أوصت ندوة حديثة نظمتها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للآثار والمواقع "الآيكوموس السعودي"، بضرورة تحقيق توازن فعّال بين حماية التراث وضمان السلامة من الحرائق في المواقع التاريخية.
وأكدت ندوة "إدارة مخاطر الحريق في المواقع التاريخية والتراثية"، التي استضافتها العلا مؤخرًا بمشاركة 80 خبيرًا محليًا ودوليًا متخصصًا في إدارة الحرائق وحماية التراث الثقافي، أهمية تبني نهج شامل يضع سلامة المواقع التاريخية ضمن الأولويات الأساسية.


أخبار متعلقة وضعوا "السُم في العسل".. القبض على 4 وافدين ومواطن لتهريبهم الإمفيتامينجازان.. القبض على 19 مخالفًا لتهريب 380 كيلوجرام من القات المخدر .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ندوة الحفاظ على التراث من مخاطر الحرائق بتعاون مع الايكوموس السعودي والهيئة الملكية بالعلاتهديد وجودي
وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت محمد بن فهد، رئيسة مجلس إدارة "الآيكوموس السعودي"، إن "الحرائق تُشكِّل تهديدًا وجوديًا للمواقع التاريخية والتراثية التي لا تُقدر بثمن، مما يُعرِّض سلامتها والقيم التي تُمثِّلها للخطر"، مضيفة: "تُذكِّرنا الآثار السلبية للحرائق في تلك المواقع بمدى الحاجة الملحّة للعمل على منع وقوع مثل هذه الكوارث".
وشكَّلت الندوة منصة مهمة لمناقشة استراتيجيات الوقاية من الحرائق، والاستجابة لها، حيث استعرض الخبراء خلالها أفضل الممارسات، ودراسات الحالة، والتقنيات المتطورة، مؤكدين ضرورة تبني نهج شامل يعطي الأولوية لسلامة المواقع التاريخية والتراثية، مع ضمان حماية شاغليها وزوارها والمجتمعات المحيطة بها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ندوة الحفاظ على التراث من مخاطر الحرائق بتعاون مع الايكوموس السعودي والهيئة الملكية بالعلاإجراءات وقائية
كما ركّزت الندوة على أهمية تحقيق التوازن بين صون التراث وتعزيز السلامة والإجراءات الوقائية من الحرائق في المواقع التاريخية والتراثية، ومن أمثلة ذلك تنفيذ أكواد الحماية مثل: الكود السعودي للمباني التاريخية، مع مراعاة الطابع الفريد للمباني القديمة، وأهمية الحفاظ على سلامة الهياكل؛ لضمان حماية شاغليها وقيمتها التراثية.
واستعرضت الندوة بعض الدروس المستفادة من دراسات الحالة، مثل حريق كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس عام 2019، مسلّطة الضوء على أهمية التخطيط الشامل والابتكار التعاوني لتحقيق السلامة من الحرائق.
وستُسهم التوصيات الصادرة عن الندوة في توجيه جهود الهيئة الملكية لمحافظة العُلا نحو تعزيز إجراءات السلامة من الحرائق بالمواقع التراثية، وترسيخ مكانة العُلا كوجهة رائدة عالميًا في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس العلا العلا الحرائق المواقع التراثية حماية التراث المواقع التاریخیة الحفاظ على فی المواقع من الحرائق article img ratio الع لا

إقرأ أيضاً:

الشبامي قصة حافظ المصاحف من الحرائق والتلف والتحول لخدمة القرآن في اليمن بعد تعرضه للظلم (فيديو)

عمل الحاج عبدالله الشبامي على صيانة وترميم أكثر من 32 ألف مصحف خلال أزيد من ثمانية عشر عاماً مضت من عمره، جاب فيها مختلف القرى والمناطق اليمنية، منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

 في تلك الفترة كان عبدالله الشبامي من أكبر تجار المواشي في صنعاء، ويستورد آلاف الأغنام والعجول من القرن الافريقي الى اليمن، وفي ذروة صعوده في هذه التجارة، دخل معه عدد من رجال الأعمال، كشركاء في تجارته التي سرعان ما انحسرت بسبب خلافات مالية، حينها طلب الشركاء فض الشراكة، وهو الأمر الذي حدث بالفعل.

 

لم يكتمل المشهد الأول في حياة الحاج الشبامي عند هذا الفصل، فشركاءه كما يقول سلبوه أمواله وعقاراته وسياراته، بعد أن أقسموا الأيمان المغلظة أنها لهم، ولم تمر أشهر قليلة حتى فارق شركاء الشبامي الدنيا إثر حادث سير مروع، كما أن المنزل الذي تركه لشركائه في صنعاء أصبح اليوم مسكوناً بالجن، حينها تغيرت حياة الشبامي ليجد نفسه متكفلاً بحفظ كتاب الله  الكريم، وصيانة أوراقه، وغلاف دفتيه من التلف والضياع .

 

 

البدايات الأولى

 

بعد واقعة الظلم التي تعرض لها الحاج عبدالله الشبامي، قرر الذهاب الى السعودية لفترة، ومن ثم عاد الى صنعاء، وذات يوم كان والده المُسن غاضباً بسبب عدم مقدرته دفع مبلغ من المال من أجل  تغليف وإصلاح مصحف ممزق قديم كان محتفظ به منذ زمن.

 

شكا الرجل المسن لولده عبدالله ما حصل، فأخبره الأخير أنه سيتولى إصلاح المصحف بنفسه، وبالفعل نجح، بعدها بأيام عكف الحاج عبدالله على اصلاح المصاحف التي كانت موجودة في مكتبته الصغيرة بمنزلهم الواقع في منطقة التحرير وسط صنعاء، وتوالت الأيام حتى وقع مطرُ غزير وتأثرت المصاحف التي كانت موجودة على رُفُوف المسجد بالمطر حتى تبللت، حينها قام الحاج عبدالله بتجميع المصاحف وتضحيتها وتجفيفها تحت أشعة  الشمس، ومن ثم البدء بإصلاحها.

 

يقول الحاج عبدالله لـ"الموقع بوست": لم تكن لدي أي معرفة بإصلاح المصاحف، ومع مرور الأيام وتوجيه أسئلة، واستشارات  لأشخاص يعملون في تجليد الكتب القديمة اكتسبت معرفة لابأس بها، ومنذ ذلك الحين، أي قبل ثمانية عشر عاماً وأنا أمارس مهنة صيانة وإصلاح مصاحف القران الكريم".

 

من خلال ممارسته اليومية في اصلاح المصاحف التالفة استطاع الحاج عبدالله التعرف على أكثر من 32 طبعة للقران الكريم، منها طبعات من العراق ومصر والسعودية ولبنان وحيدر أباد وباكستان.

 

دعوة للعمل الرسمي

 

يشير الحاج عبدالله أن عبدالرحمن القلام وكيل وزارة الاوقاف عرض عليه  العمل في الوزارة ، لكنه رفض، وبعد إلحاح عليه وافق،  ويضيف: "كانوا يطلبون مني تجليد وصيانة المصاحف، ومن ثم القيام بعمل فاتورة بمشتريات المواد المستخدمة للتجليد والصيانة، وكنت بدوري أرسل لهم الفواتير، لكنهم لم يقوموا بحسابها كما تم الاتفاق، حتى المرتب كان يحسبولي 75 ألف ريال، واكتشفت أشخاصا فاسدين يتلاعبون بالمستحقات، وحين اكتشفت الواقعة أخبرت عبدالرحمن القلام الأمر فاستاء، واخبرته أنني لم أعد أرغب في العمل معهم بنظام المرتب وهكذا، ومنذ ذلك الحين أوقفت تعاملي معهم وأهل الخير لم يقصروا معي".

 

يحكي الحاج عبدالله أنه ذات يوم ذهب الى العلامة الراحل الشيخ محمد اسماعيل العمراني مفتي الجمهورية، لكي يستفتيه في موضوع معين، وذلك في مسجد قبة المهدي بصنعاء، وحينما وجد الحاج عبدالله مجموعة من المصاحف التالفة مكتوب عليها "أمانة على  أن من يجد هذه الختمة ويقرأها أن لا يقوم بإخراجها من الجامع مهما كان الأمر" ذهب الحاج عبدالله  للعمراني ليستفتيه في هذا الأمر، فرد عليا العلامة  العمراني قائلاً:" الذي أوصى بالختمة وأوقفها فأجره مكتوب عند الله الى يوم القيامة، وأنت لك الأجر من جديد حينما تعمل على اصلاحها ووقفها، لأنه كتاب الله".

 

إحراق المصاحف

 

في فترة من الفترات  كانت وزارة الأوقاف في صنعاء تعمل على أخذ المصاحف التالفة من المساجد، ومن ثم القيام بإحراقها، وهذا الأمر أزعج  الحاج عبدالله، فذهب إلى وزارة الأوقاف، وأبلعهم اعتراضه على هذا الأمر، لكنهم أنكروا أنهم يقومون بذلك، حينها قرر الحاج عبدالله الشبامي بأن يصول ويجول المحافظات اليمنية لزيارة المساجد بحثاً عن مصاحف لصيانتها، وكان يقوم بصيانتها دون مقابل مادي، رغم أن  بعض أئمة المساجد كانوا يرفضون اخراج المصاحف من تلك المساجد، وبسبب هذه المعضلة استطاع الشبامي استخراج ترخيص من وزارة الأوقاف والإرشاد يخول له سحب المصاحف من كافة مساجد الجمهورية لإصلاحها.

 

يقول الحاج عبدالله " كنت أخذ بعض المصاحف التالفة من بعض المساجد، وأعيد بعضها، وقمنا بتجميع مصاحف تالفة في قرى في محافظات إب و تعز وريمة وصعدة ومناطق آنس، وعتمة، وبرط العنان، وعملت على إصلاحها وارجاعها، وبفضل هذا العمل أصبحت معروفاً في كثير من المناطق والمحافظات اليمنية".

 

يضيف بالقول: "بسبب تزايد أعداد المصاحف التالفة شكلتُ فريق ومندوبين متطوعين من مختلف المحافظات لجلب المصاحف التالفة، وإرسالها إلينا، وبدورنا نقوم بترميمها وصيانتها واعادتها للمندوبين ليعيدوها للمساجد حتى تكون صالحة للقراءة".

 

زهد عن الدنيا

 

 يبدأ يوم عمل  الحاج عبدالله الشبامي من بعد صلاة الفجر، وينتهي عند صلاة المغرب، ينجز فيه ترميم عشرات المصاحف، ويلفت في حديثه مع "الموقع بوست "إلى مراحل ترميم المصاحف التي يعمل عليها، فالمرحلة الأولى تبدأ بالتركيز على الصفحات الناقصة في المصحف، وطباعة صفحات بديلة، ومن ثم إضافتها، وهذه المهمة يساعد الحاج عبدالله فيها نجله محمد، حيث يقوم بطباعة الصفحات الناقصة بحاسوبه وطابعته الشخصية، وبعد إكمال الصفحات الناقصة، يتم الصاق جوانب المصحف بالغراء، ومن ثم خياطة جوانب المصحف من الداخل، والمرحلة الرابعة من عملية ترميم وإصلاح المصحف تكون من خلال تجليده، ويعتبر أشهر رجب وشعبان ورمضان مواسم سنوية يزداد فيها ضغط عمل الحاج عبدالله كما يقول.

 

يضيف الحاج عبدالله القول ، بأنه يحتاج في عمله  للتجليد والتغليف والصيانة لعدد من المواد  كالغراء والجلود، والقماشات، والورق، لكن ظروفه المادية لا تجعله قادر على توفيرها بشكل مستمر، لذلك يقوم عدد من فاعلي الخير من المواطنين ورجال المال بدعمه وتوفير المواد حتى يؤدي عمله.

 

لدي الحاج عبدالله أربعة أولاد وسبعة بنات، ولأولاده وبناته أبناء كُثر حيث  تبلغ أعداهم  جميعاً 40شخصاً، ويعتقد الحاج عبدالله أن عمله في صيانة وإصلاح وترميم المصاحف سببا في صلاح ذريته، ويعتبرها نعمة عظيمة.

 

في ختام حديث لـ"الموقع بوست"، يقول الحاج عبدالله: "لم يعد في نفسي في هذه الدنيا شيء، اليوم أصبحت في الثمانين من العمر، وأقسمت ان لا يميتني ربي إلا وأنا في غرفتي هذه أقوم بتأدية مهنتي في اصلاح المصاحف".


مقالات مشابهة

  • عميد بلدية الأصابعة: تم صرف بدل إيجار 6 أشهر لـ 160 أسرة متضررة من الحرائق
  • الشبامي قصة حافظ المصاحف من الحرائق والتلف والتحول لخدمة القرآن في اليمن بعد تعرضه للظلم (فيديو)
  • استراتيجيات النقاط المضيئة
  • هدم قصبة مولاي الحسن بفاس.. عدوان على هوية المغرب التراثية
  • إخلاء إجباري للسكان بولاية نورث كارولينا الأمريكية بعد تفاقم الحرائق
  • في 3 خطوات.. الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية
  • وزير الرياضة يلتقي أعضاء برلمان شباب مصر لبحث استراتيجيات التمكين
  • بلدية الأصابعة تسلّم قيمة «بدل ايجار» للأسر المتضررة من الحرائق
  • الأسنان واللثة مفتاح الوقاية من مضاعفات الحمل
  • وزارة الثقافة والسياحة تدين استهداف العدوان الأمريكي للمواقع التاريخية والسياحية