اشتباكات تتسبب بأعطال في سد تشرين تهدد خدمات آلاف السوريين
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
دمشق- في ظل تصاعد التوترات العسكرية في شمال شرق سوريا، بات سد تشرين يواجه مخاطر غير مسبوقة، نتيجة النزاعات المسلحة التي تركزت مؤخرًا حول مدينة منبج القريبة منه، وهو ما يثير المخاوف حول استمرارية عمل السد الذي يعد من أهم شرايين الحياة في المنطقة، وسط تحذيرات من تداعيات قد تؤثر على أدائه وخدماته الحيوية.
فخلال الأيام الأخيرة، دفعت قوات المعارضة السورية -التابعة للجيش الوطني- بأرتالها باتجاه مدينة منبج في 7 ديسمبر/كانون الأول، وشنّت في اليوم التالي هجومًا منسقًا تحت مظلة غرفة عمليات "فجر الحرية"، بهدف استعادة السيطرة على المدينة بعد نجاحها في السيطرة على تل رفعت.
ودفع هذا التصعيد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى التراجع تدريجيًا عن مركز المدينة، تنفيذًا لاتفاق أُبرم بوساطة أميركية-تركية، لكنه لم يخلُ من اشتباكات حول سد تشرين.
وفي هذا الإطار، قال القيادي في غرفة العمليات المشتركة أحمد النجم المعروف بلقب "أبو جراح عشارة"، للجزيرة نت، إن انسحاب "قسد" من المنطقة كان معقدًا، حيث رفضت بعض مجموعاتها الخروج من السد في البداية، وقامت بتخريب خزانات الكهرباء قبيل انسحابها الكامل، وأكد أن تلك الأعمال التخريبية زادت من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة، وأخّرت دخول فرق الصيانة إلى السد.
تسببت الاشتباكات المحيطة بتوقف سد تشرين عن العمل مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه داخل البحيرة بشكل عطّل الخزانات وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، بينما أكد المهندس زايد الناجي (اسم مستعار) للجزيرة نت أن الأعطال الموجودة حاليا لا تشير إلى انهيار السد.
إعلانوأوضح محمد العثمان وهو أحد العاملين في مركز الحوار الإنساني، العامل في مجال فض النزاعات ودعم الجهود الإنسانية والرعاية الصحية، للجزيرة نت، أن توقف السد عن العمل لفترات طويلة أدى إلى تراكم المياه داخل خزاناته، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق التي يغذّيها السد، وأضاف أن مدير السد اضطر إلى إطلاق استغاثة عاجلة لتجنب تفاقم الأضرار التي قد تؤدي إلى توقفه بشكل كامل.
بينما أكد يعرب الخميس (اسم مستعار)، أحد العاملين في فرق الصيانة، أن الأضرار التي لحقت بالسد تتطلب تدخلًا عاجلًا لإصلاح الأجهزة الميكانيكية والكهربائية. وأوضح للجزيرة نت أن البنية الإنشائية للسد لم تتعرض لأضرار كبيرة، إلا أن الأجهزة الداخلية تأثرت بشكل كبير نتيجة ارتفاع منسوب المياه، مما أدى إلى توقف مولدات الكهرباء بشكل كامل.
وذكر سالم حمود (اسم مستعار)، وهو أحد أعضاء فرق الصيانة، أنه بدأ العمل في منطقة السد بالتعاون مع الهلال الأحمر ولجنة من الأمم المتحدة لتقييم الأضرار والبدء بعمليات الإصلاح، وأوضح أن الفريق عمل على تغيير الموظفين الذين ظلوا في السد لمدة 6 أيام متواصلة، لتخفيف الضغط عنهم وتمكينهم من إتمام أعمال الصيانة في ظل الظروف الصعبة المحيطة.
وعن التداعيات السياسية والعسكرية الأخيرة، أوضح الباحث عمار جلو، من مركز الحوار للأبحاث والدراسات، للجزيرة نت، أن ما يحدث في منبج هو انعكاس لتفاهمات إقليمية ودولية حول مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأشار إلى أن هناك احتمالات لإعادة دمج هذه القوات ضمن الجيش السوري، أو الإبقاء عليها كقوة إدارية بالتعاون مع الدولة السورية المستقبلية، قائلا "ما نشهده في منبج قد يكون جزءًا من هذه التفاهمات".
مركز المياه والطاقةيعتبر سد تشرين، الذي يقع على نهر الفرات -على بعد 30 كيلومترًا من مدينة منبج- أحد أهم المشاريع المائية في سوريا، وتم بناؤه عام 1991، وبدأ العمل به عام 1999 بسعة تخزينية بلغت 1.9 مليار متر مكعب، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 630 ميغاواتا من الكهرباء، مما جعله مصدرًا أساسيًا للطاقة الكهربائية والمياه في المنطقة.
إعلانويغذي السد مناطق واسعة تشمل منبج والخفسة وغيرها، بالإضافة إلى استخدام مياهه لري الأراضي الزراعية المحيطة، لكنه ورغم إمكانياته الكبيرة، يعاني من تدهور في خدماته منذ بداية الثورة السورية، وفق ما أشار الصحفي عبد الله المحمد للجزيرة نت.
وذكر المحمد أن المشروع الأكبر للسد كان يهدف إلى ري أراضي منطقة مسكنة بالكامل، إلا أن الاشتباكات العسكرية المتواصلة وعدم صيانة تجهيزاته أثرت سلبًا على تحقيق تلك الأهداف بالوجه المطلوب، كما أكد أن مياه بحيرة تشرين الناتجة عن السد تعد مصدرًا رئيسيًا للري وتغذية المجتمعات المحيطة، إلا أن النزاعات أضعفت قدرته على تقديم هذه الخدمات الحيوية.
من جهة أخرى، تعد مدينة منبج نقطة إستراتيجية في شمال سوريا، لكنها خرجت منذ عام 2012 عن سيطرة النظام السوري لتصبح خاضعة لسلطة المعارضة، ثم انتقلت إلى قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2014، وبعد عامين، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها بدعم من التحالف الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مدینة منبج للجزیرة نت سد تشرین
إقرأ أيضاً:
الطرابسلي للجزيرة نت: هدفنا قيادة تونس إلى مونديال 2026
بعد أشهر من الشغور في الجهاز الفني للمنتخب الأول، حسم الاتحاد التونسي لكرة القدم الملف الأكثر إثارة للاهتمام وذلك بتعيين سامي الطرابلسي مدربا جديدا لنسور قرطاج ليعود لتدريب منتخب بلاده في عهدة ثانية.
وسبق للطرابلسي، أن كان لاعبا لفرق "سكك الحديد ثم "الصفاقسي" في الدوري التونسي وتوج مع الأخير بلقب الدوري والكأس 1995 وكأس الكونفدرالية 1998، كما لعب مع الريان القطري فضلا عن خوضه 81 مباراة دولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميسي حزين ويبرر عدم مشاركته مع منتخب الأرجنتينlist 2 of 2إنفانتينو يعلن عن قرار غير مسبوق في نهائي كأس العالم 2026end of listودرب سامي الطرابلسي منتخب تونس للاعبين المحليين عامي 2010 و2011 وقاده للتتويج ببطولة أفريقيا 2011، ثم درب المنتخب الأول حتى 2013 عندما تسلم مقاليد نادي السيلية القطري حتى 2023.
ويستهل الطرابلسي (57 عاما) تجربته مع منتخب نسور قرطاج -اليوم الأربعاء- أمام منتخب ليبيريا في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026، والتي تعتبر المهمة الأولى للمدرب الجديد من أجل إعادة التوهج لمنتخب بعد فترة من التراجع والنتائج المخيبة.
وفي مقابلة خاص مع "الجزيرة نت"، تحدث سامي الطرابلسي عن أهدافه في تجربته الثانية والتحديات التي يحملها بعد 12 عاما على مغادرته للمنصب في 2013 كما تطرق لعوامل تراجع كرة القدم التونسية وكشف موقفه من مشاركة بلاده في النسخة المقبلة من كأس العرب للمنتخبات قطر 2025 وغيرها من المحاور الهامة.
إعلان وفي ما يلي نص المقابلة: تعود لتدريب المنتخب التونسي بعد 12 عاما على تجربتك الأولى التي انتهت بنهاية كأس أمم أفريقيا 2013، ما الذي يمكن أن تمثله هذه التجربة الحالية لك وأنت تستعد للجلوس مجددا على دكة بدلاء نسور قرطاج؟هذه التجربة تمثل بالتأكيد قبل كل شيء استجابة للواجب لأن تدريب المنتخب الذي طالما لعبت فيه وحملت شارة قيادته شرف، لكنه مسؤولية وتكليف في الوقت نفسه فأمامنا أهداف لا بد من تحقيقها وعلى عاتقنا مهمة ثقيلة تأتي في ظرف صعب تمر به الكرة التونسية.
والمنتخب التونسي مقبل على عديد الرهانات الكبيرة، بدءا بتصفيات كأس العالم التي نستأنف منافساتها اليوم بمواجهة ليبيريا وصولا إلى المشاركة في كأس العرب للمنتخبات قطر 2025 وخوض نهائيات أمم أفريقيا في المغرب في العام الحالي وهذه المسابقات تضعنا أمام مسؤولية جسيمة لإعادة الاعتبار لكرة القدم في تونس ولمنتخب نسور قرطاج.
عندما تسلمت رسميا مهامك، ما أبرز الأهداف التي تم الاتفاق عليها مع اتحاد الكرة الذي صعد لتولي مقاليد الأمور بداية العام الحالي؟المنتخب التونسي يسجّل حضوره باستمرار في كأس العالم، وهذا كاف لوحدة ليعلن أول أهدافنا، تونس كانت أول منتخب عربي وإفريقي يحقق انتصارا في المونديال وذلك في نسخة 1978، كما كنا حاضرين في المونديال في 2018 فضلا عن النسخة الأخيرة في قطر منذ أكثر من عامين، وبالتالي يعتبر التأهل لكأس العالم 2026 واحدا من أوكد أهدافنا وأولها.
ومن الأهداف المتفق عليها أيضا بلوغ الأدوار المتقدمة من نهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة في المغرب، هدفنا هو بلوغ نصف النهائي ولم لا أكثر من ذلك.
والمنتخب التونسي لعب على الدوام الأدوار الأولى من النهائيات الإفريقية كما أنه يملك الرقم القياسي في عدد المشاركات المتتالية برصيد 17 مشاركة بين 1994 و2025 وهذا دليل على أننا نملك كل مقومات استعادة مكانتنا في الكرة الإفريقية.
إعلانوكأس العرب للمنتخبات في قطر، ستكون واحدة من أهدافنا، المسابقة تتزامن تقريبا من استعدادنا لكأس أمم أفريقيا ولكن سنعمل على المشاركة فيها والظهور بوجه مشرف امتدادا لما حققناه في النسخة الأولى عندما بلغنا الدور النهائي.
هل تعتقد أن المنتخب التونسي الذي خرج خالي الوفاض من أمم أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار، وتأهل بعد مخاض عسير للنهائيات المقبلة قادر على استعادة التوهج في المغرب؟الكرة التونسية كثيرا ما أثبتت أنها جاهزة للمواعيد الكبرى، لا ننكر أننا مررنا في 2024 بصعوبات كبيرة ولكن عندما نشاهد تطور مستوى الدوري التونسي ووصول الأندية إلى أدوار متقدمة في المسابقات القارية فضلا عن تألق عدد من لاعبينا المحترفين بأوروبا نزداد يقينا بأننا قادرون على المنافسة بجدية في أمم أفريقيا (المغرب 2025).
تواجه تونس اليوم منتخب ليبيريا بعد عقود من أول مباراة بين المنتخبين عندما كنت قائدا لنسور قرطاج في 1997.. هل تعتقد أن المباراة قد تكون منعرجا أخيرا نحو التأهل للمونديال المقبل؟في تصفيات كأس العالم 1998، واجهنا ليبيريا التي كانت معززة آنذاك بنجوم كبار يتقدمهم جورج وياه، ونجحنا في الفوز عليهم على قواعدهم (1 ـ0) وكانت تلك بداية الرحلة نحو التأهل لمونديال فرنسا. واليوم نواجه منتخبا مختلفا قد يكون أقل إمكانيات من منتخب "وياه"، ولكن المباراة لن تكون سهلة لأن ليبيريا حققت نتائج جيدة في التصفيات، فضلا عن صعوبة الأوضاع المناخية. نحن عازمون على الانتصار وخوض المباراة بكامل الواقعية من أجل دعم حظوظنا في التأهل.
لو طلبنا منك المقارنة بين تجربتك الأولى مع منتخب نسور قرطاج في 2011 وحتى 2013 وهذه التجربة، ما أبرز 3 عناصر قد تكون اختلفت بين العهدتين؟الأوضاع تغيرت كليا، الكرة التونسية تعرف جيلا جديدا من اللاعبين يختلف عن الجيل السابق الذي دربته في 2011 ثم في 2013، اليوم هناك رهانات جديدة ونملك مجموعة طموحة وقادرة على الذهاب بعيدا.
إعلانوفي الفترة الأولى، وعندما فزنا بكأس أفريقيا للاعبين المحليين في السودان كان المنتخب متكونا من لاعبي الدوري ثم دعمنا المجموعة بلاعبين في دوريات أوروبية، ولكن الآن هناك عدد كبير من اللاعبين المحترفين خارج تونس، وهذا لا ينفي بالمرة مكانة لاعبي أندية الدوري الذين نتوقع منهم إضافة كبيرة.
والنقطة الثالثة هي أن مسؤوليتنا هذه المرة أثقل باعتبار الفترة الصعبة التي مر بها منتخبنا العام الماضي والتي تستوجب جهودا كبيرة لاسترجاع مكانته المعهودة.
كيف ترى واقع الكرة التونسية على صعيد المنتخب والأندية (الدوري) وهل تعتبر أنها قادرة على استعادة مكانتها قاريا وعربيا في السنوات القليلة المقبلة؟لا يمكن أن نتجاهل أننا مررنا بفترة صعبة في العام 2024، الأسباب عديدة والأوضاع التي مرت بها الكرة التونسية على كل الأصعدة ساهمت في حالة التخبّط وأفرزت نظرة سوداوية للوضع بشكل عام. وبداية العام الماضي شهدت خروجا مدويا من الدور الأول لأمم أفريقيا في كوت ديفوار، ثم أنهينا سباق تصفيات أمم أفريقيا بصعوبة كبيرة ولكن من المؤكد أن الأمور تسير نحو التحسن بعد انتهاء فترة التسيير المؤقت للاتحاد وصعود مجلس إدارة جديد على رأس اتحاد الكرة برئاسة معز الناصري.
وهناك جهود من الجميع في محيط المنتخب لأجل النجاح، وذلك سيتطلب بالتأكيد عملا كبيرا ووقتا لبلوغ الأهداف المتفق عليها، ولكن ما أؤكده أننا نسير في الطريق الصحيح وهناك حرص جماعي على أن تستعيد كرة القدم في تونس إشعاعها على صعيد المنتخبات والأندية على حد سواء.
تتزامن نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 مع النسخة الثانية من كأس العرب للمنتخبات في قطر. هل ترى المنتخب التونسي جاهزا للمشاركة في المسابقتين؟من الطبيعي أن نسجل حضورنا في مسابقة مثل كأس العرب في نسختها الثانية حتى وإن كانت متزامنة مع كأس أمم أفريقيا إذ تقام كلتا التظاهرتين أواخر العام الجاري.
إعلانوكنا نودّ مثلا أن تكون المسابقتين متباعدتين زمنيا حتى نجهّز أنفسنا على أكمل وجه ونظهر بمستوى مشرف فيهما، وحتى تأخذ كل مسابقة حظها من الإعداد والأهمية التي اكتسبتها مثلا كأس العرب في نسخة 2021.
كيف ترى مستوى النسخة المقبلة من كأس العرب للمنتخبات (الدوحة 2025) من خلال ما شاهدته في النسخة الأولى قبل 4 سنوات؟من المؤكد أن كأس العرب للمنتخبات 2021 كانت واحدة من التظاهرات الكروية الممتعة واللافتة بشهادة الكثيرين على المستوى التنظيمي والمنافسة والأداء الفني الرفيع الذي أظهرته كل المنتخبات المشاركة. وكان لتونس شرف خوض النهائي الذي خسرناه أمام الجزائر، ولكن إجمالا حصلت فائدة كبيرة لتونس في تلك النسخة وظهرت بالخصوص في كأس العالم بعد ذلك بعام واحد.
وكأس العرب مسابقة ستكتسب مزيدا من الأهمية خصوصا بعد نجاح النسخة الماضية ومن المؤكد أن نجاح قطر في تنظيم مونديال 2022 سيجعل كأس العرب 2025 "مونديال عربيا" مصغّرا يحتفظ بكل مقومات النجاح والتنافس.