تعرف على تفسير: ووضعنا عنك وزرك
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وسورة الشرح مفسرة -ولله الحمد والمنة- تفسيرا واضحا بينا لا لبس فيه، والقول الذي أنكره السائل ذكره كثير من المفسرين، منهم: الحسن، وقتادة، والضحاك، ومقاتل، وفسروا الآية بمعنى: حططنا عنك ذنبك الذي سلف منك في الجاهلية، وجعلوه كقوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ {الفتح: 2}.
جاء في تفسير القرطبي: قَالَ الْمُحَاسِبِيُّ: يَعْنِي ثِقَلَ الْوِزْرِ لَوْ لَمْ يَعْفُ اللَّهُ عَنْهُ -الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ- أَيْ أَثْقَلَهُ، وَأَوْهَنَهُ، قَالَ: وَإِنَّمَا وُصِفَتْ ذُنُوبُ الْأَنْبِيَاءِ بِهَذَا الثِّقَلِ، مَعَ كَوْنِهَا مَغْفُورَةً، لِشِدَّةِ اهْتِمَامِهِمْ بِهَا، وَنَدِمَهُمْ مِنْهَا، وَتَحَسُّرِهِمْ عَلَيْهَا.
ولا ريب أن غفران ما سلف من أمر الجاهلية قبل الإسلام من جملة نعمة الله ومنته على خلقه، فلا نكارة في ذكر ذلك في سياق الامتنان على النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره تبع له، ولا تناقض البتة بين ذلك وبين كون الإسلام يجب ما قبله، وفي الآية أقوال أخرى كثيرة ومحتملة، ذكرها المفسرون.
هذا؛ وننبه أن أهل كل فن هم من يقرر مسائله، وأن الحق ليس مرتبطا بالضرورة بقناعة كل الناس بأنه هو الحق.
وقال تعالي أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (1) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (2) ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (3) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا (5) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا (6) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (8).
قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.
وهذا الوعد بالمخرج والرزق من غير وجه الاحتساب، يحتمل أن يكون متعلقا بشأن الأزواج خاصة، ويحتمل أن يكون عاما في كل شؤون أهل التقوى.
قال البيضاوي: ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) جملة اعتراضية مؤكدة لما سبق بالوعد على الاتقاء عما نهى عنه صريحاً أو ضمناً من الطلاق في الحيض، والإِضرار بالمعتدة وإخراجها من المسكن، وتعدي حدود الله، وكتمان الشهادة ...... بأن يجعل الله له مخرجاً مما في شأن الأزواج من المضايق والغموم، ويرزقه فرجاً وخلفاً من وجه لم يخطر بباله.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
عبادتان من أفضل الأعمال إلى الله تجتمعنا في شهر رمضان.. تعرف عليهما
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصيام والصدقة من أفضل الأعمال التي تقرب العبد من ربه؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن في الجنة غُرفاً يُرى ظهورُها من بطونها، وبطونُها من ظهورِها، فقال أبو موسى الأشعريّ: لمن هي يا رسول اللّه؟ قال: لمن طَيَّبَ الكلامَ، وأطعمَ الطعامَ، وأدامَ الصيام، وصلَّى بالليلِ والناسُ نيام»، ومن الجميل أن هذه الخصال كلها تجتمع في شهر رمضان، فاحرص على اغتنامها.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن شهر شعبان فرصة عظيمة لتعويد النفس وتهيئة الأجواء للقيام بعبادات شهر رمضان؛ كالصيام وتلاوة القرآن وقيام الليل وإطعام الطعام.
وأوضحت أنه لا مانع شرعًا من صيام يومٍ من شعبان وفطر يوم آخر؛ لقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» متفق عليه
وينبغي على المسلم أن يستزيد من العبادات والأعمال الصالحة في شهر شعبان، استعدادا لشهر رمضان المبارك، كي يعود نفسه على الأعمال الصالحة.
ومن أبرز هذه الأعمال الصالحة التي ينبغي على المسلم الاستزادة منها في شهر شعبان ما يلي: الصيام - الذكر - الدعاء - القيام - قراءة القرآن - التوبة.
توزيع الصدقات في المقابروورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم توزيع الصدقات عند زيارة المقابر؟ فأنا خرجت في أوَّل يوم من رجب -على عادتي السنوية- إلى المقابر لزيارة أقاربي فقمت بتوزيع بعض الصدقات عند القبر، فأنكر عليَّ بعض الناس.
وقالت دار الإفتاء إنه من المقرَّر شرعًا جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه؛ وقد وردت جملة من الأحاديث النبوية الشريفة تدلُّ على ذلك؛ منها: ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا» متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ سعد بن عبادة رضي الله عنه توفِّيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» أخرجه البخاري.
روشتة شرعية للاستعداد لشهر رمضان1) صيام شيء من شهر شعبان كتمرين على الصيام.
2) الإسراع في قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي لعذر شرعي.
3) استحضار بعض النيات والأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في رمضان.
4) بادر بصلة رحمك وتواصل مع الآخرين وأكثر من صيام التطوع.
5) مساعدة الفقراء والمساكين من أفضل الأعمال القريبة لله تعالى.
6) الإكثار من ذكر الله والأعمال الصالحة.
7) عدم التخاذل فى العمل أو التجاوز مع الآخرين بحجة الصيام.