رسالة كاتبة إلى أختها المعارضة التي ماتت قبل أن ترى سقوط بشار
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
"أكتب إليك من دمشق. نعم، لقد أتى هذا اليوم يا بسمة! وهو أعظم مما حلمنا به لسنوات عديدة.. لدرجة اليأس من رؤية ذلك يحدث في يوم من الأيام.. ها قد سقط نظام بشار الأسد وها هم السوريون مبتهجون (..) لقد غنيت وهتفت مع الحشود: "ارفع رأسك فوق، أنت سوري حر" في ساحة الأمويين، في قلب مدينتنا التي كانت محرمة علينا".
هذا بعض ما جاء في الفقرة الأولى من رسالة الكاتبة هالة قضماني لأختها بسمة قضماني التي توفيت في 23 مارس/آذار 2023 وهي أكاديمية سورية كانت متحدثة باسم المجلس الوطني السوري الذي تشكل من الأطياف المعارضة لبشار الأسد بعيد انطلاق الثورة السورية عام 2011.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل تجرع شعبها الخوف مع حليب أمهاتهمlist 2 of 2موندويس: المؤسسات الأميركية الطبية تهمل واجبها بشأن جرائم الحرب في غزةend of list
تقول هالة في رسالتها بصحيفة ليبراسيون الفرنسية إنها لا تعرف ما يجعلها تحس أنها تعيد اكتشاف دمشق من جديد، هل ذلك بسبب مشاعرها الفياضة أم ذكرياتها الباهتة أم بسبب انعكاس ضوء الشمس على جبل قاسيون المطل على العاصمة، أم لأن كل شيء أصبح جميلا في عينها وهي ترى البسمة المشرقة المرتسمة على وجوه الناس في الشوارع؟ لكن ما هو مؤكد أن " الحب الذي أشعر به هنا لكل شيء وكل شخص لم يسبق له مثيل على الإطلاق"، على حد قولها.
غير أن ما يحز في نفسها، تقول هالة، بل وترى أنه قاس ومؤلم للغاية هو أن "بسمة" لم تعش هذا الحدث.. هي التي حشدت طاقاتها وعلاقاتها طيلة 10 سنوات من أجل "سوريا خالية من الاستبداد"، وهنا تصف الكاتبة الغصة التي تنتابها والدموع تنهمر من عينيها ليس فقط فرحا بهذا الحدث العظيم بل كذلك حزنا على غياب بسمة الذي "لا يطاق"، غياب ليست هي وحدها من يأسى عليه بل إن العشرات ممن عرفوا بسمة بعثوا لهالة رسائل تعكس مدى حزنهم على أن بسمة لم تكن موجودة في هذه اللحظات.
إعلان
وتمضي هالة لتقص على بسمة ما حصل فتقول لها: "لا يمكنك أن تتصوري أو تتخيلي يا بسمة كيف حدثت المعجزة وكيف جاء الخلاص! لم يتدخل جيش أجنبي، ولا وقع انقلاب عسكري، ولا جرى اغتيال، ولم يكن ما حدث حتى نتيجة مفاوضات سياسية.. لم يحدث أي من تلك السيناريوهات التي تصورتها، بل فر الدكتاتور مكرها في منتصف الليل دون أن يقول أي شيء بعد انهيار جيوشه ومليشياته في مواجهة هجوم مبهر شنه مسلحون سوريون ولم يكن أحد يتوقعه".
لم يتدخل جيش أجنبي، ولا وقع انقلاب عسكري، ولا جرى اغتيال، ولم يكن ما حدث حتى نتيجة مفاوضات سياسية
ولخصت ما حصل في أن هؤلاء المقاتلين جاءوا من إدلب وخلال 10 أيام فقط سيطروا على حلب ثم حماة فحمص وأخيرا دمشق "حيث ألقى جنود النظام أسلحتهم وتخلوا عن عتادهم ورموا زيهم العسكري أمام أعين السكان المندهشين".
أما عن هوية هؤلاء المقاتلين فإن هالة تقول: "لا أجرؤ على الكشف لك عن هوية المحررين الجدد. إنهم نفس الجهاديين الذين سرقوا منا ثورة ربيع 2011 والذين حاربناهم"، لكنهم تغيروا وما يتمناه الجميع هو "سوريا التي تتماشى مع رؤية بسمة، سوريا الملهمة لقادتها ولشعبها".
ولفتت هالة في رسالتها لأختها إلى أنها تود أن تطلعها على ما ينتاب السوريين وأصدقاءهم من أمل، معبرة عن دهشة الجميع من التصرف الراقي للمحررين الإسلاميين الجدد وما ميزهم من انفتاح لم يشتهروا به في السابق.
وختمت الكاتبة بالتأكيد على أن إدراك السوريين بالمخاطر المتعددة التي تهدد بلادهم، لا يثنيهم عن الأمل في مستقبل مشرق بعد "سنوات عديدة من اليأس".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عبد السلام موسى وهالة القوصي يكشفان سحر السينما ضمن أسبوع القاهرة للصورة
يستعد مدير التصوير السينمائي عبدالسلام موسى لإطلاق معرضه الفني "شيء من السحر" والذي يقام ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للصورة Cairo Photo Week وتنظمه فوتوبيا تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة ووزارة الثقافة، وبتنسيق الفنانة البصرية والمخرجة السينمائية هالة القوصي والشريكة الدائمة لعبدالسلام موسى في العديد من الأعمال السينمائية منها فيلم "شرق ١٢" والذي شارك في نصف شهر المخرجين في الدورة ٧٧ من مهرجان كان السينمائي الدولي.
ويعد "شيء من السحر" الذي سيقام في كايرو ديزاين ديستريكت CDD بالقاهرة الجديدة من 6-18 مايو القادم هو المعرض الفني المنفرد الأول لعبدالسلام موسى بعد مشاركته في العديد من المعارض مع عدد من مديري التصوير والمصورين، ليطلق سحره الخاص من خلال تجربة بصرية مختلفة، تعتمد على عرض مركب من ثلاث شاشات تعرض كل منها سردية بصرية جديدة من مشاهد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي شارك فيها عبدالسلام موسى، والذي صنفته مجلة - American Cinematographer أحد أهم وأعرق مجلات التصوير السينما في العالم- واحدا من أكثر مديري التصوير الواعدين في العالم لعالم 2020، والذين أصبح لديهم بصمة واضحة تميزهم، من خلال الأعمال المتميزة التي شارك فيها مثل "موجة حارة" و"إمبراطورية ميم"، و"هرج ومرج" و"مصور قتيل"، "ولد وبنت" و "أفراح القبة" و"ضي" و"الجريمة" و"زهرة الصبار".
وأشار عبدالسلام موسى إلى أن اسم المعرض "شيء من السحر- A kind of Magic "جاء بالاتفاق مع شريكته المخرجة هالة القوصي والذي استلهماه من كلمات الناقد الكبير الراحل مجدي الطيب ليعكس التجربة الاستثنائية التي سيجد زائر المعرض نفسه داخلها؛ فمن خلال ثلاث شاشات وتسع سماعات تستعرض بشكل متزامن شريط سينمائي يقدم شخصيات الأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية خارج سياقها المعتاد؛ ما يخلق لدى المشاهد تجربة درامية متفردة وحالة فنية مختلفة.
ووصفت المخرجة هالة القوصي المعرض قائلة أن فكرة المعرض انطلقت من كلمات الناقد الكبير الراحل مجدي الطيب: "استبدل عبدالسلام الكاميرا بعصا سحرية محولا الشاشة الكبيرة أو الصغيرة إلي عالم مشحون بالسحر والجمال والرهبة" ففي العرض تتلاقى الشخصيات التي أضاءها عبدالسلام لكبار صانعي الأفلام في مصر وخارجها في عالم جديد في عالم عبد السلام موسى السحري، في مزيج من شروق الشمس وغروبها، وضوء البدر، وأضواء المسرح، ولهيب الشموع والنيران المشتعلة، وتنبعث في هذه الشخصيات حياة جديدة، في تجربة سينمائية ساحرة تتكشف بطريقة فريدة لكل مشاهد".
المعرض شارك في الإعداد له عدد من صناع السينما لتقديم سحر عبدالسلام موسي للجمهور منهم مهندس الصوت عبدالرحمن محمود، كما شاركت القوصي في المونتاج مع المونتير آدهم يحيى وقام بالـ Post Production فريقStudios Vivid
وتقول مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا: "يحرص أسبوع القاهرة للصورة على الاحتفاء بالتجارب الفنية الاستثنائية، وفي معرض "شيء من السحر" يقدم لنا مدير التصوير عبدالسلام موسى تجربة فنية تكشف كيف أن عدسة الكاميرا تحمل داخلها حياة كاملة، وكيف أن الشخصية الواحدة يمكن أن تخرج من إطارها الذي نعرفه من خلال العرض المتزامن بين الشاشات الثلاث إلى عالم آخر ويقدم فكرة جديدة ومتكاملة".
يذكر أن الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة والذي يعقد في الفترة من 8 إلى 18 مايو تحت شعار "اكتشاف المشهد"، تضم أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، والمؤسسات الدولية مثل World Press Photo ، Vogue، national geographic و Getty Images وذلك في 14 موقعا بمنطقة وسط البلد، كما يستضيف أسبوع القاهرة للصورة خلال فعالياته أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروض توضيحية مباشرة بمشاركة خبراء وفنانين عالميين بالتعاون مع عدد من السفارات منها الهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والسويسرية والدانماركية والمركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.