بوابة الوفد:
2025-01-16@00:09:17 GMT

الحروب والتغير المناخي

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

 

تعتبر الحروب والتغير المناخي من أخطر التحديات التي تهدد استدامة الموارد الطبيعية واستقرار المجتمعات البشرية. فمنذ بداية الثورة الصناعية، شهد العالم ارتفاع في درجات الحرارة العالمية بمعدل تجاوز 1.1 درجة مئوية، كما تشير إليه تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وقد ترتب على هذا التغير الحاد في المناخ تهديدات واسعة على النظم البيئية وتدهور مستمر في الموارد الحيوية التي تُمدّ البشرية باحتياجاتها الأساسية.


ولا يمكن حصر الآثار السلبية للتغير المناخي في مجرد ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر؛ بل في الظواهر التي أصبحت تُهدد المدن الساحلية والجزر الصغيرة بالغرق وتآكل الأراضي الرطبة الصالحة للزراعة. ووفقاً لتقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قد يرتفع مستوى سطح البحر بما يصل إلى 1.1 متر بحلول عام 2100 في حال استمرار معدلات الارتفاع الحالية في الانبعاثات الكربونية. هذا الارتفاع يشكل تهديداً صريحاً للأمن الغذائي ويضع المجتمع الدولي أمام أزمة بيئية وغذائية متعددة الأبعاد، تهدد حياة الملايين الذين يعتمدون على هذه المناطق لإنتاج الغذاء.
من جهة أخرى، الكوارث الطبيعية المتزايدة مثل الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة أصبحت تُسهم في تفاقم الأزمات الإنسانية. ففي عام 2020 وحده، تأثر أكثر من خمسين مليون شخص بالكوارث المرتبطة بالمناخ، بحسب تقارير الأمم المتحدة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة وأضرار جسيمة في قطاع الزراعة، وأسهم في نقص الإنتاج الغذائي وارتفاع الأسعار العالمية. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، يعاني نحو 690 مليون شخص من الجوع، ويلعب التغير المناخي دوراً كبيراً في تفاقم هذه المشكلة.
في ظل هذه الظروف الضاغطة، لا يمكن تجاهل الدور المُدمر الذي تلعبه الحروب والنزاعات على البيئة والموارد الحيوية، ، لا سيما في سياق التغير المناخي المتفاقم. فلم تعد الحروب مُجرد صراعات مسلحة بين الأطراف المتنازعة؛ بل أصبحت عاملاً رئيسياً يُضاعف آثار التغير المناخي، حيث تساهم في تدمير البيئات المحلية، واستنزاف الموارد الطبيعية، وتفاقم تلوثها.
فعلى سبيل المثال، أدى الصراع في سوريا إلى تدمير نحو 40% من بنية المياه والصرف الصحي، وترك ملايين السكان يعانون من نقص حاد في المياه، في وقت يعاني فيه الإقليم أصلًا من موجات جفاف متكررة ناجمة عن التغير المناخي.

وفي اليمن، تتشابك آثار النزاعات مع التغير المناخي، حيث يواجه أكثر من 20 مليون شخص شحًا حادًا في المياه نتيجة تدمير البنية التحتية وندرة المياه الجوفية المتجددة بفعل ارتفاع درجات الحرارة. وبالمثل، تدهورت البنية التحتية للمياه في ليبيا بشكل كبير بسبب النزاعات المستمرة، حيث خرج 80% من نظام المياه عن الخدمة، مما زاد من مخاطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والتيفوئيد، بينما يفاقم التغير المناخي الأزمات من خلال تراجع الموارد المائية المتاحة وتصحر الأراضي الزراعية.
أما في قطاع غزة، فإن الوضع القائم يُفاقم من أزمة المياه في ظل تأثيرات التغير المناخي التي تؤدي إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية. ووفق تقارير المرصد الأورومتوسطي والمعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة، فإن 97% من المياه في غزة غير صالحة للشرب والاستهلاك البشري، مما يجعل سكان القطاع أكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي والنزاعات معاً.
تُظهر هذه الأمثلة أن تداعيات الحروب والنزاعات لا تقتصر على التأثير في المحيط المحلي للدول المُتضررة، بل تمتد في تداخل معقد ومتبادل التأثير لتؤثر بشكل كبير على النظم البيئية الإقليمية. هذا التداخل لا يقتصر على تدمير الموارد الحيوية، بل يسهم أيضًا في تفاقم أزمة المناخ من خلال استنزاف الموارد الطبيعية، وتدمير البنية التحتية البيئية، وزيادة معدلات التلوث. هذه العوامل المترابطة تُهدد استقرار النظم البيئية وتُضعف القدرة على مواجهة تحديات التغير المناخي.
ومع تفاقم آثار التغير المناخي، ظهرت تحديات جديدة قد تؤدي إلى نزاعات محلية وإقليمية مُقلقة وأكثر ضراوة؛ إذ إن ندرة الموارد الأساسية كالمياه والغذاء أصبحت تمثل عاملاً مؤثراً في تأجيج النزاعات، خاصة في المناطق التي تعاني من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مثل منطقة الساحل وغرب أفريقيا. وتقدر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن فترات الجفاف الطويلة في هذه المناطق أدت إلى نزوح أكثر من 4.2 مليون شخص وزيادة النزاعات بين المجتمعات المحلية، وهو ما يبين بأن التغير المناخي يتجاوز في كونه أزمة بيئية مُجردة، بل يمتد إلى ما هو أبعد، ليطول الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
كما أن التغير المناخي أصبح يغذي محور جديد للتنافس الجيوسياسي بين القوى العالمية التي تسعى للسيطرة على موارد النفط والغاز الطبيعي والمعادن غير المستغلة. وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بأن القطب الشمالي الذي يشهد ذوبان الجليد يحتوي على نحو 13% من احتياطيات النفط غير المكتشفة في العالم و30% من احتياطيات الغاز الطبيعي، وهو ما قد يضع منطقة القطب الشمالي في قلب توتر جديد بين الدول الكبرى ويجعل البيئة الهشة في تلك المنطقة عرضة لمخاطر الاستغلال الجائر.
وعلى الرغم من هذه التحديات الهائلة، إلا أنه لا زال الأمل قائماً في تخفيف آثار التغير المناخي من خلال التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية. ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، يمكن لمصادر الطاقة المتجددة تلبية نحو 90% من احتياجات الكهرباء العالمية بحلول عام 2050، وهو ما سيسهم بدوره في خفض الانبعاثات الكربونية ويعزز الاستقرار المناخي.
إلى جانب ذلك، تعتبر حماية الغابات خطوة أساسية في الحد من تغير المناخ؛ إذ تشير منظمة الأغذية والزراعة إلى أن الغابات تمتص نحو 2.6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. أي أن تكثيف جهود مكافحة إزالة الغابات وبرامج إعادة التشجير يمكن أن يكون حلاً فعالاً للتصدي لأزمة المناخ. كما أن اعتماد استراتيجيات التكيف مع تأثيرات التغير المناخي، كتطوير أنظمة الري المستدامة وبناء الحواجز الطبيعية لحماية المناطق الساحلية، يعد جزءاً أساسياً من الحل الشامل.
ومع ذلك، من المنطقي أن ندرك بأن جهود مكافحة التغير المناخي وحماية الموارد الطبيعية لن تحقق نجاحاً حقيقياً دون استقرار وسلام دولي. ولتحقيق ذلك، ينبغي على الدول تبني سياسات متكاملة ومشتركة لمواجهة هذه الأزمة العالمية، وتكثيف التعاون في مجالات البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا، إضافة إلى الالتزام الفعلي بتعهداتها ضمن اتفاقية باريس للمناخ. 
كما يمكن للمبادرات المشتركة، مثل "الصفقة الخضراء الأوروبية"، أن تشكل نموذجاً للتعاون الدولي الفعال، بالنظر إلى ما حققته من نتائج وإنجازات ملحوظة كخفض انبعاثات الكربون بنسبة تتجاوز 20% منذ إطلاق الصفقة، وزيادة مساحة المناطق المحمية لتصل إلى 30% من أراضي ومياه الاتحاد الأوروبي، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني والصناعات، وإنشاء صناديق التمويل الجماعية لتحقيق تحول بيئي شامل ومستدام.
عامةً، في ظل التحديات الوجودية التي يواجهها العالم، لا بد للحكومات والمنظمات الدولية التساؤل عن مدى استعدادها للتخلي عن المصالح الضيقة لصالح المصلحة الجماعية للبشرية. فلا يمكن اختزال التغير المناخي والنزاعات المُسلحة في كونها أزمات بيئية أو سياسية عابرة؛ بل كتهديدات وجودية تستدعي استجابة دولية فورية وحاسمة. ومن دون اتخاذ خطوات جادة ومسؤولة، فإنها ستترك إرثًا من الدمار والعجز للأجيال القادمة. تحمل المسؤولية البيئية هي ضرورة حتمية، ولا يمكن ترك الأمر للصدفة والمصير.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

من منجم الألبايت إلى جائزة التميز العالمية.. مكاسب مصر من الشركة المصرية للتعدين

تكامل عمليات الاستخراج والتصنيع وتعزيز الاستفادة من الموارد ودعم الاقتصاد

تعزيز الشفافية بإجراءات الحوكمة والرقابة.. ومنصة إلكترونية متكاملة لتسهيل الاستثمار

مجمع مصانع الكوارتز: طفرة في صناعة التعدين.. ونموذج متطور لإدارة المحاجر والملاحات

منذ حصولها على تكليف رسمي بإدارة واستغلال المحاجر والملاحات في جميع أراضي الجمهورية، تواصل الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات تحمل مسؤولياتها في المناطق الاستراتيجية، خاصة أن الشركة تضم أكثر من 2500 محجر متنوع: رمال، زلط، دولوميت، حجر جيري، جبس، طفلة، وغيرها من الخامات التي تُعد أساسًا للعديد من الصناعات الحيوية في مصر.

يقول اللواء عبد السلام شفيق، رئيس مجلس الإدارة: «الشركة تركز على تعظيم القيمة الاقتصادية للموارد الطبيعية المصرية من خلال أنشطة متنوعة في التعدين والتصنيع. أهم مجالات عمل الشركة تشمل إنتاج الألبايت الذي يُستخدم في صناعات مثل الزجاج والسيراميك، وإنتاج الفوسفات من مناطق السباعية بأسوان لتلبية احتياجات الصناعات المحلية مثل الأسمدة. ومن أحدث إنجازاتها مشروع مجمع الكوارتز في مرسى علم والعين السخنة، الذي يمثل نموذجًا متكاملًا لإنتاج خام الكوارتز ومعالجته إلى منتجات نهائية مثل ألواح مقاومة للتلوث والبكتيريا».

تقدم الشركة خريطة استثمارية عبر بوابة إلكترونية لتسهيل التعاقد مع المستثمرين بنظام شفاف. تعتمد الشركة على آليات تضمن الاستغلال الأمثل للموارد، كتحديد كميات الإنتاج وسعر الخام بناءً على دراسات السوق، وتوريد نسب من الإيرادات لدعم المحافظات ووزارة المالية. تسعى الشركة لتعظيم الاستفادة من الخامات المحلية عبر تقنيات حديثة، مما يضمن تحقيق التنمية المستدامة وزيادة إيرادات الدولة مع توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.

ينبه رئيس مجلس الإدارة إلى أن الشركة تُعد من أهم المشاريع الوطنية التي تسهم بشكل كبير في تطوير قطاع التعدين في مصر «تجسد الجهود المستمرة لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية في البلاد، حيث تأسست في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق إدارة فعّالة للموارد الطبيعية وتنظيم استغلالها بما يتماشى مع احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومنذ تأسيسها، حرصت الشركة على التوسع والنهوض بالقطاع التعديني، مما جعلها ركيزة أساسية في مسيرة التطور الاقتصادي».

توجيهات سياسية

يضيف رئيس مجلس الإدارة: «هذا النجاح كان ثمرة للتوجيهات السياسية والإدارية الرامية إلى تحسين أساليب استغلال الموارد المعدنية وتنظيم قطاع المحاجر والملاحات بشكل يضمن تحقيق عوائد اقتصادية مستدامة». تأسست الشركة عام 1991، عندما بدأ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية في استغلال منجم خام الألبايت في شرم الشيخ لتلبية احتياجات الشركات المنتجة للسيراميك والزجاج والبورسلين. ومنذ ذلك الحين، كان التطور مستمرًا حتى تم تحويل هذا الجهد في عام 1992 ليصبح جزءًا من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بهدف تحسين أساليب الإنتاج وزيادة حجم القطاع.

في عام 2020، حدثت النقلة النوعية في تاريخ الشركة بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية، حيث تم إعادة هيكلة قطاع التعدين وتأسيس الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، من خلال القانون رقم 193 لسنة 2020 بالتعاون مع وزارات البترول والتنمية المحلية والإسكان، بما يضمن أفضل الأساليب لاستغلال الموارد الطبيعية وتحقيق العوائد المناسبة.

مهام أساسية

يقول رئيس مجلس الإدارة: تتولى الشركة المصرية للتعدين العديد من المهام الأساسية التي تدعم النمو الاقتصادي وتعظم القيمة المضافة للثروة التعدينية على مستوى الجمهورية، وهو ما يُعد من أهم أولوياتها. تسعى الشركة للتعاون مع الجهات العلمية والبحثية لتطوير الأداء وتحسين الكفاءة، بالإضافة إلى تلبية احتياجات السوق المحلي من الخامات التعدينية والمحجرية، مما يعزز قدرتها على تنفيذ المشروعات القومية.

وأضاف: تلعب الشركة دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير فرص عمل جديدة للشباب وتنفيذ مشروعات قومية واستراتيجية. كما تضطلع بمسئولية تنظيم عمليات البحث واستغلال المناجم والمحاجر والملاحات، مع مراقبة الأنشطة ذات الصلة لضمان الاستغلال الأمثل لهذه الموارد.

تتعاون الشركة مع الجهات المختصة للإشراف الفني على عمليات استخراج الخامات التعدينية، واضعةً الضوابط والشروط الفنية لتحقيق أفضل النتائج. تسهم هذه الجهود في تعزيز مكانة الشركة كأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال إدارة الموارد التعدينية بكفاءة، بما يدعم رؤية مصر التنموية.

تقوم الشركة بتنفيذ مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الثروات التعدينية في مصر. حيث تُعد مصر من أغنى الدول بالثروات التعدينية، مما أتاح للشركة العمل في مجالات متعددة ومتنوع، بدءًا من استخراج خام الألبايت، وصولًا إلى تحقيق قفزات نوعية في عدة مجالات.

تنمية اقتصادية

ووفقا رئيس مجلس الإدارة، تُعتبر الشركة أحد المساهمين الرئيسيين في التنمية الاقتصادية من خلال تنفيذ مشروعات استراتيجية توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزز من إيرادات الدولة. أحد أبرز مجالات النشاط التي تركز عليها الشركة هو تعظيم القيمة المضافة للخامات التعدينية، ففي مجال الألبايت، تمتلك الشركة وحدة إنتاجية بطاقة سنوية تبلغ 360 ألف طن، وهي موجهة لصناعات متنوعة مثل الزجاج والبورسلين والسيراميك والرخام الصناعي.

في أسوان، تُشرف الشركة على استخراج خام الفوسفات من مناطق امتيازها بالسباعية، وتوفر حوالي 1500 فرصة عمل. الفوسفات يستخدم في الصناعات الحيوية مثل الأسمدة الفوسفاتية وحمض الفوسفوريك، ومن بين المشاريع البارزة التي نفذتها الشركة مؤخرًا هو مشروع مجمع مصانع الكوارتز في مرسى علم، والذي يعد نقلة نوعية في صناعة التعدين في مصر والمنطقة.

المجمع هو الأول من نوعه في المنطقة العربية والأفريقية، ويشمل منجمًا للكوارتز يحتوي على احتياطي يقدر بـ 3.5 مليون طن، بالإضافة إلى خمسة مصانع متخصصة في معالجة الكوارتز، وتم تصميم المجمع ليشمل عدة مراحل إنتاجية متكاملة تضمن إنتاج مادة الكوارتز من مرحلة استخراج الخام إلى المنتجات النهائية.

أحد المشاريع الأخرى التي تحقق من خلالها الشركة قيمة مضافة كبيرة هو مصنع إنتاج ألواح الكوارتز، بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 438 ألف متر مربع، هذه الألواح تتميز بمقاومتها للبكتيريا، والتلوث، والحريق، وتستخدم في المستشفيات والفنادق، كما يهدف المشروع إلى تلبية الطلب المحلي وتصدير جزء من الإنتاج لتوفير العملة الأجنبية.

قامت الشركة بتأسيس أربعة مصانع للرخام والجرانيت في مناطق العين السخنة، رأس سدر، المنيا، وأسوان، وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلي والدولي، وقد تم تصميم هذه المصانع وتجهيزها بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة لضمان جودة الإنتاج وتحقيق أعلى معايير الأداء.

لتسهيل عمليات الاستثمار، قامت الشركة بإطلاق بوابة إلكترونية تتضمن خريطة استثمارية للمحاجر والملاحات غير المستغلة، مما يسهل على المستثمرين التقدم للاستفادة من هذه الموارد، كما تعتمد الشركة على نهج متكامل وشفاف في التعاقد مع المستثمرين، حيث يتم تحديد الحد الأدنى للإنتاج وسعر الخام بناءً على دراسة شاملة للسوق المحلي في كل محافظة.

حصدت الشركة المصرية للتعدين جائزة التميز العالمية في مجال نظم المعلومات الجغرافية، محققة المركز الأول عالميًا في قطاع حوكمة المحاجر. جاء هذا الإنجاز في إطار فعاليات المؤتمر الدولي لمستخدمي برمجيات «إيزري» لنظم المعلومات الجغرافية لعام 2022، الذي يُعد أضخم حدث عالمي مخصص لهذا المجال. يُعقد المؤتمر سنويًا في الولايات المتحدة، ويستقطب أكثر من 75 ألف مشارك من كبرى الشركات والمؤسسات العالمية، ليشكل بذلك منصة لتكريم الابتكار وتبادل الخبرات بين رواد هذا القطاع الحيوي.

من جهة أخرى، قامت الشركة بتطبيق منظومة إدارة موارد المؤسسات (ERP-SAP) لتعزيز تنظيم العمليات الحسابية والتعاقدية، مما يسهم في تحسين أداء العمليات وتقليل الأخطاء البشرية، كما تم تجهيز معامل الشركة بأحدث الأجهزة المستخدمة في التحاليل الكيميائية والجيوكيميائية، ما يعزز قدرتها على تحليل الخامات واستخراج تقارير دقيقة وشاملة.

وفي إطار تعزيز الشفافية، ركزت الشركة على اتخاذ إجراءات رقابية صارمة باستخدام أنظمة حديثة مثل أجهزة تتبع المواقع ونظم مراقبة إلكترونية متقدمة. تم استخدام تقنيات الأقمار الصناعية والتصوير الجوي لمراقبة مناطق التحجير وضمان التزام المشغلين بالقوانين.

أرقام مهمة:

- تأسست الشركة في عام 1991.

- تم إعادة هيكلة الشركة في عام 2020.

- بدأ العمل الرسمي للشركة في أكتوبر 2020.

- تملك الشركة وحدة إنتاجية بطاقة سنوية تبلغ 360 ألف طن.

- توفر هذه الوحدة 200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

- توفر الشركة 1500 فرصة عمل في أسوان.

- مجمع مصانع الكوارتز يملك احتياطيًا يقدر بـ 3.5 مليون طن.

- قدرة مصنع الكوارتز على الإنتاج تبلغ 140 ألف طن سنويًا.

- قدرة مصنع إنتاج ألواح الكوارتز تبلغ 438 ألف متر مربع سنويًا.

- تمتلك الشركة أكثر من 2500 محجر متنوع.

- أُنشئت المنصة الرقمية للشركة في 1 أكتوبر 2020.

- لدى الشركة 22 قطاعًا وقسمًا متقدمًا في المحافظات.

- مدة الموافقة للمحاجر ثلاث سنوات وللملاحات خمس سنوات.

- مدة التصاريح الأمنية أصبحت ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة.

الزميل أحمد بديوي يحاور اللواء عبد السلام شفيق

مقالات مشابهة

  • مواد البناء صديقة البيئة: سلاح جديد في مكافحة التغير المناخي
  • الزعاق يؤكد: التغير المناخي في المنطقة العربية يحميها من كآبة الشتاء.. فيديو
  • انطلاق أعمال منتدى المياه ضمن «أبوظبي للاستدامة»
  • انطلاق أعمال منتدى المياه ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025
  • العراق وبريطانيا يوقعان مذكرة تفاهم في مجال التغير المناخي والبيئة
  • توقيع مذكرة تفاهم بين العراق وبريطانيا في مجال التغير المناخي والبيئة
  • كيف يؤثر التغير المناخي في التنوع البيولوجي بالدولة؟
  • من منجم الألبايت إلى جائزة التميز العالمية.. مكاسب مصر من الشركة المصرية للتعدين
  • الأردن يمهد الطريق لإطلاق مبادرة بقيمة 60 مليون دولار للتكيف مع آثار التغير المناخي
  • كلية الدفاع الوطني تستضيف وزيرة التغير المناخي والبيئة