كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن خطط البلاد في إنتاج الأسلحة والآليات العسكرية في ظل العملية العسكرية مع القوات المسلحة الأوكرانية، والأوضاع الدولية والإقليمة حاليًا عسكريًا وسياسيًا.

وقال بوتين، أمام اجتماع قيادات وزارة الدفاع الروسية: «خطط الولايات المتحدة الأمريكية لنشر أسلحة دقيقة متوسطة المدى تثير القلق، لذلك ستتخلى موسكو عن قيودها الطوعية على نشر الصواريخ متوسطة المدى، في حال بدأت واشنطن بنشر مثل هذه الأسلحة».

وأضاف: «الولايات المتحدة الأمريكية لا تلتزم بأي قواعد وتشن حروبًا هجينة لكل المختلف معها بما في ذلك روسيا»، مشيرًا إلى أنها مستمرة في إمداد أوكرانيا ماديًا وعسكريًا، وتعمل على تشكيل تحالفات عسكرية سياسية جديدة في العالم.

وتابع: «أمريكا تساعد على تصعيد الأزمة مع نظام كييف من خلال إرسال ميليلشيات ومرتزقة ومستشارين إلى منطقة الصراع، كما يعمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) على زيادة تواجده في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويتدرب على نشر الصواريخ».

وواصل: «لقد تجاوزت تطلعات حلف الناتو حدود المسؤولية التاريخية منذ وقت طويل، إذ تعمل على زيادة الإنفاق العسكري وبناء قوات هجومية بالقرب من الحدود الروسية، وموسكو مضطرة إلى اتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها، لكنها لا تنزلق إلى سباق تسلح كامل».

واردف: «الغرب أوصل روسيا إلى الخط الأحمر، وبعد رد فعل موسكو على ذلك يخيف سكانه بما يسميه (التهديد الروسي)»، لافتًا أن الوضع العسكري السياسي في العالم لا يزال صعبًا وغير مستقر، ورغم ذلك الإدارة الأمريكية الحالية والغرب الجماعي لم يتخلوا بعد عن محاولاتهم للإبقاء على الهيمنة.

واستكمل: «حصة الأسلحة الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية الروسية وصلت إلى 95%، إذ أن قواتنا نجحت في تحرير 189 قرية في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا»، مؤكدًا أن موسكو تبدأ في الإنتاج التسلسلي للصواريخ الباليستية «أوريشنيك» قريبًا.

وأكد: أن «تعداد القوات المسلحة الروسية ارتفع إلى 1.5 فرد عسكري، كما سندعم التطوير المحتمل والمتوازن للقوات النووية»، مضيفًا أن روسيا تنتهج سياسة الردع النووي بدلُا من استعراض الأسلحة النووية.

واختتم: «يتم تزويد القوات الروسية بآلاف الطائرات المسيرة كل يوم، وقد وجهت برفع مستوى إنتاج الروبوتات والطائرات المسيرة للجيش»، معقبًا: «القوات المسلحة الروسية تسيطر بقوة على المبادرة الاستراتيجية على طول خط التماس القتالي».

اقرأ أيضاًالكرملين: بوتين هو من اتخذ قرار منح اللجوء للأسد وعائلته.. وما حدث في سوريا فاجأ العالم

بوتين: جاري الإعداد لمشروع وطني متخصص بصناعة الصواريخ والفضاء

بوتين: أسلحتنا ليس لها مثيل في العالم.. وهناك احتمالية لظهور أنظمة صاروخية روسية جديدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: روسيا واشنطن الولايات المتحدة أمريكا موسكو الرئيس الروسي بوتين فلاديمير بوتين الجيش الروسي وزارة الدفاع الروسية الغرب رئيس روسيا الإدارة الأمريكية أسلحة اوكرانيا أسلحة نووية بوتن الدول الغربية كييف صواريخ باليستية أوكرانيا وروسيا حرب روسيا وأوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية القوات الأوكرانية نووي أوريشنيك صواريخ متوسطة المدى الدفاع الروس

إقرأ أيضاً:

حرب بالوكالة.. بوتين كان على حقّ

دأبت موسكو منذ ما قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا، على التأكيد على أنّها تخوض مواجهة جيوسياسية مع أمريكا، تحولت إلى مواجهة عسكرية بسبب إصرار واشنطن على تهديد أمنها القومي بشبكات تنصّت وصواريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو).

طوال ثلاث سنوات ونيف لم تحِد موسكو عن التشبث بهذه المقولة، وأصرّت على أنّها تقاتل أمريكا وحلف "الناتو" على الأرض الأوكرانية، برغم تعرّضها لحملة تشكيك واسعة من قبل وسائل الإعلام الغربية، كان لها تأثير على الرأي العام الجماهيري في أوروبا وأمريكا، وخصوصا مع حجب الرواية الروسية نتيجة الحظر الذي طال وسائل إعلامها.

بيد أن المشادة الكلامية الحادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائبه جو فانس من جهة، والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من جهة ثانية، قبل أسابيع، أكدت على صوابية الموقف الروسي، وإن بشكل غير مباشر.

فبعد هذا الاشتباك، اتخذ ترامب جملة من القرارات، على رأسها إيقاف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وكذلك وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لكييف، كعقوبة مؤقتة تهدف الى إرغام زيلينسكي على السير بخطة السلام الأمريكية، والتي تتطابق إلى حدّ كبير مع الشروط التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين.

تجميد التعاون الاستخباراتي، معززا بمنع إيلون ماسك وصول كييف إلى شبكة ستارلينك، أفقد القوات المسلحة الأوكرانية القدرة على مهاجمة واستهداف مناطق العمق الروسي، حيث صارت عاجزة عن تحديد الأهداف أو إرسال مسيرات، الأمر الذي فاقم من حراجة الوضع الميداني للقوات الأوكرانية.

فقد بينت تقارير في صحف "تيليغراف" و"صن" و"ديلي ميل" و"إيكونوميست" و"وول ستريت جورنال"، أنّ الاستخبارات الأمريكية زوّدت كييف بمعلومات كانت حاسمة في التخطيط الدفاعي وعمليات الهجوم المضاد، وببيانات دقيقة حول تحرك القوات المسلحة الروسية وأماكن انتشارها وتوقيت تحركاتها.

كما بينت أيضا، أنّ أنظمة "هيمارس" الصاروخية التي استخدمتها أوكرانيا في ضرب العمق الروسي كانت تعتمد على بيانات أمريكية عبر الأقمار الاصطناعية لشبكة "ستارلينك". وتشير التقارير إلى أنّ الجيش الأوكراني فقد أهم مصادر قوته في المعركة.

أظهر القرار أنّ خطط الحرب وقرارات الاستهداف والأسلحة المتطورة والدعم المالي والسياسي أمريكية، فيما القوات المسلحة الأوكرانية أداة تنفيذية، بما يعزز من موقف موسكو، وأنّ أمريكا هي من تخوض حربا معها بواسطة الجيش الأوكراني
وبالتالي، فقد أظهر القرار أنّ خطط الحرب وقرارات الاستهداف والأسلحة المتطورة والدعم المالي والسياسي أمريكية، فيما القوات المسلحة الأوكرانية أداة تنفيذية، بما يعزز من موقف موسكو، وأنّ أمريكا هي من تخوض حربا معها بواسطة الجيش الأوكراني.

ومع ذلك لم تنجح أمريكا، ومعها حلف شمال الأطلسي في ليّ ذراع روسيا وهزيمتها برغم كل الإمكانيات المتاحة، بل تحوّلت الحرب الى حمل ثقيل على واشنطن، تعمل إدارة ترامب على التخلص منه.

وكذلك الحال بالنسبة لأوروبا، التي برغم استمرارها في دعم زيلينسكي، بدا قاتها عاجزين عن مدّه بالدعم المالي الذي يطالب به، وجلّ ما صارت تسعى إليه، حسبما تشير المداولات والاجتماعات المتلاحقة، هو كيفية حفظ ماء وجهها وضمان مقعدٍ لها على طاولة المفاوضات بعدما استبعدها ترامب.

ثم بعد ذلك، أتت تصريحات رئيس الوزراء بريطانيا، أبرز حلفاء أمريكا، كير ستارمر، لتؤكد هذا التوجه، حيث قال غداة "قمة لندن"، التي عُقدت مطلع الشهر الجاري، وضمت 15 من قادة الدول الأوروبية الداعمة لكييف، إنّ "الدول الأوروبية تعمل على خطّة لإنهاء القتال في أوكرانيا لمناقشتها مع الولايات المتحدة".

في النهاية نجحت الضغوطات الأمريكية في إرغام زيلينسكي، وبشكل سريع، على القبول بوقف إطلاق النار لمدة شهر، يتم خلالها العمل على إنضاج عملية المفاوضات للوصول الى اتفاق دائم، فعادت واشنطن إلى تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية.

إلاّ أنّ الجانب الروسي لم يفوّت الفرصة، حيث صرح مسؤولون في الكرملين بأنّ ما حصل أثبت صحة موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء الحرب، مع تأكيده مرة جديدة الانفتاح على التسوية، والتي صارت أقرب من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • بينها مصر والسعودية. هذه أكثر الدول استيرادا للأسلحة في العالم (إنفوغراف)
  • حرب بالوكالة.. بوتين كان على حقّ
  • موسكو تحضر لمكالمة هاتفية بين بوتين وترامب.. غداً الثلاثاء
  • الاستراتيجية الروسية.. لماذا يرفض بوتين وقف إطلاق النار؟
  • موسكو: تدمير 72 مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية
  • بينها السعودية ومصر.. تقرير يرصد أكبر دول العالم استيرادا للأسلحة من 2020- 2024
  • طائرة “سوبرجيت 100” الروسية تبدأ اجتياز اختبارات الاعتماد الحكومية
  • تبدأ بـ 15 دولاراً.. أرخص وجهات السفر حول العالم
  • مهلة "جلد الشامواه".. موسكو تحذر أوكرانيا من نفاد الوقت
  • ترامب: رفض بوتين وقف الحرب سيكون كارثيًا على العالم