التخطيط الإستراتيجي؛ عند صاحب الداء والدواء معا!
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
#التخطيط_الإستراتيجي؛ عند صاحب الداء والدواء معا!
بقلم/ حمزة الشوابكة
في بداية الأمر، لابد وأن ندرك بأن التخطيط الإستراتيجي، هو التخطيط على المدى البعيد إجمالا، حيث بالتخطيط الإستراتيجي، يكون الواحد قادرا على دراسة تحليلية لنقاط القوة والضعف من جهة؛ والفرص والتهديدات من جهة أخرى، الأمر الذي يساعد على الخروج بخطط تضمن نجاحها، وتقليل نسبة الخطأ عند تنفيذها، وبهذا النهج والفكر؛ بدأ أصحاب فكرة (الشرق الأوسط الجديد) بتنفيذ ما خططوا له، فكان من أول خططهم صناعة الداء والمرض، وذلك بإيجاد أذرع لعدو صديق، فكانت المقاومات الفارسية، وكانت الجماعات المتطرفة الخارجية، وبدأ تنفيذ خطط مشروع خبيث، وبدأ المرض ينتشر وينتشر في جسد الأمة العربية والإسلامية؛ بتوجيهات فارسية يهودية، حتى أصبح جسد الأمة مُنهكاً تَعِباً هشّاً؛ عندها انتقلوا إلى المرحلة الثانية، وهي تقديم العلاج المدروس المرسوم، المحدد كمّاً ونوعاً ووقتاً، وقد يكون منه كذبة خبيثة لعينة! وهي تحرير دمشق من دنس العلوية، فقامت الأمة فرَحاً وسمَراً على ذهاب طاغية لعين، غير مدركين بأنها قد تكون جرعة من دواء لداء صانعهما واحد، فربما تبدأ اليهود باحتلال جزء مخطط له من سوريا؛ والقيام بتقسيم الحصص كما كان مخطط له! في حين لا يزال الناس في غياهب صدمةِ فرحةٍ مؤقتة، فرحة سببها قوة تأثير الدواء، تماماً كسرعة ذهاب نظام الطاغية بشار، فقد يكون إسقاط نظام بشار، وتحرير دمشق، والمركز الذي أعطي للجولاني، وصناعة فرحة تلبس ثوب الخدعة؛ كل ذلك قد يكون بداية لتنفيذ خطط لعينة، لن يكون نتاجها إلا زيادة في الفرقة والتشتت والتقسيم لأمة الإسلام والعروبة، وكأننا بتنا أمة لن تفرح الفرحة المرجوة المنتظرة؛ إلا ببزوغ فجر محمد بن عبد الله (المهدي)، فلطفاً وعوناً وتوفيقاً وثباتاً يا ربنا نرجوا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التخطیط الإستراتیجی
إقرأ أيضاً:
قصة سقوط نظام امتد نصف قرن.. لماذا فر الأسد إلى روسيا؟
في مشهد دراماتيكي أعاد تشكيل الخارطة السياسية في سوريا، أُطيح بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر لينتهي بذلك عهد امتد لقرابة 24 عاماً من حكمه، و50 عاماً من سيطرة عائلته على البلاد.
كان هذا التحول جزءاً من انتفاضة معارضة نجحت أخيراً في إسقاط النظام السوري، مدعومة بتغيرات دولية ومحلية قلبت موازين القوى.
ومنذ عام 1970، تركزت السلطة في يد عائلة الأسد، بدأ مع حافظ الأسد، والد بشار، الذي حكم سوريا لثلاثة عقود بقبضة من حديد، استلم بشار الأسد زمام السلطة عام 2000، لكن فترة حكمه شهدت حرباً أهلية دامت أكثر من عقد، تاركة البلاد في حالة من الفوضى والتدمير.
تفاصيل الفرار إلى روسيا
مع تقدم المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام وسيطرتها السريعة على دمشق في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر لم يجد بشار الأسد وعائلته خياراً سوى الهروب.
أكدت تقارير إعلامية روسية أن الطائرة التي نقلت عائلة الأسد إلى موسكو انطلقت بشكل سري من مطار دمشق تحت حماية روسية مباشرة، مما يعكس الاستعدادات الروسية المسبقة لهذا السيناريو.
وكانت روسيا الداعم الأساسي للأسد خلال الحرب الأهلية؛ تدخلها العسكري في عام 2015 قلب موازين المعركة لصالحه، إلا أن انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا وتراجع مواردها جعلها غير قادرة على دعم الأسد في لحظاته الأخيرة.
تشير تقارير إلى أن روسيا كانت تعلم بتحركات المعارضة المسلحة، لكنها فضلت الحفاظ على قواعدها ومصالحها في سوريا بدلاً من التدخل لإنقاذ النظام.
علاقات الأسد بروسيا
تمتد العلاقة بين عائلة الأسد وروسيا تمتد لعقود، حيث اعتبرت موسكو الملاذ الآمن للعائلة في أحلك الظروف، في عام 2019، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن عائلة الأسد امتلكت ما لا يقل عن 20 شقة فاخرة في موسكو، بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، هذه الاستثمارات كانت جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لتحصين العائلة مالياً خارج سوريا.
كما أن الابن الأكبر للأسد، حافظ، يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في موسكو، مما يعكس عمق العلاقة بين الجانبين. يُذكر أن حافظ كان الوجه العام للعائلة في الأوساط الأكاديمية الروسية، حيث كان يظهر في مناسبات عدة تعكس القرب بين الأسرة والنخبة الروسية.
مصير العائلة بعد الفرار
أسماء الأسد: زوجة بشار الأسد، المولودة في بريطانيا، تحمل جواز سفر بريطانياً، مما يتيح لها العودة إلى المملكة المتحدة إذا رغبت. مع ذلك، تشير التقارير إلى أنها قد تفضل البقاء في موسكو بسبب العقوبات الغربية المفروضة على عائلتها، بما في ذلك والدها.
الأبناء: لدى بشار وأسماء ثلاثة أبناء: حافظ، زين، وكريم. الابن الأكبر حافظ، الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، يواصل دراسته في موسكو، بينما يظل مستقبل الأبناء الآخرين غير واضح، يعتقد أن الأسرة تعتمد على ثروتها الموزعة دولياً لضمان مستوى معيشة عالٍ في روسيا.
هل ستتم محاكمة الأسد؟
أثار سقوط نظام الأسد تساؤلات حول إمكانية محاكمته بجرائم حرب، وفقاً لمنظمة العفو الدولية، يُتهم نظام الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية والتعذيب والاختفاء القسري، وفرنسا، على سبيل المثال، سعت لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم حرب.
رغم ذلك، تظل فرص محاكمته ضئيلة طالما بقي في روسيا، كون موسكو لا تسلم مواطنيها أو اللاجئين السياسيين تحت حمايتها، كما أن الحماية التي توفرها روسيا للأسد تندرج ضمن مصالحها الاستراتيجية للحفاظ على نفوذها في المنطقة.
موقف روسيا من المعارضة
مع سقوط نظام الأسد، بدأت موسكو محادثات مع المعارضة لتأمين مصالحها الاستراتيجية في سوريا، بما في ذلك قواعدها العسكرية والبعثات الدبلوماسية. يبدو أن روسيا تحاول التوصل إلى اتفاقيات تضمن استمرارية وجودها في المنطقة، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الجديدة في سوريا.