فايننشال تايمز: الولايات المتحدة وإيران تسعيان إلى وقف التصعيد
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها إنه بعد أكثر من عامين من المحادثات الشاقة قد تحرز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرا بعض التقدم في جهودها لتهدئة التوترات مع إيران، وتأمين حرية المواطنين الأمريكيين المسجونين هناك، وربما تضع حدا لأزمة نووية استمرت فترة طويلة.
في الأسبوع الماضي، نقلت إيران أربعة مواطنين إيرانيين أمريكيين، بمن فيهم رجال الأعمال سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، من سجن إيفين سيئ السمعة في طهران إلى الإقامة الجبرية كمرحلة أولى من تبادل الأسرى.
وبموجب الاتفاقية، سيتمكن المحتجزون، بالإضافة إلى شخص آخر مزدوج الجنسية يخضع للإقامة الجبرية، في نهاية المطاف من مغادرة الجمهورية الإيرانية. في غضون ذلك، ستسمح واشنطن لطهران بالوصول إلى 6 مليارات دولار من أموالها المجمدة والإفراج عن خمسة سجناء إيرانيين.
الصفقة تنم عن دبلوماسية الرهائن وستسبب مخاوف مبررة من أنها ستشجع النظام على الاستمرار في استخدام البيادق البشرية بشكل ساخر كتكتيك في عدائه المستمر منذ عقود مع الغرب. لكن إطلاق سراح مزدوجي الجنسية خطوة مرحب بها - فقد ظل نمازي قابعا في إيفين لمدة ثماني سنوات والشرقي وطهباز لمدة خمس سنوات، كلهم بتهمة التجسس.
قد يساعد تبادل الأسرى الناجح في بناء درجة من الثقة لا وجود لها ودعم جهود احتواء الأزمة النووية التي تغلي بشكل خطير منذ أن تخلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد عن الاتفاق النووي لعام 2015 والذي وقعته طهران مع القوى العالمية.
ناقش المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون إجراءات أخرى لخفض التصعيد من شأنها أن تشمل وضع طهران سقفا لمستويات تخصيب اليورانيوم لديها والتعاون بشكل أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تضغط واشنطن على الجمهورية لوقف بيع مسيرات مسلحة لموسكو، وهو ما استخدمته القوات الروسية للتأثير الوحشي في الحرب في أوكرانيا. في المقابل، قد تغض الولايات المتحدة الطرف عن صادرات النفط الإيرانية، التي أعاقتها العقوبات.
هذه المفاوضات ليست كاملة وليست مصممة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. لكنها قد تصل إلى حد التقدم من خلال وقف برنامج نووي عند قدراته الحالية يمكن أن يؤجج الشرق الأوسط. تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بأعلى مستوياته على الإطلاق ولديها القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لتطوير قنبلة نووية في غضون أسبوعين تقريبا إذا اختارت ذلك.
وتابعت الصحيفة أنه إذا استمر البرنامج دون رادع، فستشعر إسرائيل أو الولايات المتحدة في مرحلة ما بأنها مضطرة للرد عسكريا. كما أن خطر سوء التقدير الذي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب طاحنة. يجب أن يُنظر إلى أي محاولة لتأخير هذا الاحتمال على أنها براغماتية دبلوماسية. من المؤسف أن الحل الأكثر جاذبية - لبث روح جديدة في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 المحتضر - بعيد المنال في هذا الوقت.
عندما أطلق ترامب حملة "الضغط الأقصى" على الجمهورية، لم يقدم أي مخرج سياسي. ردت إيران على الضغط من خلال التصرف بشكل استفزازي: فقد حشدت لزعزعة استقرار أعدائها ومهاجمتهم، وصعدت من نشاطها النووي. في طهران، الحساب هو أن نفوذها يأتي من تأجيج الأزمات وإدراك خصومها أنهم سيدفعون الثمن.
كما هو متوقع، فإن صقور الولايات المتحدة ينتقدون إدارة بايدن لموافقتها على إلغاء تجميد الستة مليارات دولار. صفقة الأسرى ليست مشروطة بإجراءات خفض التصعيد، لكنها قد تنهار. هناك تشكك حول مدى استدامة خطوات احتواء الأزمة النووية حتى لو تم تأمينها. ويبقى التحدي الأساسي المتمثل في منع إيران من أن تصبح دولة على عتبة امتلاك قبلة نووية دون حل. يجب الترحيب بأي تحركات لتهدئة التوتر وتقليل مخاطر الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بايدن إيران النووية ترامب الاتفاق النووي إيران امريكا النووي الاتفاق النووي بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ترامب قادر على تجنيب العالم حربا نووية
حذرت صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها من تصاعد المخاطر النووية في عام 2024، نتيجة توسع الترسانات النووية وانهيار المعاهدات وتزايد التوترات بين القوى العالمية، وقالت إن أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب فرصة للحد من هذه التوترات عبر إدارة محادثات للحد من التسلح النووي ومنع استئناف التجارب النووية وإعادة تقييم ميزانيات التطوير النووي، وإصلاح السياسات المتعلقة بسلطة إطلاق الأسلحة النووية.
وحثت الافتتاحية ترامب على اغتنام هذه الفرصة وتعزيز الاستقرار العالمي خصوصا وأن الولايات المتحدة وروسيا والصين مستمرات في تطوير مقوماتهن النووية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البحث عن "الشبح".. تايمز: ماذا خلّف ماهر الأسد؟ وأين هو؟list 2 of 2كاتب إسرائيلي: 10 معضلات تكتنف قيام دولة فلسطينية وأسئلة لصناع القرارend of listوطرحت الافتتاحية سجل الرئيس القادم في قضايا السياسة النووية، ووصفته بأنه "متباين"، مشيرة إلى انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران مما أدى إلى تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.
وفي المقابل، ذكرت أقوالا سابقة له تشير إلى وعيه بمدى خطر الأسلحة النووية وأهمية السيطرة عليها، كما أثنت على جهوده في الانخراط المباشر مع خصوم البلاد، وتضمن ذلك لقاءه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والذي أظهر إمكانية استخدام الدبلوماسية لتخفيف المخاطر النووية.
كما أشارت الافتتاحية إلى أن القيادة الإيرانية الجديدة أبدت استعدادا للتفاوض، مما يتيح لترامب فرصة لإعادة بناء العلاقات مع إيران وتعزيز جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية والبرنامج النووي الإيراني.
إعلان تصعيد عالميووفقا للصحيفة الأميركية، تعمل الصين على مضاعفة عدد الرؤوس الحربية، التي قد تصل إلى 500 رأس نووي بحلول عام 2030، كما تواصل روسيا تهديداتها النووية في خضم حربها في أوكرانيا، أما كوريا الشمالية فباتت صواريخها تطال الولايات المتحدة الأميركية.
ولفتت الافتتاحية كذلك للهند وباكستان، وتمتلك كل منهما حوالي 170 رأسا حربيا، وتعملان على زيادة مخزونات الأسلحة النووية.
وحسب الافتتاحية، تدرس الدول الحليفة للولايات المتحدة أيضا تطوير برامج نووية، ويؤيد 70% من المواطنين في كوريا الجنوبية بناء أسلحة نووية، وقد لمح قادة الدولة إلى احتمالية امتلاكها.
وحذرت الافتتاحية من احتمالية أن تدفع كوريا الجنوبية النووية اليابان أو ألمانيا إلى أن تحذو حذوها، وصرحت أوكرانيا بالفعل بأنها قد تحتاج إلى أسلحة نووية إذا تأخرت عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يزيد من عدم الاستقرار العالمي.
انهيار اتفاقيات الحد من انتشار الأسلحة النوويةوأشارت نيويورك تايمز إلى أن آخر اتفاقية ثنائية رئيسية تحد من ترسانات الولايات المتحدة وروسيا -وهي معاهدة ستارت الجديدة- تنتهي صلاحيتها بعد 14 شهرا فقط، وقد انهارت بالفعل اتفاقيات مثل "معاهدة القوات النووية ذات المدى المتوسط" و"معاهدة الفضاء المفتوح"، وقد بدأ هذا الانهيار منذ ولاية ترامب الأولى.
وحثت افتتاحية الصحيفة إدارة ترامب على اتخاذ إجراءات فورية لمنع المزيد من التصعيد، ابتداء بسياسة "عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية" لتخفيف التوترات، وتنص السياسة على أن يقتصر استخدام الأسلحة النووية للرد على ضربة نووية وليس للهجوم العسكري، ويقلل ذلك من خطر وقوع حرب نووية.
وتابعت مؤكدة أن الحفاظ على الحظر العالمي للتجارب النووية أمر جوهري أيضا، وعلى الرغم من عدم وقوع أي تجارب منذ 30 عاما، إلا أن مواقع التجارب النووية الأميركية والروسية والصينية آخذة في التوسع.
إعلانوخصت الافتتاحية بتحذيرها الولايات المتحدة، التي أجرت أكثر من ألف تجربة نووية، وهو عدد يتجاوز ما أجرته روسيا والصين معًا، وحذّرت، الإدارة القادمة من أن استئناف هذه التجارب قد يؤدي إلى نشوب سباق تسلح نووي جديد.
إصلاحات سياسية للحد من المخاطرواستعرضت نيويورك تايمز عدة إصلاحات يمكن للإدارة القادمة تنفيذها، ابتداء بضرورة إعادة تقييم خطة تحديث المقومات النووية الأميركية، وتبلغ تكلفة الخطة تريليونيْ دولار، وتتضمن تحديث أو استبدال المكونات القديمة لترسانتها النووية، مثل الصواريخ والقاذفات والغواصات.
وبحسب الافتتاحية، فإن استبدال جميع أنظمة الأسلحة في وقت واحد ليس ضروريا، نظرا لارتفاع التكاليف -كل صاروخ يكلف 18 مليون دولار- فضلا عن المكاسب الإستراتيجية الضئيلة، وبالتالي، تنصح الافتتاحية الإدارة القادمة بإعادة تقييم البرنامج أو مراجعته بشكل مستقل.
كما تؤكد الافتتاحية أن إصلاح سلطة الرئيس المطلقة في إطلاق الأسلحة النووية هو أولوية أخرى، فالقوانين الحالية تسمح لفرد واحد بإصدار قرار ضربة نووية دون ضوابط.
وحثت الافتتاحية الإدارة القادمة على النظر في التشريع الذي اقترحه عضو مجلس الشيوخ إدوارد ماركي والنائب تيد ليو الذي يهدف إلى وجوب موافقة الكونغرس على توجيه الضربات الأولى، ومن شأن ذلك تعزيز ضبط النفس وإبعاد الولايات المتحدة عن موقف روسيا النووي العدائي، دون تقويض سلطة الرئيس المنتخب.
وخلصت الافتتاحية إلى أنه على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان ترامب قادرا على تحقيق وعده الانتخابي بـ"تحقيق السلام عبر القوة"، فإن على الأميركيين أن يأملوا أن يجعل العالم أكثر أمانا بنهاية ولايته الثانية، خاصة فيما يتعلق بالأسلحة النووية.