بوابة الوفد:
2025-01-27@04:49:41 GMT

تعرف على معنى “الرحمن” “الرحيم” في اللغة

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الرحمةُ هي الرقِّة والتعطّف، والاسْمان مُشْتقان مِنَ الرحمة على وجه المُبالغة، و”رحمن” أشد مبالغةً من”رحيم”، لأنّ بناء فُعْلان؛ أشد مُبالغةً من فعيل، ونظيرهما نديمٌ وندمان. وفي كلام ابن جرير؛ ما يُفْهم منه حكاية الاتفاق على هذا . 

 

واتفق أكثر العلماء على أنَّ اسم”الرحمن” عربيٌ لفظه، أما إنْكار كفار قريش يوم الحُدَيبية؛ لمَّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ رضي الله عنه:”اكتبْ (بسم الله الرحمن الرحيم)”، فقال سهيلٌ: أما” الرحمن” فوالله ما أدري ما هي؟ ولكن اكتبْ: باسْمكَ اللهم، كما كنتَ تكتبُ .

وفي قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً) .

 

 فالظاهر أنه إنكار جُحودٍ؛ وعنادٍ وتعنّت. ومما يدلُّ على أنهم كانوا يعرفون هذا الاسْم؛ قوله تعالى حكاية عنهم: (وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم) (الزخرف: 20). 

 

وقد ردّ ابن جرير الطبري بشدِّة على مَنْ قال: إنّ العربَ كانت لا تَعرف”الرحمن” فقال: وقد زعم أهل الغباء: أنّ العربَ كانت لا تعرف الرحمن اهـ. وبيّن أنّ ذلك كان جُحوداً. اسم الله “الرحمن” و “الرحيم” في القرآن الكريم: ذُكر“الرحمن” في القرآن سبعاً وخمسين مرة، منها: قوله تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 163). وقوله سبحانه: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم: 93). وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5). وقوله: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً) (الفرقان: 26). وأما اسمه“الرحيم” فقد ذكر مائةً وأربعَ عشرة مرة؛ منها: قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 54). وقوله: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة: 143). وقوله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وهو كثيرٌ في الكتاب، انظر مثلاً (البقرة:173،182، 199).

 

 وقوله تعالى: (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران: 129). وقوله سبحانه: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (المائدة: 39). وقوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) (هود: 90) وقوله: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) تردّدت مراراً في الشعراء. وقوله: (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور: 28). وقوله: (رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (الإسراء: 66).

 

 معنى “الرحمن” و”الرحيم” في حق الله تبارك وتعالى: الاسْمان : مُشتقان من الرَّحمة؛ و”الرَّحْمن” أشدّ مبالغة من”الرحيم”. ولكنْ ما الفرقُ بينهما؟ هناك قولان في الفرق بين هذين الاسْمين: الأول: أنّ اسم”الرحمن”: هو ذو الرَّحمة الشَّاملة؛ لجميعِ الخَلائق في الدنيا؛ وللمُؤمنين في الآخرة. و”الرحيم”: هو ذُو الرَّحمة للمؤمنين يوم القيامة، واسْتدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) (الفرقان: 59). وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) فذكر الاسْتِواء.

 

 باسْمه”الرحمن” ليعمَّ جميعَ خَلقه برحمته. وقال: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب: 43). فخصَّ المؤمنين باسْمه”الرحيم” . والقول الثاني: هو أنّ”الرَّحمن” دالٌ على صفةٍ ذاتية؛ و”الرحيم” دال على صفة فعلية. قال ابن القيم رحمه الله:”إنَّ”الرحمن” دالٌ على الصَّفة القائمة به سبحانه، و”الرحيم دالٌ على تعلّقها بالمَرْحوم، فكان الأول للوصف؛ والثاني للفعل. فالأول: دالٌ على أنَّ الرَّحمة صفته، والثاني: دالٌ على أنه يَرْحم خَلْقه برحمته. وإذا أردت فهم هذا؛ فتأمَّل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب: 43) (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 117)، ولم يجئ قطُّ”رحمنٌ بهم”؛ فعُلم أنّ”رحمن” هو المَوصوف بالرَّحمة؛ و”رحيم” هو الراحم برحمته. وهذه نُكتةٌ لا تَكاد تَجدها في كتابٍ، وإنْ تنفّست عندها مِرْآة قَلْبك؛ لم ينْجلِ لك صُورتها” اهـ و”الرحمن” من الأسماء التي منع الله من التسمية بها، كما قال: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) .

 

 فعاد به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره وهو”الله”. وأما”الرحيم” فإنه تعالى وصف به نبيه صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128). فيقال: رجل رحيم. ولا يقال: رحمن. قال ابن كثير:”والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره ومنها ما لا يسمى به غيره، كاسم من الرحيم، لأنَّ التسمية أولاً تكون بأشرف الأسماء؛ فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخص.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قوله تعالى ع ل ى ال على أن من الر

إقرأ أيضاً:

مطروح تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج

احتفلت محافظة مطروح بذكرى ليلة الإسراء والمعراج مساء السبت بحضور اللواء خالد شعيب محافظ مطروح والدكتور إسلام رجب نائب المحافظ والمهندس حسين السنينى السكرتير العام المساعد والنائب جمال الشورى والشيخ حسن عبد البصير وكيل وزارة الأوقاف والشيخ مبروك ابو الحشر رئيس مجلس عمد ومشايخ مطروح والدكتور أحمد عبد العزيز رئيس فرع دار الإفتاء بمطروح والشيخ عطية سالم وكيل منطقة مطروح الأزهرية ووكلاء الوزارات رؤساء ومديري المديريات والإدارات بالمحافظة ومشايخ الأزهر والأوقاف بمطروح وذلك بالقاعة الكبرى بديوان عام المحافظة.

بدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للشيخ الدكتور صلاح شنيشن 
وخلال كلمة  فضيلة الشيخ حسن عبد البصير عرفة عن ليلة الإسراء والمعراج أكد أن الفرج بعد الشده من دروس وعبر رحلة الإسراء والمعراج التى سبقت بالأمر بالصبر،وأن الله تعالى أخبر أن معيته وتأييده ومعونته لمن يصبر على الشدائد " واصبر وما صبرك إلا بالله " وكان هذا هو الحديث السابق على رحلة الإسراء والمعراج حيث جاء بعده قوله تعالى " سبحان الذى أسرى بعبده "
وقد سُبِقَ الحديث أيضًا عن المعراج بالأمر بالصبر حيث قال تعالى " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " ثم تلاها بالحديث عن المعراج لتكون الرساله إلى هذه الأمة أن الصبر يعقبه الفرج وأن مع العسر يسرا، وليتيقن المسلم من خطاب ربه " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " والأمه والوطن يمر بمحنة شديده تحتاج منا إلى صبر ومصابرة ومثابرة ومرابطة، وسيأتى النصر والفرج والتأييد والمعونه من قبل الله تعالى والأمة تتعرض لهجمة شرسة تريد زعزعة استقرارها وتريد المساس بمقدساتها، وتقف مصر كعادتها  بالصمود والثبات على المواقف وهما مقدمات النصر لهذه الأمة وسبب رئيس في فشل مخططات أعدائها وتم عرض فيديو عن هذه الليلة المباركة.  
ووجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح التهنئة لجميع أهالي مطروح بهذه المناسبة التى  ليست مجرد حدث تاريخي بل هى محطة إيمانية نتعلم منها أن بعد كل شدة فرجًا..وأن الإيمان والعمل الصالح هما طريقنا إلى رضا الله 
فلنتخذ من هذه المناسبة فرصة لتجديد علاقتنا بربنا والتمسك بديننا والمحافظة على صلواتنا.

مشيرا إلى  الإسراء والمعراج كانت تكريمًا من الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم..وحدثًا فريدًا في تاريخ البشرية. 
بدأت  بالاسراء من المسجد  الحرام إلى المسجد الأقصى حيث صلي النبى صلي الله عليه وسلم إماما بالانبياء جميعًا.. تأكيدًا لوحدة الرسالات السماوية،ثم عرج به به إلى السماوات العلا.. حيث رأى من آيات الله الكبري...
وفرضت عليه وعلى أمته الصلاة لتكون صلة بين العبد وربه 
مؤكدا أن هذه  الذكرى العطرة على قلوبنا جميعًا تحمل  الكثير من الدروس والعبر منها:
أولًا: أهمية الصلاة الفريضة الوحيدة التى فرضت في السماء مما يدل على مكانتها العظيمة في الإسلام.
وضرورة  الإيمان والثبات على الحق..فحادثة الإسراء والمعراج كانت اختبارًا للمؤمنين،كذلك مكانة المسجد الأقصى..حيث الإسراء بالنبى صلي الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى بين مكانته الكبيرة في الاسلام..فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..وهو جزء من عقيدتنا الإسلامية..ويجب علينا أن نحافظ عليه وندافع عنه،
وفي نهاية الاحتفالية كرم اللواء خالد شعيب محافظ مطروح فضيلة الشيخ حسن عبد البصير وكيل وزارة الأوقاف تقديرًا لجهوده في الدعوة الدينية والمساعى الحميدة في إصلاح ذات البين والأحكام الشرعية وكذلك إنشاء العديد من المساجد الجامعة بمطروح.
كما تم تكريم عدد من العاملين بالا وقاف بمطروح لجهودهم المبذولة.

مقالات مشابهة

  • ليلة قرآنية في مسجد السيد عبد الرحيم.. قنا تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج
  • محافظ قنا يشهد الاحتفال بالإسراء والمعراج بمسجد عبد الرحيم القنائي
  • محافظ قنا يشهد الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
  • الإفتاء ترد على زعم أن رحلة الإسراء والمعراج رؤيا منامية
  • مطروح تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج
  • اليوم بحقٍّ عرفتُ معنى: “الله أكبر”!
  • أدب الاختلاف / د. زهير طاهات
  • آخر آية نزلت في القرآن الكريم
  • عمرو الليثي: حفيدتي علّمتني معنى أعز الولد
  • سنن نبوية في الجمعة الأخيرة من رجب.. اغتنمها