من الأسلحة والذخائر والمؤن، وما وضع عليه أيديه، فضلاً عن تقدير ما إستخدمه الجنجويد من أطنان الذخائر بأنواعها، والصواريخ، والمتفجرات، والمسيرات، والمركبات، والوقود، وقطع الغيار، وشبكات الإتصالات، وأجهزة الرصد والتنصت والتشويش الحديثة، والألبسة وواقيات الرصاص، والأغذية المخصصة لظروف العمليات، لهي كلفة عالية القيمة، لا يقدر عليها إلا الأحلاف العسكرية، والميزانيات متعددة الأرقام، وأرتال نقليات من الطائرات والسفن والمدولبات ( *المركبات* ) العابرة للدول والأقاليم، وفق تنسيق أمني وسياسي وإستخباري بالتأكيد مع هذه الدول، إضافةً لما تم نهبه وتوظيفه في المجهود الحربي للجنجويد، مما تم نهبه من بلايين من البنوك، من العملات المحلية، والصعبة، والمدخرات، وجملة ما سُرق من بيوت المواطنين، من سيارات وأموال وأمتعة وأثاث، وسيارات متنوعة، لو أن كل ذلك المال والسلاح والجهد، صُبّ في إتجاه واحد هو هزيمة الجيش، وإسقاط الحكومة، وإستلام الدولة، لكان كافياً أن يحقق الهدف وبسهولة ويسر، ليس فقط السودان الذي كان يعاني فقدان المناعة الوطنية أيام سيادة أزلام ( *قحط* ) الذين أساؤوا لكل قيمة بقيت في الإنسانية، الحق ، والعدل والمسؤولية، والعقلانية والحكمة والرجولة، فهم مفلسون تماماً، لا خلاق لهم من كل ذلك.
قلنا ما توفر لتمرد الجنجويد كان كافياً أن يبدل الأحوال في كل دولة على مستوى القارة الافريقية والإقليم العربي وربما زيادة في تصنيفات أعلى من حيث القدرات العسكرية، هذه حقائق وليست مجاز يعرفها العسكريون في تقدير الموقف في فقرة ( *تعادل القوى* ) ولذلك تجد العذر لمن إتخذ القرار بالهجوم على الجيش السوداني، وتوقّع النصر عليه في غضون أربع ساعات.
غير أن الفئة التي كانت حاضرة من الجيش في ذلك اليوم، إستنهضت كل تاريخ الفروسية، ونادت كل بطولات الرجال عبر المدى الممتد من تاريخنا الإنساني، وإفتدت بجسارة أمانة الشعب وعهد الله وقسم الولاء، بأن ننتصر أو نموت. وقد كانوا ابراراً حقيقة، حتى إلتحق بهم إخوتهم الذين كانوا خارج الخدمة، خاضوا جسور النيران حتى بلّغوا لوحداتهم وإنضموا لمعركة الكرامة، منذ أبريل العام الماضي وإلى يومنا هذا، هم في حالة إشتباك مستمر، ودفاع مستميت، وهجوم جرئ جسور.
بالعودة إلى عنوان المقال ( *جيش بحري* ) هذا سِفر خاص لوحده، وإمتياز بصمود أسطوري، ومقدرة متناهية للقيادة وأثرها في الجنود، ولحُسن تدبير وتوظيف الموارد على قلتها لإرهاق وإستنزاف العدو، صاحب خطوط الإمداد المفتوحة، بينما بحري محاصرة من قبلها الأربع، والعدو يجتهد بتكرار موجات الهجوم بلا ملل ولا شفقة على نفسه، حتى ينال من بحري شلية واحدة يبرد بها غيظه، فلم يفلح وبقيت الإشارة إشارة للعلو والكبرياء، وحاول سلاح الأسلحة، ومعسكر حطاب، والكدرو، فلم ينل إلا الموت الزؤآم، والهزيمة، وبحمد الله تبدّلت الأحوال وانقلبت الموازين حيث طاشت صحاف الجنجويد الملاقيط، وإقتحمت عليهم قوات جيش بحري أوكارهم، ودكّت حصونهم، ومسحت إرتكازاتهم في السامراب، ودردوق، ونبتة، والصافية، وشمبات، والعزبة ( *هذه البؤرة* ) وكافوري بمربعاتها كلها، وشارع الهوا، حيث تطهّرت كلها من رجس الجنجويد الذين تنازلوا عن طوحهم، وتخلّوا عن أهدافهم، وتركوا أمانيهم بالإستيطان في ( *العمارات الفخمة والمنازل الجميلة* ) ووراثة ( *الفيلول والكيزان* ) كما فعل الدجال المدعو ( *عيسى سليمان* ).
وهربوا إلى شرق النيل ولا حين مهرب، فالطوفان قادم عليهم ومن كل مكان، حيث أُحكم الحصار تماماً، وأنقطع وتين الدعم والإمداد والفزع، وما بقى غير السحق لمن بقى منهم، وحتى الذين خلعوا الزي العسكري، وتزيوا بغيره، ولم تنج عباءات النساء من أن يختفي داخلها جبن الجنجويد ( *الأنوثة المؤودة* ) كما فسرها أحد المختصين،
فمن يرى أسود بحري هذه الأيام يمتلئ عزاً وفخراً بجيشه ورجاله ومجاهديه، ومن يسمع ويرى نيران الإشتباك يعلم أنها بشارت النصر، وخواتيم المعركة التي إنجلت عن نصر مستحق للجيش بعد فضل الله تعالى، ووقفة الشعب السوداني ومؤازرته ( *عدا القحاطة* ) الذين خرجت هذه الأحداث من تحت أرديتهم، وهذه الجرائم بتدبيرهم، فلهم حساب مع الشعب السوداني، قبل حسابهم مع رب العزة،
تحيات الفخر والإعزاز، والتقدير والإمتنان، لجيش بحري الذي ( *فش الغبينة في الجنجويد* )
ولجيش السودان عامة وسائر معيته من الأمن والشرطة والمستنفرين وكتائب البراء وكل داعمٍ وداعٍ للجيش.
*ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله* .
لـواء ركن (م) د. يونس محمود محمد:
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني مسنودا بالطيران يستهدف الدعم السريع بالفاشر
نفذ طيران الجيش السوداني غارات جوية استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع بشمال شرق الفاشربولاية دارفور وفق تقارير محلية.
اقرأ ايضاًالسودان...نحو 1200 نازح يصابون بسوء التعذية جنوب دارفوروأضاف بيان للجيش بأن قواته كبدت الدعم السريع خلال اشتباكات عنيفة في الفاشر أسفرت عن مقتل العشرات وهروب 25 سيارة قتالية.
في السياق ذاته أفادت أنباء بتحقيق الجيش السوداني تقدما في محور مدينة بحري لولاية الخرطوم.
وقال والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، إن الأنباء القادمة من مدينة بحري تشير إلى انتصارات متلاحقة للجيش، مشيرا إلى تحرير أعداد كبيرة من المواطنيين كانت تحاصرهم قوات الدعم السريع.
وقال الوالي، إن القوافل الإنسانية لسكان الولاية تتزامن مع انتصارات الجيش مما يعني التوسع في الرقعة الآمنة بالمنطقة.
من جهة أخرى أدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مقتل 9 من المرضى وأقربائهم وإصابة 20 آخرين في هجوم استهدف المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر.
وقال تيدروس أدهانوم في منشور على منصة "إكس": "الهجوم على المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر بالسودان، خلف 9 قتلى و20 جريحًا بين المرضى ومرافقيهم"، وأضاف: "هذه الهجمات المستمرة على الصحة في جميع أنحاء السودان مؤسفة".
والي #الخرطوم : #الجيش حقق تقدماً ملحوظاً في محور مدينة بحري:
قال والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، إن الأنباء القادمة من مدينة بحري شمالي الخرطوم، تشير إلى انتصارات متلاحقة للجيش، مشيرا إلى تحرير أعداد كبيرة من المواطنيين كانت تحاصرهم قوات الدعم السريع.
وقال الوالي، إن القوافل… pic.twitter.com/hAEAsoZ0Uz
— الراكوبة- أخبار السودان (@alrakoba1) December 14, 2024
الفرقة السادسة مشاة:كبدنا الدع-م الس-ريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد #بالفاشر:
قالت الفرقة السادسة مشاة، إنها كبدت قوات الدع-م الس-ريع، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جنوبي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأضافت في بيان أن طيران الجيش نفذ غارات جوية استهدفت تجمعات للدعم… pic.twitter.com/ra1Ej2NYw8
— الراكوبة- أخبار السودان (@alrakoba1) December 15, 2024
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند الجيش السوداني مسنودا بالطيران يستهدف الدعم السريع بالفاشر رسائل ومسجات لزوجي في عيد الكريسماس وفاة مؤسس Mango الملياردير إسحاق أنديتش إثر حادث مأساوي فوائد لا تعرفينها عن كريم نورس أورجانيكس مقتل 14 شخصا في أرخبيل مايوت الفرنسي بسبب إعصار شيدو (فيديو ) Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter