عربي21:
2025-01-16@02:56:47 GMT

لقاء القلق في الرئاسة المصرية!

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

مثلي لا يرى مبررا للقلق من الوضع السوري على مصر، لكن القوم قلقون!

في الأسبوع الماضي كتبت أنه لا داع القلق، ويبدو أن هذا كان باعثا لمزيد من القلق بدلا من أن يبعث على الاطمئنان!

فعلى غير العادة عقد الجنرال لقاء مع ثمانية من أذرعه الإعلامية مساء، وهو لا يميل للعمل في هذا الوقت المتأخر، فحتى ليلة القدر يحتفل بها صباحا، خلافا لطبيعتها (ليلة القدر) أو مع تقاليد الدولة المصرية.

بيد أن لقاء الثمانية كان والناس نيام، وهو يهوى أن يبدأ عمله صباحا لدوام واحد كأي موظف حكومي، ولا تثريب عليه، فالليل لباسا والنهار معاشا!

ولا نعرف لماذا "ثمانية فقط"، منهم مقدمو برامج، ورؤساء تحرير، وأعضاء في الهيئات الإعلامية بدون رؤسائها، فليس لقاء مع كل مقدمي البرامج، أو كل رؤساء التحرير، أو كل رؤساء وأعضاء الهيئات الإعلامية ولو من باب التهنئة بالتشكيل الجديد، والمعنى أنه ليس للاجتماع عنوان، ولم يهتموا بأن يكون له مبرر، ولو بدعوة نقيب الصحفيين وأعضاء المجلس بمناسبة انعقاد المؤتمر العام السادس للنقابة!

الأعصاب المنفلتة:

لقد بدا أن ترتيبات اللقاء تمت على عجل، وعلى قاعدة من يرتدي ملابسه الآن يحضر فورا، فلا وقت أمامنا للانتظار، وإن لم يكن الأمر تم على هذا النحو، فالمعنى أن الثمانية هم من طلبوا اللقاء، لاستشعارهم القلق، ولحاجتهم لمن يبث الطمأنينة في قلوبهم!

منذ أن سقط النظام في سوريا والأعصاب في مصر منفلتة، ويركز بعض الإعلاميين في خطابهم على أن الجيش المصري قوي، وقادر على حماية مصر، فيبدو الكلام بلا سياق مفهوم، ولا تعرف هل هي رسائل لإسرائيل مثلا، لأن الكلام أحيانا يكون عن القدرة على حماية الحدود، أم أنه موجه للأشرار، الذين ربما يغريهم المشهد السوري فيعملون على تقليده
ومنذ أن سقط النظام في سوريا والأعصاب في مصر منفلتة، ويركز بعض الإعلاميين في خطابهم على أن الجيش المصري قوي، وقادر على حماية مصر، فيبدو الكلام بلا سياق مفهوم، ولا تعرف هل هي رسائل لإسرائيل مثلا، لأن الكلام أحيانا يكون عن القدرة على حماية الحدود، أم أنه موجه للأشرار، الذين ربما يغريهم المشهد السوري فيعملون على تقليده!

ولأول مرة يعبر رأس النظام عن القلق في لقاء الثمانية، وهو يقول إنه ليس قلقا، فيده لم تلوث بالدماء (استخدم مفردة قديمة)، كما أنه لم يستول على مال أحد!

ولن أكرر نفسي، أو أكرر ما يُعرف من المشهد المصري بالضرورة، فسوف أبتعد عن مناقشة صحة ذلك، إلى دوافع ما قال، فإذا كانت الطمأنينة مردها إلى عدم فعل ذلك، فمن حقه أن يقلق، وأن يقلقوا معه!

وسواء كان يطمئنهم بما قال، أو يطمئن نفسه ويطمئنهم في وقت واحد، فهذا لا ينفي القلق، مع أنه حاول بعد وقوع الأحداث أن يبدو مطمئنا!

فعندما سقط النظام السوري، كان الجنرال في جولة خارجية لا قيمة لها اقتصاديا، أو حتى على المستوى السياسي، فتبدو مثل غيرها من جولات إثبات الحضور، وكان عليه أن يعود، حتى وإن لم يكن لما جرى تأثير على الحكم المصري، لأن مصر لا تعتبر علاقتها بسوريا ثانوية، فضلا عن أن مكانة مصر لا تسمح بالترف ومواصلة الجولة وكأن شيئا لم يقع!

وفضلا عن ذلك، فسوريا تمثل دفعة مهمة للنظام الحاكم الآن، وذلك بعيدا عن تاريخ الوحدة الذي لم يتأثر بالانفصال!

مكانة سوريا:
الأسد سقط أخيرا، وكان سقوطه مهينا، إنه لم يمتلك شجاعة صدام حسين، أو الصلابة في حدها المتوسط التي مثلها القذافي وعلي عبد الله صالح، أو حدها الأدنى التي مثلها مبارك، الذي كان يدرك أنه في حماية أبنائه الذين سلمهم الحكم فلما اضطروا لسجنه، ذهب للمحكمة على سرير نوم! بشار النموذج، والقدوة، والمثل الأعلى، هرب ليلا بدون أن يخبر أحدا، كأي لص استشعر استيقاظ أهل الدار، فلاذ بالفرار!
فسوريا مضرب الأمثال لإثبات نجاح الجنرال، فلم تصبح مصر بفضله كسوريا، والسلطة بقرارها بعودة المذيعة ريهام سعيد للشاشة، ذكرتنا بهذا المشهد المبتذل في بداية الانقلاب العسكري في مصر، عندما ذهبت بسيارة مساعدات لتصور السوريين المتكالبين عليها، للتأكيد على أن الجيش المصري بانقلابه حمى المصريين من هذه النهاية، صحيح أن المشهد تكرر في مصر، من تكالب على مساعدات تقدم للفقراء، لكن ظلت سوريا مضرب الأمثال على أنه إن لم يكن للنظام المصري من إنجاز فيكفي أنه حمى المصريين من هذا البؤس، ورحلة الشتات في بلاد الله الواسعة! فضلا عن أن استمرار حكم بشار الأسد كان يمثل للجنرال المصري دفعة معنوية، فالتقتيل وضرب الشعب بالبراميل المتفجرة لا يدفع المجتمع الدولي لعزله، وقد مثّل قدوة له منذ اليوم الأول، فذهب يقلده بالانعطاف شرقا، والتقرب من الروس ومن الصين، مستلهما تجربة بشار الأسد!

بيد أن الأسد سقط أخيرا، وكان سقوطه مهينا، إنه لم يمتلك شجاعة صدام حسين، أو الصلابة في حدها المتوسط التي مثلها القذافي وعلي عبد الله صالح، أو حدها الأدنى التي مثلها مبارك، الذي كان يدرك أنه في حماية أبنائه الذين سلمهم الحكم فلما اضطروا لسجنه، ذهب للمحكمة على سرير نوم!

بشار النموذج، والقدوة، والمثل الأعلى، هرب ليلا بدون أن يخبر أحدا، كأي لص استشعر استيقاظ أهل الدار، فلاذ بالفرار!

بيد أن محاولة إثبات عدم الاكتراث دفعت رأس السلطة في مصر أن يذهب بعيدا في سياق التجاهل، حتى لا يبدو متأثرا، فلم يعد من الخارج إلا بعد انتهاء جولته، وترك المسألة السورية لوزير الخارجية، ولم يتدخل في الموضوع، ولو من باب أنه يرأس الدولة العربية الكبرى، أو لأن استقرار سوريا يمكن أن يكون هدفا، ولا يزال الجيش السوري الذي سقط إلى الآن هو الجيش الأول في الجمهورية العربية المتحدة، ولهذا فإن مصر لديها الجيشان الميدانيان الثاني والثالث، فإذا سئلت عن الجيش الأول فأضف إلى معلوماتك أنه الجيش السوري الذي اختفى في ظروف غامضة!

افتعال اللقاء:

لقد ظل النظام المصري يخفي قلقه مما جرى، ويترك الأمر للإعلاميين، إلى لقاء الثمانية، الذي جاء بلا موعد مسبق، أو ضرورة معلنة، والمعنى في بطن الشاعر! فهل تم افتعال اللقاء للإعلان عن عدم القلق (من قال لكم إنكم قلقي؟)، أم لأن المجتمعين كانوا يبحثون عند رئيسهم عن الأمان؟!

الخوف من هذه النهاية لا يجوز إلا إذا قامت ثورة، وبسبب منسوب القلق لدى القوم، وإن عبّر رأس النظام بأنه ليس قلقا لأن يديه لم تتلوث بدماء المصريين ولم يستول على أموالهم، يشككون في تحليلاتنا
مهما يكن الأمر، يبقى السؤال: هل هذا القلق يستند على مبررات، أم أنه قلق مرضي من أناس رأوا المشهد السوري، وكيف أن الثورة السورية قررت محاكمة الإعلاميين الحربيين الذين انحازوا لبشار الأسد في سياساته الاستئصالية، وهم فعلوا نفس ما فعل الإعلاميون السوريون؟ ومن هنا كانت دهشتهم التي عبّروا عنها، فالثورة المصرية سمحت لإعلاميي مبارك بالتحول، حتى أن لميس الحديدي وبعلها وغيرهما جاءوا لميدان التحرير، وادعت الأذرع الإعلامية للتوريث أنها كانت مضطهدة في عهد مبارك، وتسامحت معهم الثورة، حتى أعادوا إنتاج أنفسهم من جديد! الثورة السورية تؤسس لقواعد مختلفة عن تلك التي عرفها الربيع كله.

والخوف من هذه النهاية لا يجوز إلا إذا قامت ثورة، وبسبب منسوب القلق لدى القوم، وإن عبّر رأس النظام بأنه ليس قلقا لأن يديه لم تتلوث بدماء المصريين ولم يستول على أموالهم، يشككون في تحليلاتنا..

وهذه التحليلات تنتهي بي بأن مصر ليست سوريا، فحتى النسخة الإسلامية مختلفة، فضلا عن أن الثورة السورية لديها جبهة مساندة تمثلها دولة الجوار، والجوار المصري كما نعرف. والثورة السورية مسلحة، والسلطة في مصر من تحتكر السلاح، وتاريخيا فإن كل التنظيمات التي حاولت الاستقواء على الدولة بالسلاح انتهت إلى الهزيمة الساحقة الماحقة، مثل تنظيمات الجهاد، والجماعة الإسلامية، والفنية العسكرية، والتكفير والهجرة، بجانب تنظيمات يسارية مثل التنظيم الناصري المسلح!

فهل يعلمون ما لا نعلم، أم هي المبالغة في تقدير الأمور؟!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر سوريا الأسد الثورة سوريا مصر الأسد السيسي الثورة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة التی مثلها على حمایة على أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

وفاة معتقل جراء التعذيب وتجديد حبس آخرين دون حضورهم.. النظام المصري يواصل الانتهاكات

تلقى النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، الثلاثاء، بلاغاً من أسرة المعتقل الراحل سعد السيد مدين (57 عاماً)، يطالبون فيه بالتحقيق في وفاته داخل سجن برج العرب يوم الاثنين الماضي، خاصة بعد ملاحظتهم آثاراً على جسده عند استلام جثمانه لدفنه في محافظة الشرقية.

وقالت أسرة المعتقل، الذي ينتمي إلى قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وكان يعمل موجهًا للغة العربية قبل اعتقاله، إنه كان محتجزاً في سجن برج العرب على ذمة قضية سياسية، وظل يتم تجديد حبسه احتياطياً دون إجراء تحقيقات.

وأضافت الأسرة أن "المتوفى كان يعاني من أمراض عديدة، وسبق أن تقدموا بشكاوى إلى النيابة العامة ومصلحة السجون بسبب الإهمال الطبي المتعمد وسوء ظروف الاحتجاز، ومنع العلاج عنه لفترات طويلة، بالإضافة إلى رفض إدارة السجن نقله إلى مستشفى السجن لتلقي العلاج".


وطالب البلاغ بالتحقيق في واقعة الوفاة، ومراجعة لقطات كاميرات المراقبة داخل سجن برج العرب، واستماع النيابة إلى أقوال رفقاء المتوفى داخل السجن، بالإضافة إلى سماع أقوال طبيب السجن الذي أشار في تقارير طبية سابقة إلى تدهور حالته الصحية. كما طالب البلاغ بالتحقيق في رفض إدارة السجن نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإجراء كشف طبي على الجثمان لبيان أسباب الوفاة وطبيعة الآثار الموجودة عليها.

من جانبه، أكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان وفاة سعد السيد مدين (57 عاماً)، من قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، والذي كان يعمل موجهًا للغة العربية، داخل محبسه بسجن برج العرب، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسوء ظروف الاحتجاز. ودعا المركز الحقوقي النيابة العامة إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة.

تجديد حبس نجلي الشاطر والبلتاجي
وفي سياق الاعتقالات٬ قررت دائرة الإرهاب في محكمة الجنايات، المنعقدة الثلاثاء بسجن بدر، تجديد حبس الحسين، نجل خيرت الشاطر النائب الأول السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وأنس، نجل محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب السابق والقيادي بالجماعة، لمدة 45 يوماً على ذمة القضية رقم 1470 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.

ووجهت إليهما تهم تتعلق بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية ومشاركتهما في تحقيق أغراضها مع علمهما بأهدافها، والتحريض على العنف والتظاهر، والسعي لقلب نظام الحكم بالقوة".

وجاء قرار تجديد الحبس دون حضور المعتقلين أو حتى ظهورهما عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث تم التجديد بشكل روتيني وإجرائي على الورق فقط، دون إجراء أي تحقيقات أو توفير معلومات عنهما، وهو ما اعتبرته هيئة الدفاع عنهما مخالفاً للقانون.

وأشارت هيئة الدفاع إلى أن حبس موكليها يتم تجديده منذ نحو 6 سنوات، بما يتجاوز الحد الأقصى القانوني للحبس الاحتياطي الذي حدده القانون بسنتين فقط، وذلك من خلال تدويرهما في أكثر من قضية للإبقاء عليهما رهن الاعتقال لأسباب سياسية.

كما أضافت أن الجهات المختصة ترفض التحقيق في الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلان، بما في ذلك التعذيب والإهانة والتنكيل، بالإضافة إلى منع الزيارات ووضعهما في الحبس الانفرادي في كثير من الأحيان، ومنع دخول الأدوية العلاجية.


تجديد حبس 173 بتظاهرات نصرة غزة
كما قرر قضاة المعارضات بمحاكم الجنايات، الثلاثاء، تجديد حبس 173 شاباً من 20 محافظة لمدة 45 يوماً على ذمة التحقيقات المتعلقة بالتظاهرات التي اندلعت في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تأييداً لقضية فلسطين ونصرة قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

 وجاءت قرارات التجديد في إطار 27 قضية منفصلة، تتعلق بتظاهرات نصرة غزة ودعم القضية الفلسطينية في 20 مدينة ومحافظة مصرية، حيث تمت الجلسات بشكل إجرائي روتيني دون حضور المعتقلين من مقار احتجازهم، وتم التجديد عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" دون إجراء أي تحقيقات.

ووجهت نيابة أمن الدولة العليا إلى الشباب المعتقلين تهمًا متعددة، تشمل "الانضمام إلى جماعة إرهابية، والتحريض على التظاهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في تجمهر يضم أكثر من 5 أشخاص، وارتكاب أعمال إرهابية، والتخريب المتعمد للممتلكات العامة والخاصة، وإتلاف الممتلكات المنقولة والثابتة".

وشهدت العاصمة والمحافظات المصرية تظاهرات حاشدة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لدعم القضية الفلسطينية ونصرة قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حيث قامت السلطات الأمنية بفض التظاهرات واعتقلت عدداً كبيراً من المتظاهرين بشكل عشوائي، كما طاردت واعتقلت آخرين من منازلهم، وظلوا رهن الاحتجاز منذ ذلك الحين.

مقالات مشابهة

  • تحديات سورية مقبلة.. النظام الجديد يثير القلق بين الحوكمة الإسلامية والمعضلات الدستورية
  • الدوري المصري.. إبراهيم عادل أفضل لاعب في مباراة بيراميدز وغزل المحلة
  • الجيش السوري الحر: سوريا لم تُنقذ بعد
  • إبراهيم عيسى يخوف الشعب المصري من التظاهرات
  • عاجل | مصادر للجزيرة: إدارة الأمن السوري العام تبدأ حملة أمنية ضد فلول النظام المخلوع في منطقة قمحانة بريف حماة
  • وفاة معتقل جراء التعذيب وتجديد حبس آخرين دون حضورهم.. النظام المصري يواصل الانتهاكات
  • الأمن السوري ينجح في تحرير عناصره من فلول الأسد باللاذقية
  • فلول النظام يقتلون ويأسرون عناصر من الأمن السوري بريف القرداحة (شاهد)
  • القلق يسيطر على العلويين في حمص بعد حملة اعتقالات
  • ما دلالة التقارب بين تركيا والأردن في ظل حرب غزة وسقوط النظام السوري؟