هذه علاقة جنبلاط بالجولاني وسوريا الجديدة
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
بشكل واضحٍ وصريح، أعلن الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط اتصاله بأحمد الشرع، قائد هيئة "تحرير الشام" وذلك للمباركة بـ"إسقاط نظام الرئيس السوري السّابق بشار الأسد".
أبرز الرسائل التي أطلقها جنبلاط دعت إلى الحفاظ على وحدة سوريا وعدم تقسيمها، في حين أكّد جنبلاط لجولاني أن لقاءهما سيكون قريباً في دمشق.
ما فعله جنبلاط ليس مُستغرباً، في حين أن عودته إلى دمشق ستكون آتية خلال الأشهر القليلة المقبلة ريثما تستقر ظروف الدولة السورية، وعليه، فإن "زعيم المختارة" سيعود إلى سوريا بعد غياب، ولكن من دون بشار الأسد.
في العام 2011، زار جنبلاط سوريا للمرة الأخيرة، ومنذ ذلك الحين خاض غمار التأييد للثورة السورية، لكنه "غازل" دمشق مرات عدّة بشكل مباشر وغير مباشر.
جنبلاط كان من غير المرغوب بهم في سوريا طيلة سنوات الأزمة، أما الآن وبعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بات بإمكانه العودة من بوابتها العريضة ومن موقع قوي وعبر الجولاني، القائد العام للعمليات العسكرية هناك.
يُدرك جنبلاط أهمية "سوريا الجديدة" بالنسبة له، فالأولوية لديه هناك ترتبط بمنطقة السويداء التي تمرّدت على النظام السوري، فعينه ترنو باتجاه منطقة جبل العرب والمناطق الدرزية التي تقف أيضاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الجديد لسوريا.
لا ينكر جنبلاط هذه الأولويات، فهو على خط تواصل مع المرجعيات الروحية الدرزية في سوريا، كما أن امتداده إلى هناك لا يمكن أن يهتزّ بسقوط نظام أو إحياء آخر. حتماً، هناك ارتباطٌ كبير بين الجهتين، لكن "زعيم المختارة" سيتدخل في سوريا عاجلاً أم آجلاً من خلال إرساء تثبيت معادلة للدروز هناك، أساسها رفض تقسيم سوريا نهائياً والالتزام بنهج الدولة الجديدة التي ستقوم لتبني "سوريا الحرة" كما وصفها جنبلاط.
في عز حُكم النظام السوري، كان جنبلاط يرفض تقسيم سوريا وينأى بنفسه عن تبني هذه المواقف، فهو يعتبر أن مثل هذا السيناريو سينعكس على لبنان أيضاً وسيفتح الباب أمام صراعات كبيرة.
لهذا السبب، يمكن القول إن جنبلاط يريد أن يُعبّد طريقه نحو سوريا من بوابة "توحيدها" عبر الدروز الذين ينظرون إليه كـ"قبلة تاريخية" لا يمكن التنازل عنها، في حين أن مواجهة الأطماع الإسرائيلية داخل سوريا سيُقابلها مواجهة جنبلاطية انطلاقاً من رفض الاحتلال.
أمام كل ذلك، فإن جنبلاط سيحمل رايتين داخل سوريا الجديدة، الأولى راية مواجهة التقسيم والثانية رفض الإحتلال، وهذا دورٌ كبير سيُناط لجنبلاط من أجل حفظ لبنان باعتباره أول المتأثرين بأحداث الداخل السوري، وأول الخاسرين من أي تقسيم قد يحصل.
الآن، يبقى جنبلاط أيضاً الساعي الأول لتعبيد طريق نجله تيمور إلى دروز سوريا، فهؤلاء يمثلون "أصولاً تاريخية" ولا يمكنُ بتاتاً إغفالهم من معادلة المنطقة. وعليه، فإن قوة الدروز السوريين سيتم استنباطها من "دروز لبنان" ومن جنبلاط بالتحديد، وقد يكون الأخير هو "الوجهة" الأساسية لنظام سوريا الجديد وقد يكون مرجعية أساسية لها من بوابة الدروز في المنطقة، وبتأييد مباشر من الجولاني.
لهذا، يمكن القول إن دور جنبلاط وعلاقته بـ"سوريا الجديدة" ستكون كبيرة جداً ومراحلها ستنكشف تباعاً مع الأيام وعقب إطلاق عجلة التأسيس للدولة الجديدة بعد إسقاط النظام القديم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سوریا الجدیدة
إقرأ أيضاً:
الحكومة العراقية تحسم موقفها من سوريا الجديدة رسمياً: التريث كان بسبب دول عربية
17 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: أكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، الاثنين، عدم حصول أي تغيير على جدولة انسحاب التحالف الدولي من العراق حتى الان، فيما حسم موقف العراق بالانفتاح والترحيب بسوريا الجديدة وان تأخر موقف العراق من الحكومة السورية الجديدة جاء لانتظار انجلاء مخاوف بعض الدول العربية من الوضع السوري الجديد.
وقال العوادي انه “ما زالت التوقيتات المتفق عليها بين العراق وقوّات التحالف الدوليِّ التي صدرتْ عن اللجنة العسكريَّة العليا قائمةً ولم يحصلْ عليها أيُّ تغييرٍ حتى الآن ابتداء من أيلول 2025”.
وبين ان “العراق وحكومته كانا سبّاقين بالاهتمام بالواقع السوريِّ الجديد، وصدرتْ عن بغداد ملامح وعلامات الترحيب والاستعداد للتعاون، والأهمّ هو القرار العراقيُّ الجدّيُّ بعدم التدخّل بالشؤون السوريَّة والقبول بما تفرزه المعادلة السوريَّة الجديدة، وقبول أبناء سوريا لواقعهم وإدارتهم الجديدة”.
وأضاف، أنه “سيزور وزير الخارجيَّة السوريّ أسعد الشيباني بغداد لتعزيز العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين الشقيقين الجارين، بينما أعلن وزير الخارجيَّة الدكتور فؤاد حسين أنَّ العراق سيُوجِّه الدعوة لأحمد الشرع لحضور القمَّة العربيَّة في بغداد”.
وتابع أنَّ “بغداد أرادت التريّث مراعاةً لبعض البلدان العربيَّة أنْ تنجلي مخاوفها، وأنْ تبني الإدارة السوريَّة ملامح مؤسَّساتها المهمَّة لتأخذ دورها، وحصل تطوّرٌ خلال الأسابيع الماضية بهذا المسار، وتأتي زيارة وزير الخارجيَّة إلى بغداد لتُحقق الهدف المنشود كمنطلقٍ لبدء علاقاتٍ جديدةٍ قائمةٍ على التعاون والاحترام المتبادل، ولا سيما أنَّ الزيارة ستتناول مجمل الملفات المهمَّة التي تهمّ البلدين”.
وأكّد العوّادي أنَّ “العراق يرغب بالتعاون الجدّيِّ بين حكومتي بلدين شقيقين جارين أمامهما فرصٌ كبرى في شتّى المجالات الاقتصاديَّة والاستثماريَّة والأمنيَّة وغيرها”، بحسب صحيفة الصباح الحكومية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts