الجديد برس:

شهدت الساحة الجنوبية تطورات عديدة خلال الأيام الماضية، لعل أهمها حصار قوات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي لمعين عبدالملك، رئيس حكومة عدن، في قصر معاشيق بعد ساعات من وصوله إلى عدن قادما من السعودية.

وبعيدا عن كل ما قيل عن الأسباب التي دفعت الانتقالي لحصار معين في قصر معاشيق، إلا أن هناك سببا رئيسا يتعلق بجوهر الأزمة بين الرياض وبين مجلس عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات.

وقبل الحديث عن ذلك، من المهم الإشارة إلى أن السعودية سعت أخيرا إلى إعادة كل مسئولي حكومة عدن إلى عدن، وطمأنت هؤلاء حول الوضع في المدينة، وأن لا قلق من الانتقالي وموقفه من وجود مسئولي الحكومة في المدينة.

كانت وفدا سعوديا قد التقى قبل ذلك بقيادات الانتقالي، وأخبرها أن مجلس القيادة الذي شكلته الرياض، وفريق حكومة معين، سيعودون إلى عدن، وأن تكرار عرقلة عمل المجلس والحكومة غير مقبول وقد يدفع المملكة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. وفق مصادر خاصة لـ”عرب جورنال”.

غير أن الانتقالي الذي تجاوب مع مطالب السعودية عاد وحاصر معين في قصر معاشيق مطلع الأسبوع الجاري. أراد الانتقالي، من خلال هذه الخطوة، أن يوصل رسالة لفريقي الحكومة والمجلس الرئاسي أنه المتحكم بكل شيء في عدن وأخواتها، وأنهم مجرد ضيوف، كما كان يصفهم في السابق.

كما أراد الانتقالي أن يوصل رسالة إلى الجانب السعودي مفادها أن موافقته على عودة حكومة عدن والمجلس الرئاسي لا يعني بحال تقديم تنازل يخص مشروعه الساعي لفصل جنوب اليمن عن شماله.

والأهم من ذلك، أن الانتقالي أراد أن يثبت لأنصاره أن حكومة معين ومجلس العليمي تحت حمايته وسيطرته وليسا مفروضين عليه من قبل السعودية
غير أن تصرف الانتقالي أزعج السعودية على ما يبدو، وكما يمكن أن يُفهم أيضا من تغريدات الناشطين السعوديين الذين لوحوا، في بعض تدويناتهم، بطرد يمنيين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية من المملكة ومن دول الخليجي.

وفي هذا السياق، كتب الباحث السعودي علي العريشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: أتمنى أن لا تؤثر السلوكيات الغوغائية المشينة التي تمارسها الميليشيات المناطقية المسيطرة على عدن على الجالية اليمنية في الخليج التي تحمل نفس الألقاب وتنتمي لنفس المديريات في المحافظات اليمنية المحررة.

ويضيف العريشي: ما حدث مع دولة رئيس مجلس الوزراء ” معين عبدالملك ” في قصر معاشيق بـ عدن يؤكد أن لا أحد في مأمن في ظل سيطرة الميليشيات على عدن، كبيراً كان أو صغيراً ، مسؤولاً أو مواطنا.

وفي أول رد فعل على هذا التصرف، وجهت السعودية رشاد العليمي بزيارة محافظة المهرة التي حاول الانتقالي مرارا التمدد إليها عسكريا، وقوبلت محاولته برفض سعودي صارم.

في السياق، يقول القيادي الإعلامية في الانتقالي، صلاح السقلدي، إن زيارة العليمي للمهرة رسالة ابتزاز سعودية، ردا على ما حصل في قصر معاشيق قبل ثلاثة أيام.

وكتب السقلدي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: زيارة العليمي الى محافظة المهرة بهذا الوقت هي رسالة سعودية صريحة موجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، على خلفية تحركاته الاخيرة شرقا وما حققه من مكاسب على صعيد لم الشمل الجنوبي وعلى خلفية الاحداث الاخيرة في منتجع” معاشق” عدن.

وأوضح السقلدي: يحدث هذا إنفاذا لأسلوب سياسة الضغوطات والابتزازات.

ورسميا، أعلن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تحفظه على زيارة لرئيس مجلس القيادة المشكل من السعودية رشاد العليمي إلى محافظة المهرة وشبوة شرقي وجنوبي اليمن.

وقال القيادي في الانتقالي بحضرموت عبدالله مبارك الغيثي في تدوينة على تويتر: زيارات العليمي لحضرموت و المهرة لا تعزز صمود المحافظتين في وجه هجمات صنعاء على حضرموت و المهرة، كما أن الزيارة لا تعزز التصدي للإرهاب في المحافظتين، لكن زيارة العليمي تعزز التمرد على المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت و المهرة و غدا شبوة.

وتابع: زيارات العليمي لحضرموت و المهرة و غدا ربما شبوة لا علاقة لها باستعادة صنعاء و أهداف مرحلة ما بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي أو حتى بأهداف التحالف العربي المعلنة في اليمن. زيارات العليمي حرب خفية على المجلس الانتقالي الجنوبي. على حد وصفه.

وعلى ما يبدو، فإن عودة معين والعليمي وفريق عملهما إلى عدن، قد تصعد من حدة التوتر بين الانتقالي والسعودية خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى أن هذه العودة لن تختلف عن سابقاتها، إن لم تكن أكثر سوءً.

*عرب جورنال – عبدالرزاق الجمل

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الانتقالی الجنوبی المجلس الانتقالی فی قصر معاشیق إلى عدن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: السعودية تتمسّك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس

جدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، التأكيد على تمسّك المملكة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، استجابةً لحق الفلسطينيين الأصيل في تقرير المصير.

وشدد خلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن بشأن فلسطين، أمس، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 بمدينة نيويورك الأمريكية، على أهمية تصدر القضية الفلسطينية اهتمام مجلس الأمن في ظل استمرار التجاوزات الإسرائيلية الجسيمة وتردي الأوضاع الإنسانية، مشيرًا إلى الآثار الخطيرة التي باتت واضحة بسبب إطالة أمد الأزمة وتوسيع نطاق الصراع من خلال التصعيد العسكري المستمر.


وقال: «لقد طرحنا مرارًا أمام مجلس الأمن ذات القضية الفلسطينية الملحة، دون أن يُقابَل ذلك بتحرك جاد، فمنذ أكتوبر الماضي، تم نقض ستة مشاريع قرارات من أصل 10 مطروحة، والقرارات المعتمدة لم تنجح حتى الآن في تحقيق وقف إطلاق النار، ولا معالجة الوضع الإنساني الكارثي، ولا تمهيد الطريق لمسار سياسي موثوق نحو السلام، وإننا نتساءل متعجبين عما يحتاجه المجلس لإنهاء هذه المعاناة وتطبيق القانون الدولي».

وأشار وزير الخارجية إلى وضوح الفجوة المتزايدة ما بين التوافق الدولي والاختلافات داخل مجلس الأمن؛ ما عطل أداءه وأضعف مخرجاته، منوهًا بما عبّرت عنه الجمعية العامة في قرارات متتالية عما تنادي به الدول، والحاجة الماسة لوقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية دون انقطاع، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير.

وثمّن في هذا الإطار قرار الجمعية العامة بأهلية فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة؛ التي حصلت بموجبه على امتيازات إضافية بالمنظمة، وكذلك قرارها الأخير المطالب بإنهاء إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأكد وزير الخارجية أن تحقيق السلام يتطلب تمكينًا من مؤسسات المجتمع الدولي، وتحديدًا مجلس الأمن، كما يتطلب الشجاعة في اتخاذ القرار والالتزام بالتنفيذ، إذ إن المسؤولية القانونية والأخلاقية لوضع حد للأزمة في فلسطين تقع على عاتق مجلس الأمن، الذي ارتهنت نقاشاته لاعتبارات سياسية حالت دون ممارسته لمسؤولياته.

إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين

أضاف وزير الخارجية، خلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن بشأن فلسطين: «لمن يقول إن علينا انتظار التفاوض لقيام دولة فلسطينية، وعدم اتخاذ خطوات أحادية، أقول: ما العمل عندما ترفض إسرائيل حتى الاعتراف بمبدأ حل الدولتين؟ وتستمر في الإجراءات الأحادية التي تقوض آفاق الحل، لقد آن الأوان لإطلاق شراكة جادّة من أجل السلام، ومن مجلس الأمن، أدعو أعضاء المجتمع الدولي، خصوصًا دول المجلس التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدمًا بذلك دعمًا لحل الدولتين، وحفاظًا على فرص تحقيق التعايش والسلام المستدام».

وأشار وزير الخارجية إلى أن المملكة تؤمن بأن إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين هو الأساس لإيقاف دوامة العنف ورفع المعاناة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولذلك أطلقت مع شركائها في اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي، «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك استشعارًا منها بالمسؤولية المشتركة للعمل على تغيير واقع الصراع.

وأعرب وزير الخارجية عن شكره لجمهورية سلوفينيا على استجابتها لدعوة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لعقد هذه الجلسة، وعلى دعمها لجهود إرساء السلم والأمن الدوليين، التي تجسدت بشكل واضح في اعترافها التاريخي بدولة فلسطين.

إعفاء من التأشيرة بين السعودية وطاجيكستان

من جهة ثانية، التقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، مساء أمس بنيويورك، بوزير خارجية جمهورية طاجيكستان سراج الدين مهرالدين، وجرى خلال اللقاء، التوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومة السعودية وحكومة طاجيكستان بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الإقامة قصيرة الأجل لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة (للرعايا السعوديين فقط) والدبلوماسية والخدمة (للرعايا الطاجيكيين فقط).

وبحث الجانبان خلال اللقاء، سبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

مقالات مشابهة

  • مدرب منتخب الشاطئية يطالب الجبلاية بتوفير مباريات ودية
  • جامعة المهرة تدشن امتحان تحديد المستوى لبرنامج الكفاءة في اللغة الإنجليزية
  • وزير الخارجية: السعودية تتمسّك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
  • محافظ المهرة يطلع على أوضاع نادي شباب سيحوت
  • العليمي يغادر نيويورك بعد مشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • مواجهات مسلحة بين مليشيات الانتقالي وسط عدن
  • الرئيس العليمي يلتقي المديرة التنفيذية لليونيسف في نيويورك
  • مباريات ودية تجمع براعم المقاولون العرب وبراعم الجونة لتعزيز المهارات الكروية
  • قوات الانتقالي الجنوبي تسقط طائرة مسيرة حوثية في لحج وسط تصاعد المواجهات
  • الرئيس العليمي يبحث مع امين عام الأمم المتحدة الوساطة السعودية العمانية في اليمن