وزير الثقافة يعلن المشروع الفائز بمسابقة تمثيل مصر في بينالي فينيسيا الدولي للعمارة 19
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
شهد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، احتفالية إعلان وزارة الثقافة -ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري- برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، المشروع الفائز بالمسابقة المعمارية لتمثيل مصر في ببينالي فينيسيا للعمارة في دورته التاسعة عشرة، وهي المسابقة التي يطرحها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري للمرة السادسة على التوالي، والتي تتناول فكرة تصميم وتنفيذ عمل يحقق موضوع المعرض لدورة 2025، وهو، lntelligens.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة: "تأتي هذه الفعاليات ضمن حرص وزارة الثقافة على دعم الإبداع المعماري المصري والمشاركة الفاعلة في المحافل الدولية، في ظل جهود وزارة الثقافة ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، لتقديم منصة مهمة للمعماريين المصريين لعرض إبداعاتهم على الساحة العالمية، مما يعكس اهتمام الدولة المصرية بتعزيز مكانة مصر في المجالات الفنية العالمية، والسعي لإظهار الهوية المصرية في كل المحافل الدولية، وتقديم أفكار معمارية تواكب التطورات العالمية".
وأكد وزير الثقافة أن المسابقة هذا العام تأتي في توقيت مهم يعكس التوجهات المستقبلية في تصميم المدن واستدامتها، في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالابتكار والتكنولوجيا في مجال العمارة.
ووجه وزير الثقافة، الشكر، لجميع المعماريين المشاركين، ولجنة التحكيم على الدور البناء في اختيار المشروع الفائز، كما أشاد بالمستوى التنظيمي والإبداعي المتميز لمعرض الأعمال المشاركة بالمسابقة، مؤكدًا أنها تعكس عمق الإبداع المصري، ومدى تفرد مواهبه.
كما حرص وزير الثقافة على تسليم جائزة المشروع الفائز بالمسابقة المعمارية لتمثيل مصر في بينالي فينيسيا الدولي للعمارة الدورة 19، والتى جاءت كالتالي: جائزة المركز الأول ذهبت إلى: مهندس صلاح الدين حسن ذكري رئيس الفريق - مهندس إبراهيم زكريا يونس- مهندس عماد فكري فؤاد.
الجائزة الثانية: المهندس مصطفى علي كمال سالم.
الجائزة الثالثة: مهندس عبد الرحمن محمود بدوي رئيس الفريق- مهندس محمد نعمان قطري- مهندس تقى حسن علي- عمر محمد إمام- أحمد مكي محمد جميل- مروة يحيى زبير- عبد الله خالد فتحي- سندس أحمد ماهر- آية أيمن عبد الحميد- علياء أحمد جمال الدين- نور سامح ناجي.
كما حرص وزير الثقافة على منح شهادة تقدير لمشروع كلًا من: دينا عدلي محمود نسيم- رئيس الفريق- سارة مصطفى البطوطي- أيمن مختار نجيب- فاطمة طارق هميسة- آلاء محمد رجائي- نورهان عوض حنفي.
واختتم الحفل بتكريم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة.
وقال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري: "إن مصر بعراقتها وتاريخها وحاضرها وقوتها البشرية، جديرة بالمشاركة في المحافل الدولية بما يليق باسمها الخالد، ولأن بينالي فينيسيا الدولي للعمارة، هو حدث دولي مهم، يجذب أنظار العالم، فإن اختيار مشروع يمثل مصر يُعد هدفاً نسعى إليه في كل دورة، حتى نعكس وجه مصر الحضاري، وفي الدورة التاسعة عشرة من البينالي، سعى الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بإجراء مسابقة بين المعماريين المصريين، لاختيار أفضل المشروعات، من حيث الفكر والابتكار والتجديد، خاصة وأن البينالي يشهد تنافساً كبيراً بين الأجنحة المشاركة فيه من شتى أنحاء العالم".
وأضاف أبو سعدة: "يدور موضوع البينالي هذا العام حول الهندسة المعمارية التكيفية التي تستجيب للتغيرات المناخية الاجتماعية والتكنولوجية القادرة على التكيف مع بيئات متغيرة وهي مفردات تعد تحدياً جديداً يواجه العالم في مختلف المجالات ومن بينها العمارة، التي يجب أن تسعى لتطويعها لخدمتها والاستفادة من معطياتها لتصبح عاملاً جديداً من عوامل التحديث والابتكار، ولمصر مكانة خاصة في بينالي فينيسيا للعمارة، حيث تمتلك جناحاً يعد الجناح العربي والإفريقي الوحيد بين الأجنحة التي تمتلكها أهم الدول، حيث يتوافد إلى الجناح في كل دورة المهتمون بالعمارة من متخصصين ونقاد، وزائرين، ويشهد اهتماماً عالمياً كبيراً، وقد حقق الجناح المصري عبر الدورات السابقة نجاحاً ملموساً في جذب الأنظار إليه، بعدما نجحنا في اختيار مشروعات لائقة بهذا الحدث الدولي المهم".
ووجه الشكر للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لاهتمامه ودعمه لإقامة هذه المسابقة، باعتبارها نافذة تطل على العالم من خلال رؤية معمارية مصرية تتجاوز حدود المحلية وتفتح آفاق الخيال أمام الاحتكاك بالتجارب الدولية.
كما تضمن الحفل عرضًا لفيلم عن المشروع الفائز بالجائزة الأولى والممثل لمصر بالجناح المصري لبينالي فينيسيا للعمارة في دورته ال 19 لعام 2025.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري فينيسيا للعمارة ببينالي المزيد الجهاز القومی للتنسیق الحضاری بینالی فینیسیا المشروع الفائز وزیر الثقافة مصر فی
إقرأ أيضاً:
الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
#سواليف
#الهوية_الوطنية و #الهوية_العربية: جدلية التداخل ومسارات #المشروع_الثقافي_الأردني
الشاعر #أحمد_طناش_شطناوي
رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين/ إربد
لطالما كانت الهوية الوطنية والهوية العربية في علاقة جدلية قائمة على التداخل والتكامل، فلا يمكن تصور هوية وطنية مغلقة دون امتدادها العربي، كما لا يمكن للهوية العربية أن تحقق حضورها دون انصهار مكوناتها الوطنية في مشروع ثقافي جامع، وفي السياق الأردني تتجلى هذه العلاقة بوضوح، حيث لم يكن الأردن يومًا منعزلًا عن قضايا الأمة، بل كان حاضرًا فكريًا وثقافيًا وسياسيًا في مشهدها، وخاصة في القضية الفلسطينية التي شكلت جزءًا من الوجدان الجمعي الأردني، وأسهمت في صياغة مسار الثقافة الوطنية.
وعليه، فإن أي سعي لبناء مشروع ثقافي وطني أردني لا يمكن أن يكون بمنأى عن الفضاء العربي، بل يجب أن يكون امتدادًا له في إطار الخصوصية المحلية، بحيث تتكامل الهوية الأردنية مع الهوية العربية في مشروع ثقافي يعيد الاعتبار للمشتركات الفكرية والتاريخية، ويواجه تحديات العصر بأدوات حديثة تضمن استمرارية الثقافة وتأثيرها في المجال العام.
فقد شكّل الأردن عبر تاريخه نقطة تفاعل بين حضارات متعددة، ما جعله بيئة خصبة للإنتاج الفكري والتبادل الثقافي، فمنذ نشأة الإمارة لعب الأردن دورًا محوريًا في المشهد الثقافي العربي، سواء من خلال حراكه الأدبي، أو عبر مواقفه السياسية والثقافية التي كرّست التزامه بقضايا الأمة، وقد أسهمت مؤسساته الثقافية، مثل وزارة الثقافة ورابطة الكتاب الأردنيين، في دعم الفعل الثقافي، إلا أن هذا الدور لا يزال بحاجة إلى مشروع متكامل يواكب التحديات الراهنة.
وهنا يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن تحويل هذه الهوية الثقافية إلى مشروع استراتيجي يحقق حضورًا وتأثيرًا في المشهد العربي؟
للإجابة عن هذا السؤال فإننا بحاجة إلى محاور أساسية للبدء في مشروع ثقافي متكامل، وذلك من خلال:
أولًا: تعزيز الإنتاج الثقافي المرتبط بالهوية الجامعة
إذ لا يمكن الحديث عن مشروع ثقافي دون توفير بيئة حاضنة للإبداع، تدعم الأدباء والمفكرين، وتربط الإنتاج الثقافي بالهوية الجامعة، بحيث لا يكون مجرد انعكاس لحالة محلية معزولة، بل رافدًا للمشروع الثقافي العربي ككل، وهنا لا بد من تطوير سياسات ثقافية تحفّز الإنتاج الأدبي والفني، وتضمن له الانتشار والتأثير في المجالين المحلي والعربي.
ثانيًا: ربط الثقافة بالسياسات العامة لتعزيز الوحدة الوطنية
إن الثقافة ليست مجرد نشاط فكري أو فني، بل عنصر رئيس في تشكيل السياسات العامة، سواء من خلال تعزيز الانتماء الوطني، أو دعم الاستقرار الاجتماعي، أو المساهمة في الدبلوماسية الثقافية، لذا فإن بناء مشروع ثقافي وطني يتطلب رؤية حكومية تدرك دور الثقافة في التنمية، عبر دمجها في المناهج التعليمية، ودعم الصناعات الثقافية، وتوسيع دائرة التفاعل بين المثقف وصانع القرار.
ثالثًا: إعادة الاعتبار للموروث الثقافي المشترك بأساليب حديثة
إن الثقافة العربية ليست مجرد تراث جامد، بل مشروع متجدد يجب إعادة قراءته وتقديمه بأساليب حديثة، ويشمل ذلك الاهتمام بترجمة الأعمال الفكرية العربية إلى لغات أجنبية، وتطوير الدراما والسينما والمسرح لتعكس القيم الثقافية العربية، واستثمار التقنيات الحديثة في تقديم التراث بصيغة معاصرة تجعل منه عنصرًا جاذبًا للأجيال الجديدة.
رابعًا: استثمار الإعلام والتكنولوجيا في نشر الثقافة
لم يعد بالإمكان الحديث عن مشروع ثقافي ناجح دون استثمار الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، إذ يمكن للأردن أن يكون مركزًا لإنتاج محتوى ثقافي عربي قادر على الوصول إلى شرائح أوسع، سواء عبر المنصات الرقمية، أو من خلال المبادرات الثقافية التفاعلية التي تربط الثقافة بجيل الشباب.
خامسًا: تعزيز الحوارات الثقافية العربية عبر منصات تفاعلية
إن المشروع الثقافي لا يمكن أن يكتمل دون خلق فضاءات للحوار بين المثقفين العرب، تتيح تبادل الأفكار والخبرات، وتساعد في بلورة رؤية ثقافية جامعة، وهنا يمكن للأردن أن يلعب دورًا رياديًا في إطلاق مبادرات ثقافية عربية مشتركة، وإنشاء منتديات ومنصات حوارية تجمع المفكرين والمثقفين في نقاشات معمقة حول قضايا الهوية والتحديث والتحديات الثقافية.
وعلى الرغم من أهمية المشروع الثقافي، إلا أنه يواجه تحديات كبرى تتطلب معالجتها، ومن أبرزها:
ضعف التمويل الثقافي: حيث تعاني المؤسسات الثقافية من نقص الدعم المالي، مما يؤثر على قدرتها في تنفيذ مشاريعها.
تهميش الثقافة لصالح الأولويات السياسية والاقتصادية: حيث لا تزال الثقافة في العديد من الدول العربية تُعامل كعنصر ثانوي في التخطيط الاستراتيجي.
تراجع القراءة والتفاعل مع الإنتاج الثقافي: بسبب انتشار الوسائط الرقمية والترفيه السريع الذي يزاحم المحتوى الثقافي العميق.
التحديات السياسية: حيث تواجه الثقافة العربية ضغوطًا سياسية تحدّ من حرية التعبير وتعيق المبادرات الثقافية المستقلة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بناء مشروع ثقافي وطني أردني قادر على تحقيق تأثير في المشهد العربي يتطلب إجراءات ملموسة، تتلخص في بعض المقترحات العملية التي يمكن لها ان تتجاوز هذه التحديات إلى حد بعيد:
إنشاء مركز أبحاث ثقافي أردني بالتعاون من الجامعات، يعنى بدراسة التحولات الثقافية العربية، ويقدم توصيات لصانعي القرار حول سياسات الثقافة ودورها في التنمية الوطنية والإقليمية. إطلاق منصات رقمية تفاعلية تهدف إلى تعزيز التفاعل بين المثقفين والجمهور، وتقديم محتوى ثقافي معاصر قادر على جذب الأجيال الجديد، من خلال استثمار المؤثرين وتأهيلهم ليكونوا رافدا أساسيا للمشروع الوطني. إعادة هيكلة الدعم الثقافي من خلال تخصيص ميزانيات أكبر للقطاع الثقافي، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الثقافية. دعم مشاريع الترجمة والتبادل الثقافي بين الدول العربية، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات بين المثقفين العرب. تنظيم مهرجانات ومنتديات ثقافية عربية في الأردن تستقطب المفكرين والكتاب من مختلف الدول العربية، لتعزيز الحوار الثقافي وتقديم الأردن كنموذج لدمج الهوية الوطنية بالهوية العربية في مشروع ثقافي متكامل.إن الأردن بحكم موقعه الجغرافي وتاريخه الثقافي، مؤهل ليكون نموذجًا لاندماج الهوية الوطنية في الإطار العربي، بحيث يتحول مشروعه الثقافي من مجرد استجابة للمتغيرات إلى رؤية استباقية تصنع المستقبل، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، وصانعي القرار، والمثقفين، والجمهور، في إطار استراتيجية واضحة تستثمر في الثقافة كقوة ناعمة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع.