بوابة الوفد:
2025-01-01@18:44:10 GMT

حكم قراءة القرآن على القبور

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

التمسك بالكتاب والسنة من صفات المتقين و ليس من السنة قراءة القرآن عند المقابر، وما يفعله بعض الناس من اتخاذ قراءة القرآن عند القبور عادة هذا لم يرخص فيه أحد من العلماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: نَقَلَ الْجَمَاعَةُ عَنْ أَحْمَدَ كَرَاهَةَ الْقُرْآنِ عَلَى الْقُبُورِ، وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ السَّلَفِ، وَعَلَيْهَا قُدَمَاءُ أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ: إنَّ الْقِرَاءَةَ عِنْدَ الْقَبْرِ أَفْضَلُ، وَلَا رَخَّصَ فِي اتِّخَاذِهِ عِيدًا كَاعْتِيَادِ الْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ أَوْ الذِّكْرِ أَوْ الصِّيَامِ، وَاِتِّخَاذُ الْمَصَاحِفِ عِنْدَ الْقَبْرِ بِدْعَةٌ وَلَوْ لِلْقِرَاءَةِ .

 

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: قراءة القرآن على القبور ليست من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا هدي أصحابه -رضي الله عنهم- وعلى هذا فتكون بدعة، وأفضل مكان يقرأ فيه القرآن هو بيوت الله المساجد، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). وأما القراءة عند القبور فليست من السنة، بل هي من البدعة، وأما كونها تنفع الميت، فإنها لا تنفع الميت؛ لأن البدعة لا تنفع صاحبها ولا غيره، ولكن العلماء اختلفوا فيما لو قرأ القارئ قرآناً على غير وجه البدعة، ونوى أن يكون ثوابه لشخص معين. هل يصل إليه هذا الثواب أو لا يصل؟ فقال بعض أهل العلم: إن الأصل في العبادات التوقيف، وأنه لا يصل إلى الميت إلا ما دلت السنة على وصوله؛ كالصدقة مثلاً، وقضاء الصوم الواجب، وقضاء الحج الواجب، وما عدا ذلك مما لم ترد به السنة، فإنه لا ينفع الميت، ولا يصل إليه، واستدلوا بقول الله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى) قالوا هذه الآية عامة بأن الإنسان ليس له إلا ما سعى؛ إلا ما جاءت به السنة، فيكون ما جاءت به السنة مخصصاً لهذا العموم ونقتصر عليه، ولا شك أن هذا القول كما سمعت قول قوي لقوة تعليله ووضوح دليله. وقال بعض أهل العلم: إن الإنسان إذا عمل طاعة، ونوى أن يكون ثوابها لشخص من المسلمين، فإن ذلك ينفعه؛ سواء كانت هذه العبادة مما جاءت به السنة أي مما جاءت السنة بجواز جعل ثوابها لشخص معين أم لا، وقالوا: إن ما جاءت به السنة قضايا أعيان لا عموم لها، ولا تمنع من أن يقاس عليها مثلها، فإذا كانت السنة جاءت بجواز إهداء ثواب الأعمال لشخص معين في أشياء معينة، فغيرها مثلها، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- وقد ذكر فقهاء الحنابلة -رحمهم الله- كلمة عامة في هذا فقالوا: أي قربة فعلها وجعل ثوابها لميت أو حي من المسلمين نفعه ذلك. ومع هذا فإني أقول: إن خيراً من هذا كله أن يدعو الإنسان للميت، فإن دعاءه للميت أفضل من الصدقة له، وأفضل من الصيام له، وأفضل من العمرة له، وأفضل من الطواف له، وأفضل من أي عمل صالح يجعله للميت، ودليل هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قراءة القرآن وأفضل من

إقرأ أيضاً:

(فَلَنْ يَهْتَدُوا إذًا أَبَداً)

طاهر القادري

هكذا وصف الله تعالى صنفاً منَ الناسِ المعْرضين عنْ آياتِ الله، وعن هَدْيهِ، ووصفهم بِأنهم أظلمُ الناس على الإطلاق حين قال: (ومَنْ أظلمُ مِمّنْ ذُكٌرَ بِآيات رَبّهِ فأَعْرَضَ عَنْهَا ونَسِيَ مَا قَدّمَتْ يَدَاهُ إنّا جعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوهُ وفي آذانِهم وقراً وَإنْ تدْعُهُمْ إلى الهُدى فلنْ يهتدوا إذًا أبَدَاً) صدق الله العظيم.

هذا كلام الله تعالى “القرآن الكريم”، الذي تؤمن به الأُمَّــة بمختلف فئاتها وأحزابها، وطوائفها.

ولكنّ البعض ينظرون إلى القرآن على أنه كتاب تحدّثَ عن أُولئك الناس الذين كانوا على عهد رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وانتهى الأمر، وأن نصيبنا نحن -الذين لم يعاصروا نزوله- فقط هوَ أنْ نتعبّدَ اللهَ به ونتلوه في الصلاة ونحفظه وما إلى ذلك.

وهذه نظرةٌ خاطئة؛ لِأنّها تجعلنا ننظرُ إلى القرآن كتاب جامد وميت إن صح التعبير، بينما القرآن كتاب صالح لكل زمان ومكان، كتاب متجدد، كتاب عملي متحَرّك بحركة الحياة، كتابُ هدايةٍ، ليس منفصلا عن الله أَو بمنأى عن الله تبارك وتعالى، بل هوَ دستورٌ وراءه الحي القيوم، عالم الغيب والشهادة؛ لذلك يقول الله تعالى عنه: (وَإنّهُ لَكِتَابٌ عزيزٌ لا يأتيهِ البَاطِلُ مِنْ بين يديهِ ولا مِنْ خَلفهِ تنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حميد).

عندما نصحّح نظرتنا إلى القرآن سوف نهتدي به، وسوف يُعَلّمنا ويُرشِدُنَا؛ لأنّه تحدثَ عن سُنَن تعتبرُ مقاييساً ثابتةً لا نِقَاشَ ولا جِدَالَ فيها.

فَنَأْتي لِنُقَيّمَ أنفسنا أولا من خلاله، ثم لِنُقَيّمَ النّاسَ مِنْ حولِنا، ومِنْ ثَمّ نُقَيّمُ الواقع والأحداثَ في هذا العالم، القرآن لا يدعوا الناس إلى أن يحفظوهُ في زوايا المسجدِ فقط وأن يكونوا منعزلين عن العالمِ.. لا.

بل يدفع الناس إلى الاهتمام بأمور الآخرين والاحتكاك بالناس لمعرفة قضاياهم ومشاكلهم ومما يجسد ذلك “الحجّ” أَيْـضاً الصلاةُ في جماعةٍ يعني هذا دين أُمَّـة ليس ديناً فردياً أبداً.

أيْ أنهُ يُربي النّاس أن يكون لهُمْ مواقف تُجَسّدُ إيمَانهُم باللهِ، أين تَتجلى هذه المواقف؟؟

في وسط أُمَّـة فيها الكافرون والمنافقون، والمشركون؛ ليُقدّمَ المؤمنون شاهداً على عظمةِ دين اللهِ، ونُموذجاً يُجَسدُ مبادئَ وقيمَ ورحمةَ وعزّةَ وعظَمَةَ هذا الدين؛ باعتبَار الصراع قائمٌ بين الحق والباطل إلى قيام الساعة.

نموذج هذا الصراع تجلى في أرض “فلسطين” بين الحقّ الذي لا غبار عليه وهُمْ الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه، وبين الباطل الذي لا غبارَ عليهِ، وهم اليهود الغاصبون الظالمون المعتدون المجرمون المفسدون في الأرض.

قَدّمَ المجاهدون في “فلسطين” أعظم نموذجٍ لدين الله، جسدوا حنكة وصبر وجهاد رسول الله، فهُمْ عندما قرأوا قول الله (كُتِبَ عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم) تحَرّكوا وقدّموا التضحيات واستُشْهِدوا في سبيل الله.

وجَسّدَ أهل “غزة” المجتمع الحاضن، كأنهم “الأنصار” صبروا رغم المعاناة والنزوح والجوع، لم نسمع أحدا يقول هذه “المقاومة” تسببت لنا في هذا على الإطلاق، مجتمعٌ عظيمٌ.

جسّدوا قول الله (والصّابرين في البأساء والضراء وحين البأس)

وتحَرّك الكثير مِنْ أحرار العالم لمُناصرة الشعب الفلسطيني وفي مقدمة من تحَرّك “حزبُ الله” وأيضاً “أنصار الله”.

بِدافع إيمانيٍ واستشعار عظيمٍ للمسؤولية، وتحَرّك الكثير من أبناء الأُمَّــة للتشكيك في مصداقيةِ وأحَقيةِ هؤلاء الذينَ تحَرّكوا.

فقالوا: هؤلاء حزب الله هُم شيعة، وهم وإسرائيل متفقون، وهم وجهان لعملة واحدة، وإلا لِمَاذا إسرائيل لا تستهدفُ “حسن نصر الله”؟؟

ولماذا… ولماذا…

استهدفت إسرائيل “السيد نصر الله” فَسَكتوا وخمدوا لأَنّهم يحْمِلُونَ هذه الروحية (وَإنْ تدْعُهُمْ إلى الهُدى فلنْ يهتدوا إذًا أبَدَاً).

والبعض الآخر الذين أصبحوا يهودا بلا زنانير احتفلوا وفرحوا.

واليوم همْ يشككون في صدق الموقف اليمني وقيادته؛ لِأنهم عاجزون عن أن يقوموا بِأيّ موقف؛ ولأنهم في مواقع مسؤوليات، دُعاة وخطباء، وعلماء، ولهم أتباع يقولون لهم ماذا نعمل؟

لماذا لا تشدوننا إلى مواقف كما يفعل الحوثيون؟؟

وَمِنْ كبْرهِمْ لا يجدوا إلا أن يقولوا هؤلاء كاذبون، ويُشككوا ويُثبطوا.

وَلوْ تواضعوا وأدركوا خطورة الكبر أنّه خلقُ الشيطان لاهتدوا.

ولكنهم يقدمون شاهدًا على عظمة الله القائل: (فَلَنْ يهتدوا إذًا أبَدَاً)

وأيضاً هي دعوة لكل أُولئك الأتباع المساكين أن يتبرّؤوا من المضلين في هذه الدنيا قبل أن يتبرؤوا منهم في الآخرة، حَيثُ لا ينفع الإنسان هناك لا ندمٌ ولا حزنٌ.

هناك، حَيثُ الخسارةُ الكبيرةُ

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم.. ختام الأسبوع الثقافي بالإدارات الفرعية
  • شهر رجب وأفضل الأعمال فيه.. الإفتاء تحذر من الوقوع بهذين الأمرين
  • حكم طلعة أول رجب وزيارة المقابر .. اعرف الحكم ودعاء دخول القبور
  • هل قراءة القرآن في الركوع والسجود حرام شرعًا؟.. الإفتاء تجيب
  • بكاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشوقه لرؤيتنا
  • كيفية الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • حكم عيد رأس السنة هل ورد في القرآن الكريم ؟.. الإفتاء تجيب
  • كان خلقه القرآن – عليه الصلاة والسلام
  • (فَلَنْ يَهْتَدُوا إذًا أَبَداً)
  • خريجي الأزهر بالدقهلية: القرآن يحتاج إلى عناية وقراءة مستمرة وتدبر