رسخت دولة الإمارات خلال 2024 مكانتها كأحد أبرز الدول الفاعلة في مجال الفضاء وعلومه، عبر جملة من المهام والمشاريع والبرامج الطموحة ذات الأثر الإيجابي على البشرية جمعاء.

وواصل قطاع الفضاء الإماراتي استكمال البناء على ما حققه من إنجازات خلال الأعوام الماضية، عبر كوادر وطنية مؤهلة تقود طموحات الدولة في هذا المجال نحو آفاق لا حدود لها.


واستهلت الإمارات 2024 بالإعلان عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway” إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد.

حزام الكويكبات

وأنجزت مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة التصميم الأولي للمهمة خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير (شباط) الماضي، التي تعتبر مرحلة رئيسية في ضمان نجاح وأمان المهمة الفضائية، إلى جانب تسليط الضوء على آخر التفاصيل والمستجدات حولها.
ووقعت وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، لتوفير خدمات الإطلاق باستخدام الصاروخ الحامل H3 في 2028 للمركبة "المستكشف محمد بن راشد" لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أحد أضخم المشاريع الوطنية الإماراتية في مجال الفضاء.
من جانبها، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية، إطلاق مشروع الاسطرلاب الفضائي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
ويستهدف المشروع، توظيف تقنية الأقمار الصناعية والصناعات المتقدمة والذكاء الصناعي، واستغلال إمكانيات وريادة الإمارات في تتبع والرقابة على القطاع البحري، ورفع كفاءة وفاعلية عمليات تحديد مواقع السفن وعرض حالة البحر والأحوال الجوية.

مسبار الأمل

وواصل "مسبار الأمل الإماراتي" مهامه العلمية، الهادفة لتحقيق فهم أعمق لأسرار كوكب المريخ، وكشف الغموض المحيط به، إذ نشر ملاحظات لشفق الجانب المظلم للمريخ، وقدم مساهمة علمية قيمة لفهم كيف يفقد المريخ مياهه حاليا، كما وفر الخرائط اليومية للغبار والجليد على مدار عام مريخي كامل.
بدوره، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن بدء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وهي جزء من بحوث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية "هيرا" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
كما أعلن المركز، بالتعاون مع كليات التقنية العليا، عن بدء العمل على تطوير القمر الاصطناعي HCT-Sat 1، وهو قمر اصطناعي نانومتري مخصص لرصد الأرض، مساحته U1، وبأبعاد 10 10 x 10 x سم.

أقمار جديدة

وفي يوليو (تموز) الماضي، وقّعت شركة الياه سات للاتصالات الفضائية "الياه سات"، عقداً مع شركة " سبيس إكس" لإطلاق قمريها الصناعيين الجديدين والمتطورين من أقمار المدار الأرضي الثابت "الياه 4" (AY4) و"الياه 5" (AY5)، باستخدام مركبة الإطلاق فالكون 9.
وتُعدّ الاتفاقية خطوة مهمة في برنامج تطوير القمرين الصناعيين بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 3.9 مليارات درهم، ويشمل ذلك المركبة الفضائية والبنية التحتية الأرضية والإطلاق والتأمين.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت بيانات، المزود لحلول التقنيات الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وشركة الياه للاتصالات الفضائية، عن نجاح إطلاق أول أقمار البرنامج الفضائي الإماراتي الطموح لرصد الأرض، حيث تم إطلاق القمر الصناعي للرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR) إلى المدار الأرضي.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أعلنت "سبيس 42" الإماراتية و "آيس آي" العالمية، عن إنشاء مشروع مشترك لتصنيع الأقمار الاصطناعية الرادارية (SAR) في الإمارات.

المجلس الأعلى للفضاء

واعتمد مجلس الوزراء، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قراراً بإنشاء مجلس دائم بمسمى "المجلس الأعلى للفضاء" الذي سيتولى اعتماد كل من السياسة العامة لتنظيم قطاع الفضاء والأنشطة الأخرى ذات الصلة بالقطاع، والأولويات الوطنية للدولة في قطاع الفضاء وتحديد التقنيات المستهدفة بما يضمن السيادة التكنولوجية للدولة في هذا القطاع.
وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبمناسبة الاحتفال بعيد الاتحاد الـ53، منح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أوسمة الفضاء لخمسة من أبناء الوطن تقديراً لدورهم في النهوض بقطاع الفضاء في الدولة.
واستضافت الإمارات يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء بحضور 1000 مشارك من صانعي القرار والسياسات وممثلي صناعة الفضاء والأوساط الأكاديمية والجهات الفضائية الناشئة من القطاعين العام والخاص، لمناقشة التحديات والفرص في هذا القطاع الحيوي، ودفع مجتمع الفضاء الدولي للتحول من مرحلة الحوار إلى التطبيق، من خلال ترجمة النقاشات إلى التزامات وسياسات تسهم في استدامة مستقبل الفضاء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات محمد بن راشد قطاع الفضاء

إقرأ أيضاً:

تفاصيل معاناة 280 يومًا.. عودة الرائدين العالقين من "المحنة الفضائية"

أنهت عودة رائدَي الفضاء الأميركيين اللذين علقا أكثر من تسعة أشهر في محطة الفضاء الدولية إلى الأرض الثلاثاء، أنهت فصلًا فضائيًا وسياسيًا تابعَ العالم أحداثه وتطوراته.
فبعد رحلة استغرقت 17 ساعة، هبطت مركبة الفضاء التابعة لشركة "سبيس إكس" بسلاسة قبالة سواحل فلوريدا حاملةً الرائدة الأميركية سوني وليامز ومواطنها بوتش ويلمور، بعدما أبطات أربع مظلات قوية سرعتها.
أخبار متعلقة زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب محافظة "إيشيكاوا" اليابانية40 مفقودًا بغرق مركب في المتوسط والعثور على ست جثثوكان برفقة الرائدَين في رحلة العودة مواطنهما نيك هايغ، بالإضافة إلى الروسي ألكسندر غوربونوف.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رحلة سبيس إكس إلى محطة الفضاء الدولية - "إكس" سبيس إكساستقبال مميز
كانت في استقبال الرواد الأربعة في موقع هبوط المركبة بحرا مجموعة من الدلافين التي تحلقت حولها، وما كان من نيك هايغ الذي كان يتولى قيادة المركبة إلاّ أن هتف بواسطة جهاز الاتصال اللاسلكي "يا لها من مغامرة!"، واصفًا "الابتسامات العريضة" لرفاقه.
ثم انتُشِلَت المركبة "كرو دراجون" من المياه وأُخرِج منها ركابها بعناية ووُضعوا على نقالات، ومنها لوّحوا للكاميرات.
وبحسب البرنامج، يُجرى لهم فحص طبي أولي يُنقَلون بعده في المساء إلى هيوستن في ولاية تكساس، حيث يقابلون عائلاتهم، على أن يخضعوا بعدها لبرنامج إعادة تكيّف مع جاذبية الأرض.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استقبال رواد الفضاء الجدد بالعناق والمصافحة - ABC7الوفاء بالوعد
وكان رائدا الفضاء المخضرمان انطلقا في مهمة مدتها أساسًا ثمانية أيام، ولكن إقامتهما طالت بسبب رصد أعطال في نظام الدفع الخاص بالمركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينغ" التي حملتهما إلى المحطة.
ودفعت هذه الإخفاقات وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إلى اتخاذ قرار في الصيف بإرسال المركبة الفضائية المصنّعة من "بوينج" فارغة وإعادة رائدي الفضاء إلى المحطة عبر مركبة تابعة لـ"سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، ما شكّل نكسة لـ"بوينج".
ووسط التعاطف الشعبي العام مع الرائدين، اتخذت هذه المهمة منحى سياسيًا أخيرًا مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ اتهم سلفه جو بايدن بـ"التخلي" عمدا عن رائدي الفضاء، متعهدا "إنقاذهما".
وأبرزَ البيت الأبيض الثلاثاء عبر منصة "إكس" ما وصفه بـ"الوفاء بالوعد"، مشيداً بالدور الذي أداه إيلون ماسك.
وكان رجل الأعمال الثري الذي أصبح مستشارًا مقربًا من الرئيس ترامب أكد أنه كان يستطيع إنقاذ الرائدين منذ مدة طويلة، لكنه لم يحدد كيفية تحقيق ذلك، وأثارت تصريحاته ضجة في أوساط قطاع الفضاء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الصورة الأولى لرائدي الفضاء بعد العودة إلى الأرض - usa todayأكثر من 280 يومًا
وٌوضعت الخطة التي أتاحت عودة الرائدين قبل عودة الجمهوريين إلى السلطة بوقت طويل.
وفي نهاية سبتمبر، أرسلت "ناسا" وشركة "سبيس إكس" شخصين فقط إلى محطة الفضاء بدلا من الأربعة الذين يفترض اصلاً أن يضمهم الطاقم البديل، من أجل ترك مقاعد خالية لبوتش ويلمور وسوني وليامز في رحلة العودة.
ولكي يتمكن الأربعة وبينهم الرائدان العالقان من مغادرة محطة الفضاء الدولية، كان عليهم بعد ذلك انتظار وصول الطاقم التالي للحلول محلّهم.
وكان من المقرر أساسًا أن يحصل ذلك في فبراير، لكنّه أُرجِئ إلى منتصف مارس، وهو ما حصل الثلاثاء.أسباب التأخير
قال المسؤول في وكالة "ناسا" ستيف ستيتش في مؤتمر صحافي الثلاثاء إنه لم يكن واردا قَط إرسال الطاقم البديل قبل اليوم، وقال إن التأخير الأخير كان بسبب تعديلات من جانب "سبيس إكس".
وفي أثناء إقامتهما الطويلة في محطة الفضاء الدولية، شارك سوني وليامز وبوتش ويلمور في تجارب عدة. واعتبرت وليامز في مطلع مارس إن "كل يوم مثير للاهتمام"، موضحة أن الانتظار كان صعبا خصوصا بالنسبة لأسرتيهما.
أما ويلمور فقال "كنا مستعدين للبقاء لمدة طويلة، على الرغم من أننا كنا نعتقد أننا لن نبقى سوى وقت قصير".الرقم القياسي
رغم مرور أكثر من 280 يومًا متتاليا على وجودهما في الفضاء، لم يتجاوز بوتش ويلمور وسوني وليامز الرقم القياسي الذي سجله رائد الفضاء الأميركي فرانك روبيو.
وأمضى الأخير 371 يومًا في محطة الفضاء الدولية عام 2023، بدلا من الأشهر الستة التي كان مخططا لها في البداية، بسبب تسرب سائل تبريد في المركبة الفضائية الروسية التي كان مقررا استخدامها في رحلة العودة.
ولا يزال الروسي فاليري بولياكوف الذي أمضى 437 يوما على التوالي في المحطة الفضائية السابقة "مير" خلال مرحلة 1994-1995، يحمل الرقم القياسي المطلق لأطول إقامة فردية في الفضاء.

مقالات مشابهة

  • «محمد بن راشد للفضاء» يفتح باب التسجيل بدراسات محاكاة الفضاء المستقبلية
  • محمد بن راشد للفضاء يفتح باب التسجيل بدراسات محاكاة الفضاء المستقبلية
  • «محمد بن راشد للفضاء» يفتح باب التسجيل بدراسات محاكاة الفضاء المستقبلية
  • مجلس راشد بن حميد يضيء على جهود التنمية
  • «محمد بن راشد للفضاء» يدعو للمشاركة في الأسبوع الجيومكاني
  • مركز محمد بن راشد للفضاء يفتح باب التسجيل في برنامج أبحاث علوم الفضاء 2025
  • «محمد بن راشد للفضاء» يفتح باب التسجيل في برنامج أبحاث علوم الفضاء 2025
  • اقتصاد صنّاع المحتوى.. صناعات ثقافية وإبداعية تعزز مكانة عُمان عالميا
  • تفاصيل معاناة 280 يومًا.. عودة الرائدين العالقين من "المحنة الفضائية"
  • طموح زايد.. أصل الحكاية في معانقة الإمارات للفضاء