“جنين رمز المقاومة وصراع السيادة”
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
” #جنين #رمز_المقاومة وصراع السيادة”
د. #هشام_عوكل، أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولي
في خضم الفوضى والانهيارات المتتالية والنشوة احيانا التي تعم أقطارنا العربية، وتحت وطأة صراعات تضيق بها صدورنا وتجتمع فيها الجراح، تبقى فلسطين هي الفراشة الحالمة في حديقة الكوابيس. أو لنكن صادقين، هي القلب النابض الذي يُذكرنا دوماً بجذور الهوية العربية، والتي يبدو أنها في جعبة التاريخ، نائمة أو “معطلة مؤقتاً” كما يحلو للبعض أن يسميها٫
فلسطين، الغائبة الحاضرة، تتوارى خلف العناوين السياسية المملة، لكنها دائماً ما تعود لتصرخ، “أنا هنا!”.
لكن، ومن دون أي مقدمات، سأقولها بوضوح: فلسطين ليست مجرد اختبار للإنسانية، بل هي اختبار لتماسكنا أو انشقاقنا كأمة. نحن أمام اختبار حقيقي لمواقفنا ومدى إيماننا بقدرتنا على تجاوز الانقسامات. فهل نحتاج إلى مزيد من الفوضى حتى نستيقظ؟ فلسطين أولاً، لأن من دونها سنظل نبحث عن هويتنا في ضوء شاحب وأفقٍ ضبابي، تعليق أوطاننا بين مطامع الخارج وتشتت الداخل.
الواقع اليوم في الضفة الغربية ينذر بالخطر. فقد شهدت العمليات الأخيرة في مخيم”جنين” اشتباكات عنيفة، في وقت تسعى فيه أجهزة السلطة الامنية الفلسطينية لتحقيق إنجازات لا تتعدى كونها كلمات على ورق، تجسّد مشهداً مؤسفاً من الكوميديا السوداء. هل يحتاج الاحتلال الإسرائيلي حقاً إلى تنفيذ مخططاته من خلال تصفية مقاومينا او كما تسميهم السلطة” قاطعين طرق او عصابات شوراع ” ما يحدث هو جزء من “استراتيجية” مدروسة تهدف إلى خنق أي صوت معارض ومقاوم ٫٫٫يتجلى التواطؤ بشكل واضح في الإجراءات الحالية، حيث تسعى السلطة إلى وأد المقاومة. ولكن هل يعتقدون حقًا أنه بإمكانهم قتل الروح الحية للامة من خلال مثل هذه السياسات؟ يثير تساؤلاتي كيف يمكن للسلطة أن تبقى في حالة من السكون بينما الشوارع مليئة بروح الفداء والمقاومة؟!
يبدو أن بعض قادتنا يغردون خارج السرب. إنهم يقعون في فخ السياسة المتآمرة التي تهدف إلى القضاء على المقاومين، مما يساهم في إفراغ الضفة الغريبة من أي منبر مقاوم، ليبقى الاحتلال يحتسي الحدث باطمئنان ٫عندما نتحدث عن فلسطين، لا بد من العناية بإحياء ضمير واعي، لا بمجرد دغدغة المشاعر، بل بترتيب صفوفنا أمام هذه السلسلة الطويلة من التحديات حان الوقت لتوجيه البوصلة نحو الصورة الأكبر
اللحظة التاريخية مسؤولية جماعية تجاه الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لزرع الفتنة بيننا. يجب أن نتجاوز خلافاتنا ونعمل على وحدة حقيقية.
لن ينجح مشروعنا الوطني إلا بتوحيد الصفوف وبناء البيت الفلسطيني فلنجعل قضيتنا المركزية هي القدس واللاجئين، رمز عزتنا.
في نهاية المطاف فلسطين ليست قضية عابرة، بل هي معركة الوجود والهوية. فإذا كنا نؤمن بقدرتنا على استنهاض الأمة من جراحها، فلندحر الفتنة الفلسطنينية ، ولنقف صفاً واحداً في وجه الاحتلال، لنعيش جميعًا كأمة تمتلك حكاياتها، وواقعها، وأحلامها، دون تردد. فلسطين هي خيارنا الأوح
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: جنين رمز المقاومة
إقرأ أيضاً:
مقتل قائد بكتيبة جنين بمواجهات مع أمن السلطة الفلسطينية
أفادت مصادر للجزيرة بمقتل أحد قادة كتيبة جنين في سرايا القدس برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية خلال اشتباكات مسلحة اندلعت اليوم السبت في محيط المخيم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت المصادر إن المقاوم المطلوب لجيش الاحتلال يزيد جعايصة قتل خلال الاشتباكات مع أجهزة أمن السلطة قرب جنين صباح اليوم، وأشارت لوقوع عدد من الإصابات بين المواطنين بينهم طفلين.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من وصفته "بالشهيد القائد" يزيد جعايصة الذي قتل برصاص أجهزة السلطة في جنين، وقالت الحركة في بيان إن "استمرار أجهزة السلطة في هذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويؤجج خلافات داخلية في توقيت مصيري"، وفق تعبيرها.
واستنكرت حماس استمرار ملاحقة أجهزة السلطة الأمنية المقاومين المطلوبين للاحتلال واستهدافهم المتصاعد في جنين.
وأشارت المصادر إلى تجدد الاشتباكات بين المقاومة وأجهزة السلطة في طولكرم إثر استمرار أجهزة أمن السلطة بمحاصرة مخيم جنين.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني أنور رجب، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، شرعت فجر اليوم بتنفيذ ما وصفتها بخطوات جديدة تهدف لحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون في مخيم جنين.
إعلانوأضاف رجب في بيان صحفي، بأن هدف الحملة هو "قطع دابر الفتنة والفوضى واستعادة مخيم جنين من سطوة من وصفهم بالخارجين عن القانون"، وفق تعبيره.
فيديو سابق لأحد قادة كتيبة جنين المقاوم الشهيد #يزيد_جعايصة الذي ارتقى برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في #جنين شمال الضفة الغربية، صباح اليوم.#قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/S1EVgsvr3y
— وكالة قدس برس (@qudspressagency) December 14, 2024
وقبل يومين أقرّت السلطة الفلسطينية بمسؤوليتها عن مقتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاما) في مدينة جنين خلال اشتباكات اندلعت الأسبوع الماضي مع مسلحين فلسطينيين.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتتهم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد الوضع في الضفة الغربية.
وتعتقل أجهزة السلطة في الضفة المحتلة -وفق بيانات حقوقية- أكثر من 150 مواطنا فلسطينيا، بينهم مقاومون ومطاردون من قبل الاحتلال وطلبة جامعات وأسرى محررون ودعاة وكتاب وصحفيون، وترفض الأجهزة الإفراج عنهم، رغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عنهم أكثر من مرة.
اشتباكات مع الاحتلالوكانت مصادر قالت للجزيرة إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز سالم العسكري قرب جنين.
وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها في سرية السيلة الحارثية تمكنوا من "إمطار تجهيزات العدو في محيط حاجز سالم العسكري بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مباشرة".
وفي الضفة الغربية أيضا، أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الآليات مصحوبة بجرافة عسكرية مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس من حاجز حوارة العسكري، ونشرت آلياتها وقناصتها في أحياء المخيم. وأضافت المصادر أن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاومين وقوات الاحتلال.
إعلانوقد تبنت سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في بيانين منفصلين مسؤوليتهما عن تفجير عبوات ناسفة شديدة الانفجار في منطقة السوق داخل المخيم بآليات عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بها.
???? متابعة |طيران الاحتلال يحلق في سماء جنين تزامنا مع الاشتباكات الدائرة بين كتيبة جنين وأجهزة أمن السلطة pic.twitter.com/KxSosVWD8f
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 14, 2024
اقتحاماتواقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلية الليلة الماضية بلدات وقرى عدة شملت بلدتي سبسطية وبيت أمرين شمال غربي مدينة نابلس، وسط مواجهات مع شبان فلسطينيين.
كما اقتحمت آليات عسكرية بلدة نحالين غربي بيت لحم دون تسجيل أي حالات اعتقال. وامتدت الاقتحامات أيضا إلى بلدة النبي صالح شمال غربي رام الله، وبلدة يعبد جنوب غربي جنين، وسط إلقاء مقاومين عبوات ناسفة محلية الصنع على الآليات الاسرائيلية قبل انسحابها من البلدة.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر إجمالا عن 811 شهيدا ونحو 6450 جريحا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي إنهاء الحرب فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.