هجرة الأطباء السوريين وعودتهم إلى وطنهم بعد انهيار الأسد: أزمة تهدد المستشفيات الألمانية
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
في مشهد يعكس تعقيدات الهجرة والاندماج، يقف الأطباء السوريون في ألمانيا عند مفترق طرق حاسم، يتأرجحون بين البقاء والعودة إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
فمنذ اندلاع الحرب السورية، استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ سوري، شكلوا رافدًا مهمًا في سوق العمل الألماني، وخاصة في القطاع الطبي الذي يعتمد بشكل كبير على كفاءاتهم.
حيث تشير الأرقام إلى أنه زهاء 5758 طبيبًا سوريًا يعملون في المؤسسات الصحية الألمانية إضافة إلى 236 ألف سوري يعملون ويدفعون الضرائب مع نحو ثلثي هؤلاء العاملين يشغلون وظائف أساسية.
ومع اقتراب الانتخابات في ألمانيا، بدأت النقاشات حول عودة السوريين تتصاعد. بينما يطالب بعض السياسيين بإعادة السوريين إلى بلادهم، فإن الحكومة الألمانية تؤكد أن العديد منهم لديهم حقوق قانونية للبقاء، خاصة الذين حصلوا على الجنسية الألمانية.
يحذر خبراء سوق العمل من تداعيات محتملة إذا قرر هؤلاء الأطباء العودة، إذ تؤكد يوليا كوسياكوفا من معهد البحث الألماني للتوظيف أن "رحيل العاملين السوريين سيترك آثارًا ملموسة في مناطق محددة، خاصة التي تعاني من نقص في الكوادر".
فيما يشير مايكل فيبر، رئيس رابطة أطباء المستشفيات، إلى أن "المناطق الريفية لن تستطيع الاستمرار بدون الأطباء السوريين، فهم العمود الفقري للرعاية الصحية هناك".
الرغبة في العودة: حلم مشروطوقد أظهر استطلاع للرأي أن 941 طبيبًا من أصل 1238 يفكرون جديًا بالعودة، إذ عبّر الدكتور محمد الحكيم عن تعقيد المعضلة قائلًا: "رحلتي إلى ألمانيا كانت صعبة، وقد استقر أطفالي هنا، والعودة ليست بالأمر السهل"، ويضيف الدكتور منذر: "سوريا بحاجة إلى خبراتنا، لكن الاستقرار مطلب أساسي للعودة".
Relatedسوريا تتصدر الترتيب.. ما هي الدول العربية التي تعاني من هجرة الأدمغة والكفاءات؟سوريا ما بعد الأسد.. تصريحات أردوغان تثير البلبلة فهل تتحول البلاد إلى محمية تركية؟ أكراد سوريا.. توجّس من تركيا وخوف من المستقبل بعد استيلاء المعارضة الإسلامية المسلحة على السلطةفيما يؤكد فيصل شهادة، رئيس رابطة الأطباء السوريين في ألمانيا، أن "الدافع الرئيسي للعودة هو حب الوطن ورغبة المساهمة في إعادة بناء القطاع الصحي المنهار". رغم النقاشات حول العودة، فلقد أكدت الحكومة الألمانية رفضها لأي عمليات ترحيل مباشرة، مؤكدة أنها ستراقب التطورات في سوريا، ويلخص الدكتور حسام المصطفى التجربة بقوله: "نحن لسنا مجرد أرقام في سوق العمل، بل مواطنون بنينا حياتنا هنا بجهد كبير".
تبدو معادلة الأطباء السوريين في ألمانيا معقدة، تجمع بين الولاء الوطني والواقع الإنساني، بين حلم العودة وواقع الاستقرار.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "سوريا حرة حرة".. السوريون يحتفلون برحيل بشار الأسد في الدول الأوروبية رقص وهتافات على الحدود اللبنانية.. السوريون يحتفلون بسقوط حكم عائلة الأسد بعد 50 عاماً لاجئون سوريون في ألمانيا يرفضون "سخاء" السياسي المحافظ الذي خدعهم سورياألمانياهجرة الأدمغةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا هيئة تحرير الشام بشار الأسد إسرائيل روسيا إيران سوريا هيئة تحرير الشام بشار الأسد إسرائيل روسيا إيران سوريا ألمانيا هجرة الأدمغة سوريا هيئة تحرير الشام بشار الأسد إسرائيل روسيا إيران الحرب في سوريا دمشق غزة دونالد ترامب داعش عيد الميلاد الأطباء السوریین یعرض الآن Next فی ألمانیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
فيديو.. أكراد سوريا يحيون عيد النوروز لأول مرة دون الأسد
الحسكة- يُشبه الأكراد عيد النوروز هذا العام في سوريا الجديدة دون عهد استبداد ودكتاتورية نظام الأسد، بالخلاص من عهد الاستبداد الذي حل عليهم قبل 2725 عاما، عندما ولد فجر يوم جديد في حريتهم على يد كاوه حداد الذي قتل الملك الظالم زوهاك، بحسب قولهم.
وعلى ضوء المشاعل المتوهجة بالنار صعد الأكراد إلى جبل الباسوطة بريف عفرين شمال حلب في تقليد مماثل للخطوة التي قام بها رمز النصر لديهم "كاوه" الذي أعلن بإشعاله النار برأس الجبل ولادة يوم جديد بتاريخ الأكراد بعد القضاء على الحاكم الظالم الذي وصفوه بأنه كان يتغذى على جماجم أطفالهم.
فاتن كلاهو، فتاة كردية من قرية الباسوطة بريف عفرين شمال حلب، قالت للجزيرة نت إن الاحتفال بعيد النوروز يبدأ بإشعال النار برأس الجبل في مساء 20 مارس/آذار من كل عام، "ومن ثم ممارسة طقوس العيد من رقص وغناء وارتداء الزي الكردي في اليوم التالي، وبحضور الفرقة الفلكلورية التراثية الخاصة بالأكراد".
وأضافت أن النوروز يعني لهم الكثير لأنه يعني الحرية والسلام بعد الخلاص من الملك الظالم الذي كان يقتل الأكراد واستطاع "كاوه" التخلص منه وتحرير الأكراد من الظلم الذي تعرضوا له وولادة تاريخ جديد لهم حتى يومنا هذا.
إعلانأما محمد حاجي، الذي حضر من عفرين إلى قرية الباسوطة ليشارك في الاحتفالات، فقال للجزيرة نت إن الزي الكردي بالنسبة له هو من أهم الطقوس التي يحافظ عليها في هذا اليوم، "لأنه عيد التسامح بين جميع العباد ونحن كأكراد منذ 2725 عاما نحتفل بهذا اليوم".
ولفت حاجي إلى أن ما يقوم به الأكراد هو تقليد لما قام به "كاوه حداد" بإشعال النار في رأس الجبل لأن في زمانه لم يكن هناك وسائل تواصل لإبلاغ الأهالي بأنه تمكن من القضاء على الحاكم الظالم فاختار النار كإشارة لإخبارهم بذلك، "ونحن نحافظ على هذا التقليد".
لم ينس أكراد سوريا أحداث 2 مارس/آذار 2004 التي قتل وأصيب فيها عشرات الأكراد في مدن وبلدات القامشلي والحسكة وعامودا والمالكية والدرباسية، على يد النظام السوري السابق.
ولحقت بها أحداث عام 2008 التي قتل فيها 3 شبان أكراد بالقامشلي. وفي عام 2009 قتل مدنيان كرديان بالرصاص الحي من قبل قوات النظام السابق في مدينة الرقة. وفي 2010 اعتقل آلاف الأكراد في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب بعد شجار بينهم وبين رجال الأمن.
يقول حاجي إن "التضيق الذي كنا نعيشه أيام نظام الاستبداد في زمن حافظ الأسد وابنه بشار كان يمنعنا من ممارسة طقوس العيد وتفاصيله التي تُعد جزءا أصيلا من كل كردي. واليوم بعد تحرير سوريا نحتفل ونمارس طقوسنا بحرية". وأضاف "بل إن قوات الأمن الداخلي هي من تُؤَمّن المكان لضمان عدم اقتراب فلول النظام من أجواء الاحتفالات".
بدورها، قالت سعاد كلاهو للجزيرة نت، إن "إشعال النار في السنوات السابقة كان مشكلة لدى النظام السابق، وكنا نعيش حالة من الخوف إذا أردنا ممارسة طقوس عيد النوروز. أما اليوم فسعادتي لا يمكن وصفها، فأنا أحتفل على أنغام الأغاني الكردية وأتكلم الكردية وأرتدي الزي الكردي وكأنني أنا اليوم كاوه، أعيش الحرية كما عاشها هو عندما أنهى عصر الاستبداد قبل قرون من الزمن".
"نحن الأكراد بكل العالم من سوريا لتركيا للعراق لإيران نحتفل بعيد النوروز، هو عيد الفرح والنصر والذي يعني يوما جديدا منحه كاوه حداد للأكراد، وهذا اليوم يصادف الحادي والعشرين من آذار، وهو أول يوم من أيام فصل الربيع" يقول خابات بركات، وهو كردي من قرية الباسوطة بريف عفرين.
إعلانوأضاف بركات أنهم يرتدون الأزياء التي تشبه ألوان فصل الربيع مثل اللون الأخضر الذي يرمز إلى الطبيعة الخلابة، والأبيض الذي يرمز إلى السلم والأمان والتعايش والتسامح، والأحمر الذي يرمز للتضحية التي قدمها الشعب الكردي في سبيل رفع الظلم، وهي ذاتها ألوان العلم الكردي الذي تتوسطه الشمس التي تحتوي على 21 شعاعا، وهي ترمز إلى الحادي والعشرين من مارس/آذار يوم عيد النوروز، حسب كلامه.
أما راما الحسين التي شاركت في مراسم العيد في حي ركن الدين وسط دمشق، فقالت للجزيرة نت إن مراسم عيد النوروز تتضمن مائدة السينات السبعة بالإضافة إلى الرقص وارتداء الزي الكردي والاحتفالات الشعبية التي تدوم من مساء يوم 20 حتى 21 مارس/آذار، وتبدأ بإشعال النار التي تُعد جزءا أساسيا من المراسم احتفالا بالانتصار وإظهار هويتنا الكردية.
ومائدة العيد تتكون من 7 أشياء تبدأ بحرف "سين"، ولعل من أهمها: سير (ثوم) وسكة (عملة نقدية) وسنجد (ثمرة مجففة تشبه العناب) وسبزه (الخضرة) وسماق (السماق) وسيب (التفاح) وسركه (الخل) وسمنو (حلوى براعم القمح)، وقد تتجاوز السينات هذا العدد.
وأوضحت راما أن شعورها في هذا العام لا يمكن وصفه حيث جاء عيد النوروز عقب تحرير سوريا "وهذا ما جعلنا كأكراد نحتفل به دون أي قيود أو خوف من ممارسة طقوسنا الخاصة".