رئيس البرلمان العربي: مصر بقيادة السيسي دورها محوري في دعم قضايا الأمة
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
أكد محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي أن جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تقوم بدور محوري في دعم القضايا العربية على كافة المستويات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلًا عن تعزيز التضامن العربي في مواجهة الأزمات الراهنة، مشددًا على أن الجهود المخلصة التي تقوم بها مصر في هذا السياق تمثل صمام أمان للمنطقة العربية، مؤكدًا أن البرلمان العربي يدعم كافة الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية في هذا السياق.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية والهجرة بجمهورية مصر العربية د. بدر عبدالعاطي، لرئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشاد رئيس البرلمان العربي بالدور الذي تقوم به وزارة الخارجية المصرية التي تضع المصلحة العربية على رأس أولوياتها، مضيفًا أنها تمثل مدرسة عريقة في مجال السلك الدبلوماسي، ليس فقط على المستوى العربي، ولكن على المستوى العالمي.
وشدَّد اليماحي خلال اللقاء على حرص البرلمان العربي على تعزيز العلاقات مع مجلسي النواب والشيوخ بجمهورية مصر العربية وكافة المجالس والبرلمانات العربية، مؤكدًا أن الدبلوماسية البرلمانية في عالم اليوم باتت أداة مهمة ومحورية في دعم الجهود الرسمية التي تقوم بها الدول العربية وجامعة الدول العربية، وتحقق نوع من التكامل معها في الدفاع عن القضايا العربية، والتعبير عن نبض وصوت الشارع العربي.
ومن جانبه، هنأ الوزير عبدالعاطي "اليماحي" مجددا بمناسبة توليه منصب رئيس البرلمان، معربًا عن تقدير مصر للدور الهام الذي يلعبه البرلمان العربي للتعبير عن صوت الشعوب العربية في القضايا ذات الأولوية، وتشكيل جبهة برلمانية عربية موحدة للدفاع عن المصالح العربية في الاتحادات والهيئات البرلمانية الدولية، وتعزيز العمل العربي المشترك.
وأكد وزير الخارجية المصري على دعم مصر الكامل لجهود تطوير عمل البرلمان العربي وتعزيز دوره على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في تحقيق مصالح الشعوب العربية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة، معربًا عن حرص مصر على مواصلة التنسيق مع رئاسة البرلمان العربي، على ضوء أهمية تطوير العمل البرلماني العربي. كما أشار إلى ضرورة الارتقاء بدور البرلمان العربي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدول العربية، ودفع أوجه التعاون في هذه المجالات بالتنسيق مع البرلمانات الوطنية العربية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر رئيس البرلمان العربي البرلمان العربي الرئيس عبدالفتاح السيسي القضايا العربية المزيد رئیس البرلمان العربی
إقرأ أيضاً:
آن الأوان لإصلاح جامعة الدول العربية
مرت اليوم السبت الذكرى الثمانون على تأسيس جامعة الدول العربية، ذلك الكيان الذي وُلد في لحظة أمل تاريخية عام 1945م، كانت فيه الأمة تعيش على حلم الوحدة والتحرر الوطني من طغيان الاستعمار الغربي وبث روح الحياة في طموحات عربية لبناء تكتل سياسي إقليمي يحفظ سيادتهم، ويصون وحدتهم، ويكون مظلة جامعة لقضاياهم المشتركة. لكن ونحن نطوي العقد الثامن من عمر الجامعة، تبدو المسافة شاسعة بين ما تأسست لأجله في ظل تلك الطموحات، وما آلت إليه اليوم من غياب شبه كامل عن المشهد العربي، حتى في اللحظات المفصلية التي تتطلب موقفا جامعا، وصوتا عربيا موحدا وقويا.
يعيد العالم من حولنا تشكيل نفسه عبر تكتلات وتحالفات كبرى؛ من آسيا الصاعدة التي تقودها الصين في تحالفات كـ «بريكس» و«منظمة شنغهاي»، إلى أوروبا التي عززت وحدتها رغم التباينات وتفكر اليوم في تحالف غربي بعيدا عن ترامب، وصولا إلى أمريكا اللاتينية التي تبني سرديتها الجديدة بعيدا عن الهيمنة الغربية. أما العالم العربي فيغيب عنه المشروع الجامع، ويتوارى خلف أزمات تتعمّق، ومصالح تُدار بقرارات فردية متنافرة، وملفات عالقة بلا أفق. ووسط كل هذا تبدو الجامعة العربية وكأنها مؤسسة شرفية لا فاعلية حقيقية لها ولا صوت مؤثر في كل الأحداث التي تبدو وكأنها تجري في كوكب آخر تماما.
ومع أن الإنصاف يقتضي التذكير ببعض الأدوار التي اضطلعت بها الجامعة في مراحل من التاريخ العربي، فإن من الضروري الاعتراف بأن البنية الحالية لم تعد صالحة لمواجهة تحديات العصر. فالجامعة بصيغتها التنظيمية، وآليات اتخاذ القرار فيها، وعجزها عن احتضان خلافات أعضائها وتجاوزها، لم تعد قادرة على الاستجابة لطموحات الشعوب العربية، ولا لصياغة رؤية مشتركة للمستقبل يبدو وكأنه في مهب الريح.
ما نحتاجه اليوم ليس توجيه تحية للجامعة العربية وتاريخها التليد أو دعوة للاحتفال بذكرى تأسيسها، بل انطلاقة جديدة تُعيد تعريف الجامعة بوصفها تكتلا سياسيا فاعلا في عالم تتصارع فيه الإرادات الكبرى، وتتغير فيه قواعد اللعبة الدولية بشكل غير مسبوق. وتبدأ الانطلاقة الجديدة بإصلاحات جذرية تشمل إعادة صياغة ميثاق الجامعة، وتطوير آليات اتخاذ القرار من الإجماع إلى التصويت بالأغلبية، وإنشاء مجلس أمن عربي فاعل وقادر ومؤثر ومهاب، وتحديث الهياكل المؤسسية بما يتوافق مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
إن اللحظة العربية اليوم، المأزومة على أكثر من صعيد ـ من فلسطين التي تواجه أخطر مراحل تصفية قضيتها، إلى العراق وسوريا ولبنان والسودان واليمن، حيث تمزّق النزاعات جسد الدولة الوطنية ـ تستدعي عمقا في التفكير، وجرأة في المراجعة، لا مجرّد شعارات تُكرر في البيانات الختامية. ولعلّ الأجدى هو التفكير في تحوّل الجامعة من كيان تقليدي إلى منصة استراتيجية للتنسيق السياسي والاقتصادي والأمني.
إن الشعوب العربية لم تعد تنتظر خطابات التضامن التي تصدرها الجامعة العربية، بل أفعالا ملموسة تعبّر عن إرادتها، وتحمي مصالحها، وتعيد لها الثقة بأن مشروع الوحدة العربية الذي نشأت من أجله، ليس حلما مستحيلا، بل ضرورة تاريخية، ليس بالصيغة التي كان عليه الحلم في عام 1942م عندما بدأت المداولات لإنشاء الجامعة ولكن بما يتوافق مع معطيات اللحظة التاريخية الآنية وطموحات المستقبل.
وثمانون عاما تكفي لتدرك الجامعة العربية أنها وصلت عند مفترق طرق صعب جدا، يتطلب أن تكون فيه قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة وتاريخية، تمكن الأمة من تجاوز الخلافات الصغيرة لصالح المصير المشترك. فإما أن تنهض وتُصلح نفسها لتكون رافعة لمستقبل العرب، أو تبقى مجرّد ذكرى تُروى، ومؤسسة تُزار، دون أن تصنع الفرق في مسار الأمة.