موقع 24:
2025-04-30@21:34:31 GMT

جماعات التطرف تنقسم لتلبس ثوباً جديداً

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

جماعات التطرف تنقسم لتلبس ثوباً جديداً

الحلول النموذجيَّة للتخلُّص من أعراض التطرف والإرهاب كثيرة

المواجهات العسكريَّة وحدها لن تنهي الصراع التطرف أو الإرهاب؛ لأن هناك جذورًا فكريَّة وثقافيَّة متشددة، هيأت مناخًا خاصًّا جعلتنا نتقبَّل التطرُّف وكأنه قدَر لا مناصَ منه، كما أن البحث في موضوع الطائفية أو التشدد أو العنف أضحى أمرًا مغريًا بالبحث عن مكامنه الأولى وهُويته، إنها رحلة شاقَّة وعميقة في داخل أغوار النفس البشريَّة، ومدى الطبيعة العدوانيَّة والدمويَّة لتوجُّهات أصحابه.


فالخسائر الكبرى منيت بها “الدولة العربية”، والهزائم المتلاحقة في أماكن التوتر، هل يعني دحر ظاهرة "التشدد أو التطرف أو الطائفية" واخواتها؟، هل يمكن أن تتشظى هذه الجماعه وتنقسم خلايا لتلبس ثوبًا جديداً -تتجدد-لتخفي معالمها الواضحة؟، هل نستطيع القول بأنه فقد أو سيفقد وهجه؟ هل بدأ التنظيم لفظ أنفاسه الأخيرة؟! هل الولاء العابر للحدود للتطرف في خفوت وتراجع؟!
إن الإرهاب يزرع أتباعه في المناطق الأكثر توتُّرًا، ويجيد التفاعل مع أي أقليَّة تشعر بالتهديد أو تشكو من التهميش؛ لأن الطائفية لا تنمو إلا داخل بيئات تمزِّقها الخلافات العرقيَّة والدينيَّة، ما يسمح باستغلال الظروف الأمنيَّة المتردية والبيئات المنقسمة، لا سيما في خضمِّ أزمات صعقت الشعوب العربية بما فيه الكفاية، وجعلتها منهكة لاهثة عن الحرية والكرامة والعيش والأمن.
إن العالم كله، وخصوصًا عالمنا العربي، يقف اليوم أمام تحدٍّ كبيرٍ يُضاف إلى قائمة الأزمات التي تواجهها المنطقة بقوة وثبات، وهو مدى سيادة الدولة الوطنية، والحفاظ عليها من العبثية والفوضوية، مرورًا بالتخلُّص من الطائفية التي ترعاها دول مجاورة، وصولًا إلى عدم الاستقرار الإقليمي من كل الجبهات، ما يدلُّ على المنحى التصاعدي للتوتر القائم.
وإنَّ غياب التوازن في بعض المواقف العربية يُشكِّل تهديدًا جديدًا، خاصَّةً تلك الجماعات المسلَّحة بوعي تاريخي مُثقَل؛ لأنَّ لديها إمكانات التلاعب بالنسيج الوطني لتصنع مشهدًا عربيًّا كسيحًا ومشوّهًا.
والعجيب أن بعض السياسيين المسكونين بهاجس التغيير، لا ينتبهون لما يحدث في الكثير من البلدان العربية والمجاورة، وكأنهم لا يُنصتون لأجراس خطر الانقسام التي تدق بقوة.
لا يمكن النهوض بدون الاعتزاز بالدولة الوطنية المتماسكة، وميراثها الأصيل الذي خلّفه الأسلاف، ليعكس الصورة النموذجية للإنسان المتحضر الذي يتواصل مع الماضي والحاضر ويرسم المستقبل الذي يجب أن يُشاهده العالم.
فالحوار الوطني هو مؤشِّر حقيقي من مؤشرات التحضُّر، وهو الجهاد الذي يهدف إلى تحقيق قيم الإنسانية والكرامة والوعي، وهو يمثِّل الإصلاح الذي لا ينبغي أن يكون للتكيُّف مع الأوضاع السائدة المضللة فقط، بل يجب أن يهدف إلى تغيير حقيقي يؤدي بهذه المجتمعات إلى معانقة الحرية والكرامة والسّلام.
ولنا فيما يحدث في سوريا خير دليل؛ فلضمان استدامة المكاسب المتحققة في سوريا، أرى أن الحل الوحيد هو التلاحم الوطني لاستئصال شأفة العنف، ونتمنى الاستمرار في التعاون بين كل الأطياف الوطنية، وأن تجمعهم وحدة الموقف لكي يتم التغلب على الخسائر أو أي تبعات أو أعراض مرضية من شأنها أن تجهض الدولة الوطنية أو تهدد استمرار هذا الانتصار المهم.
إن الأوطان العربيَّة كافة مطلوب منها التصالح المجتمعي، وقبول خطاب السلام المجتمعي بين كلِّ الأطياف والمكونات المختلفة، فهذا هو الاختبار الحقيقي لكيفيَّة التعامُل مع مرحلة هاجس الخوف من«الانقسام»، ولا بدَّ من الوصول إلى طريقة للتعامل مع ملف الفكر المتطرِّف عمومًا؛ ومكافحة تبعات المعركة المستعرة مع المتشددين.
كما أن الحلول النموذجيَّة للتخلُّص من أعراض التطرف والإرهاب كثيرة، مثل الإجراءات السياسيَّة والأمنيَّة القويَّة، وملء الفراغ بالتدين المتزن الذي يحمي الشباب من أن يكون فريسة سهلة للوقوع في الجريمة، وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال العلماء الربانيين، والمعلمين المخلصين، وأهل الفتوى الصُّلحاء، وأئمة المنابر الفضلاء، الذين يتَّصدون للأفكار المغذية للتطرف، وتجفيف مسبِّبات الصراع الديني والإثني، أو تسويق الأفكار الطائفيَّة، والفتاوى العشوائيَّة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

مدير إدارة الشؤون الأوروبية يحضر حفل سفارة هولندا باليوم الوطني

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة القمة الشرطية العالمية تنطلق في دبي 13 مايو بمشاركة 150 خبيراً من 100 دولة «تمكين المجتمع» تخرج 40 منتسباً من العاملين في مؤسسات النفع العام

حضر عمر راشد النيادي، مدير إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية، حفل الاستقبال الذي أقامه خيرارد بول ماري هوبير شتيفس، سفير مملكة هولندا لدى الدولة، بمناسبة اليوم الوطني لبلاده.
كما حضر الحفل، الذي أقيم بفندق الريتزكارلتون في أبوظبي عدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الدولة، وأبناء الجالية الهولندية المقيمة في الدولة.
وأشاد السفير الهولندي في كلمة بهذه المناسبة، بالعلاقات القوية التي تربط بلاده مع دولة الإمارات، وبالسياسة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعد شريكاً رئيسياً ومهماً لهولندا في المنطقة، وتربطهما علاقات قوية وراسخة في شتى المجالات، لافتاً إلى اهتمام وحرص قيادتي البلدين خلال السنوات الأخيرة على تعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.

مقالات مشابهة

  • مدير إدارة الشؤون الأوروبية يحضر حفل سفارة هولندا باليوم الوطني
  • مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"
  • “مجمع الملك سلمان العالمي” يختتم مؤتمر “اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية”
  • حزب المؤتمر يهنئ عمال مصر بعيدهم: العمود الفقري للاقتصاد الوطني
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • «الدبيبة» يزور المؤسسة الوطنية للنفط ويؤكد أهمية دورها في تعزيز الاقتصاد الوطني
  • سفارة سيراليون لدى الدولة تحتفي باليوم الوطني
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • الأزهر الشريف يدين قتل مصلٍ في مسجد بفرنسا