حكم أخذ الأجرة على الرقية الشرعية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
كثرة الذكر من اسباب النجاة فلا شك أن القرآن الكريم شفاء للأرواح والأبدان، قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) [الإسراء: 82] والتزام المسلم أو المسلمة بالأذكار والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة آيات الرقية الشرعية تعصم المسلم من الشيطان ، وتبعد عنه الوسواس، وتبطل تأثير العين أو السحر عنه.
وهذه الرقى هي التي يعرفها ويداوي بها أهل التقوى والصلاح، ولا بأس بالاسترقاء عندهم، بخلاف السحرة الدجالين والمشعوذين فإنه يجب الحذر منهم والبعد عنهم.ومما يعين على أن تكون الرقية الشرعية نافعة الالتزام بالفرائض لأن كثيراً من الذين يصابون بمس جني، أو اللواتي يحدث لهن إجهاض لا يلتزمن بالصلاة المفروضة ولا بالطهارة من النجاسات، مضيعات للفرائض، مرتكبات للمحرمات، فكيف تقع الرقية موقعها من هؤلاء مع هذه المخالفات! ولذا فإننا نقول للسائلة الكريمة يجب عليك المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وفعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا تحقق ذلك، مع الالتزام بأذكار الصباح، والمساء والنوم، ودخول المنزل والخروج منه، وسائر الأذكار المطلوبة ، فلن يكون للشيطان أو القرين تأثير على الحمل أو غيره إن شاء الله.
وأما الحجاب من القرآن، فإن كان المقصود به: ( ما يكتب في ورق ثم يوضع في خرقة من القماش ثم يعلق) فهذا هو ما يعرف بالتميمة، وهذه التميمة إذا كانت من القرآن فقد اختلف أهل العلم في جواز تعليقها، والراجح أنه لا يجوز، وبه قال ابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهما، وهو ظاهر قول حذيفة، وعقبة بن عامر، وابن عكيم، وذلك لما يلي:
أولاً: لعموم النهي عن التمائم في قوله صلى الله عليه وسلم:" إن الرقى والتمائم والتولة شرك" رواه أبو داود وأحمد.
ثانيا: لسد الذريعة لأنه قد يفضي إلى تعليق ما ليس من القرآن.
ثالثاً ولأنه لو علق فلا بد أن يمتهنه المعلق عليه، فيحمله معه في حالة قضاء الحاجة والاستنجاء.
وعلى هذا فإننا نقول للسائلة: أكثري من ذكر الله والاستغفار والدعاء، واحرصي على الطاعات، وسيحصل لك ما تريدين إن شاء الله.
أما الذهاب إلى شيخ يقرأ القرآن ويأخذ مقابل القراءة، فإن كان هذا القارئ يقرأ للعلاج ورقية المريض، ويأخذ مقابل هذا أجراً، فلا بأس بذلك، لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال: " انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط! الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جّعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: الحمد لله رب العالمين، فكأنما أنشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، فقال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له ذلك، فقال: " وما يدريك أنها رقية؟، ثم قال:" قد أصبتم، اقتسموا، واضربوا لي معكم سهماً" قال ابن تيمية -رحمه الله- (وأذن لهم في أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية) .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الضحى وأهميتها في حياة المسلم
صلاة الضحى هي من السنن المؤكدة التي اهتم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ تُصلى في وقت النهار بعد ارتفاع الشمس، وتعد من الصلوات التي تميزها فضائل عظيمة تساهم في شكر الله على نعمه وتعبر عن قرب المسلم من الله.
فضل صلاة الضحى كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلمأوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الضحى تُعَدُّ صدقة عن كل مفصل في جسد الإنسان، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "يصبح على كل سُلَامَى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى"، مما يشير إلى مكانتها العالية في شكر النعم.
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بصلاة الضحىكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بصلاة الضحى. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ: صومِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".
وهذا الحديث يؤكد على أهمية هذه الصلاة وضرورة المواظبة عليها كجزء من سنن النبي.
عدد ركعات صلاة الضحىأكدت دار الإفتاء أن صلاة الضحى تبدأ بركعتين كحد أدنى، بناءً على حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أوصاني النبي بركعتي الضحى".
أما عدد الركعات المثالي فليس محددًا بعدد معين؛ فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان ركعتين، وفي أحيان أخرى أربع أو ست أو حتى ثماني ركعات.
وقت صلاة الضحىتُصلى الضحى من بعد شروق الشمس وارتفاعها إلى قبيل أذان الظهر. ويُفضل تأخيرها حتى تشتد حرارة الشمس، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال"، حيث تكون الشمس في أشد أوقاتها.