صحيفة بريطانية: «الأسد» نقل 250 مليون دولار إلى موسكو خلال عامين
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
كشف تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن مصرف سوريا المركزي نقل مبالغ نقدية تقدر بنحو 250 مليون دولار عبر رحلات جوية إلى روسيا خلال عامين، عندما كان الرئيس السابق بشار الأسد الذي فر إلى موسكو قبل أسبوع، مديناً للكرملين، مقابل الدعم العسكري، فيما كان أقاربه يشترون أصولاً “بشكل سري” في موسكو.
وأظهرت سجلات حصلت عليها الصحيفة، أن نظام الأسد الذي كان يعاني من نقص شديد في العملة الأجنبية، “قام بنقل أوراق مالية تزن حوالي طنين من فئتي 100 دولار و500 يورو، عبر مطار فنوكوفو في العاصمة موسكو، لإيداعها في بنوك روسية خاضعة للعقوبات”.
يذكر أن رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، كان قد صرح في أعقاب توليه مهام منصبه، أن النظام السابق “لم يترك أي نقد أجنبي” في خزائن الدولة.
وأوضحت فايننشال تايمز في تقريرها، أن روسيا كانت واحدة من أهم الوجهات للأموال السورية، حيث دفعتها العقوبات الغربية إلى الابتعاد عن النظام المالي العالمي.
وأظهرت السجلات التي حصلت عليها الصحيفة، أنه “في 13 مايو 2019، هبطت طائرة في موسكو، تحمل 10 ملايين دولار من فئة 100 دولار، مرسلة باسم البنك المركزي السوري”.
و”في فبراير من العام نفسه، وصلت طائرة تحمل 20 مليون يورو من فئة 500 يورو”، وفق الصحيفة.
وفي المجموع، يقول التقرير، إن “القيمة الإجمالية للمبالغ المنقولة بهذه الطريقة خلال تلك الفترة، وصلت إلى 250 مليون دولار”.
ونجحت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام التي يقودها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، في السيطرة على مقاليد الأمور في سوريا، وإنهاء أكثر من 5 عقود من حكم عائلة الأسد.
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية السورية، أن تحالف الفصائل المسلحة “سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات”، داعيا ملايين السوريين اللاجئين في دول أخرى للعودة إلى وطنهم.
كما أكد على أن الجهود ستركز خلال فترة عمله الممتدة لثلاثة أشهر على إعادة الاستقرار والأمن للبلاد وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، في ظل أزمة اقتصادية كبيرة التي تعاني منها البلاد.
ولا يعرف على وجه التحديد حجم ثروة عائلة الأسد، وكذلك الأشخاص الذين يتحكمون فيها، وكان تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية عام 2022 ذكر أنه من الصعب تحديد رقم محدد، مشيرا إل أن بعض التقديرات “مفتوحة المصدر” ترجح أن تكون بين مليار إلى ملياري دولار، “ولكنه تقدير غير دقيق لا تستطيع وزارة الخزانة الأميركية التحقق منه بشكل مستقل”.
وأشارت الوزارة إلى أن الأموال “تم الحصول عليها غالبا من خلال احتكارات الدولة والاتجار بالمخدرات، خاصة الأمفيتامين والكابتاغون، وإعادة استثمارها جزئيا في ولايات قضائية خارج نطاق القانون الدولي”.
وتنشأ الصعوبة في تقدير صافي ثروة الأسد وأفراد عائلته الممتدة من أنها “منتشرة ومخفية في العديد من الحسابات ومحافظ العقارات والشركات والملاذات الضريبية الخارجية”، وبعض الأصول في خارج سوريا تعود إلى أسماء مستعارة لإخفاء الملكية والتهرب من العقوبات.
ووفقاً لتقارير منظمات غير حكومية، ووسائل الإعلام، “تدير عائلة الأسد شركات وهمية وشركات واجهة تعمل كأداة للنظام للوصول إلى الموارد المالية عبر هياكل شركات شرعية وكيانات غير ربحية، وغسل الأموال المكتسبة من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة، بما في ذلك التهريب وتجارة الأسلحة والاتجار بالمخدرات وعمليات الحماية والابتزاز”.
وحافظ آل الأسد على علاقات وثيقة مع أكبر اللاعبين الاقتصاديين في سوريا، باستخدام شركاتهم لغسل الأموال من الأنشطة غير المشروعة، وتحويل الأموال إلى النظام.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: ثروة الاسد سقوط نظام بشار الأسد سوريا حرة
إقرأ أيضاً:
من دمشق إلى موسكو.. هذه تفاصيل حياة بشار الأسد الجديدة في المنفى الروسي
منذ أن غادر رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، الأراضي السورية، فجر الثامن من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، اختفت أخباره عن الأنظار، ولم تظهر أي تفاصيل عن حياته الجديدة، إلاّ من بعض التسريبات التي كشفت بعضا من الجوانب الخفية من حياته في المنفى الروسي.
وبحسب عدد من التقارير الصحفية والتحقيقات الاستقصائية، فإن: "الأسد لم يتمكن بعد من التأقلم مع الحياة في موسكو، إذ لا يزال يعيش بعيدا عن الأضواء وعدسات الكاميرات، داخل جدران الشقق الفاخرة، في حياة تبدو أقرب للعزلة".
وكشف موقع "إسرائيل هيوم" العبري، أن: "الأسد يمضي وقته في إحدى الشقق التي اشتراها قبل سقوط نظامه، حينما كان يعد الخطط لاحتمالات سقوط نظامه، إذ يقطن بشقّة في موسكو التي تزيد سماؤها الرمادية خلال فصل الشتاء من "الكآبة" التي يعانيها الأسد بعد خسارته سلطته".
وأوضح الصحافي الذي يتابع حياة الأسد الجديدة من قلب موسكو، عبر تقرير للموقع العبري، أن: "عائلة الأسد، قد اشترت ما لا يقل عن 19 شقة مختلفة في مختلف أنحاء مدينة موسكو على مر السنين. وكان سعر الشقة العادية بالمجمع حوالي 2 مليون دولار في ذلك الوقت".
"مع العلم أن ممثلي الأسد فضلوا الوحدات ذات الأسعار القياسية والأعلى من المعتاد" أبرز التقرير نفسه؛ فيما نقل الموقع العبري، عن الذي عمل لفترة طويلة في مجال العقارات في موسكو (فضّل عدم ذكر اسمه)، كيف "جاء إلينا ممثلو شخصية سورية رفيعة المستوى، مهتمين بشراء شقق فاخرة، وكانوا مولعين جداً بالمشروع ولم يفكروا بالتفاصيل".
وأضاف: "اشتروا شققا عدّة بأسماء أقارب بشار الأسد أو تحت أسماء شركاتهم الخاضعة لسيطرتهم، ودفعوا الثمن".
وأكد خبير العقارات: "شكّلت عمليات شراء الشقق التي جرت، ما يمكن تسميته بـ"تذكرة دخول إلى نادي النخبة في موسكو"، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ "مدينة موسكو هي رمز للمكانة، ومع الرمز تأتي الامتيازات المرتبطة به".
وأوضح: "الدخول إلى نادي النخبة في موسكو، الذي يضم رجال أعمال وسياسيين وأصحاب نفوذ ومكانات اجتماعية، يعني المشاركة في الحياة الاجتماعية"؛ غير أن الصحافي الروسي يؤكّد أن "الأسد يتجنّب هذه الحياة تماما حتى الآن".
وفي السياق ذاته، يقول يقول الصحافي إن: "الأسد تعلّم من درس الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي الذي اشترى الممتلكات والعقارات في أماكن اللجوء المستقبلية، لكنه فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب".
وخلال محاولة تفسير عدم مشاركة الأسد في هذه الحياة، قال: "ربما يكمن التفسير في مرض زوجته أسماء الخطير، أو ربما يكون الأسد نفسه مكتئباً بعد فقدانه السلطة، أو ربما يتلقى تعليمات من أجهزة الأمن الروسية بعدم الخروج دون داع بسبب خطر الاغتيال، لكن هناك شيء واحد لا جدال فيه".
وتابع: "لم ير أحد الأسد في حفلات أو مناسبات أخرى متألقة تفتخر بها النخبة في موسكو"؛ مسترسلا: "نجح الرئيس السوري السابق بالبقاء على قيد الحياة والفرار من سوريا قبل وصول المعارضة إليه، ولم يفرّ خالي الجيوب، بل أخذ معه كل ما يلزم لحياة مريحة خالية من الهموم: الكثير من المال".
ومضى بالقول: "حينما كان الأسد يخطّط لاحتمالات هروبه في حال سقوط نظامه، أيقن أنّه أمام خيارين: إمّا أن تكون متسولّاً خاضعاً لأهواء الدولة المضيفة، أو تكون ثرياً، فيمكنك شراء النفوذ، وترويض وكالات إنفاذ القانون وما إلى ذلك"، مردفا: "سواء شاء أم أبى، فإن المخاوف الأمنية الشخصية تلاحقه إلى العاصمة الروسية".
وأضاف بحسب مصادره في أجهزة الأمن الروسية، بأن: "نصف جهاز الأمن الفيدرالي مكلف بحماية الأسد"، مشيرا إلى أنه: "وإن كان في هذه المعلومة شيء من المبالغة، إلّا أنّ الروس يأخذون أمن الأسد وأفراد عائلته على محمل الجد".
إلى ذلك، يتوقع الصحافي الروسي أن "يخوض الأسد غمار الأعمال التجارية، إن لم يكن شخصياً فمن خلال أبنائه. وقد تم بالفعل بناء الأساس له، استنادا إلى الأموال النقدية التي تم نقلها جواً من سوريا قبل عدة سنوات".
وأشار إلى ما يقوله مطلعون عن: "نقل الأسد 250 مليون دولار من الأوراق النقدية، التي يبلغ وزنها الإجمالي طنين، إلى موسكو في أكثر من 20 رحلة جوية". مبرزا أنه في أيار/ مايو 2022، أسّس ابن عم الأسد إياد مخلوف شركة عقارية في موسكو.
ولفت إلى أنّه: "إذا تعافت أسماء، فقد تنضم إلى العملية، لكن آمال العائلة ترتكز على حافظ الأسد، الابن الأكبر لبشار، الذي أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وبفضل دراسته، يفهم الثقافة الروسية، وهو معروف هناك أيضاً".
وزعم الصحافي بالقول: "إنها ظاهرة شائعة في نادي الدكتاتوريين المخلوعين الذي يتشكل في موسكو، فإن الأطفال يتكيّفون بشكل أسرع مع الوضع الجديد ويجدون طرقاً لاستغلال وضعهم كمنفيين متميزين على النحو الأمثل".
ويضم هذا النادي بحسب الصحافي نفسه، عضوين، هما: بشار الأسد وفيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني السابق، الذي تم إجلاؤه أيضا إلى روسيا قبل لحظات من انهيار نظامه، ويخمّن الروس من هو العضو الثالث في هذا النادي، والتكهنات الشعبية تقول إن نيكولاس مادورو من فنزويلا ربما يكون الضيف الجديد، أو دانييل أورتيغا من نيكاراغوا، أو ربما ألكسندر لوكاشينكو من بيلاروسيا.