نهلة الصعيدي: الفتوى أداة استراتيجية تحصِّن الأمن الفكريَّ وتحافظ على الهُوية الإسلامية
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
شهد اليوم الثاني من فعاليات ندوة دار الإفتاء الدولية الأولى انعقاد الجلسة العلمية الثانية، تحت عنوان "حماية الأمن الفكري: التحديات وطرائق الفتوى في المواجهة"، وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، خلال كلمتها في الجلسة العلمية الثانية، أن الفتوى تمثل أداة استراتيجية لتحصين الأمن الفكري في مواجهة التحديات المعاصرة.
وأشارت إلى أهمية الفتوى كأداة لحماية العقول وضبطها وَفْقَ المقاصد الشرعية، حيث اعتبرت أن الفتوى ليست مجرد حكم فقهي، بل هي رؤية شاملة تعالج القضايا الفكرية والاجتماعية، وتواجه الأفكار المضللة التي تهدد النسيج المجتمعي.
وذكرت مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين أنَّ الأمن الفكري أصبح ضرورة استراتيجية تمسُّ كيان الأمة واستقرارها، مشيرة إلى أن الأفكار، مهما كانت بسيطة، قد تحمل في طياتها بذور بناء الحضارات أو معاول هدمها. وقالت د. نهلة: إن الفتوى تُعَدُّ مؤسسة فكرية تعمل على تحقيق التوازن بين النصوص الشرعية ومتطلبات الواقع المتغير، مُستندة إلى قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
كما تناولت مجموعة من التحديات الفكرية المعاصرة التي تواجه المجتمعات، مثل التطرف الفكري والعقائدي، والتوسع في الأفكار الإلحادية، وفقدان الهُوية الإسلامية، وتأثيرات العالم الافتراضي. وأشارت إلى أن التطرف الفكري يمثل أحد أخطر الآفات التي تهدد استقرار المجتمعات، حيث تعتمد الجماعات المتطرفة على تحريف النصوص الشرعية لتبرير أعمالها.
وفي سياق حديثها عن آليات الفتوى، أكدت د. نهلة الصعيدي على ضرورة إعادة تأصيل المنهج الإفتائي، بحيث يُبنى على منهجية راسخة تجمع بين أصالة النصوص الشرعية واستيعاب متغيرات العصر. ودعت إلى توسيع أفق المفتي ليشمل القضايا الاجتماعية والفكرية الحديثة، مع الالتزام بمقاصد الشريعة التي تسعى إلى تحقيق الخير ودفع الضرر.
كما شددت على أهمية التربية الفكرية والوعي الجمعي، مشيرة إلى أن الفتوى يجب أن تشمل توجيه العقول نحو الفهم الصحيح للدين، مُستندة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة".
ختامًا، أكدت نهلة على أهمية تطوير الخطاب الإفتائي ليكون أكثر وضوحًا ومرونة، ولديه القدرة على الإقناع. وأشارت إلى أن الفتوى ليست مجرد إجابة شرعية عن تساؤلات الأفراد، بل هي رسالة تحمل في طياتها مقاصد الإصلاح وحماية العقول.
وأضافت أن تطوير المنهج الإفتائي لمواكبة التحولات الفكرية والتقنية يمكن أن يجعل من الفتوى أداة استراتيجية لتحصين الأمن الفكري، وحفظ استقرار المجتمعات، وتحقيق النهضة الفكرية المنشودة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء نهلة الصعيدي الخطاب الإفتائي دار الإفتاء ندوة دار الإفتاء الدولية الجلسة العلمية الثانية الأمن الفکری أن الفتوى إلى أن
إقرأ أيضاً:
600 ألف ريال لشراء أجهزة طبية وأدوات جراحية بمستشفى خولة
مسقط- العُمانية
وقّعت المديرية العامة لمستشفى خولة ومؤسسة اليسر الخيرية اتفاقية تموّل المرحلة الثانية من مشروع شراء الأجهزة الطبية والأدوات الجراحية لوحدة الرعاية النهارية بمستشفى خولة بدعم مالي بقيمة 639,025,084 ريال عُماني.وقّع الاتفاقية من جانب المديرية العامة لمستشفى خولة الدكتور راشد بن محمد العلوي، المدير العام للمديرية العامة لمستشفى خولة، ومن جانب المؤسسة عمر بن محمد الفارسي، مدير عام مؤسسة اليسر الخيرية.
وتضمنت الاتفاقية توفير 162 جهازًا ومعدةً طبية و7520 أداة جراحية تغطي عددًا من التخصصات، منها الجراحة العامة 21 جهازًا ومعدةً طبية، و 475 أداةً جراحية وجراحة التجميل 10 أجهزة ومعدات طبية، و 1,398 أداة جراحية وجراحة الفك والأسنان 84 جهازًا ومعدةً طبية، و 5,529 أداة جراحية وطب النساء والولادة 47 جهازًا ومعدةً طبية، و 118 أداةً جراحية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود مؤسسة اليسر الخيرية لدعم المشاريع الصحية التي تخدم المجتمع وتسهم في تحسين حياة الأفراد، بما يتماشى مع رؤية سلطنة عُمان للارتقاء بالخدمات الصحية وتوفير رعاية طبية متكاملة للمواطنين والمقيمين.
ويعد مشروع شراء الأجهزة الطبية والأدوات الجراحية لوحدة الرعاية النهارية بمستشفى خولة أحد المبادرات التي تنفذها وزارة الصحة لدعم القطاع وتعزيز الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
ويهدف المشروع إلى التزويد بأحدث المعدات الطبية والأدوات الجراحية المتطورة، ما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية، وزيادة كفاءة الإجراءات العلاجية والجراحية، وتقليل فترات انتظار المرضى، وقامت المديرية العامة لمستشفى خولة بتفعيل غرف عمليات مبنى وحدة الرعاية النهارية واستغلالها الأمثل لها من خلال إجراء عدد من العمليات الجراحية وتوطين بعض التخصصات الجراحية داخل المستشفى.
وعملت المديرية على توسع نطاق العمليات ليشمل إجراءات أكثر تعقيدًا وتحسين جودة العمليات الجراحية من خلال إدخال تخصصات جديدة، مثل: جراحة الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الأسنان والفك وجراحة العيون، بالإضافة إلى بعض التخصصات الدقيقة، مثل جراحة المسالك البولية وعمليات العمود الفقري، وتسعى المديرية إلى إجراء أكثر من 10,000 عملية جراحية سنويًّا؛ بهدف تقليل قوائم انتظار العمليات وتجويد الخدمات الطبية التخصصية.