حكم ذبح بدنة عن الميت هل يكون عتقا له من النار؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن حكم ذبح بدنة عن الميت هل يكون عتقا له من النار؟ فأجاب أهل العلم فجميع القربات يبلغ ثوابها الميت وينتفع بها، فيما نختاره ونفتي به، وهو مذهب الإمام أحمد وجمهور السلف.
وعلى هذا؛ فذبح بدنة عن الميت وإهداء ثواب ذلك له، ينفعه بإذن الله، والبدنة المراد بها ما كان من الإبل خاصة ـ وهو الجمل والناقة ـ والبقرة في معنى البدنة، ولذا تجزئ في الأضحية عن سبعة كالبدنة، وقد قال جابر ـ رضي الله عنه ـ حين سئل عن البقرة: ما هي إلا من البدن.
والحاصل أن الشخص لو ذبح عن والده بدنة أو بقرة، فإنه ينتفع بذلك ويصله ثوابه ـ إن شاء الله ـ لكن هل يكون عتقا له من النار؟ الله وحده هو الذي يعلم مقدار ما يبلغه من الثواب بذلك العمل، وليس في النصوص التي ذكرتها ولا غيرها بحسب اطلاعنا ما يفيد الجزم بهذا الاستنباط، ولكن فضل الله واسع.
فقد أجمع أهل العلم على انتفاع الميت بالصدقة عنه، سواء كانت جارية كسقاية ماء، أو بناء مسجد ونحو ذلك، أو كانت غير جارية كإعطاء فقير بعض الدراهم بنية حصول الثواب للميت.
ولا يلزم لصحة ذلك ووصول الثواب، أن يكون المرء تصدق عن نفسه، بل تصح الصدقة ويصله الثواب لو تصدق عنه غيره. والأخبار في ذلك ثابتة مشهورة في الصحيحين وغيرهما.
جاء في أسنى المطالب للشيخ زكريا الأنصاري : (الدُّعَاءُ) لِلْمَيِّتِ مِنْ وَارِثٍ وَأَجْنَبِيٍّ (يَنْفَعُ الْمَيِّتَ، وَكَذَا) يَنْفَعُهُ (الْوَقْفُ وَالصَّدَقَةُ عَنْهُ، وَبِنَاءُ الْمَسَاجِدِ وَحَفْرُ الْآبَارِ) وَنَحْوِهَا (عَنْهُ، كَمَا يَنْفَعُهُ مَا فَعَلَهُ مِنْ ذَلِكَ فِي حَيَاتِهِ).
لِلْإِجْمَاعِ، وَالْأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ فِي بَعْضِهَا كَخَبَرِ «إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ. صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» وَخَبَرُ «سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ. قَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ» رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
هل قراءة القرآن بسرعة تنقص الثواب وحكم ترديد الأذان أثناء التلاوة ..الإفتاء توضح
أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أن قراءة القرآن الكريم بسرعة جائزة شرعًا بشرط وضوح نطق حروف الكلمات التي تُقرأ، والتدبر في المعاني التي تحملها الآيات.
وأشار إلى أن القراءة السريعة التي يُطلق عليها في علم التجويد "الحدر" لا ينبغي أن تكون عابرة بل يجب أن تتم بتدبر وفهم لما يُتلى.
وأوضح الدكتور ممدوح، خلال فيديو بث مباشر نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن قراءة القرآن الكريم تتم وفق ثلاث مراتب معروفة في علم التجويد، وهي: "التحقيق"، التي تعتمد على القراءة المتأنية مع تدقيق الأحكام، و"التلاوة" التي تُقرأ بسرعة متوسطة، و"الحدر" التي تتم بسرعة مع مراعاة صحة الأحكام وعدم إسقاط الحروف.
وفي سياق آخر، أجاب الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم ترديد الأذان أثناء قراءة القرآن. وقال إن من الأفضل أن يتوقف القارئ عن التلاوة أثناء الأذان لترديد كلمات الأذان مع المؤذن.
وأوضح أن هذا السلوك ينبع من القاعدة الشرعية التي تفرق بين "الواجب الموسع" و"الواجب المضيق"، حيث يمكن قراءة القرآن في أي وقت، بينما الأذان عبادة وقتها محدود، لذا يُستحب تقديمها.
الإفتاء تصحح مفهومًا خاطئًا عن الآية الكريمة «وقرن في بيوتكن»هل تجوز الصدقة من فوائد البنوك؟.. الإفتاء: جائز بشرط واحدهل يجوز صيام يوم واحد من الأيام البيض؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعيهل البيع بالتقسيط حرام؟.. الإفتاء: احذروا هذه المعاملة بهذه الحالةوأضاف عبدالسميع خلال مشاركته في بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء، أن متابعة الأذان وترديده عبادة مؤكدة، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن»، وهو حديث متفق عليه.
كما أشار إلى أن جمهور الفقهاء من المذاهب الحنيفية والشافعية والحنابلة اتفقوا على أن الاستماع للأذان والانشغال بترديده أولى من الاستمرار في الأعمال الأخرى، بما فيها قراءة القرآن، لأن وقت الأذان محدود ولا يمكن تعويضه، بخلاف التلاوة التي يمكن استكمالها لاحقًا.
وأكّدت دار الإفتاء المصرية عبر هذه الإيضاحات أهمية مراعاة الأولويات الشرعية في أداء العبادات، وحثت المسلمين على التوازن بين مختلف العبادات لتحقيق الهدف الأسمى وهو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بروح خاشعة.