د. بشير إدريس محمدزين

• الأزمات التي تجتاح الناس في هذه الدنيا، يفرِّجُها الله عنهم بأدواتٍ وتداخلاتٍ مختلفة. فالحرب مثلاً هي صراعاتٌ مسلحة بالقوة المادية وبالغلبة الغالبة، وهذه الأدوات هي المفروض أن (تحسمها) بنظرِ الناس، ولكن عندما تتدخل الإرادةُ الربانية تنهار هذه القوة المادية وتنهارُ حساباتُها بشكلٍ مدهش وعجيب، وتقف عاجزةً ومعطلة كما حدث في العراق سابقاً وفي سوريا قبل أسبوع، وهنا تتبدَّى عجائبُ أدواتِ الله المدهشة.

.

• أزمةُ الحرب التي نحن فيها الآن تصارعت فيها الخصوم بالقوةِ المادية، وما تزال تتصارع، وكلا الفريقين يعتقدان أنهما سيحسمانها بقوتيهما الماديتين، ولقد تضرر من صراعهما هذا المدنيون الأبرياء أشدّ الضرر، ولم يستطع أيٌّ من الفريقين حتى الآن سحق الآخر وإزاحته من وجه الأرض كما يظن ويدّعي، وكلما إستمر القتال وزادت ضراوته، كلما أستمر موتُ وتقتيل الأبرياء، حتى أصبح عددُ الموتى الأبرياء الآن يفوق أعداد المتقاتلين من الطرفين بأضعاف عديدة! وحتى الآن، فلقد عجزت كل وساطةٍ عن إيقاف أصوات البنادق !

• مولانا نصر الدين مفرّح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف لأول حكومةٍ إنتقالية بعد الثورة يطلق الآن مبادرةً من نوع آخر لوقف الحرب، المفروض أنها مبادرةُ المؤمنين الصادقين الأولى ودأبهم السالك كلما حزَبهم أمرٌ أو كرب كالحرب الجارية في بلادِنا.

• أطلق مولانا نصر الدين مبادرته لنا جميعاً، لكل المؤمنين في السودان، وفي خارجه، وللأصدقاء ممن يحبون السودان، وتربطهم علاقةُ المحبة والصداقة والسلام والخير بأهل السودان. وهذه الدعوة هي كذلك لجميع الديانات، ولكل المِلل، ممن لهم إيمان بالسماء، أن يتضرعوا إلى الله تعالى بنيةِ إسبال السلام على شعب السودان المحروم فيتصدقون في يومٍ واحد، ويبتهلون ويصومون نهار الخميس القادم 19 ديسمبر، بنيةِ التفريج والسلام لوطننا السودان، وهذا اليوم هو الذي يصادف عشيةَ إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان في العام 1956م، وهو كذلك اليوم الذي يصادف انطلاق أولى شرارات الثورةِ السودانية ضد طاغية الإنقاذ في 2018م..

• وبالفعل فإننا لم يتبق أمامنا الكثير من الأدوات غير سلاح الدعاء والتبتل والتوبة إلى الله، وهو من أقوى الأسلحة وأمضاها وأسرعها، واللهُ يحب عباده المتبتلين المُخبتين الخاضعين المقرِّين بضعفهم، ونفاد حيلتِهم وإخباتِهم إليه..

• إننا ندعو مع مولانا نصر الدين مفرّح أن نتجمّع كلُّنا صائمين تلك العشية في مساجدنا ودورِنا ومنتدياتنا، بل حتى في بيوتنا مع أُسرِنا وجيراننا، ونفطِر جماعةً، بعد أن نصوم النهارَ كله، ونتصدق ما شاء الله لنا أن نتصدق، وبخاصةٍ لأهلنا الذين اعتصرتهم المسغبة، وأودى بهم الجوع والبرد والهوان على الناس في الملاجئ البعيدة..

• إن الصدقات والصوم والإبتهال إلى الله هي بالضبط مثل الدعواتِ الصالحات الصادقات، يكفِّر اللهُ بهن الذنوب، ويتوب على عباده، ويستجيب لدعواتهم، ويكشفُ الضُّرّ عنهم..

إنها دعوةٌ صادقة، وسهلة التنفيذ، ويمكن للواحد منا أن يصوم في ذلك اليوم بهذه النية، ويبتهل، ويدعو، ويتصدق حتى ولو على أهلِ بيته، فإنَّ في الصدقةِ على أهل البيت من الأجر أكثر مما فيها على غيرهم من الصدقات..
وعسى الله أن يفرّج كربنا وينفّس ضائقتنا وتتوقف هذه الحرب ببركة الدعاء والتبتل والصوم والإبتهال..
•••

bashiridris@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس السيادة السوداني: نواجه الآن حربا متعددة الأطراف

قال رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن السوادن يواجه الآن حربا متعددة الأطراف، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وأوضح البرهان، أنّ العالم أجمع يدرك أن ميليشيا الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب بحق المواطنين، لافتًا إلى أنّ الحرب لن تتوقف إلا بخروج ميليشيا الدعم السريع من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين.

وفي وقت سابق قال الإعلامي نشأت الديهي، إن الجيش السوداني يتحرك تحركات ثابتة ويحقق انتصارات على الأرض، مؤكدا أن ما يجرى في السودان أصعب مما يجرى في غزة، ولكن لا يعلم الكثيرون هذا الأمر.

وأضاف الديهي، خلال برنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، أن الجيش السوداني بدأ يستعيد توازنه، حيث سيطر على مدينة ود مدني وهى ثاني أكبر المدن السودانية، وهو ما يعد نقلة نوعية في الصراع الدائر في السودان.

وأشار نشأت الديهي، إلى أن إعلان بنك السودان المركزي مباشرة عمله في الخرطوم من جديد بعد فترة من الحرب من الأمور المبشرة عن الوضع السوداني.

مقالات مشابهة

  • السعدي عن إقرار قانون العفو العام: أحذروا دعوة المظلوم
  • أكسيوس: بلينكن سيقدم اليوم خطة لإدارة غزة بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • احتفالات بسيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني الاستراتيجية ومعقل قوات الدعم السريع
  • عبد المحمود أبو إلى مؤتمر “حوار ومصالحات في نواكشوط
  • معملتش فلوس منه.. حمدي شرف الدين يكشف أسرار اعتزاله الفن|خاص
  • حكم الإكثار من الصيام في شهر رجب بنية الاستعداد لشهر رمضان ..فيديو
  • أكبر الحرائق في تاريخ أمريكا من حيث الخسائر والتكلفة المادية
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: نواجه الآن حربا متعددة الأطراف
  • دعاء سداد الدين مجرب .. تعرف على حكم المماطلة فيه
  • ماذا يحدث في السودان؟